!~ آخـر 10 مواضيع ~!
|
|
إضغط على
![]() ![]() |
![]() |
|
أدوات الموضوع |
5.00 من 5
عدد المصوتين: 3
|
انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||||
|
||||||
الساعة 7 مساء : في سجن بريمان : ~ ماااااااااااااااااااااااااااااااات , ولدي مااااااااااااااااااااااات ~ قام عن سريره المهترئ لكن رجوله خانته وخلته ينهار جالس وهو ما كمل قومته , جري الملازم سيف وهو يقول : يا شيخ .. أشر له علي بحزم إنه ما يقرب وهو يهمس : إنا لله وإنا إليه راجعون , إنا لله وإنا إليه راجعون , الحمد لله , الحمد لله , ما أحب الله عبدا إلا ابتلاه , اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك .. واختنق صوته وهو يردد : ما أحب الله عبدا إلا ابتلاه , ما أحب الله عبدا إلى ابتلاه .. قام بسرعة وقال بهدوء بعد ما سحب نفس عميق : أبغى أتوضأ .. انصعق الملازمين من قوته , قال سيف : يا شيخ ما تبغانا نبلغ العميد إنك بتشوفه الحالة خطـ .. طالع فيهم وقال بثبات يقاطعه : أبغى أصلي ركعتين أول .. تحرك سيف وجاب له الموية , توضأ بها وقال : أبغى أكون لوحدي .. خرجوا وهو يعطيهم ظهره متوجه للقبلة , أول ما سمع صوت إنغلاق الباب المعدني تلاه صوت صرير أقفاله الثقيله كبر , وقبل ما يفتح شفته سالت دموعه , سالت لدرجة ما قدر معاها إنه يقول دعاء الاستفتاح وأول مافتح فمه صدرت شهقة حسها قطعت قلبه لمليون قطعة , رص فمه وهو ينشج نشيـــج موجع , جاهد عشان يفتح فمه بكلمة لكنه ما قدر , قبض بيده اليمين على يسراه وهو يشهق بقوة , كتم شهقاته وهو يصرخ بداخله بتضرع ~ وحيدي ياااااااااااااااااارب , وحيدي و أنت أعلم , ليس لي غيره يا رب , ليس لي غيره , يا ربي أمانتك وإذا أردت استرجاعها فهو حقك , يا ربي صبرني , يا ربي خفف علي حزني , يا رب لا تفجعني بفقده , يا رب لا تفجعني بفقده , أعوذ بك أن أكون من الجاهلين يا رب ولكني أتوسلك إن كان في حياته خيرا فأحييه , ربي ما مددت يدي لك ورددتني خائبا , ربي أطمع في وااااااسع رحمتك و عظيم كرمك , ربي لا تفجعني به ~ كم مضى وهو واقف ما يدري , لكنه أخيرا قدر يقرأ الفاتحة وسورة قصيرة ويركع ولمن سجد رجعت دموعه أغزر وهو يقول بنشيج : ياااااااارب أتوسلك , ياااااااااااااارب مارددتني خائبااااااا .. رفع وسجد مرة ثانية بشوق , كان يعرف إنه أقرب ما يكون العبد لربه وهو ساجد دعى دعااااء طويل , ولمن رفع للركعة الثانية وأنهاها كان أهدأ وقلبه مرتاح أكثر .. التفت و انصدم لمن لقي العميد قدامه , قام علي وقال بشموخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. ابتسم العميد ابتسامته الملتوية وقال : ما تبغى توقع الورقة وتنهي شقاء خمس سنين وتروح تشوف ولدك وتوقف مع أهلك , أكيد محتاجينك أكثر دحين , زوجتك بناتك و .. كانت كلمات العميد تصب في أذن علي وهو يفكر ~ أوقع الورقة وأخرج , أوقع الورقة وأشوف أخواني ونورة , خولة وبناتها , سفانه والخنساء وأشوف حساااااااااااان ~ وبلا مقدمات اخترقت آية ( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ) في عقله حس لحظتها بكل وجعه و حرقة قلبه تزووووول , قاطعه بحزم : ومن يتق الله يجعل له مخرجا , ماني موقع الورقة وهي كلها كذب وزور وتراهاااااااات .. ورفع يده وأشر بسبابته للسما وقال بصوت قوي : دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجااااااااب , ربي بيختبر إيماني و إن شاااااااااااااء الله بأكون على قدر الامتحان .. وتحرك للسرير وجلس عليه وسحب مصحفه وهو يقول : إذا تأكدتم من موت ولدي بشروني إن الله أحبني أكثر .. و مسك دموعه وبلع غصته عشان ما يشوفها العميد اللي رماه بنظرة إحتقار وهو يخرج ويأشر لسيف إنه يصك الباب .. فتح المصحف وانتبه لحظتها ليدينه المرتجفه , رفعها لقيها تنتفض بقوة , قبضها و صرخ في أعماقه ~ يااااااااااااااااااااااااااااارب , مارددتني خااااااااااااائبااااااااااااا ~ *********************** الساعة 7.45 في المستشفى : : نجحت العملية .. الكل طالع بصمت في الدكتور رامي اللي خرج وهو يلهث من شدة الحماس , الكلمة تترددت بداخلهم وهم مهم مستوعبينها , صرخ رامي بحماس غريب : الحمد لله نجـــحـــت , استخرجنا الرصاصة و حالته مستقرة حاليا .. توقف عبد الرزاق عن دورانه في الممر و فز ماهر وسامر من مقاعدهم وهم يصرخون بحماس , غطى جاسم وجهه وهو يقول بصوت مفجوع : الحمد لله , الحمد لله .. زفر عدنان وخرج أنفاسه الحبيسة وهو يحط يدينه على أكتاف جاسم ويشدها بقوة , زادت سرعة أنفاس عبد الرزاق وتحولت لشهقات مسموعة وهو ينهار على الأرض وهو يبكي بعدم تصديق , جثى عمر اللي جالس جنب جاسم و سجد شكر , لحقه عدنان وثواني سجد جاسم ولحقوه التوأم , حتى عبد الرزاق المنهار قام من جلسته و سجد , هبطت رهبة على كل اللي في الممر من منظرهم وهم ساجدين , أول من رفع كان جاسم اللي قام و قال بلهفة : نقدر نشوفه .. ابتسم الدكتور رامي ومسح عيونه وهو يحس بغصة غريبة من مشهدهم وهم ساجدين وقال : حاليا من ورى القزاز .. كلهم تقدموا بيسألونه , قال على طول : واحد بس اللي ممكن يدخل لأنه في العناية المركزة , لازم يكون تحت الملاحظة ثلاثة أيام إلين يتعدى مرحلة الخطر اللي هي 48 ساعة , بعدها نتابعه عشان نتأكد إنه مافي أعراض جانبية .. زفر وكمل بحماس : سبحان الله , الرصاصة جات على بعد 2 سم عن القلب واخترقت الرئة , لو قدر الله وتحركت ليمينه شويه كان مات , الولد هذا نجى بمعجزة .. لمن شاف الدهشة على وجيههم قال يفهمهم : في اعتقاد خاطئ إن القلب جهة اليسار وهو في الحقيقة يتوسط الرئتين لكن طرفه السفلي يميل نحو اليسار .. حمدوا ربهم , ابتسم وقال : وحاجة ثانية , الحمد لله اللي الرصاصة صابته من مسافة بسيطة ولا كان اخترقته بقوة ووصلت لعموده الفقري وسببت له مضاعفات ممكن توصل للشلل .. وزادت ابتسامته وقال : هذا أمه داعية له من قلبها .. قبض جاسم على ذراع الدكتور وقال : أبغى أشوفه .. انفتح الباب وخرج منه ممرضين يدفعون السرير اللي عليه حسان , قال رامي وهو يتحرك لهم : ننقله للعناية ولمن يستقر فيها ندخل واحد منكم .. انصعقوا من منظره , زال إزرقاق وجهه لكنه مازال شاحب , صدره كله ملفوف بشاش و أكتافه منتشره عليها أقراص لاصقة موصلة بجهاز يدفعه ممرض ثالث , فمه شبه مفتوح موصل بداخله خرطوم بشكل مائل ومثبت بلاصق على جانب وجهه الأيسر , تحرك جاسم من عندهم بسرعة , التفت له الكل وسأله عمر : وين بتروح ؟؟ هز راسه من دون ما يطالع فيهم وقال : شوية وراجع .. سأله عبد الرزاق : ما تبغى تشوف حسان ؟؟ قال بصوت غريب : خلاص شفته و كلها شوية وراجع .. وتحرك قبل ما يستوقفه أحد , ما كان يحس بشي ولا يفكر بشي , رجوله قادته للمواقف , وهناك قعد يدور ويدور إلين لقي سيارته ولمن دخل يده في جيبه تذكر إن المفاتيح مهي معاه ~ صح , مين اللي ركن السيارة هنا ؟؟ ~ التفت بيرجع لقي عدنان قدامه , ناوله عدنان المفتاح بصمت , سحب المفتاح وحاول يدخله كذا مره لكن يدينه المرتجفة ما ساعدته , وفي الأخير سحب عدنان منه المفتاح ودخله وفتح السيارة وقال : مابخليك تسوق وانت بهالحالة , تحرك قدامي ... دخل جاسم جنبه وقال وهو يغمض عيونه ويرجع مقعده على ورى : ودينا أي مكان .. ******************** في نفس الوقت في بيت حمده : : شوفوا والله لو ما قمتم من قدامي بالعصا , والله بالعصا .. لفت الخنساء بوزها وقالت : ليه ما خليتونا نروح عند أزهاااااااااار ؟؟... وهزت سمية راسها مؤيدة وقالت : إيوه لييييييييييييييه ؟؟ قالت نور بعصبية : يافضيــحة النِدم , تبغون البنية تقول جايني غزو , مو كافي أسماء وسفانة .. ضحكت خولة وقالت : جده الله يهديك أي غزو !! هم كلهم اللي راحوا 7 بنات .. ضربت نور جبهتها وقالت وهي تقوم ببطء من سدحتها وتجلس مربعة : ســـبـــعة , يعللللللللل الله لا يكثرهم .. شهقت الخنساء وقالت باستنكار : يعل الله لا يكثرناااااااااا !!! اش معنى هالدعوة ؟؟ ... وكملت نور بعصبية وهي تعدل مسفعها : قاشين نفسهم للحرمة لييييييييييييييه , اش قام به ؟؟ اش قام به ؟؟ والله حب الحومه .. ضحكت سمية وقالت بتريقة : يعني نطلع عقيمين وماعاد نجيب عيال ... صرخت فيهم نور : بس انتي واياها قاعدين تطنزون ... انتفضوا ولصقوا في بعض وسمية تقول بتلعثم : والله مانطنز أنا قاعدة أشرحـ .. : يعني يعني مانتم فاهمين , قوموا من قدامي ... أشرت لهم نورة إنهم يسكتون وقامت وجلست عند أمها وقالت : يمه الله يهديك , اش فيك معصبة ؟؟ زفرت نور وهي تحرك رجلها بتوتر وتقول : أنا أبغى أعرف السبعة هذولي مين ؟؟ قالت وهي تعدد على يدها : بنات أحمد الثلاثة وبنات صالح الثنتين وأسماء وسفانة .. : الــــــــلـــــــه هذولي كلهم , استحوا على وجيهكم راسلين بناتكم بيت الرجال .. قالت نورة بهدوء : أمي جاسم مو في , راح الرحلة مع حسان والشباب والبنت بنفسها عزمتهم مو هم قشوا نفسهم وراحوا ... : متى راحوا ؟؟ : من قبل المغرب بشوية .. أشرت على التلفون بعصايتها وقالت بحزم : دقي عليهم وقوليلهم دحين يرجعون , خلاص شبعوا جلسة .. الكل سكت ونورة تدق على جوال سفانة , كانوا يعرفون جدتهم لمن تقول شي ما تحب أحد يعارضها .. *********************** الساعة 8.20 في الشقة : قامت أزهار على صوت جرس الباب وتحركت وهي تستمع لسفانة اللي كانت تقول لأمها باعتراض : أمي حراااااااام , أزهار مسوية كابلي وقدورها على النار , متعبة نفسها عشان نتعشى , مو معقولة نخرج دحين , نتعشى ونرجع .. طالعت من عين الباب وهي مستغربة مين اللي ممكن يدق في هالوقت , انصدمت لمن شافته فتحت الباب فدخل بسرعة , قالت بهمس : جاسـ .. انفجعت من وجهه اللي خنق حروفها من قوة تعابيره , قال ببرود وهو يدخل : تعالي أبغاك في شي .. تحركت للمجلس وأشرت للهنوف بدون محد يلاحظ , لمن جاتها الهنوف بعد فترة بسيطة قامت فيها بدون ما تثير الشك , همست : جاسم جا , البنات لا يحسون بشي أخاف يرجعون إذا دروا بوجوده , شوية وأجي .. هزت الهنوف راسها وأشرت لها تروح , تحركت أزهار بسرعة وأول ما دخلت صرخ فيها : ويــــنــــــــك ؟؟؟ انصدمت من صرخته وانعقد لسانها , صرخ مرة ثانية : وين رحتي ؟؟ صكت الباب بسرعة عشان ما يسمع أحد صراخه اللي كان عالي وقالت بهدوء : رحت خبرت الهنو ... : تخبرينها ليييييييييييييييييييييييييييييييييييه ؟؟؟ كان وجهه غريب , ملامحه متغيره من كثر عصبيته , قالت وهي تتمالك أعصابها : جاسم مو معقولة أختفي فجأة من عند ضيوفي و .... صرخ فيها : أنا و لا ضيوفك ؟؟ ~ اش هالسؤال الغريب ؟؟ جاي من برا معصب ويحط عصبيته فيني , اش ذنبيييييييييي ~ سكتت وطالعت فيه بصمت , صرخ بعصبية وهو يأشر على نفسه وعلى اللامكان: أنا ولا ضيوفــــك ؟؟ ضغطت على نفسها و ابتسمت وهمست : إنته , والله إنته يا حبيبي .. تغيرت ملامحه المعصبة وانقلبت لملامح حزينة خلتها تشهق وهي تقول بخوف : جاااااااسم .. تحرك لها و ضمها بقوة وحط راسه على كتفها وهو يسحب أنفاسه بصوت مسموع , حست بقلبها ينتفض من شدة الخوف , لفت ذراعينها حولينه وهي تقول : بسم الله عليك , اش فييييييييييييه ؟؟ جسوم تكلم , صار شــ .. وتوقف كل تفكيرها للحظة قبل ما تبعده وهي تقول بشبه صرخة : عمر لاااااااااااااااا ... وهزت راسها برعب وهي تقول : الله يخليك لا تقول عمر صار له شيييييي ؟؟ جاسم الله يخليك لا تقول .. هز راسه بلا وهو يحط يده على فمها وهو يهمس بصوت كسير : ششششششش , مو عمر , مو عمر .. كرهت إحساس الراحة اللي اجتاحها وحست نفسها أنانية لأنه مادام قال مو عمر معناته أحد ثاني , همس بصوت خافت : حسان , حسان يا أزهار .. وتغير صوته ودمعت عيونه وهو يكمل : انطلقت عليه رصاصة لكنه نجي , الحمد لله نجي بمعجزة .. ورفع يدينه وضغط عيونه بباطنها بقوة , التواء شفايفه اللي خبرتها قد إيش هو يقاوم بكاه حسته يعصر قلبها عصر , تمنت لو إنها أطول عشان تحتويه , رفعت نفسها على أطراف أصابيع رجولها ومدت يدينها لأقصى حد وحوطت راسه وضمته وهي تهمس : الحمد لله , الحمد لله .. ضمته بكل قوة في جسدها , ما تخيلت بيمر عليها يوم وتشوف دمعته , حتى يوم درى بالبندري انسحب من عندها وخرج , هالمرة جا لها , قطع هالمسافة وهو عارف إنه حسان نجى , قطع هالمسافة عشان يجيها , هي من بين الناس كلهم جا يشكيلها , عرفت لحظتها إنها تعني له الكثيـــر , همست بحب عميق : حبيبي عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم .. همس بصوت مخنوق وهو يضمها : كيف تحملتي تفقدينهم ؟؟ كيف قدرتي تتحملين فقد ثلاثة ؟؟ وتشبث ببلوزتها وهو يهمس بوجع : حسيتي بنفس الشعور اللي حسيته .. ابتسمت من بين دموعها اللي بدأت تنساب وهمست : ربي رد لي عمر , وعوضني بك وبماما وبابا والهنوف والعنود والبندري وكثير في حياتي , صارت لي عائلة جديدة وكبيرة كمان , صح مو زي عائلتي الحقيقية لكنها عوضتني الكثير .. وضمته أكثر وهي تكمل : عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم .. كتم دموعه اللي تحاربه لكنه ما قدر , كان وده يصرخ , يصرخ بعدد الثواني اللي تخيل فيها نفسه وهو ينقل خبر موته لعمته وجدته وعمه علي , بعدد الثواني اللي تخيل فيها كيف حتتلقى الهنوف الخبر , بعدد الثواني اللي مرت وهو يتخيل إنه آخر كلمات سمعها منه هو ( تراك وقح وعصبي بس محسوب علي ولد خاله ولازم أحبك , جاسم أحـــبــــك ) , بعدد الثواني اللي تخيل فيها إنه آخر كلمة قالها له ( وأنا ما أحبك , يعل ربي يفكني منك ) , بعدد الثواني اللي ترددت فيها إنه هذي آخر ضحكة بيسمعها لحسان , آخر مكالمة بتكون بينه وبين أعز الناس لقلبه .. سألها بعد فترة صمت بصوت شبه هادئ : اش آخر كلمة قلتيها لهم ؟؟ سحبت نفس عميق وزفرته وهي تقول بتفكير : إمممممممممم , أمي ما أتذكر اش آخر شي قلته ولا حتى عمير , لكن عامر .. وسكتت للحظة بعدين كملت بهمس : أظن إني قلتله أنا ماني قوية زيك , ولا شي زي كذا لأنه كان وقتها يحاول يصبرني ويفهمني إنه ممكن يروح عني .. بعد عنها لمن تأكد إنه مافي على وجهه أي أثر للدموع وقال بابتسامة : انتي منتي قوية ؟؟ ابتسمت ابتسامة غريبة وهي تقول بصدق : أنا ماني قوية لأني لو كنت قوية ما كان فقدت ذاكرتي , لكن الحمد لله أحاااااول أكون قوية عشان اللي حولي وعشان ما أفقد ذاكرتي .. طاااااااالع فيها لمدة طويلة , لأول مرة تتكلم عن فقد ذاكرتها , لاحظها إنه في كل مرة يسألها كانت تتملص من أسئلته بشكل عجيب , عمرها ما تكلمت عن فترة حياتها اللي من يوم الحادثة إلى يوم استعادة ذاكرتها , كل حديثها وحكاويها معاه تنحصر في الماضي أو الحاضر , كانت تتكتم بشكل فضيع على هالفترة , وتتهرب من أي شي ممكن يدفعها للكلام عن هالفترة , هل هو عدم ثقة به لأنها تعرف بموضوع ليلى اللي عمرها مالمحت له ولا سألته لو بطريق غير مباشر عنه , ولا لأنها تتألم من الحديث عن هالفترة اللي حملت كل آلامها وغيرت مجرى حياتها , ابتسم و همس وهو يحط راحته على بطنها : حاولي تكونين أقوى عشان بنوتتنا.. بعدت يده بحرج وسألت عشان تغطي خجلها : إنت تبغى بنت ؟؟ غريبة , أعرف الرجال يحبون العيال .. زالت ملامح الحزن والتعب عن وجهه لمن ضحك وهو يقول : والله هو لو فكرتي شوية , الأولاد يسندون الواحد لا كبر ويرافقونه في كل مكان و ما تشيل همهم لا كبروا و البنات بكايات ومزعجات وطلباتهم كثيرة و زنانات ومشاكلهم لا لها أول ولا آخر إلى إني رغم هذا أبغى بنوته طعمه تحن علي حتى لو قسيت و تدلع علي وهي تناديني بابا .. ابتسمت على منطقه وقالت وهي تتأمل وجهه اللي استعاد شيء من رونقه بعد ما كان شاحب متعب : اللي يجيبه ربي في الخير إن شاء الله .. هز راسه وقال : آمين يا رب .. وسحب نفس وزفره بقوة وبادلها النظرة المتأملة وهو يبتسم , قال بهدوء : الله يفشل إبليسك خليتيني أقول لعدنان وصلني البيت .. ضحكت من قلبها على كلامه المفاجئ و سألت بحرج : واش قال ؟؟ .. هز أكتافه وقال بشبه ضحكه : لا تتأخر عشان نرجع للمستشفى .. زاد حرجها وهي تقول : طيب يلا تحرك , أكيد مستحي يدق عليك .. وقبل ما يتحرك سألت : وكيف حسان دحين ؟؟ كيف صابته الرصاصة ؟؟ هز راسه وقال بتفاؤل وهو يتحرك : إن شاء الله بخير , الرصاصة أحكيك عنها بعدين , دحين في مواضيع لازم نحلها ولازم نفكر كيف بننقل الخبر .. قالت وهي تتبعه : الله يسهلكم و يشفيه يا رب , طمني عليك وعلى الأوضاع .. خرجت قبله من الغرفة عشان تشوف الدرب فاضي ولا لا و تفاجأت لمن شافت الهنوف اللي جاية من المجلس توقف في نص الصالة وخدودها تحمر من الخجل لمن شافت جاسم خارج ورى أزهار , حست أزهار بقلبها ينعصر وجع عليها لكنها ابتسمت وقالت : آسفة يا قلبي تأخرت عليكم .. أخفى ألمه وتحرك لها وقال بترحيب : هنوف في بيتنا , يا حيا الله من جانا .. سلمت عليه بخجل وقالت : أنا ..جيت .. عشان .. عشان .. البنات يسألون عن .. ضحك وقال : اش فيك تقطعين ؟؟ على بالي الخبلة اللي عندي هي الوحيدة اللي تقطع في الكلام .. طالعت فيه أزهار باستنكار وقالت : جااااااااسم .. ضحكت الهنوف وقالت : حرام عليك تقول عليها خبلة والله إنها أم العقل .. لف وابتسم ابتسامة غريبة ورجع لف على أخته وقال : أنا خارج خلاص اشبعوا بها .. طالعت فيه بحيرة وهي تسأل بعفوية : اش جابك من عسفان ؟؟ تغيرت ملامحه متفاجئ من سؤالها اللي ما استعد له وبدون تردد فتح فمه وانطلقت منه الكلمة بلا تفكير , ثواني وتعالت بعدها صرخة الهنوف .. غطت أزهار فمها بيدينها وهي مصدومة من صرخة الهنوف اللي حستها تتردد بصدى غريب , تناهى لها صوت جري البنات , فقالت على طول : جاسم فيييييييييييه .. على كلمتها سمعت صوت ضجة تبعها صوت سقوط ممزوج بتأوهات .. : أسنانييييييييي , يعععععععع شعر ... : أنا اللي مفروض أشتكي أسنانك حفرت خندق في راسي , كله منك .. : سوري تزحلقت .. وشافت من طرف الممر ساق ريم اللي ميزت شرابها الصوف وراس العنود اللي قالت بصوت مكتوم : قومي عني يالدبيــــــــــه ... وضربت ساق ريم وهي تقول : ريم يالخبلة رجلك عند أخويه .. قهقهت أزهار من قلبها ولف جاسم وجهه وهو بالقوة كاتم ضحكه عشان ما يحرجهم , شقحت البندري العنود الطايحة جنب ريم اللي تزحلقت وهي تحاول توقف نفسها و فوقهم سفانة اللي قاعدة تهز أسنانها الأمامية تتأكد إنها ما تخلخلت .. لفت الهنوف وصرخت بحماس : بندري سمعتي , أزهار حااااااااامل .. شهقت العنود وهي تقول : حامل .. وقامت رغم ثقل سفانة اللي صرخت وهي تثبت نفسها عشان ما تنقلب , ومع حماسها دعست رجل ريم بلا شعور وهي تسأل بفرح : من جــــد ؟؟ كتمت أزهار ضحكها وقالت بحرج : لسه ما كشفت عشان .... انقطع كلامها لمن صرخوا بحماس , حضنتها البندري وحضنتهم العنود وهي تصرخ بعفويه : بأصيـــــــــر خالــــــــــه أخيــــرا .. قال جاسم اللي ما توقع هالفرحة كلها بالخبر : هيييييييييييي , عمه مو خاله .. لفت عليه وجريت له وضمته وهي تقول : عمه وخاله , مبروك يا بابا جاسم , خخخخخخخخخخخ , مو لايق .. ضربها على راسها وقال : اش هالضحكة البشعة ؟؟ التفتوا كلهم للهنوف اللي سألت بحيرة : وانتي ليش تصيحين ؟؟ كانت البندري حاضنة أزهار وهي تصيح بصوت بدأ يعلى مع مرور الوقت , حضنتها أزهار ومسحت على شعرها , كانت الوحيدة اللي فاهمة شعورها , الخبر رجعها لذكريات أليمة , ذكريات تحاول جاهدة إنها تتناساها وهي تمضي بخطوات متعثرة يسندها الإيمان اللي بدأ ينمو بداخلها , لفت أزهار يدينها أكثر حولينها وضمتها بقوة , كان ودها بلمسة تنهي ألم البندري لكن الإنسان لازم يحصد اللي يزرع , تحرك جاسم وفك يدين أزهار وسحب البندري اللي كانت تشهق بقوة وحضنها وهو يقول بتحبب : هذا كله فرحه لنا ولا عشان بتصيرين عمه .. لأول مرة من عرف باللي سوته يخاطبها , قاطعها بشكل مؤلم , كان غير عن عبد الرزاق اللي يتحين الفرص عشان يجرحها بكلمة أو بنظرة لدرجة خافت يفضحها قدام أهلها من كثر ما ينغزها بالكلام , تصرفه معاها كان التعذيب بحد ذاته , التجاهل التاااااام , حتى السلام ما كان يقوله لها إلا من بين أسنانه , عيونهم لمن تلتقي ما تشوف الكره اللي في عيون عبد الرزاق لا كانت تشوف العتاب اللي يذبحها ويسلخ روحها سلخ , لفت يدينها حولين خصره وحضنته بقوة وصياحها يزيــــد , زفر وقال وهو يربت على ظهرها بحنان غريب : كفاية دموع , تراني تعبت منها ... ما قدرت كان كل حرف يوجهه لها يزيد من دموعها , ضحك من نظرات العنود المتسعة باستغراب وقال : عنود والله شكلك يبغاله تصوير , بندر خلااااااص , لفي شوفي شكل العنود .. ضحكت أزهار وهي تمسح دموع المشاركة اللي نزلت غصب , وقالت الهنوف من وسط ضحكها : عيونها خرجت , بنــــت , اش فيك ؟؟ هزت العنود راسها وحكت راسها من ورى وهي تقول بوجع : عيوني طالعه بسبب أسنان سفانة الدبببببببب , أححححححح والله أحسها لساعها موجوده .. ودنقت راسها لأزهار وهي تقول : تعالي بالله شوفي يمكن فكها ناشب في راسي , والله مو بعيد تلقين سن ولا اثنين .. مسدت أزهار راسها وهي تضحك وتقول : مافي شي .. قالت بقهر : أمووووووووت و أعرف اش خلاها تفتح فمها زي المسعورين وهي طايحة وتعض راسي بـ .. قطع شرحها صوت سفانة اللي قالت بعصبية : عنود بسسسسسسسسس , شغلك عندي ... بعدت البندري عن جاسم وهي تضحك وتمسح دموعها , قال جاسم : أنا خارج دحين ياسفانة شوفي شغلك معاها , توصي فيها .. : لا توصي حريص .. تحرك جاسم بعد ما ألقى عليهم نظرة شاملة وخرج , أول ما انقفل الباب سمع صراخ العنود وصوت جري , ضحك من قلبه وقال : الله يديم علينا نعمة العقل .. وهو نازل تذكر عدنان , ضرب جبهته ونزل الدرج بسرعة , أول ماخرج لقيه منزل الكرسي ونايم , دق القزاز ففز على طول و قطب حواجبه لمن شافه وهو يقول : كان نمت ياخي .. ضحك جاسم وقال وهو يفتح الباب : تحرك أنا بأسوق ... ابتسم عدنان وقال : سبحان مغير الأحوااااااااااااااال , ياخي قلنا على السر .. ضحك جاسم وقال وهو يحرك السيارة بعد ما صك الباب : انت قلت بنفسك سر , بعدين هذا الكلام ماينفع للصغار .. رفع عدنان حاجبه وهو يطالع فيه باستنكار , ورجع لف يطالع في الطريق وهو يحس براحة جاسم وابتسامته تنتقل له .. زفرت أزهار وقالت : خلاااااااااااااااااااااااص .. وبعدت يدينهم عن بطنها وهي تقول : لسه مافي شي , لو الجنين موجود بيكون نقطة فين بتحسون بنقطة .. دنقت العنود إلى بطنها وقالت : هيييييييييييييييييي يا دبــــه أنا خالتك وعمتك العنوووووووود , إذا خرجتي تعرفيني من حلاتي .. دفتها سفانة وقالت تقلدها : هييييييييي يا بطل ترى بتعرفها من صوتها النشاااااز , تراها كذابة أحلى وحده أنا وانتبه ترى بأذبحك لو ماناديتني خاله ... شهقت العنود وقالت : تخلخلت عظامك قولي آمين , يناديك خاله لييييييييييييييييييه , عندك أربعة ماشاء الله ينادونك جايه ومحاشرتني على بنت أخويه وأختي لاااااااااااا وكمان تنادينه بصيغة مذكر , احترمي نفسك , اللي جوة بنت .. تقدمت سفانه ولصقت وجهها في وجه العنود وقالت : بيطلع ولد وبيناديني خاله غصب عنك .. رفعت العنود حواجبها بصعوبة عشان جبهة سفانة اللاصقه في جبهتها وقالت : وأنا أقول بتطلع بنت و صدقيني لو نادتك بخاله بأقطع لسانها قطع .. : ولد .. : بنت .. : ولد .. : بنت .. ضحكت أزهار على أشكالهم و قالت الهنوف بحزم : خلاص انتي وإياها .. قالت العنود بعد صمت : انقلعي يا عضاضة رؤوس البشر .. قالت سفانه وهي تدور على محشة : روحي يا ... يا ... يا أم شعر ماله طعم .. رمتها العنود بنظرة تريقة وهي تقول بهدوء : الله يا أم شعر بطعم الكرز الياباني .. تبعته بعصبية : ما كل الناس شعورهم مالها طعم يالغبية .. انفجروا كلهم بالضحك لمن ردت سفانة بتريقة : ليه الأخت ذواقة شعور وأنا ما أدري .. قالت العنود : بديهي .. ومسكت خصله من شعر أسماء اللي جالسة جنبها ولحست طرفها , صرخوا باستنكار وسحبت أسماء شعرها وهي تصرخ بقرف : يععععععععععععععع , عنيدي يالقرفـــــــــه .. تفلت العنود كذا مرة ومسحت لسانها و هي تقول : يعععععع طعم بلسم أعشاب .. قالت أسماء : اليوم تروشت , يععععععععععععععع , دحين لازم أغسله .. قالت العنود بتكبر : إيوه لازم تغسلينه عشان ما يتجمع عليك النمل ترى ريقي عسل .. ضحكت أزهار على خبالهم ومناقشاتهم الفاضيه وهي تحس بسعادة عميقة وهي تشوفهم في بيتها ويتعاملون معاها بطبيعية وكإنها عاشت معاهم طول حياتها , لكن ......... التفتت لعهود اللي جلست غير بعيد عنهم وهي حاطة رجل على رجل , كانت عيونها المركزة عليهم تحمل برودة ونظرات غريبة وحواجبها الخفيفة المرسومة بعناية مرفوعة بطريقة تدل على مللها من المنظر اللي تشوفه .. بعدت أزهار بصرها وهي تصرخ بداخلها ~ يارب سامحني , ماني قادرة أحب هالبنت , نظراتها ترعبني ~ ... *********************** الساعة 9.40 مساء : في انتظار الرجال في المستشفى : : شوفوا نتكتم على الموضوع نهائيا إلين يقوم حسان ويعدي مرحلة الخطر , يعني نرسل رساله موحده لكل الجوالات نكتب فيها إننا قررنا ننام في البر ونقفل الجوالات وبما إن المنطقة بعيدة عن الإرسال فحيخمنون إننا لسه في البر .. سأل عمر وهو يطالع في جاسم وعدنان اللي فكروا بالفكرة وطرحها جاسم عليهم : وعبد الإله ؟؟ محد فينا راح وطمنه ولا حاول يشوف موضوعه .. قال عبد الرزاق : أنا ... قاطعه الكل في نفس الوقت : لالالالالا ... وقال عدنان : يرحم أهلك خلك مكانك , بتروح وماعاد ترجع بنلقاهم زاجينك معاه و بنضطر نخرج اثنين بدل واحد , إحنا محنا ناقصين .. زفر عبد الرزاق ورفع يدينه وهو يقول : as you wish …. قال عمر : خلاص أنا أروح له .. قال ماهر : وأنا وسامر نرجع للفرشة ونجيب الأشياء والمسدس وكل شي .. هز عدنان راسه وقال : لاااا , أكيد بيكون هذا تغير لمكان الحادث , مو لازم ناخذ شرطي معانا ولا شي من هالقبيل .. قال جاسم بغيض : صدقني ما عندنا هالتطور , شفت كيف النقيب سأل عن المسدس وراح بلا اهتمام لمن قلناله نسيناه .. قال ماهر وهو يأشر على سامر اللي جا : شوفوه سامر جا كان معاه شرطي في الممر , خلونا نسأله .. التفتوا كلهم باستغراب من الموضوع لسامر اللي سأله ماهر : وين الشرطي اللي كان معاك ؟؟ اش كان يبغى ؟؟ .. هز سامر أكتافه وقال بحيرة : سأل عن حالة حسان و راح .. : بسسسسسسسسسس .. : بس .. زفر جاسم وقال بعصبية : الله يقطعهم , نتصرف من عندنا خلاص , روحوا سووا اللي اتفقنا عليه وإذا قالوا ليش جبتوه قبل مانشوف موقع الحادث بنحط نفسنا أغبياء ... كتبوا الرسالة وأرسلوها من جوالاتهم وتردد جاسم قبل ما يفتح جوال حسان ويرسل الرسالة لعمته .. ********************* الساعة 10 مساء : في سجن بريمان : : ياشيخ علي , ياشيخ علي .. قام من نومه على يد تهز كتفه بقوة وصوت ضجيج يحيط به , أول ما اندفع لذاكرته ~ حسااااااااان , ولدي مات , رحمتك وعفوك يارب , أنا متى نمت ؟؟ حساااااااااان ~ انصدم لمن شاف سيف قدامه ووراه مجموعة جنود , قام من السرير وهو يقول : خير إن شاء الله .. قال سيف بتأثر : الفرج يا شيخ , الفرج جا , الأمير **** اللي سمع بموضوعك وحقق في القضية لمن عرف بموضوع حسان أصدر مذكرة عفو سريعة وطالب بتبرئتك و إسقاط التهم كلها ودفع السبع ملايين المطلوبة وأمر بإطلاق سراحك مع دفع تعويض كمان .. واختنق صوته وهو يقول : وحسان نجحت عمليته , توني جاي من المستشفى , الدكتور قال نجحت العملية بنسبة 90 % .. غمض عيونه وهو يقول بصوت متهدج : يارب رحمتك وسعت كل شيء .. سمع تبريكات الجنود اللي كانوا دايم يزورونه ويخدمونه بعيونهم وهم معتبرينه قدوتهم , هزه سيف وهو يقول بحماس : هيا يا شيخ تحرك بتخرج دحين , ورقة عندنا هنا .. والجنود يصدرون بأصوات حماسية مصحوبة بتصفيق وصفير وواحد متحمس يصرخ : ظهر الحق وزهق الباطـــــــل .. تلاه ضحكهم العالي , مسح علي وجهه وجلس على السرير وهو يحس بفتور في جسمه من شدته ماقدر ينحني ويسجد شكر فاكتفى بإيماءة راسه إنه يسجد وهو يتحمد لله ويشكره .. **************************** الساعة 10.10 في قسم الشرطة : : ممنوع يا شيخ والله ما أقدر .. زفر عمر وقال : طيب ممكن توصله إنه حسان نجحت عمليته بفضل الله أكيد إنه قلقان .. هز الشرطي راسه وقال : إن شاء الله , شي ثاني .. جلس عمر يسأله عن الإجراءات المطلوبة منهم والإجراءات اللي بيطبقونها على القضية والشرطي يشرح له كل المطلوب .. وبعدها خرج وهو يترجاه ما ينسى يروح لعبد الإله ويبشره .. : عبد الإله صالح .. رفع راسه اللي سانده على الجدر وراه وقام بسرعة وتوجه للشرطي اللي طالع فيه بهدوء قبل ما يبتسم وهو يقول : قريبك نجحت عمليته .. اندف ومسك القضبان وحصرها وهو يقول بلهفة : حسان نجحت عمليته , متأكد من هالكلام .. ابتسم وقال وهو يدخل يده من بين القضبان ويربت بها على كتفه : واحد مطوع جا من المستشفى وخبرني بهالخبر , الحمد لله .. همس وهو يطالع في الشرطي بامتنان : الحمد لله , الحمد لله .. فلت القضبان وتحرك وجلس على الأرض في الركن اللي كان جالس فيه من يوم جا , ضم ركبه له وسند عليها أكواعه ودفن وجهه بين يدينه وهو يردد : الحمد لله , الحمد لله .. تحلقوا حولينه المساجين اللي عرفوا بقضيته من ثرثرة الشرطة وكل يبارك له .. *************************** في الشقة : طالعت أزهار في الهنوف اللي تلعب بجوالها وسألت : هنوف اش في ؟؟ رفعت الهنوف راسها وقالت : هااااااا , لا ولا شي .. جلست جنبها وقالت : ماتعشيتي زي الناس , ماعجبك الكابلي اللي سويته .. هزت راسها وقالت : بالعكس ماشاء الله مرة طعم , تسلم يدك .. وزفرت وهي تهمس متابعة : حسان ما قالي إنه بيبات هناك .. سكتت أزهار تستناها تكمل كلامها , لفت عليها الهنوف وقالت بحرج : الأسبوع اللي فات كنت مشغولة مع العنود والبندري وزواجها المفاجئ و ما قدرت أتصل عليه أو أرد على اتصالاته و تواعدنا إننا نتكلم الليلة بعد ما يرجع من عشا الرحلة .. انعصر قلب أزهار وهي تتذكر حسان وتتخيل لو إنه جاسم اللي صار اللي صار اش بتسوي لو دريت , قالت بتشجيع : أكيد ما في إرسال ... لفت بوزها وقالت : وإنت ليش أرسلك جاسم ؟؟ كان يقدر يرسل .. حكت أزهار حاجبها وهي تتذكر رسالة جاسم اللي أعلنتها عندهم , وإنه الشباب قرروا ينامون في البر .. : يا بطنييييييييييييييييييييييييييييييي .. لفت على العنود الي دخلت وهي تتوجع من بطنها وسفانة تقول : حد قالك تدبين الأكل دب , ماشاء الله أكلت من قلب .. أشرت على أزهار وهي تقول : كله منها , ليش أكلك لذيذ ؟؟ ضحكت أزهار وقالت بمزح : شكرا على هالإطراء .. قالت العنود : إلحقي على ريم لساعها قاعدة تاكل .. وصلهم صوت استنشاق ريم اللي دخلت وهي تقول : اش قالولك سعليه زيك ؟؟ ثلث لشرابك وثلث لطعامك وثلث لنفسك .. رمت العنود نفسها ومددت ظهرها وهي تقول بصوت مخنوق : واااااااااااو أنا ثلاثة أرباع طعام وربع للشراب والنفس راااااااااح فيها .. قالت الهنوف : الرسول يقول بحسب ابن آدم لقيمااااااااااااات تقمن صلبه .. قالت سفانة : سامعة , لقيمااااااااااااااات مو غرفاااااااااااااااااات .. خرجت أزهار وابتسمت لعهود اللي جالسة تغسل يدها وراحت للمطبخ اللي أصروا يتعشون فيه , ولمن شافت أسماء تشيل الصحون قالت : والله ماتشيلين ولا شي , خليه أنا أنظف كل شي .. قالت سفانة اللي وراها : مو بكيفك .. وقامت تشيل الصحون , قالت أزهار بحزم : أنا حلفت , بعدين لا تخافين بأكرف عنيدي وبندري كرف مادام بينامون هنا عندي .. قالت البندري : يا سلااااااااااام , اش معنى هنوف ماحطيتيها في قائمة الكرف .. ابتسمت وقالت بحرج : أستحي , عيب أختنا الكبيرة .. أزهار رغم معرفتها إنها أكبر من الهنوف بشهر إلا إنها مازالت تعتبرها أختها الكبيرة .. جات العنود جري وقالت : بنات عمي صالح تحت , بسرعة تحركوا .. ووراها ريم اللي تلبس طرحتها وهي تقول : أبويه مارضي يجينا السواق في هالوقت , عشان كذا جا بنفسه , تحركوا يلا .. تحركت أسماء وسفانة بسرعة , ابتسمت أزهار وتبعتهم للممر وهي تقول : جزاكم الله خير على الزيارة , استانست بالجلسة معاكم .. وقفت جنبها العنود واتكت على كتفها وهي تقول : جزاكم الله خير , آنستونا والله , زرونا مرة أخرى تجدوا ما يسركم .. لفت عليها سفانة وقالت : يا مخص اللقافة , تعالي بطنك طابت .. تأوهت العنود وحطت يدها على بطنها وقالت : لاااااااااا ... شهقت ريم وقالت : يا ناس كذابة البنت هذي .. وخرجت وهي تقول : الله يعينك عليها يا أزهار بتبلاك الليلة من كثر الشكاوي .. ودعتهم أزهار وصكت الباب بعد ماخرجوا كلهم , التفتت لأخواتها وصرخت بحماس : واااااااااااااااااااو بتنامون عنديييييييييييييييييييييييييييييييي ... اتفاجؤا من صرختها وضحكوا لمن استحت وهمست : تحمست مو ؟؟ صفقت العنود يدينها ببعض وحكتها وهي تقول : إحنا لوحدنا ... و ضحكت ضحكة شيطانه مسرحية وهي تكمل بتريقة : ننادي أصحابنا , أنا أدق على صاحبي و .. ضربوها كلهم وهي تضحك على ردة فعلهم ... *********************** الساعة 12 في بيت حمده : : طارق خير .. ابتسمت نورة لكلمة أمها وقالت وهي تقوم : إن شاء الله .. : يمكن حسان غير رأيه وجا ينام هنا , أعرف ما يحب ينام برا البيت .. قالت خولة وهي تأشر لأمها إنها تجلس وهي تقوم : جده هذا اللي تتمنينه , شكلك إنتي اللي ما بيجيك النوم من كثر ماانتي مشتاقه له .. قالت حمده وهي تنفض يدها مستنكره : أشتاق له ليه ؟؟ من زينه يجيب لي الصداع لا جاني , افتكيت من رجته اليوم .. ضحكت سمية وهي ترمي ورقة في ميدان اللعب وغطت فمها ببقية الأوراق اللي في يدها وهي تهمس : يعني يعني ماني مشتاقة لحسان .. ضحكت الخنساء وقالت وهي تدق سالم : هي سويلم طالع طالع , لا تفوتك جده .. لف سالم على جدته وضحك لمن شافها مثبته نظرها على الباب تنتظر اللي جاي , قال بصوت عالي وهو يسحب ورقة ويرميها : مشكلة اللي يحطون نفسهم ماهم مشتاقين وهم .. دقوه الثنتين باستنكار وهم يكتمون ضحكهم , قالت نور اللي ما فهمت قصده : مشلا ضحككم , مخلين خولة تقوم وانتم جالسات يالمعبرات .. أول ما شافت خوله زوجها من العين فتحت الباب وهي تقول بضحكه : بدري يا أفندي كان نمــ .... وذابت الكلمات وهي تشوف الشخص اللي وراه , ثوبه وشماغه اللي بدون عقال ~ أكيد أتوهم , أكيد أتحلم , أبويه , أبويه ~ وصلها صوته الحنون وهو يقول : خولة .. صرخت خولة بعدم تصديق .. فز سالم أول ما سمع صرخة أمه وهو يرمى الورق اللي في يده وتبعته البنتين ونورة اللي ماشالتها رجولها من الخلعة تجمدت في مقعدها , أول ما خرجوا للممر شافوها متعلقة برجل ماعرفوه لأول وهلة , تراجع حميد زوجها لمن شاف الخنساء و ابتعد عن المكان , صرخت الخنساء بعدم تصديق لمن تبينت الرجل : أبويــــه .. ورجعت جري لغرفة جدتها , دخلت من الباب وهي تقول بلهفة : أمي أبويه رجع , أبويه رجع .. واختنق صوتها وهي تهمس : والله رجع , والله رجع .. غطت نور وجهها وهي تبكي و تتحمد ربها لمن شافت نورة تفز من جلستها وهي تقول بعدم تصديق : علي رجع , علي رجع .. مشيت بخطوات متعثرة وهي تحس روحها تسبقها , أول ماشافته وسالم وسمية متعلقين به وخولة تمسح على كتفه وهي واقفة جنبه تصنمت مازال كما هو لكنه نحف كثير وحفر الزمن أخاديده في وجهه اللي كان يحمل أعتى علامات التعب , حست بقلبها ينبض ومشاعر تختلط بداخلها , رفع راسه عنهم وطالع فيها , مازالت بنفس الهدوء ورباطة الجأش اللي يحبها فيها , نفس القوة , نفس الجمال الهادئ اللي اعتاده .. ابتسم وبعد أحفاده وتقدم منها وهو يقول بمرح : السلام عليكم , كيفك يا أم حسان ؟؟ سامحونا جينا بدون موعد .. ابتسامته ومرحه اللي ورثه لكل أبناءها زاد ألمها وحست بمشاعرها تخنق أنفاسها , همست وهي تقاوم دموعها : الحمد لله على السلامة .. وقف قدامها وهمس : اشتقت لك يا نورة .. نزلت دموعها وغرقت وجهها وهي تمد يدين مرتجفة له , ضمها وهو يأكد لها : والله اشتقت لك .. كان تحس بحنجرتها متضخمة وتضغط على جدران حلقها من كثر ماهي كاتمة انفعالاتها , شهقت و سحبت الهوا من فمها و صرخت وهي تتشبث بثوبه : علــــــي , علــــــــي , آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه .. ضمها أكثر وهو يقول : أنا هنا , أنا هنا وإن شاء الله ماعاد بأروح عنك .. صرخت نورة بلا إحساس وهي تتشبث به أكثر خوف يروح عنها , خمس سنين عاشتها وهي تتظاهر بالقوة عشان أولادها , خمس سنين تحملت وجع فقده , خمس سنين وهي تكافح لوحدها عشان هاللحظة اللي جات بلا مقدمات , خمس سنوات كانت تنام فيها وقلبها متيقظ وروحها في مكان آخر , صرخت وصرخت وصرخت ... ضمت خولة بنتها والخنساء اللي يصيحون على منظر نورة المنهارة , قالت الخنساء من بين دموعها : أمي خلاااااااص , هو رجع خلااااااااص .. هزتها خولة وهي تضمها : اششششششششش خليها , خليها تطلع كل اللي في قلبها .. : أمي اش فيهاااااااااااااا ؟؟ واجتاحتها موجة دموع جديدة وهي تشوف أبوها مثبت نفسه ومقاطع ذراعيه ورى ظهر أمها المنهارة صياح وضامها بكل قوته عشان ما تطيح وهو يهمس : أنا هنا , الحمد لله اللي ربي ما أخذ أمانته وأنا ما شفتك , الحمد لله , خلاص يا نورة أنا هنا .. حس بيدينها تتراخى وحس بها تنزلق من بين ذراعينه وصياحها وصراخها يخفت ويتحول لنشيج خفيف مصحوب بأنين موجع , اضطر ينزل للأرض معاها عشان ما تطيح , صرخت سمية بخوف وهي تجري لنورة : جــــــده .. جات حمده وهي تتمايل مستندة على عصايتها واليد الثانية ساندها سالم , و شافت نورة ممدة على الأرض في حالة من اللاوعي وهي تئن ودموعها مهي راضية توقف وعلي جاثي جنبها وهو يمسد خدها وجبينها بحنان وهو يقرأ عليها والبنات حولينها يصيحون , قالت بصوت مخنوق وهي تدق خولة بعصايتها : ابعدوا عنها , ابعدوا عنها .. وأشرت لسالم اللي ناولها قارورة موية الصحة اللي كانت في يده , حطت من الموية في فمها وبختها على وجه نورة اللي شهقت من برودة الموية وهي تنتفض , قالت حمده بحزم : تقومين ولا أبخك ثاني .. مسح علي نقاط الموية عن وجهها وهو يقول : يلا نورة قومي ... رفعت نورة يدها بضعف ودموعها تزيد ونشيجها يعلى أكثر , شربت حمده من موية الصحة وبختها مرة ثانية , شهقت نورة وارتفع صوت بكاها , قالت حمده بعصبية : والله لو ما قمتي بأبخك , كذا تستقبلين زوجك , قومي بسرعة .. مسح علي الموية المختلطة بدموعها وهي يبتسم ويقول بمرح : نورة قومي ترى عمتي ناوية تغرقك .. همست وهي تفتح عيونها بضعف : خلاص قايمة .. ولمن شافها بتقوم سندها وجلسها ونسي كل اللي حولينه وهو يمسد خصلات شعرها المبللة ويرجعها ورى إذنها ويمسح الموية من وجهها , جلست خولة جنب أمها وقام علي لمن تذكر نفسه وسلم على حمده اللي سلمت عليه وهي متلثمة بمسفعها , ضحكت الخنساء لمن قال سالم باستغراب ممزوج بسخرية : توها كانت تبخبخ موية على جدة قدامه ودحين متلثمة .. ضربته أمه على فخذه وهي تقول : ولد عيب .. وسمية تهمس وهي تمسح دموعها : اششششششش لا تسمعك والله تلعن جدفك .. بعد ماسلم عليها لف على نورة اللي أشرت لهم إنها ما تقدر تقوم دحين وقال : قومي أسندك .. هزت راسها بلا وهي تمسح وجهها بخجل , ابتسم ودنق ورفعها بقوة وسندها , حطت سمية يدينها على خدودها وهمست للخنساء اللي كان ودها تنقز في المكان من كثر فرحتها : يا رب ترزقني واحد زي جدو علي يارب .. همست الخنساء بتريقة : طرتي وقعتي مالك غير حمودي .. لفت عليها سمية وضربتها وهي تقول بقهر : خليته لك ... وتحركت تلحق بهم وهي لافه بوزها , ضحكت الخنساء وتبعتها وهي تعرف إنها تكره تنديعهم لها بمحمد ولد جلال .. ************************ في نفس الوقت في المستشفى : مازال الوجه الأسود المبتسم وعيونه وأسنانه المناقضة لبشرته تلاحقه , حس برغبة في التطليع وبوجع غريب في كل جسمه , حرك فمه لقيه جامد , فتح عيونه ببطء وقفلها بقوة لمن جهره الضوء الأبيض , حس بغصغصة وبشي غريب في حلقه , فتح عيونه دفعه وحده لمن دوى صوت الطلقه مضيء ظلمات عقله , دار بنظراته للي حوله , حاول يتحرك لكن ما في جزء في جسمه يطيعه غير عيونه , تلفت يمين ويسار , كانت الأجهزة تحيط به وخرطوم غريب محشور في فمه , عرف سبب الغصغصة اللي في حلقه , حاول يتحرك يصدر أي صوت لكنه ماقدر , لمح خيال ممرضة تتحرك من قدام الغرفة , حاول يصدر صوت لكنه ماقدر , بدأت الصورة تهتز قدامه وتتماوج ورجعت الأصوات تعمق كإنها خارجة من بئر عميقة ورجع الوجه الأسود المبتسم قبل ما يتلاشى كل شيء فجأة مع صوت جاسم القادم من البعيد وهو يقول للممرضة : دقيقة بس أبـ....... مد يده بتردد وتلمس شعر حسان وهو يهمس : حسان .. كان صوت صفير الأجهزة يتردد حولينه مختلط بصوت ضخ جهاز التنفس للهوا , زفر وابتسم وهو يهمس : ترا ماقصدت لمن قلت ربي يفكني منك .. : جاسم .. التفت لعدنان اللي ناداه من خارج العناية قبل ماتطلعه الممرضة برا العناية , دنق جاسم وسلم على جبينه ومسح شعره وتحرك خارج , قال عدنان على طول : نسيت رحلتنا للرياض بعد ساعة ونص , أكيد الوالد يستنانا , اش نسوي دحين ؟؟ .. قال بعد تفكير : لازم تروحون , مو معقولة بتأجلون رحلتكم .. قال سامر : ما نبغى نروح قبل ما يتجاوز حسان مرحلة الخطر ... وهز ماهر راسه مؤيد وهو يقول : نبغى نتطمن عليه .. قال جاسم : نوافيكم بالأخبار أول بأول بالمكالمات , عدنان وراه رحلة للشرقية بكرة عشان العمل .. ساد صمت في المكان قطعه عدنان وهو يقول بهدوء : هو من ناحية لازم نرجع لازم لأنه حتى ماهر عنده رحلة بعد بكرة .. حط جاسم يده على كتفه وهو يقول : جزاكم الله خير , كفيتوا ووفيتوا , والله ما قصرتم معانا .. توادعوا بهدوء يسوده الحزن , زفر عبد الرزاق لمن لقي نفسه لوحده مع جاسم وعمر وقال : ما أدري ليه أحس بالضيق لريحتهم .. دقه عمر وهو يقول بمزح : ما توقعتك عاطفي لهالدرجة .. وكمل وهو يأشر بيدينه كإنه يشرح معادلة : ترا هذا الشعور لأنهم وقفوا معاك في وقت عصيب فصار في ارتباط بـ .. رماه عبد الرزاق بنظرة حاده وهو يقول بسخرية : لا والله , متى غيرت مهنتك من مطوع لمحلل نفسي .. ضحك عمر وقال بحزم ممزوج بابتسامة حلوة : ترى الطواعة مهي مهنة ... زفر جاسم وهو يسمع لمناقشتهم اللي بدأت واللي هو متأكد إنها ماحتنهي قريب , تحرك وجلس على مقاعد الانتظار وهو يطالع في باب العناية اللي مالهم شهرين واقفين عندها عشان عمه صالح , استغفر ربه وهو يفكر في عمه صالح اللي أشفق عليه وهو مهو عارف كيف بينقلون له الخبر وكيف بيتلقاه ... **************************** في بيت حمده : أول ما دقت سفانة الباب انفتح وطلت منه سمية والخنساء , قالت بفجعة : بسم الله , اش فيــــــــه ؟؟ سحبتها الخنساء وهي تقول : بسرعة , بسرعة .. لفت على أسماء اللي تدفها سمية من ظهرها عشان تسرع في مشيها , سألت : اش عندهم المتخلفات ؟؟ هزت أكتافها وقالت : ما أدري .. سحبتها جوة الصالة الداخلية وهي تقول : ترااااااااااااا .. تجمدت سفانة لمن شافته يقوم من جنب أمها وهو مبتسم ويقول بهدوئه المعتاد : كان مهدتي لها .. تراجعت لورى وصدمت في أسماء اللي وقفت مصنمة تحاول تستوعب المنظر , نقلت سفانة بصرها بسرعة بينهم , وجه أمها المنتفخ من كثر الصياح , خولة تأشر لها تتقدم , الخنساء وسمية المبتسمات ابتسامات واسعة ورجعت ركزت نظرها عليه وهي تقول : أبويه .. وصرخت بعدها وهي تندفع له : أبويــــــــــــه .. اختلطت صرختها بهتاف أسماء : جدوووووووو ... فرد يدينه وتلقها في أحضانه ومد يده اليمين وأشر لأسماء اللي طالعت في من مكانها ودموعها تنزل بصمت , جريت له وضمته , ضمهم الثنتين بقوة وهو يحس بقلبه ينبض بسعادة مالها حدود .. زادت دموع سفانة لمن التقت يدينها ورى ظهر أبوها شدتها بقوة وهي تصييح وتصرخ بداخلها ~ نحف , نحف , ماكان ياكل ~ ابتعدت عنها أسماء وهي تمسح دموعها وهي تقول : الحمد لله على السلامة .. قال وهو يضم سفانة : الله يسلمك , ماشاء الله محلوة .. رفعت سفانة راسها عن صدره وقالت باعتراض : أنا أحلى .. ضحك وضمها وهو يقول : كلكم حلوات .. وجلسوا يتبادلون الحديث وسفانة لاصقة فيه وهي تسأله عن كل شي يخطر ببالها عن السجن والفترة اللي قضاها , وبعدت عنه لمن تذكرت شي وراحت جري لغرفتها وهي تقول : دحين جاية .. قالت خولة وهي تنزل جوالها : أفففففففف مقفل , شكله مافي إرسال نهائي ... سكت علي وهو يسمع نورة تقول : سبحان الله اليوم اللي يقرر فيه ينام برا البيت يجي أبوه .. قالت الخنساء وهي تضحك بأذيه : خخخخخخخخخخخ , اسمني بأغيضه غيااااااااااض ... شويه و جات سفانه وهي شايله بشته الأسود , ابتسمت بفرح وقالت وهي تمده : أخيرا بيرجع لصاحبه , تعب من كثر مايستنى .. ابتسم علي ابتسامة شجن وقام وأعطاها ظهره , ابتسمت بفرح ولبسته له وهي تقول بصوت مخنوق من البكى : الحمد لله على سلامتك ياشيخ علي .. وغطت وجهها تصيح وهي تقول : الحمد لله على سلامتك يا أبويه .. ضمها وهو يقول : الله يسلمك من كل شر .. رجعت موجة بكاء جديدة , زفر سالم وقال بعدم تصديق : ياااااااااااااااا الــــلـــه هذولي عندهم مصانع دموع , خلاااااااااص قرفتوني .. ضربته حمده بعصايتها , لف عليها وقال وهو يشوفها تمسح عيونها بمسفعها : حتى انتي تصيحين ؟؟ ضربته مرة ثانية وهي تقول بصوت مخنوق : مالك دخل , قوم عني قوم يلاااا .. *********************** يوم الجمعة 15 / 8 / 1427 هـ : بعد صلاة الفجر : : جاسم .. رفع جاسم راسه اللي دافنة بين يدينه بصدمة ووقف على طول وهو يطالع في الخمسة اللي واقفين قدامه , حس بأنفاسه تضيق وهو يحاول يتمالك نفسه , همس أبوه بعطف وهو يحط يده على كتفه : بسم الله عليك يا ولدي ... ~ أكيد أحلم , أكيد , متى أصحى ؟؟ متى ؟؟ ~ التفت لعبد الرزاق المتمدد على الكراسي ونايم وعمر الجالس جنبه وهو مرجع راسه على ورى ومغطيه بشماغه , آخر شي يتذكره إتصال عدنان من المطار وعمر اللي راح غير لبسه الرياضي بثوب عشان يصلون الفجر , رجع التفت لأبوه اللي واقف مع عمه صالح وحميد زوج خولة و ........ ابتسم علي وقال : كيف حالك يا جاسم ؟؟ اندفع جاسم وحضنه وهو مو مصدق عيونه , حس بوجع في قلبه إنه حسان مو صاحي عشان يشوف أبوه , قال : عمي علي حسان .. ربت علي على ظهره وهو يقاطعه : عارفين بكل شي , عارفين .. بعد ولف على عبد الإله اللي قال بصوت كسير : أبوك تدخل وخرجني , كيف حسان دحين ؟؟.. مسح وجهه عشان يضيع التعب وقال : مستقر بس كيف .. وطالع فيهم بحيرة , كانت الأحداث سريعة لدرجة مو قادر يربطها بداخله , متى خرج علي , وكيف عرفوا , ومتى خرجوا عبد الإله ؟؟ قال علي : نقولك كل شي على رواقه بس أبغى أدخل أشوفه دحين .. قال جاسم : ممنوعه الزيارة حاليا ... تحرك حميد وقال : أنا أروح أطلب إذن من الدكتور الخاص بحالته , اش اسمه ؟؟ قال : رامي هو الجراح الوحيد هنا .. جلسه أبوه وهو يأشر له إنه ما يصحي الاثنين ما دامهم نايمين , وأول ماقاله إنه علي خرج بعفو بعد ماسمع الأمير بموقفه من اللي صار لحسان تذكرها وتذكر اللي قالته ( عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ) , ابتسم وهو يقول : سبحان الله , كيف سمع الأمير بالموضوع في نفس اليوم وبسرعة .. قال علي : إنت تعرف من يوم رفضت أسدد الفلوس المطلوبة من عبد القادر لأني كفيله , ومن يوم خون فيني هو و ذياب والقضية من دائرة لدائرة إلين انست , وسبحان الله طلع هالأمير الله يطول في عمره واللي ماعجبته ملابسات القضية بعد ماقدم له حسان معروض بتاريخ القضية وتواريخ كل الجلسات , وأمس لمن دروا باللي صار لحسان حاولوا يضغطون علي عشان أوقع تعهد بتسديد المبالغ كلها وأخرج بسراح مشروط لكني رفضت .. وسكت وكمل : اللي خلاني خمس سنين أرفض أوقع على الورقة عشان مايحسبون الناس إني لاهف هالفلوس بالحرام مستغل ثقتهم فيه كإمام هو اللي خلاني ماأوقعها أمس وسبحان الله عظيم المن , سمع الأمير باللي صار واصر يعجل بقرار العفو وسدد المبلغ كله وبرئني .. قال أبوه : تصدق بغى قلبي يوقف لمن شفت عمك علي في المسجد صلاة الفجر , خفت من الكبر قمت أخرف وإلا عمك صالح يأكد لي إنه هو وهناك قالنا على كل شي .. لف جاسم بخوف لعمه اللي قال بهدوء : كم مرة قلتله خلك من هالمسدس مايسمع , خلك من المزح الزايد مايسمع , بس عسى عذا يكون درس له ولكم .. نزل عبد الإله راسه بصمت جا حميد ومعاه الدكتور رامي اللي ابتسم وقال : أهلا أبو حسان .. وسلم عليه وهو يتحمد له بسلامة الخروج وهو يقول : سمعت من حميد شويه من قصتك , تفضل معايا عشان تشوف حسان و تطمن عليه هو في أيدي أمينة إن شاء الله و ..... تبعه علي وهو يشرح له حالة حسان , لف صالح على عبدالإله الجالس بصمت وزفر وتحرك مع أحمد وحميد , تحرك جاسم وجلس جنب عبدالإله بصمت .. وقف علي جنب سرير حسان ومد يده وحطها على صدره وهو يقول : أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يشفيك .. رددها ثلاثا وقرأ سورة الفاتحة سبع مرات ودنق بعدها وسلم على جبين حسان وهو يقول : الله يقومك بالسلامة ياولدي .. ورجع سلم على خده وهو يهمس : حسان قوم , أنا خرجت يا ولدي .. ودمعت عيونه وهو يسلم على جانب فمه ويرجع يسلم أنفه وعيونه وهو يمسح شعره ويشد عليه وهو يقول بوجع : حسان قوم عشان تتزوج , خلاص أنا خرجت , أنا خرجت يا ولدي , لا تفجعني فيك يا حسان , قوم ياولدي , تكفى افتح عيونك وشوفني .. وجثى على صدره وحضنه وهو يقاوم دموعه , ورفع راسه ورجع يسلم عليه وقطرات دموعه تنقط على وجه حسان الجامد الشاحب قبل ما تنزلق , مسح علي دموعه ومسح وجه حسان وهو يدعي ربه بداخله إنه يقومه له بالسلامة .. وخرج على مضض كله عشان ما تقلق نورة وبناتها اللي قالوله إنهم يستنونه على الفطور بعد صلاة الفجر ... خرج بعد ماتمالك نفسه وراح للدكتور رامي المتحلقين حولينه أحمد وصالح وحميد .. ******************** بعد صلاة الجمعة : الوجه الأسود المبتسم والعيون والأسنان , فتح عيونه دفعه وحده وهو يغص من الخرطوم اللي مازال في حلقه , شاف ظهر الدكتور اللي ميزه من ظهره خارج وهو يقول : نشاط دماغه في تزايد , هذا علامة جيدة إن شاء الله .. وصله صوت الرجل اللي مالمح إلا طرفه وهو يقول : طيب متى يصحى يا دكتور ؟؟ ~ أبويـــــــــــــــــــــــــــه , أبويه , أكيد أحلم , هذا صوته , والله صوته ~ : هذا علمه عند الله يا أبو حسان , إدعيله .. : يا دكتور أمه بدأت تسأل عنه تحسبه في رحلة , أبغى أقولها شي ما يخوفها .. صرخ حسان بداخله وهو يحاول يتحرك ~ أبويــــــــــــــه , لاتروووووووووووح , أبويـــــــــه ~ ولمن لمحه يتحرك من الدكتور اللي يقول : لازم تعلمها بالحقيقة , إذا قام حسان معناته إن شاء الله تجاوز مرحلة الخطر , قبل كذا ما أقدر أضمن لك شي .. كبح حسان دموعه لمن اختفوا وغمض عيونه بقهر الجهاز المحشور كان يمنعه يصدر صوت وجسمه مو راضي يتحرك .. : حسان .. فتح عيونه على صوت أبوه وبلا مقدمات تدفقت دموعه وهو يصرخ بداخله ~ أبويه , أبويه , أبويــــــــه ~ تقدم منه أبوه وهو يقول بصوت متهدج : حسان .. وضمه بقوة وهو يبكي بصمت ورفع راسه وسلم عليه وهو يمسح وجهه بحنان وهو يقول : كنت أبغى أشوفك قبل ماأروح , الحمد لله اللي رجعت , الحمد لله اللي رجعت .. غمض حسان عيونه ودموعه تنزل بصمت , سلم علي على عيونه وهو يقول : أنا خرجت ياحسان , ربك كريم , جاني العفو يا ولدي .. فتح حسان فمه لكن اللاصق والخروم منعه من الكلام , لف علي وقال للدكتور بلهفة : ماتقدر تشيل الجهاز عشان يتكلم .. تغير وجه رامي قبل ما يقول : رئته مازالت ضعيفة , ما نقدر نشيل الجهاز دحين .. لف علي على حسان وطالع فيه بحنان وهو يهمس : أصبر يا حسان .. ~ جسمي , جسمي ليه ما يتحرك , أبويه إنت متى خرجت ؟؟ رحت لأمي وأخواتي ؟؟ دروا عني ولا لا ؟؟ الهنووووووووووف , إحنا في أي يوم ؟؟ الشباب وينهم ؟؟ اش صار بالضبط ؟؟ أبغى أتكــــــــــلم ~ كان يحس بالأسئلة تضج براسه ويبغى لها أجوبة لكنه مو قادر يتكلم , علي حس في عيونه تساؤلات كثيرة لكن اش ما يدري , ابتعد عنه لمن طلب منه رامي إنه يخرج عشان يسوون فحص للحالة .. أول ما خرج قال بابتسامة لعمر وعبد الرزاق الواقفين بانتظار خروجه عشان يدخلون يزورون حسان : الحمد لله فاق .. طالعوا فيه للحظة وصرخوا بعدها بحماس وهم يضمون بعض بفرحة قبل ما يتراجعون عن بعض متذكرين مناقشتهم اللي تحولت لمصارعة كلامية أنهاها عمر بخروجه من انتظار الرجال , ابتسم عبد الرزاق وقال : خلاص إلى الآن منت راضي تسامح , طايح فينا الدين والالتزام ومنت قادر تسامحني .. ضحك عمر وقال : مشكلتي إني طيب .. وتذكروا جاسم وعبد الإله راحوا للانتظار لقيوهم على وضعيتهم بعد الصلاة , عبدالإله مفترش ثلاث مقاعد وجاسم نايم وهو جالس .. صرخ عبد الرزاق : حساااااان قااااااااااااااااااااااااام .. فزوا في ثواني ماكإنهم كانوا نايمين وتحرك جاسم بخطوات متعثرة وعبد الإله يمسح وجهه بتعب وهو يلحقه , ضربه عمر وهو يقول : بشويش .. حط الضربه وضحك وهو يقول : من فرحتييييييييييييييييييييي ... سأل جاسم : قام يعني فاق وفتح عيونه ؟؟.. هزوا روسهم بحماس , ابتسم وزفر براحة وهو يقول : الحمد لله , الحمد لله .. والتفت لعبد الإله وهو يقول : فاااااااااااااااق , حسونه فااااااااااااااااااق , مبروك يا عبووووووووووود حسونه تجاوز مرحلة الخطــــــــــر .. غطى عبد الإله وجهه وهو يتنفس بحده , قال عبد الرزاق بخشونه : ترى تصيح أهفك بكف , من أمس وإنت تصيح لدرجة شكيت إنك رجال , حرمة إنت ياغير تدمع .. ضربه عمر مرة ثانية وهو يقول : من قال لك الدموع بس للحريم و ليه إحنا صخور ماعندنا مشاعر , كلنا بشر .. لف عليه عبد الرزاق وقال وهو يهش يده : إنتم معشر المطاوعة غير , منتم داخلين في قاموسنا إحنا الـ ... وسكت لمن رماه عمر بنظرات حاده وهو يقول : قاموسكم إنتم الـ إيه ؟؟ ابتسم وقال : كنت بأقول إحنا الرجال الأشداء .. وشرد لمن هجم عليه عمر وهو يصرخ : أرجل منك يالوصخ .. ضحك جاسم على حركاتهم وخرج جواله وفتحه و دق عليها , كان عارف إنها أكيد ما نامت من كثر التفكير .. *********************** في الرياض بعد الغداء : : فاااااااااااااااااااااااااااااااق .. لف ماهر وسامر على عدنان اللي صرخ بها وهو يقوم من جلسة أعمامه وهو يقول : الله يبشرك بالخيــــــــر , والله فرحتني , والله فرحتني , الحمد لله على سلامته , سلم على عبد الإله وقوله خطاك السوء .. قام ماهر وسامر ووقفوا عنده , لف عليهم بعد ماصك جواله وقال : حسان فاق والطبيب فحصه ويقول وظائفه كلها كويسه والنتائج مطمئنه مبدئيا ... زفروا براحة وعبد الكريم يقول : الحمد لله على سلامته .. وخرج جواله عشان يتحمد لأحمد بسلامته ... ذابت ابتسامة عدنان وهو يشوف نظرات عمه وصقر , لف على ماهر وقال : تعال أبغاك في كلمة راااااااااااس .. قال الكلمة ألأخيرة وهو يطالع في سامر اللي قال : طيب .. ابتسم عدنان وهو يشوف ماهر يعانده ويذكره بذيك المرة اللي طلب فيها سامر لوحده , خرج من مجلس جدته الكبير ووقف في الحوش وقال لماهر بحزم : بعد العصر نروح لبيت عمي وننهي موضوعك إنت وأريج .. لمن فتح فمه بيتكلم قال بحزم : ما أبغى أسمع غير إن شاء الله .. لف بوزه وقال بضيق : إن شاء الله .. وكمل : أكيد كلمتك .. رفع حواجبه وقال : أكيد كلمتني , خلاص هالمسرحية لازم تنتهي , قاعد تتغلى عليها وإنت ودك اليوم قبل بكرة تشوفها .. وتحرك راجع للمجلس رغم اعترضات ماهر وهو يقول : بأكلم عمي وصقر , خلك جاهز بعد الصلاة على طول عشان ورايا سفر .. ************************** : جزاك الله خير , جزاك الله خير , ماتقصر والله يا أبو خالد , أصيل وراعي واجب .. بعد ماقفل جواله لف على جلال وصالح وهو يقول : هذا أبو خالد يتحمد لي على سلامة حسان .. كان الوجوم سائد على وجوه عيال جلال وعبد الرحمن اللي توهم دروا بالموضوع , قال صالح : والله مايقصر , هالرجال أكثر من أخ .. لف جلال على أولاده وسالم اللي زام شفايفه بقوة وقال بحزم : هي إنت وإياه , قلنالكم الولد فاق خلاص , قولوا الحمد لله .. قام سالم لمن بدأت شفايفه وخرج للحوش , زفر جلال وقال لمحمد : روح شوف فينه , أكيد راح يصيح ... خرج محمد ودور عليه لقيه ورى الفيلا وهو يصيح , راح له وقال بخشونه : ياخي خلاااااااص , تصيح زي البنات , حسان كويس الحمد لله .. مسح سالم دموعه وقال بخشونه : مين قال إني قاعد أصيييييييييييييييح , شي دخل في عيني .. ابتسم محمد وقال : طيب غسل وجهك و روح أدخل عند خالاتك وأخواتك أكيد جدك دخل عندهم عشان يعلمهم على الموضوع .. غسل سالم وجهه ونشفه ودخل للصالة الداخلية , من انسجن جده انتقلت جدته وخالاته وخاله حسان للعيش مع جدته اللي عايشة في فيلتها المقسومة لقسمين , فيلا دوبلكس هي في الدور السفلي ونورة معاها في نفس الفيلا والدور الثاني مخصص للنوم و شقتين إيجار لها قسم منعزل عن الفيلا ... دخل على لحظة قول جده : تعور وهم يمزحون مع بعض ودحين هو في المستشفى .. شهقوا البنات برعب وحطت نورة يدها على صدرها وهي تقول بخوف : تعور كيف ؟؟ قال بهدوء : انجرح ونقلوه للمستشفى بسرعة والطبيب طمني عليه .. سألت سفانة برعب : إنت رحت له ؟؟ متى ؟؟ ابتسم وقال : بعد ماصليت الجمعة رحت له وتطمنت عليه .. جلس بهدوء وهو مستغرب طريقة نقل جده للخبر , قالت حمده وهي تعدل لثمتها وتغطي رجولها وتشد في أكمام ثوبها مستحية من زوج بنتها : أنا قلتلهم خرجة العيال ماوراها إلا المصايب , عوروه بإيه ؟؟ قال متجنب الرد على السؤال : تعرفينهم يا عمة لعبهم ومزحهم ثقيل , الله يهديهم بس .. انتبهت نورة فسألت بإصرار : تعور بإيه .. لف عليها معاتب وقال : هو بخير وهذا أهم شي صح ؟؟ ولف عليهم وقال بهدوء : اللي تعور به شي حاد لكنه الحمد لله نجى منه , واحد من الشباب كان يمزح بمسدس وانطلقت .. صرخوا برعب وفزت سفانة وهي تصرخ : مســــــــــدس ... قالت حمده وهي تحط يدها على راسها : يا حسرتي على ولد بنتي ... قال بحزم حنون : والله توني جاي من عنده , مافيه إلا العافيه , تعدى مرحلة الخطر وفاق , إحمدوا الله تراه كان بيموت لكن ربي ستر ونجاه وهو بخير دحين وهذا المهم , ترا العفو جاني بعد ماعرفوا بحادث حسان , ولولا ربي ثم الحادث ماكان خرجت ... استغرب سالم لمن شاف الهدوء اللي ساد المكان , وعلي يكمل : عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم , أنا رحت لحسان مرتين وشفته وتطمنت عليه وإن شاء الله أخذكم تشوفونه عشان تطمنون عليه .. قالت سفانة بخوف : أبويه هو بخير .. قال بحنان : والـــلـــه إنه بخير , أكثر من الله .. سألت حمده : ومين اللي طلق عليه ؟؟ سحب علي نفسه وقال بهدوء : الطلق كان بدون قصد , ضغط عبد الإله الزناد بدون تفكير لأن المسدس أصلا خربان و ما توقع تنطلق الرصاصة .. حست سفانة بجزء من قلبها ينعصر وبلا شعور قامت من مكانها وخرجت بسرعة , جريت لغرفتها ودخلتها وصكت الباب وهي تحاول تتمالك أنفاسها ~ عبد الإله , اللي طلق عليه عبدالإله , يااااااااااااااااااااااارب ارحم حاله , حسااااااااااااااان , عبد الإله ~ *************************** بعد صلاة العصر في الرياض : : مين ؟؟ ميز صوتها الصادر من الجهاز , دنق عدنان على الجهاز وقال : عدنان وماهر .. انفتح الباب الخارجي آليا وتلاه صوت انصفاق السماعة , دخلوا الحوش ولمن وصلوا للباب الخشبي الداخلي اللي فتحه ولد يناهز الـ 15 قال بفرح : هلا , حياكم تفضلوا .. ابتسم عدنان وسلم عليه وهو يقول : كيف حالك ساري ؟؟ قال باعتراض : ساري انتهى من زماااااان , دحين صار سالم .. ضحك ماهر وقال وهو يسلم عليه : بتظل عندنا ساري , 10 سنين تعودنا عليه خلاص .. دخل عدنان بيت عمه وهو يقول : يا ولــد , السلام عليكم .. أشر لهم ساري على المجلس وهو يقول : وهم أبوي وأمي الله يهديهم ما لقيوا إلا ساري , جابوا لي العقدة .. قال عدنان وهو يوقف عند باب المجلس : بس إنت خلاص غيرته وارتحت صح ؟؟ زفر وقال : تعرف بعض الأولاد اللي كانوا يعرفوني في الإبتدائي مازالوا يتريقون وينادوني سالي .. قال وهو يحط يده على كتفه مشجع : عارف مجتمع الشباب ما يرحم , لكن خلك أقوى , مو اسم يهزك , انت اللي تصنع نفسك وتعطي لاسمك رنين مو اسمك وحروفه .. ولف على ماهر وقال : خلك هنا .. وطبطب على كتف ساري وقال : بأدخل جوة .. ابتسم ساري وقال : البيت بيتك .. دخل عدنان وهو يقول : السلام عليكم .. قابلته الشغالة مبتسمة , بعد بصره عنها وقال بحزم : كم مرة قلتلك لاتطلعين لي كذا ؟؟ وين ماما ؟؟ زادت ابتسامتها وهي تقول بصوت ناعم : ماما فوق سوى سوى أريز .. استغفر وتحرك طالع الدرج وهو يقول : يا أهل البيت .. لمن وصل لآخر درجة انفتح باب الغرفة اللي يعرفها وخرجت منه بنتين وحدة لابسة بجامة أنيقة والثانية لابسة عباية و طرحتها على أكتافها , مستحيل ينسى هالوجه , مستحيـــل , هتف بصدمة وهو يحس نبض قلبه يتسارع : ليـلـى ... غاب هتافه وسط صرخة أريج المصدومة وهي تأشر له : وراك , وراك .. لف وجهه بسرعة وتحرك بعيد عند الدرج في نفس اللحظة اللي تغطت البنت بطرحتها وهي تهمس بصوت رخيم : مع السلامة أروجه , بالتوفيق حبيبتي .. انتفضت كل خلاياه لمن حس بأصابع تلامس ظهره , التفت بحدة , انتفضت أريام وقالت : بسم الله اش فيييييييييييك ؟؟ سلم عليها بهدوء و سأل : مين هذي اللي كانت خارجة مع أريج ؟؟ ضحكت وقالت بمرح : خلاص إنت خاطب ما يصير تسأل عن غير العنود , أوووو صح , مبروك الخطوبة , عقبال الزواج .. قال بإلحاح : أريام , مين هذي اللي مع أريج ؟؟ قالت أريج وهي لافه بوزها : صديقتي , عندك مانع .. مد يده لها بيسلم عليها لكنها طنشته وهي تقول بدلع : ما أبغى أسلم عليك .. تقدم لها وضربها بخفة وهو يقول : تدلعي على زوجك مو علي أنا .. زفرت بطفش وقالت : هو أصلا أنا ليه زووووج .. رماها بنظرة حادة وهو يقول : أريــج .. انتفضت برعب ومدت يدها تضيع خوفها وسلمت عليه بصمت , زفر وقال : روحي غيري ملابسك وانزلي ماهر تحت .. ولمن شافها تزفر بطفش قال بحزم : تعرفيني ما أحب أعيد كلامي , ترى راسي يوجعني منك ومنه لا تخليني أحلف أمسك من شعرك وأطق راسك في راس اللي قاعد تحت و أخلي موضوعكم زي ماهو من شهرين و أروح الشرقية .. قالت بسرعة : لا لا لا أنا ما حسبت إنه يجي .. ولفت بوزها وقالت : دقايق وألبس .. لمن دخلت الغرفة طالع في باب غرفتها بصمت مناقض لأفكاره ~ عدنان أكيد تتوهم , اش يجيبها من الشرقية ؟؟ واش القدر هذا اللي يخليك تشوفها وفي بيت عمك في الريااااااااض , أكيد قاعد أتوهم , يمكن تشبهها , يخلك من الشبه أربعين , أصلا أنا ما شفتها زين كيف حكمت إنه هذي ليلى , اش طراها على بالي دحين ؟؟ أكيـــد عقله صاير فيه شي ~ زفر وقال وهو يجلس على الكنب براحة : كل يتغلى على الثاني وأنا اللي واقع بينهم .. ابتسمت أريام وجلست جنبه , ما كان يجيهم دايم بالعكس زياراته قليلة , لكن اللي يعجبها فيه إنه كل مرة يجيهم رغم الفترة المتباعدة إلا إنه يتعامل معاهم كإنه أخوهم من أمهم وأبوهم مو بالرضاعة بس و يتحرك براحة كإن البيت بيته , خرجت مرة عمه من غرفتها ولمن شافته قالت بترحيب بارد : عدنان !! أهلا , حياك الله , تو ما نور بيتنا .. قام عدنان بإحترام وتقدم لها بسرعة و سلم عليها وهو يقول : من هلا ما ولى , منور بأهله , كيف حالك خالتي ؟؟ زفرت بطفش وقالت : مانشكي باس .. وجلست على المقعد المنفرد قدامه , جلس مكانه وقال بهدوء : الحمد لله .. زفرت مرة ثانية بطفش وهي تسأل : جاي لوحدك ؟؟ كان عارف ومتأكد إنها عارفة إنه ماهر تحت لكنها تحب تبين له قد إيش هي طفشانه منه ومن كل شي يمت له بصلة ابتسم وقال بمرح : لا معايا طرف من أطراف القضية تحت , بأسحب الطرف الثاني وإن شاء الله نحلها .. لفت بصرها عنه وسألت بنتها الكبيرة : ليلى راحت ؟؟ رجعت واستنفرت خلاياه كل طاقاتها وهو يصرخ بداخله ~ مستحيييييييييييييل يكون لها نفس الاسم , هي والله إنها هي , اش يجيبها من الشرقية ؟؟ وكيف تعرفها أريج ؟؟ ~ : أظنها راحت قبل شوي , ما شفتها لمن نزلت بس أريج كانت جاية من تحت يعني أكيد وصلتها , الله يسعدها جاية ومتعنية كله عشان تزور أريج .. قالت أريج اللي جاتهم وهي تمشي بغنج : حبيبتي مو عشاني , ممكن تنزل من الدمام عشان جوازي مو عشان تزورني , زوجها عنده عزيمة غدا هنا فاقترحت عليها تزورني وتتغدى عندي على بال ما ينتهي زوجها من عزيمته .. بالقوة ضبط عدنان انفعالاته ومسك نفسه عن الأسئلة , زفرت مرة عمه وقالت : ما شاء الله على زوجها معيشها في نعيم , ديموقراطي , متفهم وخادمها بعيونه , ماشاء الله لو تطلب منه يوديها المريخ وداها .. قام عدنان وقال بابتسامة ساخرة : الله يهنيهم .. وأشر لأريج وقال : يلا تحركي .. لفت بوزها ومشيت معاه وصوت كعبها يختلط مع صوت أساورها المجلجلة , لمن وصلوا نهاية الدرج لف عليها وقال بهدوء : أريج بأكلمك دحين واسمعي مني , انتي منتي صغيرة .. زفرت بطفش فدق بإصباعينه صدغها وهو يقول بعصبية : عقلك في راسك يا بنت .. كانت أحلاقها الطويلة تلمع مع تحرك راسها اللي يدقها وريحة عطرها تفوح في المكان , قال بحزم وصرامة : خذيها نصيحة , ترى الجمال مو كل شي , خذيها نصيحة من رجل ويعرف الرجال , الرجل أول ما يتزوج يهمه في الزوجة شكلها ولبسها وزينتها لكن كلها كم شهر تخف فورة الحب ويبدأ يطالب بأكثر من المظهر الخارجي , يبغى وحده تراعيه , تهتم به براحته ببيته بأكله بشربه , تشاركه أفراحه وتخفف عنه تعبه و حزنه , ممكن يصبر عليك زوجك لو ما تعرفين تطبخين بداية الشهور لأنك عروسته وحبيبة قلبه لكن بعدها بيمل بيزهق يبغى يجي يلقى أكل زي الناس مو محروق ولا ناقص ملحه , ممكن يصبر على دلعك وزنك وتغليك عليه أول الأيام لكن بعدها بيرميك بكلمات زي الثلج من برودها لأنه بيكون وقتها كإنه يقولك خلاص دلع , أبغى جدية , هي حياااة اللي بتعيشينها , مهي كلها محصورة في الملابس والزينة والعطور .. تغيرت ملامح وجه أريج وهي تطالع فيه بخوف وحيرة , كان عارف إنها صغيرة عقلا رغم عمرها اللي جاوز 18 وتتأثر باللي حولها , و قيد قال لماهر أصبر عليها كم سنة لو تبغاها لكن ماهر أصر بيملك ويتزوج , ابتسم وقال بحنية وهو يقرص خدها : شويه شويه على أخوية تراه يموت على الأرض اللي تمشين عليها .. نزلت راسها بحرج , حط يده على راسها وقال بجدية : أريج لا تخسرين حبه , ترى لو تغير حبه لك صعب ترجعينه زي أول , والله ما حتقدرين لو ولعتي أصابيعك العشرة عشانه , ماحيشوفه شي بعد ما تجرحينه , تراني نصحتك ومنتي صغيرة عشان تنسين اللي قاعد أقوله لك , تراني سبتك براحتك عشان تفكرين وتعرفين إش تبغين بالضبط واش هو يبغى .. هزت راسها وهمست : شكرا .. ابتسم وقال : تدخلين دحين وتستسمحين منه بأدب تراك غلطتي عليه , ولاتزعلين لمن يدافع عن أخوه ومايبغى أحد يتكلم عن أهله , إعرفي إن الرجال اللي ما يحرص على أهله ما حيحرص عليك في المستقبل اللي بتكونين فيه إنتي كل أهله .. سحبت نفس وقالت : إن شاء .. تحرك وهو يقول : الله يوفقكم يا رب .. مشيت وراه وهي تهمس : عدنان , شكرا .. ابتسم وكمل طريقه بدون ما يلتفت لها , أول ما دخل المجلس وهو يسلم لاحظ نظرة أخوه السريعة قبل مايلف وجهه يكمل هرجه مع ساري كإنه مو مهتم , قال بهدوء وهو يكتم ضحكته عليهم : جبنا العروسة معانا .. طنشه ماهر , ساري اللي شاف أريج ورى عدنان منحرجة قام وخرج , بعد عدنان وأشر لها تتحرك , تحركت بتردد ووقفت قريب منه وقالت : آسفة .. قال ماهر ببرود من دون ما يقوم وهو يصب لنفسه قهوة : في أي بنك تنصرف هذي ؟؟ .. فركت يدينها وقالت : عارفة إني كنت وقحة , آسفة ما قصدي .. رماها بنظرة لا مبالية ورجع يشرب قهوته بصمت , إلتوى فمها فزمت شفايفها بقوة وهي تقاوم دموعها , أشر عدنان من وراها لماهر إنه ينهي الموضوع لكن ماهر طنشه وهو يقول بجمود : بتصيحين صيحي , دموع التماسيح هذي ماعاد تأثر فيني , استغليتيني فيها كثير , وكل مرة توعديني بشي وترجعين تسوينه عناد وعباطة , النفس طابت منك .. غطت وجهها وهي تبكي بصمت , فرصع عدنان عيونه وأشرله بحزم إنه ينهي الموضوع , هز ماهر راسه بلا وأشر له يجلس , التزم عدنان الصمت وجلس بهدوء وهو يتشاغل بتحف المجلس , على كثر قوته وحزمه ما كان يحب أبدا تجريح المرأة أو دفعها للبكى لأنه يعرف إنها ناقصة عقل قلبها اللي يحكمها ويسيرها في معظم أمورها , بعدت يدينها وهي خايفة إن الكلام اللي حذرها منه عدنان صار , ~ معقول تغير حبه لي , ماعاد يحبني , النفس طابت , كلمة قوية ياماهر ~ لفت وطالعت في عدنان اللي حط يده كإنه يكح و أشر لها تتكلم , لفت على ماهر وهمست وهي تعصر يدينها : والله هذي المرة من جد أقولها آسفة , من اليوم ورايح مايصير خاطرك إلا طيب .. وتحركت ودقت طرف كتفه وهي تقول : ماهر سامعني .. كان متجاهلها تماما , قالت : والله آسفة , قولي اش تبغى وأسويه ؟؟ ولمن شافته مطنشها قالت وهي تقاوم دموعها : حتى إنته زعلتني كم مرة لكني سامحتك ليه ماتبغى تسامحني هالمرة .. قام وقال وهو يأشر على عدنان : شايفه اللي جالس هناك هو اللي جايبني والله لو مو عشانه ماكان جيتك ولا طبيت لك بيت بعد الكلام الزففففففت اللي سمعته .. قالت ودموعها تنزل : آآآآآآآآسفة , والله آآآآآآآآسفة .. هز راسه وقال بعدم اهتمام : طيب , بنعديها هالمرة وأشوف بعدين صدقيني بنرجع لنفس الموال .. فرحتها بكلمة طيب انهارت مع كلماته الأخيرة , قالت بتأكيد وهي تمسح دموعها : لا إن شاء الله .. ~ ياناااااااااااااااااااس أحبهااااااااااااااااا , ياحمارة أحبك لكن لازم أقسي قلبي ~ تجاهل كل مشاعره ومد يده ببرود وهو يقول : نشوف .. مدت يدها وصافحته وهي تبتسم له , رماها بنظرات برود , قال عدنان وهو بداخله مايت ضحك على ماهر : الحمد لله اللي تعوذتوا من إبليس , سلموا على بعض عربة وانهوا الموضوع وأهم شي تبدأون صفحة جديدة , مافي تذكير باللي صار مفهوم .. رماه ماهر بنظرة مقهورة وهو يصرخ بداخله ~ عربه ليه يالننننننننننذل ؟؟ ~ هز عدنان حواجبه عناد قبل ما يحمحم وهو يقول بهدوء : أريج سلمي على زوجك .. سلمت عليه بحرج وهي تطالع فيه برجاء , سحب يده وأشر لها تسلم عليها , لفت على عدنان باستنكار , أشر لها عدنان رغم استنكاره لحركة أخوه إنها تماشيه وتسلم وهو يقول : بوسة اليد احترام .. ماهر اللي سوا الحركة مزحة لإنهاء الخلاف ما توقع إنها بالفعل تسلم , لمن دنقت مسكها من أكتافها يوقفها وهو يقول باستنكار : هييييييييييي من جدك انتي .. طالعت فيه وهي تقول من بين دموعها : إنته قلتلي .. هزها وهو يقول بتحبب : أمزح معاك يالخبلة .. تمسكت فيه وصاحت من قلبها بصوت عالي وهي تقول بعصبية : لاعاد تمزح معايا أنا أكككككككره مزحك الثقيل .. ضحك من قلبه وضمها وهو يقول : والله أروجتي تغيرت .. ضربته بقبضتها وهي تقول من بين شهقاتها : عورت قلبيييييييييييي .. قال وهو يرفع بصره : أحسن عشان تحسين بعوار قلبي أنا كمان .. وانتبه إنه عدنان مو فيه , ابتسم وهو يشكره بداخله ... : حليت القضية ياحضرة المحامي .. التفت عدنان اللي جالس على درج الفيلا مع ساري وقال لصقر : الحمد لله .. ضحك وقال : يا حلال المشاكل كان دخلت من زمان وحليت الموضوع ... حك عدنان حاجبه وهو يقول : لو إنك خبير زيي كان عرفت إنه بعض المشاكل أحسن تاخذ وقتها و ما تنحل بسرعة عشان ما يتندم الواحد بعد ما يحلها وبعضها لا لازم تنحل ولا يتأزم الموضوع و تصدق ... قام وزفر وهو يكمل بصوت غريب : أحيانا أتمنى إني ما أحل أي مشكلة .. وتحرك خارج وهو يقول : أنا راجع البيت ورايا سفر بعد العشا , البيه شكله مرابط عندكم الليلة , إذا خلص رجعه بسيارتك .. ولوح بيده بدون ما يلتفت وخرج , ابتسم صقر وقال : الله يسهلك دربك يا رب .. *********************** في جدة : شقة جاسم وأزهار : الكل لاحظ حركة أزهار المستمرة ووقوفها عند الطاقة , قالت العنود وهي منسدحة على الأرض وحاطة رجولها فوق الكنبة : إنتي تستنين أحد .. هزت أزهار ارسها وقالت : هااااااا , لييييييييييه ؟؟ قالت البندري: يمكن لأنك لك ساعة تدورين زي البس الحامل اللي عندها ولادة .. ضحكت العنود ومدت يدها وهي تقول : كفك يابنت , والله صايرة تعرفين تحشين .. ضربت البندري كفها وهي تقول : من بعد الله ثم معلمتي القديرة عنيدي .. أشرت العنود بيدينها وقالت : لا تصفقون , لا تصفقون , شكرا , شكرا .. لمن دق الجرس جريت أزهار للباب على طول , جاسم دق عليها قبل شوي عشان يخبرها إنه جاي من المستشفى عشان يخبر الهنوف لأنها الوحيدة اللي بقيت والكل عرف بحكاية حسان , دخل وهو يقول بتعب : السلام عليكم .. ردت السلام وهي تطالع فيه بتوتر , ضحك على نظراتها ودخل وهي تتبعه , ابتسم لمن لقي الهنوف واقفة مبتسمة والبندري جالسة بصمت متردد وقالت العنود اللي مازالت مفترشة الأرض : كيفك يادب؟؟وكيف كانت رحلتكم ؟؟ صافح أخواته وضرب العنود على فخذها وهو يقول : قومي واعتدلي عندي موضوع ضروري .. قامت وهي تحك فخذها وجلست على الكنبه , ابتسم للبندري فتغيرت ملامحها على طول وارتسمت ابتسامة على وجهها وهي تأكد لنفسها إن اللي صار أمس مو من نسج خيالها , حزم أمره أخيرا وقال بهدوء وهو يرسم الوجوم على وجهه : ترا صار شي فضيع ما أدري كيف أقوله لكم .. طالعوا كلهم فيه بترقب وخوف وأزهار تأشر له إنه ما يقولها بطريقه مباشره قال بحزم : مافي طريقة غير كذا يا أزهار , يعني كيف أقولها ؟؟ نزلت أزهار يدها لمن التفتوا لها والعنود تسأل بخوف : اش فيه ؟؟ خوفتوني .. سكت طويل , حست أزهار بنبضات قلبها تهدر زي الرعود من قوتها واضطرابها وكانت عارفه إنهم أكيد زيها , قالت الهنوف بهمس : جاسم تكـ ... واختنق صوتها لمن حست بجفاف مفاجئ لحلقها من الخوف , رفع راسه لهم وطالع فيهم بصمت وقال : في واحد مات .. صرخوا : ماااااااااااااااااااات .. وهتفت أزهار : مين اللي مااااااااااااات ؟؟؟ قال بسرعة : هو كان بيموت لكن ربي ستر عليه و ما مات ودحين هو طيب ومافيه شي والدكتور طمنا عليه .. زفروا براحة والعنود تسأل : الحمد لله , بس مين ؟؟ قال بابتسامة : مابشرتكم ؟؟ عمي علي خرج من السجن ؟؟ : واااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا .. صرخت بها العنود وهي تنط بفرح وصرخت الهنوف بفرح ممزوج بصدمة : كذااااااااااااااااااب , متى صار هالكلام ؟؟ والبندري تقول للعنود بحماس : يا فرحة عمتي والبناااااااات .. قالت أزهار بحزم : ومين اللي ستر ربي عليه .. طالع جاسم في الهنوف وقال : حسان , لكنه بخير دحين .. شهقوا والتفتوا للهنوف اللي شحب وجهها فجأة وهي ترفع يدها و تغطي فمها عشان ما تصرخ , قام جاسم من الكنبة المقابلة لهم وجلس على الطاولة القزاز قدام الهنوف وقال بهدوء : قلتلك إنه كان بيموت لكن الحمد لله ربي ستر عليه , يعني لازم تفرحين بدل ماتزعلين .. ودقها وهو يقول : وصدقيني لو درى حسونه إنه وجعه هو السبب في خروج ابوه من السجن بعد الله كان عور نفسه من زماااااااااااااااااان .. وضحك وهو يقول : تصدقين قالي بيحط بلك مكان الباب عشان سنة كاملة محد يزعجه .. وبدأ يغمز ويدقها وهو يتريق عليها عشان يضيع خوفها , ابتسمت أزهار وهي تشوف الهدوء اللي تلى الدموع اللي ذرفتها الهنوف بصمت وخجل من أخوها اللي ضمها وهو يوعدها يوديها له عشان تطمن عليه .. أشرت له من ورى الهنوف بإبهمها بمعني طريقة حلوة , ابتسم وأرسلها بوسة خلت وجهها يحمر وهي تطالع في البنات خوف وحده منهم شافت حركته , ضحك عليها وهو يبعد الهنوف ويهديها ويهدي البندري اللي صاحت معاها , لكن العنود كعادتها قعدت تنكت معاه وتضحك عشان تضيع خوفها وخوف أختها ... قال جاسم : إحمدي ربك إنتي دريتي بعد ماانتهى كل شي , هذي الضعيفة من أمس وهي دارية ومعانا لحظة بلحظة .. لفت الهنوف بصدمة على أزهار اللي ابتسمت قالت : الحمد لله على كل حال , حمد لله على سلامته يا هنوف .. قامت الهنوف وضمتها وهي تصيح مرة ثانية , ضحكت أزهار وقالت : والله شغلة , أمس البندري تصيح واليوم الهنوف .. قالت العنود وهي تضمها بحب : السر في حضنك الدافي .. ابتسم جاسم وقام من مكانه وبعد العنود وبعد الهنوف وهو يقول : أجرب .. صرخت أزهار باستنكار وهي تتراجع بإحراج , ضمها جاسم وهو يقول : عادي مافي شي .. دفته أزهار بخشونة وهي تحاول قد ماتقدر ماتجي عيونها في عيون أخواته , لف جاسم وضحك من قلبه لمن شاف الهنوف محمرة من الخجل والبندري لفه وجهها والعنود بعكسهم مفرصعة عيونها , قالت بصوت ممطوط : قلـــــــة أدب , ودوني بيتي دحيــــــــــن قاعدين نتفرج في قناة غير مشفرة .. ضربتها الهنوف باستنكار و أزهار مدنقة وهي ودها الأرض تنشق وتبلعها , قال جاسم بمرح : أوريك القناة غير المشفرة .. ولمن تقدم من أزهار ضربته بعلبة المناديل اللي جنبها بدون تفكير , انفجروا البنات ضحك لمن ضربت العلبة في جبهته , شهقت أزهار وجريت له وهي تقول : آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآسفة , ماقصدي , والله ماقصدي .. حط يده على جبهته وابتسم لها وهو يسأل بهمس : ضيعت الموضوع زين ؟؟ ابتسمت وقالت : إيوه , ماشاء الله عليك .. همس : من جد حضنك دافي .. انصعقت من كلمته فبعدت عنه وهي تقول : والله علبة مناديل ثانية وفي عينك هالمرة .. قهقه من قلبه وهو يقول : والله متزوج ولده .. ولف على أخواته وقال : أروح أتروش و أريح شويه وأوديكم المكان اللي تبغونه .. وقال لهنوف بحنان : إن شاء الله أوديك له وتطمنين عليه بنفسك .. نزلت راسها مستحيه منه وهي تهز راسها , لمن دخل الغرفة قالت البندري : فضيحة قاعدين وجاسم فيه , أكيد تعبان ووده يرتاح .. ابتسمت أزهار وقالت : ماعليك , لاحق إن شاء الله على الراحة ... واستأذنت منهم ودخلت الغرفة , ابتسمت العنود وقالت : يااااااااااااافرحتي لهم , يارب تتمم عليهم حبهم وفرحتهم وسعادتهم .. شويه وخرجت أزهار وجلست معاهم وهي ترد على أسئلتهم عن أمس وكيف قدرت تخبي الموضوع عنهم , جاوبتهم وهي تتجنب تقولهم إن سبب جرحه هو طلقة نار لأنه جاسم عزم يخليها تشوفه بعدين يقولها على بقية الحقيقة ... ************************ بعد المغرب : في المستشفى : خفقات قلبها حستها مسموعة من قوتها , كان واقف عند السرير وهو ماسك مشط يمشط به شعر حسان وهو يقول بهدوء : عارف تبغى تصير حلو عشان العروسة , يلا قوم بسرعة عشان نفرح بك , سوي زي عبد الرحمن قال 3 أسابيع وشوفهم بيجوزونه قبل رمضان بأربع أيام , بالله أحد يتزوج في شعبان .. انعصر قلبها وهي تشوف حسان يطالع فيها ويبتسم رغم الجهاز الموصل به , ولاحظته يحرك أصابيعه يأشر لها تجي , لف عبد الإله لمن انتبه لحركته وأول ماشافهم عرفهم , تراجع بسرعة وحط المشط على الطاولة ودنق راسه وهو يهمس : هلا عمتي تفضلي .. وتحرك بيخرج , مسكته نورة بقوة وضمته بصمت , تراجعت سفانة اللي كانت تراقب المنظر من ورى أمها لمن تفاجأت بقربه , تحركت للسرير ولمست يد حسان ورفعت غطاها و طالعت فيه بحب , ابتسم ورفع يده بصعوبة وأشر على حلقه وانهارت يده جنبه , قالت بهمس : قالي أبويه إنك ماتقدر تتكلم بسبب الجهاز .. ودمعت عيونها وهي تقول : حمد لله على سلامتك حسونه .. وماقدرت تستحمل رمت نفسها على صدره وهي تصيح من أعماق قلبها , سحبها أبوها وقومها عنه وخرجها بحزم , تعلق بصر حسان بسفانة ورجع طالع في أمه اللي كانت أكثر رباطة منها , ضمته وسلمت عليه وقرت عليه وكلمته وصبرته بكلمات قوية وخرجت , تبعته خوله وأسماء اللي أخفت دموعها وهي تخرج , لمن طالع بحيره لأبوه قال أبوه : الخنساء وسمية منعناهم من الزيارة عشان الزحمة , بكرة إن شاء الله يجون مع سالم .. أخفى عنه حقيقة إنهم مايتات صياح عشان كذا إنمنعوا من الزيارة بأمر من نورة اللي ماتبغى حسان يتأزم ببكاهم ... خرج علي واستغرب البنت النحيفة اللي جلست مع البنات وهي تهدي سفانة المنهارة , سأل نورة : هذي الهنوف ؟؟ ابتسمت نورة وقالت : لا هذي ريم أصرت تجي بس كذا .. ابتسم لمن تذكرها وقال : كيف حالك يا ريم ؟؟ استحت ريم وهمست بصوت مخنوق من التعب : الحمد لله , الحمد لله على سلامة حسان و الحمد لله على خروجك بالسلامة .. وهمست لسفانة وهي تستنشق بقوة وتمسح أنفها اللي تحسه بيتقطع من كثر الوجع : الله يفشل العدو , أظن أبوك يقول البنت هذي ماتستحي .. ضوسط دموعها وقالت : لا عادي , الكل عارف حكايتك مع حسان .. استحت ريم وهمست : فشلــــــــــــة , هنوف ماجات وأنا جيت , يلا يلا قوموا خلونا نتحرك من هنا ترانا مسوين زحمة عند العناية ... قالت نورة بحنان : ريم مادمنا في المستشفى قومي اكشفي على نفسك تراك بتموتين من الوجع .. هزت راسها وقالت : لا مايحتاج , شوية زكمة بس .. وتحركوا خارجين بعد ما ألقت نورة نظرة ثانية على حسان , تحركوا البنات وتحلقوا حولين علي اللي جاهم يقولهم على التطورات اللي قال عليها الدكتور , قالت ريم لسفانة : أسبقكم على برى , ولمن خرجت من العناية ضربت في جسم طويل , اختل توازنها من شدة تعبها وطاحت .. : بسم الله عليك .. حست بيدين قوية تسندها , استغربت إن اليدين كانت سمرا كبيرة , حست بقشعريرة في جسمها كله ~ مو معقولة رجال اللي ماسكني ~ لفت وانصدمت لمن شافت ابتسامته , بعدت عنه بسرعة وهي تقول بصوت مخنوق وضربات قلبها توجعها من قوتها : لا عاد تلمسني .. اتسعت ابتسامته وهو يقول بتريقة : من وراء حجاب .. تجمعت الدموع في عيونها وهي تقول : هذا مو شي ينمزح فيه , احترم نفسك وصير رجال .. رفع حواجبه وقال : ماني عاجبك ست ريم .. قالت بحزم : لا منته عاجبني سيد عبد الرزاق .. وتحركت بسرعة , مسك يدها فرفعت يدها الثانية بلا شعور وصفعته وهي تتنفس بحدة وهي تسحب يدها منه وهي تقول بحزم : اتق الله .. وتحركت بسرعة ووقفت عند بوابة المستشفى وهي تتنفس بالقوة , غطت وجهها وجلست على أقرب مقعد وهي تصييييح من أعماقها ~ ليش يسوي كذا ؟؟ ليييييييييييييييش ؟؟ أعلم أبويه , ولا أروح لميييييييييييييين ؟؟ أشتكي لمين من مضايقاته ؟؟ ~ : ريم .. أول ماسمعت اسمها يخرج من بين شفايفه قامت بسرعة وتحركت خارجة من المستشفى , سطع ألم حاد لكنها تجاهلته لأنها تعرف هالوجع اللي يبهذلها كل شهر و مشيت بعزم مطنشة مناداته , سطع الألم أكثر وحست بعجز عن إكمال مشيها من شدة الوجع , وحاولت تعتدل واقفة لكنها ماقدرت , تأوهت وهي تلف يدينها على بطنها وتنحني بوجع , حاولت تقوم لكنها رجعت انهارت على الأرض وهي تصرخ , لمن قرب منها صرخت : لا تلمسنييييييييييييييييييييييييييييييييي .. تراجع بسرعة وهو يصرخ : انتي وجعانه .. لفت عليه وقالت من بين أسنانها : أموت وجع ولا تلمسني .. انصعق من كلمتها , اندفعت ممرضة لها وصرخت في ممرضة ثانية : كرسي بسرعة .. تعاونوا وساعدها وجلست عليه ودفوها للطوارئ , سفانة اللي شافتهم ياخذونها لحقت بهم بخوف , ولمن شافتها تصيح خمنت إنه من الوجع , خاصة إنه الطبيب رفض يعيطها الإبرة المهدئة وهي مسخنة ... ضحكت سفانة وقالت : شفتي فائدتها , خلتك غصب عنك تكشفين ويعطونك غبر مخفضة للحرارة , يالمجرمة 40 حرارتك وتمشين .. استنوا حولينها المحلول إلين انتهى وخرجوا من المستشفى ... ********************** |
![]() |
رقم المشاركة : 2 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
شكراً: 5,645
تم شكره 6,248 مرة في 2,253 مشاركة
|
![]() الساعة 11.30 المساء في الرياض : قرية الثمامة , قدام المسبح المائي الكبير : حك صقر شعره وهو ينفث الهوا من بين أسنانه , طالعوا فيه التوأم وهم عاقدين يدينهم بحزم قدام صدرهم , قال ماهر : ياخي أخلص , تراك طفشتنا لك ساعة تحكحك زي القرد .. رماه صقر بنظرة حادة , ضحك سامر ودق توأمه بكوعه وهو يقول : ارحمه خله يجمع كلامه .. زفر صقر وقال : أنا ... صرخوا مع بعض بحماس : هييييييييييييييييييييييييييييي .. وضربوا يدين بعض وسامر يقول بتريقة : قال كلمة , أخيرا قال كلمة .. صرخ صقر بعصبية : يالدلوووووووخ .. صرخوا مرة ثانية : هيييييييييييييييييييييييييي .. وماهر يقول : مبروك ياسامر طلع الكلمة الثانية .. غطى وجهه بطفش ومسح بها وجهه وتحرك من عندهم وهو يقول : أصلا الحق علي اللي جاي أكلمكم .. مسكوه كل واحد من يد ورجعوه وهم يقولون : والله ترجع .. وقال ماهر : والله ماعاد نتريق , قول اللي عندك .. لف عليهم وقال بسرعة : كنت أبغى أقولكم إني أبغى أتقدم لسحر .. ساد صمت فضيع بعد كلمته , كانت وجيههم جامدة وهم يطالعون فيه بنظرات غريبة , طالع فيهم بتوتر وهو يسأل : اش فيكم ساكتين ؟؟ طالعوا فيه ورجعوا طالعوا في بعض وانفجروا بالضحك مرة وحده وهم يتذكرون دعاوي سحر على حبيب قلبها اللي ماجا , طالع فيهم صقر بقهر وسأل : ليش تضحكون ؟؟ حك سامر خده وقال : مزحك ثقيل .. وهز ماهر راسه مؤيد وهو يقول : جدا لدرجة ماله طعم .. انصدم صقر من ردهم وقال بعدم تصديق : لهالدرجة ماأنفع خطيب لأختكم ؟؟.. سألوا مع بعض بصدمة : إنت من جدك ؟؟؟ وكمل سامر وهو يأشر عليه : إنت تبغى أختنا , سحر , سحر ماغيرها .. وكمل ماهر : متأكد إنها سحر مو سلافة .. رماهم صقر بنظرة باردة وتحرك بدون ما ينطق بحرف , مسكوه بالقوة وهو يتفلت منهم والعصبية واضحة في كل معالم وجهه , بالقوة مسكه سامر وقال ماهر وهو يوقف قدامه : والله ما ترووووووح ... لف وجهه عنهم وهو يتنفس بحدة , كان مقهووووووووور من ردة فعلهم الغير متوقعة , حمحموا مع بعض وقال ماهر : هو الصراحة إنت فاجعتنا مو فاجأتنا , قصدي .... ولف على توأمه وسأل : كيف أشرحها ؟؟ سابه سامر وهو يقول : ماعمرك بينت إنك تبغاها , قصدي البنت صارت 26 وهي عندك من زمان , يعني ....... ولف على ماهر وهو يسأله : كيف أشرحها ؟؟ قال بعصبية : كيف أشرحها , كيف أشرحها , عاد قدر الله و ما تقدمت إلا دحين , هذا السبب بس ولا في سبب ثاني يا صوير وعوير .. قال ماهر وهو يأشر على نفسه وعلى سامر : تراها صوير وعوير و .... وأشر عليه وسامر يكمل : اللي مافيه خير .. حس صقر بدمه يفوووور من عدم اهتمامهم قال بقهر : والله ما بتعقلون , مابتعقلون إلين تحج البقرة على قرونها , إنتم تقلبون كل المواضيع مزح , تراني أكلمكم جد , لو عرفت إنكم بتاخذون الموضوع مسخرة كان كلمت عدنان لكن ربي ابتلاااااااااااااااني وصرتم انتم خوياني الله يقطعها من خوة .. نفخ ماهر صدره وقال : هي تراك تكلم أخو خطيبتك , احترم نفسك ولا أشوه سمعتك عندها وأقولها لا توافقين , سامر.. مد سامر يده على طول وهو يتكي بيده الثانية على كتف أخوه وهو يقول : يدك على 10 آلاف , خمسة لي وخمسة له , ونضمن لك موافقتها اليوم قبل بكرة .. طالع فيهم بصمت , صرخوا بحماس وهم يحتضنونه ويباركون له دلالة موافقتهم على هالخطبة , ضحك وقال : الله يقطع شركم , مصيبتي لو تم الموضوع إنكم بتصيرون نسايبي .. قال ماهر بفرح : صراحة الموضوع صدمني في البداية .. وأيده سامر وهو يمشي معاهم ويقول : يعني ما عمرك لمحت .. ابتسم صقر بصمت وهو يمشي وسطهم , كان أقصر منهم بشوية وأصغر منهم في البنية , وبعد فترة صمت قال : كنت أبغى أسمع رأيكم قبل ماأتقدم لعمي .. وقال بتريقة : ممكن أعطيكم رقم مديري في العمل عشان تسألون عني و .. ضربوه وهو يضحك والسعادة تكاد تنطق في وجهه , وهم راجعين للغرفة اللي مستأجرينها كانوا البنات راجعين من عالم الثلج , أشرت لهم سلافة وهي تقول : Booooooooooys الثلج كان يهبببببببببببببببل .. دقتها سحر وهي تهمس : استحي تتكلمين بهالصوت منتي شايفه صقر معاهم .. قالت سلافة بعدم اهتمام : ويعنيييييي ؟؟ صقر زيه زي سامر وماهر .. تحركت سحر من عندها ودخلت للغرفة , ولمن وقفت سلافة قرب أخوانها انسحب صقر وراح لأخواته اللي كانوا يحكونه بحماس عن الألعاب اللي لعبوها .. قال ماهر : صقور مايجي آخذ مرتي ونتمشى شوية ؟؟ مو العشا بمناسبة تصافينا .. ضحكت أريج لمن سحبها صقر من يدها ووداها لحد باب الغرفة وهو يقول : احلف , احلف , أصلا خلاص أنا بأمنع الزيارات إلين يوم الزواج مابقي شي عليه .. غمز له ماهر وهو يقول : حتى لو وعدتك أمشي موضوعك زي الحلاوة .. رماه صقر بنظرات حاده وهو يقول : لا تذلني .. ولف على أريج وقال : وانتي شاقة الحلق مبسوطة , أدخلي بسرعة .. دخلت أريج ودخلوا وراها البنات , من انتقف الباب لف صقر على ماهر وفي لحظة شرد ماهر ووراه صقر وهو يصرخ : تعاااااااااااال يالجباااااااااااااان .. وسامر فاطس ضحك عليهم وهو يقول بصوت عالي : 1 _ 0 ... ************************* تم بحمد الله الجزء الأول من الفصل السابع عشر .... تتابعون في الجزء الثاني من الفصل السابع عشر ................. وصلها صوته اللي تميزه من بين مليون صوت : مشاعل أنا ناصر .............. .................... قالت برجاء : هنوف حرام عليك , لازم تزورينه , تراه من زمان يطلبك .............. ................... هتف عمر باعتراض وهو يبعده عن جاسم المعصب : مطــــلق استهدي بالله ................. .................... صرخ بعصبية : ليلى بالذات ماأبغى أسمع سيرتها على لسانك ................ أتمنى لكم قراءة ممتعة
آخر تعديل اسير الصمت يوم 09-08-2012 في 01:18 AM.
|
|
![]() |
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ اسير الصمت على المشاركة المفيدة: |
![]() |
رقم المشاركة : 3 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
شكراً: 5,645
تم شكره 6,248 مرة في 2,253 مشاركة
|
![]()
الجزء الثاني من الفصل السابع عشر : بأي حال عدت يا عيد ؟؟؟
إهدااااااااااااااء إلى كل قارئاتي ومتابعاتي بلا استثناء .. أتمنى أن ينال الجزء على استحسانكن .. عيدي .. أتوسلك لا تحزن , لا تبالي .. أنا سأكون ~ بعون الله ~ أقوى .. كلما زرتني سأصبح ~ بفضل الله ~ أسعد .. سأرسم بسمة بين الدموع .. سأطلق ضحكة رغم الوجع .. سأنشر بهجة لمن حولي .. سأصبح . . . بحد . . . ذاتي . . . عيدا
|
|
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 4 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
شكراً: 5,645
تم شكره 6,248 مرة في 2,253 مشاركة
|
![]() في نفس الوقت : في بيت نجلاء : حبس أنفاسه وطالع في عمته اللي جالسه بصمت , أخذ وقت طويل عشان يقدر يفتح الموضوع ويكلمها فيه لكنها صدمته وقالته إنه ما عندها خبر أكيد عن هالموضوع لكنها تتذكر شي عن سحر والرضاع , راح لصلاة العصر هو وأخوه وترجاها ما يرجع إلا وهي جايبة خبر أكيد من وفاء .. طالعت فيه عمته بتوتر , كانت تحبه حب كبير بحكم إنه ولدها الوحيد , زفرت وقالت وهي تفرك يدينها : والله ما أدري اش أقولك يا صقر !! اتصلت على وفاء وقالت إنها ما تتذكر كم مرة رضعتها .. زفر بقوة وخرج الهوا الحبيس في صدره وقال : هي بالله هذا كلام , يا ناس وحده ترضع و ما تعرف كم مرة رضعت , يعني بالله ما تعرفون إن الرضاع شي كبير ومهم .. قالت عمته : والله حاولت أخذ منها كلمة لكنها أصرت إنها ما تتذكر , أنا أتذكر إنها شفتها ترضعها ثلاث مرات في فترة نفاسها قبل ما تسافر المدينة مع زوجها , وما أدري إن كانت رضعتها وأنا ماني موجودة .. أشر سطام له بحماس , زفر صقر وقال : مو عشانهم مهم متذكرين معناته إنه ما في رضاع .. ورجع لف على عمته وقال : عمه .. طالعت فيه بحب وقالت بلهفة : يا هلا .. همس برجاء : لازم أعرف كم رضعة , تراني مكلم ماهر وسامر على موضوع الخطبة , يعني لازم أنبههم في أقرب فرصة قبل ما يكلمونها و .. خرج جواله وقال : أنا أكلمها بنفسي .. انتبه سطام لظل منعكس على باب المجلس , رفع بصره وابتسم لمن عرفها من طرف تنورتها الزيتي الواضحة من طرف الباب ورجع نزل بصره , ركب الجهاز ورجع نزله لمن سمع صوت صقر الحاد وهو يقول : كيف ما تعرفين كييييييييييييف ؟؟ .. ولف عشان يقرأ شفايفه أريح لراسه وإذنه , ركز عليها وهو يدعي بداخله إن الموضوع ينتهي على خير .. قال صقر من بين أسنانه : وفااااااااء .. وصله صوتها الخافت الخائف وهو تقول : حبيبي صقر والله ما أتذكر , ياخي كنت بنت 18 يوم رضعتها و كان اللي مات أول أولادي , يعني كنت خبلة ما أهتم بشي , اش بيذكرني دحين بعد 26 سنة ؟؟ .. : اللهم طولك يارووووووح , يعني أنا اش أسوي ؟؟ أوقف الخطبة ولا إيه ؟؟ : إسأل أمي هي فاكرة .. قاطعها : عمتي مهي متذكرة غير ثلاث رضعات , وفاء يعني بالله منتي متذكرة سحر بنتك ولا لا ؟؟ مو معقولة .. سمع صوت فوضى من جهة وفاء تلاها صمت , قال : وفاء .... وفااء .. وصله صوتها الخافت أشد خفوتا من المعتاد وهي تقول : صقر , أم ماجد أكدت له دحين إنه سحر بنتنا .. حس بشعور غريــــــــــب يموج بداخله ويقلب كيانه قلب , غمض عيونه بقوة وهو يصرخ بداخله ~ يعني أنا خاااااااااااااااااااااااااااااااالهااااااااااااااا ااا , أنا خال البنت اللي كنت بأتزوجهااااااااااااااااااااااااا ~ : صقر .. صقر ... صقر .. : صقر .. فتح عيونه على صوت عمته وناولها جواله وهو يهمس : أم ماجد أكدت الرضاع .. شهقت عمته وضربت صدرها وهي تقول : لا حول ولا قوة إلا بالله .. قام أول ما سحبت منه الجوال وتحرك بسرعه وخرج , تمسكت فيه هيام وقالت بخوف : صقر .. بعدها بخفه وهو يقول : مو دحين .. وتحرك خارج من الفيلا , لصقت في الجدر وهي تسمع أمها تصرخ بعصبية : كيف أهملتي شي زي كذا كييييييييييييف ؟؟ عارفه إنتي اش سويتي ؟؟ اش موقف سحر دحين ؟؟ وأولادك ؟؟ دحين طلع الرضاع , سته وعشرين سنة وين كنت وقتهاااااااااا , ليه ماخبرتيني ؟؟ خالك رأفة بحالك قالك رضعي سحر لكنك رضعتيها 3 مرات وطفشتي وقلتي ما بتكملين الرضااااااااااع , الكلللللللللللللللل عارف إنك ماكملتي الرضاع عشان كذا انسى , دحيييييييييين جاية تأكدينه , صقر , تسألين دحين عن صقر ؟؟ خرج ووجهه مسود .. غمضت هيام عيونها وسدت أذانيها ما تبغى تسمع صراخ أمها على أختها الكبيرة وجريت لغرفتها , رمت نفسها على سريرها وهي تحس قلبها بيخرج من قفصه من شدة الخوف والرعب ~ سحر بنت أختي , يعني تقابل أبوي وتقابل أعمامي وجدي كماااااااااااااان , وصقور يصير خالها بالرضاع , ياربي رحمتك ~ : هيومه .. رفعت راسها عن مخدتها أول ما سمعت صوت أختها , صرخت وهي تنط من السرير : وسااااااااااااااااااااااااااااااام , سحر رضعت من وفااااااااااااء .. ضحكت وسام وقالت : أهااااااااااااااااااا , طيب .. ولفت عنها وجلست على سريرها بتعب وفتحت المجلة اللي كانت في يدها , قالت وهي تهزها : يا حماره والله أتكلم من جـــــــــــد , صقر خطبها وقالوله ما تقدر لأنها بنت أختك بالرضااااااااااااااااااااااع .. انتفضت وسام وصرخت : صقر خطب سحــــــــر .. مسكت هيام المجلة وضربتها على راس وسام وصرخت : هذا اللي لقطتيه , أقولك طلع خالها بالرضااااااااااااااع .. سكنت حركات وسام للحظة وهي تطالع بعيون متسعة وهمست بعدها وهي تقطب حواجبها : ما فهمت .. صرخت هيام : يا عااااااااااااااااااااااااااااااااالم ارحموني منهاااااااااااااااااااااا .. ورفعت يدينها للسما وقالت بقهر : يارب خذها يارب وريح البشرية من غباااااااااااءهاااااااااا .. وخرجت من الغرفة بغيض , لحقتها وسام ببطء وهي تقول : تعالي هنا , اعتذري لو سمحتي , لا تنسين إني أكبر منك , بنت , هياااااااااامو .. دخلت هيام الحمام وصكت الباب بكل قوتها , حكت وسام جبينها وتحركت لمصدر صوت أمها وتوقفت لمن سمعت صوت همهماته وآهاته المميزة , ابتسمت ورجعت للصاله دقايق وجاتها أمها وهي تزفر بضيق , تحركت بسرعة بقدر ما تسمح لها قدمها وراحت للمطبخ , طلت من طاقته للشارع , ابتسمت وهي تشوفه واقف بحيرة قدام الشارع الخالي من السيارات قبل ما يأشر حركة بيده , ضحكت من قلبها لمن فهمت سبته , واندست أول ما شافته يلتفت راجع للعمارة , رجعت وجلست بهدوء ولا كإنها سوت شي , وانتبهت لحظتها إنه أمها تمسح دموعها , فتحت عيونها على إتساعها وقالت : أميييييييي .. وشهقت وكملت : لا تقولين الموضوع اللي قالته هيام حقيقة .. كانت متعودة على كذب هيام وتمثيلها البارع اللي يخدعها دايما , واليوم اللي قررت ما تطيح في خدعها يطلع حقيقة , صوت رنين الجرس خلاها تخرج من دوامة الأفكار اللي أغرقتها بشكل مرعب , لفت على الممر ورجعت لفت على أمها وهمست : أمي ترى هذا سطام .. قامت أمها عشان تفتح الباب و راحت هي للحمام ودقت الباب وهي تقول : هياااااام , هياااااااااااام افتحي الباب .. ولصقت إذنها في الباب ولمن سمعت بكاها لصقت فمها في طرف الباب و قالت : هيوم حبيبي مو زين تصيحين في الحمام .. وصلها صوت شهقة هيام قبل ماتقول بصوت مقطع : إنتي ما شفتي وجهه لمن خرج , حبيبي هوه والله انصدم بالخبر .. همست وهي خايفة من ردة فعلها : طيب لا تنطقين اسم الله في الحمام .. فتحت هيام الباب بقوة , ابتسمت وسام وقالت على طول : عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ... رمت نفسها على صدر وسام وهي تقول من وسط بكاها : ماشفتي وجهه , ماشفتي وجهه .. ابتسمت وسام ومسحت على شعرها وقالت : عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم , يمكن لو خطبها كان تعسوا في حياتهم و لا واحد فيهم يطلع مايناسب الثاني ويتطلقون وتصير مشاكل , والحمد لله الرضاع خير لهم .. رفعت هيام وجهها وقالت : اش شعوره لمن يقابلها ؟؟ قصدي أكيد بيتقابلون بحكم إنه خالها صــح ؟؟ هزت راسها بإيوه والابتسامة الهادئة مازالت تزين وجهها وكملت : وبتقابل أبوية وأعمامي وجداني و حتى ماجد زوج وفاء وعيالها بتقابلهم , يعني وضعها صعب زي وضع صقور .. بعدت هيام عنها وقالت : طيب صقور فين راح .. مسكت ضحكتها لمن تذكرت سبة سطام وقالت : ما أدري , بس شكله نسي سطام .. جات أمها وقالت بسرعة : بنات وين مفتاح سيارة السواق ؟؟ تحركت وسام وسحبته من فوق دولاب التلفزيون وناولته لأمها اللي رجعت للمجلس , حست بألم يفتك برجلها , نزلت بصرها وزفرت وهي تقول : الحمد لله .. وتحركت ببطء للكنبه ورمت نفسها عليها وحطت رجلها اليمين فوق الطاولة , ضربتها هيام على جبيرتها وهي تسأل : تعو.... : آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآي , يا متوحشة .. سحبت هيام يدها وقالت : سورييييييييي .. جات أمهم وجلست على الكنبه المقابله لهم وزفرت وهي تقول : الله يسهل .. طالعوا فيها الثنتين بتوتر أنهته وسام وهي تبتسم وتقول : عسى أن تكرهوا شئيا وهو خير لكم .. تغير وجه نجلاء لمن سمعت هالكلمات اللي ذكرتها بماضي سحيق , ماضي موجع .. ***************************** في جدة : فيلا صالح : حست بضربات قلبها تزيد وتعلى , غمضت عيونها وعقلها يدور بحث عن إجابة سريعة , وأخيرا فتحت عيونها وقالت : ضيعتها , ما أدري فين ضيعتها .. وصلها صوت العنود اللحوح وهي تقول : أهااااااااا , علينااااااااا , لو ضيعتيها كان جبتي الجنان لنا عشان ندور عليها .. ~ الله يقطع إبليسك يا رزوووووووووق دحين كيف أصرف العنود بدون ماتحس إن الموضوع فيه شي , ياربيييييييييييييييي و الله بأروح فيهاااااااااااااا ~ قالت بصوت حاولت قد ما تقدر تصبغه بالهدوء والصدق المدعى وهي تحس رعبها يزيد من دخول سفانة : أقولك اختفت من جوالي بدون ما أدري , لكن كنت وقتها ماني فاضيه أدور عليها لأني كنت مفجوعة على أبويه ليش دخل المستشفى .. ابتسمت سفانة وقالت : تكلمين مين ؟؟ في نفس الوقت اللي قالت العنود : وليش أحسك خايفة , أنا متصلة عشان أقولك إني لقيت تعليقتك , بس مستحـــيل تتخيلين مع مين .. كانت خايفة من إنفضاح توترها و مهي عارفه ترد على مين ولا مين , طالعت في سفانة بصمت وهي راصة على جوالها بيد .. طالعت فيها سفانة باستغراب وسألت : ريم اش بك ؟؟.. ونادت العنود : ريماااااااااااااان , وين رحتييييييييييييييييييييي ؟؟.. قالت بحدة وعصبية مفاجأة لمن انتبهت لتتنيحتها : نـــعـــم , معاكم يالرجة إنتي وهيه , دوشتوني وحده تتكلم مو ثنتين .. ضحكت سفانة عليها وحطت الصينية اللي شايلتها على الكومدينه اللي جنب سريرها و جلست جنبها وهي تقول : أكيد عنيدي .. وصل ريم صوت صرخة العنود وهي تقول : الله يسد سموع إبلييييييييييييس قولي آمين سديتي سمعي يالمتخلفة .. ضحكت وقالت : آآآآآآآآسفة , والله ماني قادرة أركز عليك ولا على سفانة .. شهقت العنود شهقة قوية , قالت ريم بفجعة : بنت روحك لا تخرج .. صرخت بعد شهقتها : يالخوانااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اات , مجتمعين بدونيييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييي , يازفووووووووووووووووووت .. قهقهت ريم وسحبت سفانه منها الجوال وقالت بهدوء وهي تحول على المكبر الصوتي : هــي , صوتك وصلني من الطاقة , ارحمي حقين الاتصالات من صوتك النشاز .. : آآآآآآآآآآآآآآآآآنا صوتي نشاز يا صوت البقر , والله لا أوريكم اللي مجتمعات بدون ما تعطوني خبر .. قهقهت سفانة وقالت : والله هي كلها عمارتين بيني وبينها قلت ليش ما أجي و اتطمن عليها مسكينة وجعانه .. : ###### .... صرخوا الثنتين باستنكار و ضحكت ريم و سفانه تقول : يا وصخة لمي لسانك حاطه على سبيكر .. شهقت العنود وسألت : لا يكون مرة عمي في ؟؟ .. : لا إحمدي ربك .. : أشــــوه , المره الجاية يالفالحة يوم تحطين سبيكر أعطيني تنبيه .. : خليهم يعرفون سواد وجهك ولسانك الوصخ يالوصخة .. : يالدبالية , افتحوا الباب أنا جاية دحين .. طالعت ريم في الجوال بدهشة وهي تقول : من جـــــد ؟؟ : والله من جد , من بعد المسافة , أطق عبايتي وأجي , تبغون شي من السوبر ماركت ؟؟ قالت سفانة بحماس : شكلي على ذوقك بس ركزي على الحلاوة القطن والآيس كريم أبو أربعة .. : ماشاااااااااااء الله ما صدقت ست سفانة , انتي بالذات ما بجيب لك شي عشان تتعلمين ما تخونيني .. قالت سفانة بسرعة : آآآآآآآآآآخر مرة والله آسفه .. : طيب أفكر , يلا مع السلامة .. لمن صكت الجوال ضربتها ريم وهي تقول : بنت تذلك الدب هذي بحلاوة قطن و آيس كريم .. قالت سفانة وهي تفرك يدها وتجلس على سرير عهود القريب من الطاقة : والله أحبها .. ابتسمت ريم ولفت وجهها للصينية اللي حاطه فيها سفانة شربة عدس سوتها لها جدتها حمده وقالت : الله يسعدها جده متعبة نفسها .. قامت سفانة عن سرير عهود وشالت الصينية وحطتها على فخوذ ريم المربعة فوق سريرها : تقولك إشربيها عشان تلم عظامك وتخرج البرد منه .. مسكت ريم الملعقة وقالت : أصلا جده لو يصير عندك كسر في رجلك تعطيك العدس وتقولك زين .. ضحكت سفانة ورعبت فوق السرير وقالت وهي تشيل مخدة عهود القلب وتضمها لصدرها : العدس عندها علاج كل مرض .. ~ ياربي دحين لو جات العنود اش بيفكني منها ومن تحقيقاتها , فرحت يوم نست الموضوع على الجوال , ياربييييييييييييييييييي والله قلبي يعورني , بنت ريم , خليك على كلمتك , إنتي ضيعتيها و ما تدرين فينها , طيب لو قالت لي عند عبد الرزاق اش أقول ؟؟ اش المفروض تكون ردة فعلي ؟؟ أعصب , أستغرب , أطلب منها ترجعه من عنده , ولا ...... آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه , كله منك يارزوق كله منــــك , أنا ناقصتك ولا ... ~ : ريم .. رفعت بصرها لسفانة اللي أشرت لها على الملعقة وهي تقول بحيرة : لك ساعة ماسكة الملعقة قدام فمك , بتاكلين ولا لا .. زفرت وهي تحط الملعقة في فمها , ورجعت طالعت في سفانة وسألت بلا تفكير : اش شعورك نحو عبد الإله ؟؟ تمنت لو توقف الزمن وتسحب كلمتها وترجعها لفمها , لكن وجه سفانة الهادئ وهي تقول بعفوية : حزنت عليه من قلب لأني عارفه إنه أكبر متضرر من حكاية الرصاصة .. زفرت بداخلها براحة إنه سفانة فهمت السؤال على أساس اللي صار قبل يومين ~ شكله العنود ماقالت لها إني قريت رسالتها ~ خرجت من أفكارها واستمعت لسفانة وهي تكمل : أبويه راح بعد الظهر عشان يبادله لكنه رفض , يوم رجع أبويه قال لأمي يخلي خالي يروح للمستشفى عشان يخرج عبد الإله من هناك لأنه مانام من يومين وشكله صاير زي الأشباح .. ضحكت ريم وقالت : وييييييييي أشوفه جا معصصصب وأبويه وعبد الرحمن يدخلونه للبيت غصب عنه , أتاريهم جابرينه , وما دخل لغرفته إلا لمن حلف عليه أبويه ما يطلع .. ضحكت سفانة وقالت : حراااااام عليهم , يخلونه براحته هو حرررر , صح تعب عليه بس هو مبسوط , يعني أنا لو وجعت عنيدي بأجلس عندها إلين تقوم بالسلامة خلي عاد لو أنا اللي ساهمت في وجعها , وهو نفس الشي .. طالعت في سفانة بإعجاب شديد وقالت : أنا نفسي أعرف هو ليه مصر يعذب نفسه , كلنا عارفين إن الموضوع خطأ , يعني محد يلومه .. ابتسمت سفانة بهدوء وقالت : هو يلوم نفسه وهذا يكفي , أخص شي هو لوم الذات .. وسكتت وسألت بحيرة : اش فيك تطالعيني كذا ؟؟ ضحكت ريم وقالت وهي تنزل راسها وتطالع في زبدية العدس : ولا شي .. ~ ما شاء الله عليها , كيف تقدر تتحكم بتصرفاتها كذا ؟؟ تتكلم عن عبد الإله بدون ما تتلعثم أو تخجل أو يبان على وجهها شي , أنا لو ما قريت رسالتها كان ما لاحظت عليها أبدا إنها تكن له مشاعر ~ خرجت من أفكارها لمن حست بيد دافيه على جبينها , التفتت ليسارها وهي ترفع بصرها اللي اصطدم بنظرات سفانة الحانية وهي تسأل : مسخنة يا قلبي ؟؟ لا منتي مسخنة ولا .. ولمن سحبت يدها وهي تكمل : يمكن يدي حاره .. حست بالبروده تجتاح جبينها , جلست سفانة جنبها و دنقت عليها وحطت جبينها على جبينها وقالت : لاااااا منتي مسخنة الحمد لله .. وبعدت عنها وهي تقول بحيرة : بس اش فيك شاحبة و يا غير مسرحة وعقلك في عالم آخر .. بعدت ريم الصينية وحطتها على الكومدينه وهي تقول كاذبة : غثيانه و ما أبغى آكل .. انفتح باب الغرفة بعد دقتين قوية و عبد الإله يقول : ريم .. التفتت ريم ليمينها و انصدمت من دخوله المفاجئ بدون ما يستنى إذنها بالدخول و ما قدرت تنطق بحرف , أول ما شافته سفانة مواجه لها شهقت وتحركت عشان تغطي نفسها ناسية إنها على السرير , وصرخت برعب لمن لقيت نفسها تهوي من فوق السرير , صرخت ريم وهي تحاول تمسكها : سفاااااااانة .. لمح عبد الإله شي يهوي بين سرير ريم وعهود ويختفي عن أنظاره فوقف متنح , ريم اللي ما قدرت تمسك نفسها أكثر قهقهت من قلبها وقالت وهي تبعد لحافها وتنزل من سريرها : وراااااااااك يا أفندي , إطلع برا.. تراجع وهو يحك شعره وصك الباب , انحنت ريم وهي تضحك على سفانة اللي طايحة على جنبها اليمين ودافنه وجهها في ذراعها وقالت : سامحيني سفسف والله شكلك كان تحفــه .. ووقفت عن الضحك لمن شافت أكتاف سفانه تهتز وصوت غريب يطلع منها , حطت يدها على كتفها وهي تقول بخوف : سفانة .. انفجرت سفانة بالضحك و انقلبت على ظهرها وهي تتأوه و تقول : آآآآآآآآآآي ظهري , الله يفشل إبليــــس .. ضحكت ريم ومدت يدها تسندها عشان تقوم وهي تقول : فجعتيني على بالي تصيحين .. حمحمت سفانة وقالت وهي ترتب شعرها : هو صح تعورت من الطيحة و كبريائي تكسر و متأكدة إنه شكلي كان زي الأراجوز بس الموقف يضحك .. وشهقت ولفت على ريم وقالت : تكفييييييييييييييين لا تقولينه لعنيدي الحشاشة والله ما بتعايرني به سنة .. ضحكت ريم وقالت : أحاول ما أقولها , تعرفين لساني مفلوت و من دحين أقولك لو قلته تراه بحسن نية ... رمتها سفانه بنظرة حاده وهي تقول : مافي فضيحة تنقال بحسن نية , ترى لو عرفت عنيد بأذبحك هااااااا , وروحي شوفي أخوك اش يبغى .. خرجت ريم من غرفتها لقيته مربع فوق الكنب اللي في الصاله , أول ماشافها سأل : مين ؟؟ قالت بعصبية وهي عارفه إنها أكيد سمعها تصرخ باسمها : يعني منته عارف مين ؟؟ المفروض تستنى إلين أقولك أدخل .. قال بإعتراض : عهود قالت إنك صاحية و ماخبرتني إنه عندك أحد .. قالت باعتراض مماثل : ولو , يمكن كنت قاعده أغير ملابسي , بس فشلت البنت وخليتها تطيح .. ابتسم بتعب وقال : طمنيها و قوليلها ما شفت إلا خيال , والله ما انتبهت لها , هي تعورت ؟؟ حست بخيبة أمل غريبة إنه ما شافها , ضربته على كتفه وقالت : لا والله ؟؟ طاحت من فوق السرير وتسأل تعورت !! أكيد تعورت .. تثاوب وقال : أبويه فين ؟؟ عقدت حواجبها بتفكير وقالت : عند جده أكيد .. قام بسرعة وبنشاط عجيب وقال : إذا جا قوليله عبد الإله نام وراح للمستشفى .. شهقت وقالت : ماني مكذبه عليه .. لف عليها وقال : أنا أقولك إني نمت , يلا مع السلامة .. واختفى من قدامها قبل ما تنطق بحرف , رجعت للغرفة وقالت أول مالفت عليها سفانة : شارد عن أبويه ما يبغاه يشوفه وهو راجع للمستشفى .. ابتسمت سفانة وقالت : صدقيني هو مرتاح كذا , الله يخليهم لبعض يا رب .. وسحبتها وهي تقول : تعااااااااااااااالي عشان تكملين العدس ولا والله أعلم حمده عنك وما بيفكك منها إلا ملك الموت .. راح عبد الإله لغرفته , تشطف وغير ولبس ثوبه ونزل وهو حاط شماغه على كتفه , دق الجرس بشكل مزعج وهو نازل , أشر للخدامة إنه بيرد وفتح الباب بقوة وهو منزعج من الدق .. : أناجيــــــــــــــــــــــــت ... انتفض برعب و نزل راسه أول ما عرفها وتراجع وهو يسمع شهقتها المقرونه بضربة مختلطه بصوت البندري وهي تقول بهمس معاتب : قلت لك يالخبلة يمكن في أحد ما سمعتي .. مسك ضحكته وقال : حياكم , تفضلوا .. سمع صوت خطواتهم وسلام العنود الهادئ المناقض لصرختها المدوية قبل شوي , رد السلام وخرج وصك الباب وراه .. شهقت العنود وضربت خدودها وقالت وهي تنطط : يا فشلتييييييييييييييييييييي , يافشلتي , اش بيقول عني دحين ؟؟ قالت البندري تعدد على يدينها : طفلة خبلة مرجوجة ووقحة صايعة قليلة أدب .. ووقفت شويه وكملت : آآآآآآآ وبيدعي لعدنان الضعيف اللي بياخذ مخفوفه زيك .. قالت العنود بعصبية : هــــــــــــي حدك عاد , كلللللللللللللللها رضينابها لكن طفلة ...... أبـــدا , هذا الطول والعرض طفلة .. طالعت فيها البندري بصدمة وقالت : رضيتي بكل السبات حتى صايعة ومخفوفه ومارضيتي بطفلة .. عضت العنود لسانها بتريقة وهي تبتسم ابتسامة واسعة , وطلعت جري من الدرج لغرفة ريم وعهود , زفرت البندري وقالت : هالبنت غريبة بشكل .. وانتبهت إنها لوحدها , ياما مرت عليها أيام كانت تتحين الفرص وتخترع الأعذار عشان تلقى وقت تكون فيه لوحدها بدون رقيب عشان تلتقي به , يسرقون فيه بعض النظرات والابتسامات وأحيانا بعض اللمسات غمضت عيونها بقوة وهي تصرخ بداخلها ~ سامحني ياااااااااااااااارب , تخفيت عن عيون البشر وتناسيت عيونك اللي ما تنام , أنا كيف وصلت لهالإنحطاط اللي خلاني أعصي ربي وأضيع ديني وأخون أهلي وناسي تحت أنوفهم , ياربي رحمتك , أي زوااااااااااج هذا اللي بيضمني معاه , أي زواااااااااااااج ~ زفرت وتحركت بسرعة للدور اللي فوق , ماتبغى تفكر أكثر , خلاص تعبت من كثر التفكير بالجاي , قررت تعيش يومها بيومه من دون ماتشغل نفسها بتفكير يتعب قلبها , الله كاتبه ربي بتشوفه .. دخلت لغرفة ريم اللي كان بابها مفتوح على ضحك ريم وسفانة على العنود اللي تقول : قسما بالله انتفض ما أكذب عليكم .. قالت البندري بعد ما سلمت : غصب ينتفض .. لفت طرحتها وحطت برقعها ولبست عبايتها على راسها وضمت أطراف العباية تحت دقنها ونطت وهي مايله على يمينها وهي تقول تقلدها : أنا جيــــــــــت .. زاد ضحك سفانة وريم من تمثيل البندري وقالت العنود باعتراض : مو لهالدرجة .. فكت البندري حجابها وهي تضحك وقالت : والله أخس , ريمان شربي أخوك من طاسة الخلعه , صدقيني العنود قطعت الخلف عنده .. لمحت سفانة تغير وجه العنود الطفيف قبل ما تضحك وتقول بمزح : إي طبعا خايفه عليه , أخو زوجك لازم تدهنين سيرك عن أهله .. كانت أكثر وحده تفهمها , عرفت إنها محرجة ومقهورة من اللي صار لأبعد درجة خاصة وإنه اللي حصل الموقف معاه هو عبد الإله , فقالت تنهي الموضوع : ما شاء الله بندوري اش العباية الكشيخه هذي ؟؟ يا حركتاااااااااااات من متى تلبسين عباية على الراس ؟؟ سكتت بإحراج , فقالت ريم تخرجها من إحراجها : صـــــــــــح , أول مرة أشوفك لابستها , ما شاء الله حلو شكلها وقماشها أسود السواد اللي هو , اش نوع قماشها ؟؟ .. ابتسمت و قالت بفخر : هذي عنود أهدتني إياها , و اليوم أول مرة ألبسها .. حمحمت العنود وقالت : شكريا , شكريا , هذي كريب ياباني يا طويلة العمر عشان كذا سوادها كحل , لكن الحقيقة تقال , أنا رحت أفصل لنفسي وحده فقال لي الهندي اللي يطول عمر أمه إنه إذا فصلت ثنتين يسوي تخفيض فقلت مالي إلا أفصل وحده لبندوري لأني عارفه إنه هنوف مفصلة قريب .. ضحكت ريم قالت : طيب خليك ساكته , خليها كإنها منك , بعدين ليه الله يطول عمر أمه مو عمره .. شهقت العنود وقالت : وأنا اش لي في الرجااااااااااال أدعي له , عيـــــب , أدعي لأمه .. ضحكت سفانة وقالت : والله إنت تحــــــــــفة بجد , إلا متى تطلع نتيجة تحليلك إنت والمحروس .. حطت يدها على بطنها وتغير وجهها وهي تقول : بطنــــــــــــي تكفين لا تقولين نتيجة , تصدقين انتظار نتيجة الثانوية العامة أهون من هالنتيجة .. ماحسبوا يشوفونها متوترة فقاموا يعلقون ويتريقون عليها .. ***************************** في مستشفى العسكري : أخيرا طمنتها على كل شي وإنه الحمل سليم وكل شي سليم , أزهار اللي ما اقتنعت بحكاية إنه مافيها شي قالت بهمس وهي مستحية من وجود جاسم : دكتورة أحس نفسي متضايقة وتعبانه على طول و ... قاطعتها الدكتورة وهي تبتسم لها : عادي يا حبيبتي الشهور الثلاث الأولى كلها مشاعر مضطربه .. ولفت على جاسم ورمقته بنظرات رقيقة و الابتسامة مازالت تزين شفايفها , زفرت أزهار وقالت بإصرار : لا قصدي في شعور غريب ينتابني وأفكار مهي طبيعية تراودني , أحيانا أحس بدوخة في غير وقت الصباح و ما يكون قبلها غثيان و ... قاطعتها الدكتورة : كله عادي .. زفرت مرة ثانية وهمست باستسلام : طيب .. ولمن جات بتخرج قالت الطبيبة بهمس لجاسم اللي قام معاها : أستاذ جاسم ممكن كلمة .. لف عليها فهمست بابتسامة متسعة : مدام أزهار تدلع عليك شويه , أكيد إنك مهملها الفترة اللي فاتت وهي تحاول تلفت نظرك لأنه كل الفحوصات تدل على إنها الحمد لله ما فيها أي شي .. حس براحة من كلامها وقال بمرح وهو يبتسم : إذا على كذا الحمد لله , مقدور عليه الموضوع , خفت الموضوع أكبر من كذا .. ضحكت وقالت : لا لا تخاف عليها , صحتها زي الفل .. لف و انصدم لمن شاف نظرات أزهار الحادة و شفايفها المزمومة بغيض , حمحم ولحق بها ومسك ذراعها وهو يقول بهدوء : مشينا .. سحبت ذراعها منه وقالت بعصبية : ما أحتاج مساعدتك .. وغطت وجهها وتحركت بخطوات قويه برا الغرفة , ابتسم للدكتورة وخرج وراها , لحقها وقال بهمس : أزهار .. لفت عليه وهي ناسيه هي فين وصرخت : ما أبغى أسمع حـ ....ـر.... ودارت الدنيا حولينها فجأة وخلتها تقطع كلامها , غمضت عيونها وهمست : أبغى عمر .. وفتحت شنطتها وخرجت جوالها ودقت على عمر و هي تقول : ما بأرجع معاك البيت , بأروح أرتاح عند أخويه .. انصدم من اللي قاعد يصير , تلفت حولينه وهمس بغيض وهو يمسكها من ذراعها : رخي صوتك وتحركي نتفاهم في السيارة .. سحبت ذراعها وقالت بصوت مخنوق من دون ما تقول السلام : عمر تعالي في مستشفى العسكري دحين , في قسم النساء والولادة .. مسك ذراعها مرة ثانية ورصها بقوة وهو يهمس : بنت , بلا دلع زايد , فجعتي أخوك .. زاد اختناق صوتها وهي تطنشه و تقول لأخوها : ما أبغى أرجع البيت , تعال خذني دحييييييييييين ولا والله أخذ تاكسي ... وهي تصك الجوال رص ذراعها أكثر وقال من بين أسنانه وهو يدفها قدامه : تحركي قدامي , فضحتينا قدام الناس , والله تروحين البيت وانتي ماتشوفين الدرب .. التفتت له بحده وقالت وهي تسحب ذراعها : ماني راجعة اليوم البيت .. فلت ذراعها فجأة وهو يحس بغيض ماله حدود منها , انفلات ذراعها المفاجئ اللي اختلط مع موجة دوخه جديده خلاها تطيح على الأرض من طولها , صدم راسها في الأرض بقوة وطاحت شنطتها وتناثرت أشياءها من قوة الطيحة , ما استوعب جاسم اللي صار إلا لمن سمع صوت ضجة سقوطها اللي تبعها صوت صرخات وشهقات متنوعة , شافها على الأرض عند أقدامه , هتف بخوف : أزهاااااااااار .. جريت الدكتورة رانيا ومعاها ممرضتين وانحنوا على أزهار .. اسمها وهو ينطلق من بين شفايف جاسم اخترق عقله وهو خارج من المصعد مع مجموعة طلبة , لف للجموع المتحلقه وتحرك بخطوات واسعة وأزاح الجموع المتحلقه , وأول ماشاف السواد التام اللي مو باين منه شي هتف صوت بداخله ~ والله , أزهار , والله هي ما غيرها ~ وتأكد لمن شاف جاسم , صرخ بطول صوته : نقااااااااااااااااله بسرعه .. قالت رانيا بخوف : دكتور مطلق أ ... تجاهلها و ساعد الممرضتين في شيل أزهار وحطوها على النقاله وهو يسأل جاسم المذهول : اش صار لها ؟؟؟ وتحركوا ورا النقاله لغرفة الطوارئ , قالت رانيا وهي تمشي وراه : دوبها خرجت من عندي وسويت لها فحص شامل ما كان فيها شي .. التفت لرانيا وعقد حواجبه لمن تذكر تخصصها وسألها بحزم : أزهار حامل ؟؟ قالت : إيوه و .... توقف عن مشيه وطالع فيها بصدمة ورجع التفت لجاسم وسأل : من متى ؟؟ انتبه جاسم للي حوله ~ هذا بأي حق يسأل هالأسئله عنها ؟؟ ومن سمح له يلمسها ويشيلها على النقاله ؟؟ واش كاااااااااان عشان يتصرف بهالحرية معاها ؟؟ مو عشان كان دكتورها لفترة يجي دحين ويتصرف بهالطريقة ~ عقد جاسم حواجبه وقال بحزم : ممكن أعرف بأي صفة تسأل وليش تتوقع مني إني أجاوبك ؟؟ تراجعت رانيا لمن شافت نظرات جاسم البارده , قال مطلق بهدوء وهو يتفرس في وجه جاسم ونظراته الحاده : بصفتي طبيبها النفسي وأتوقع منك تجاوبني بصفتك زوجها والحريص على مصلحتها .. طالعت فيه رانيا بصدمة وهي تقول : أزهار مريضتك يا دكتور مطلق .. لف عليها وقال بحزم : كان عندها Memory loss وحاليا تستخدم APO-CITALOPRAM .. حطت يدها على فمها وهي تشهق شهقة خفيفة قالت بعدها باعتراض : مهو مكتوب في ملفها إنها مريضة نفسية أو إنها تستخدم هذا الدواء .. انصعق جاسم ~ اش هذا الأبوستيلوبرام اللي ما قيد سمعت به , من متى تستخدمه ؟؟ ~ سأل بتردد وهو يلاحظ الوجوم على وجيههم : ليش ؟؟ هذا الدوا يأثر على حملها ؟؟ صمت مهيب ساد الممر قبل ما يقول مطلق بهدوء : ما أدري اش التطورات اللي صارت من آخر جلسة حضرت فيها أزهار عشان كذا لازم نفحص حالتها و نسألها أول عن .. قاطعه جاسم بصوت حاد وهو يحس بغيض من نطقه لاسم أزهار بهالسهولة : أبغى طبيبة تفحصها .. التزم مطلق الصمت وقالت رانيا : مافي طبيبة نفسية عندنا هنا .. قال جاسم : ما يهمني , أنا أبغى طبيبة تفحصها ... خرجت الممرضة وقالت بخوف : the patient wakes up and she's crying dac .. دخل جاسم بسرعة ولحقته رانيا , تناهى لمسامعه صوت بكاء مخنوق غريب , بعد الستارة وتصنم لمن شافها مستلقية على ظهرها بعبايتها وهي تمسح أقدامها في الفراش كإنها متوجعة من شي وهي مغطية وجهها المكشوف بيدينها والممرضة تحاول تفرد يدها اليسار عشان المحلول المثبت فيها , تقدم بشويش من الجهة اليمين وهمس وهو يمسح شعرها المتناثر على المخدة : أزهار .. حست لحظتها بكل أوجاعها تتضاعف أعطته ظهرها وقالت من بين شهقاتها وبدون ماتزيح يدينها عن وجهها : إطلع برا .. وزاد صياحها وهي تقول برجاء : الله يخليك إطلع برااااا .. وارتفع صوت بكاءها بشكل غريب خلى قلبه ينقبض , ماقدر ينفذ طلبها , تحرك بعيد عن السرير وابتعد عن نظرها لكنه وقف ورى الستارة وهو يسمع لصوت بكاءها المختلط بصوت رانيا وهي تقول : خلاص يا أزهار , قوليلي اش تحسين بالضبط ؟؟ تعبانه ولا في وجع ولا ... ~ دحين جاية تسألني , من أول قاعدة تتأمل في جاسم وترميه بنظراتها وهو حضرته مبسوووووط ~ قاطعتها أزهار اللي ما عاد تحتمل سماع صوتها أكثر بصوت حاد وهي تبعد يدينها عن وجهها عشان تدف يد رانيا اللي على كتفها : مالك دخل فيني , مو أنا قاعدة أتدلع على زوجي .. ارتبكت رانيا وقالت : صدقيني يا مدام أزهار أنا ما قصدت اللي قولته , حبيت أخفف الجو شويه و .. ~ كذابه , كذاااااااااااابه ~ قاطعتها أزهار بذات الصوت الغريب واللي حاولت تسيطر على حدته بلا فائدة : مو لو حضرتك تحسين باللي أحسه ما قلتي تتدلع , كيف تسمين نفسك طبيبة وإنتي ما تحسين بآلام مريضك ؟؟ .. تلعثمت وهي تقول : لا أنا .. قاطعتها وهي تحس بغثيان غريب : إنت حتى ماخليتني أشرح لك كل اللي أحسه على طول سكتيني .. لمن شافت تلون وجه رانيا حست بالذنب , ما تحب تحسس أحد بالذنب حتى لو كان غلطان , سحبت نفس عميــــق ومسحت دموعها تهدأ نفسها وكملت بصوت أقل حدة : ما أبغى أحد ولا أبغى أي شي , أبغى أخويه و بسسسس , سيبوني في حالي .. قالت رانيا تحاول تستميلها وهي عارفه بداخلها إنها ما استمعت لها بشكل كافي : طيب اش رايك , الدكتور مطلق موجود ويبغى يشوفك , أدخله ؟؟.. رفعت أزهار وجهها بصدمة وهمست بلا شعور : مطلق .. الراحة اللي تلمسها جاسم بين طيات صوتها وهي تهمس باسمه بكل حرية حسها زي الطعنة في قلبه , رافقها شعور غريب زي النيران في جوفه يصرخ فيه إنه ما يخلي مطلق يدخل لو على جثته .. : أبغى جاسم أول .. همسها المضطرب وصل لمسامعه رغم خفوته , غمض عيونه للحظة وفتحها وهو يزيح الستارة ويدخل لها , أول ما التقت عيونه بعيونها شاف الدموع تتجمع فيها مرة ثانية , قال بعتاب : ليه ما قلتيلي إنك تاخذين دوا نفسي .. سؤاله الغير متوقع خلى الدموع تتجمد في عيونها وهي تهز راسها بلا , كمل بضيق وهو مقهور ليش ماوثقت فيه إلى الآن : إلا تاخذين , مطلق بنفسه قال إنك تاخذين دوا .. بلعت ريقها وقالت بتلعثم : لا , أنا ... قاطعها بصوت أعلى : إنتي عارفه إنه يأثر على الحمل , يعني مو بس أهملتي نفسك إنت أهملتي النونو كمان و .. أول ما سمعت ذكره للنونو صرخت : خلااااااااااااااااااااااااااااااااااااص .. صكت أذنيها بكفوفها وصرخت مرة ثانية : ما أبغى أسمــــــع , ما أبغى أسمع أكثر .. تحرك بسرعة وجلس على السرير جنبها و قال : أزها ... دفته بعيد عنها وصرخت : إطلع برااااااااااااا ... تراجع لورى من دفعتها القوية لكنه انصدم أكثر من نظرات عيونها الغريبة , حاول كذا مرة يكلمها ويفهمها لكنها كانت سادة أذنيها وتطالع فيه بذات النظرات , خرج من الغرفة وهو يحس بأعصابه مشدودة من نظرة عيونها اللي انحفرت بداخله لقي مطلق واقف يدور في الممر , أول ما شافه مطلق تصنم في مكانه وجلس دقايق يقاوم شي بداخله وأخيرا تقدم منه وقال بصوت حاد وهو يهز يده بعصبية : هذي مهي طريقة تتعامل فيها مع مريضة نفسية , إنت قاعد تزيد حالتها سوووووووووووء , المفروض تتعامل معاها بطريقة خاصة .. صوت مطلق الحاد كان بمثابة القشة اللي قصمت ظهر البعير , صرخ جاسم بعصبية : ترا ماني ناقصك , أنا مريت بأخص يومييييين في حياتي , بعدين مااااااااالك دخل في حرمتي , أنا حر كيف أعاملها سااااااااااااامع , وإذا مو عاجبك أعلى مافي خيلك إركبه .. لأول مرة من فترة طويلة يفقد مطلق زمام أعصابه وهو يقول بصوت عالي : إلا لي دخل , أزهار مريضتي وأنا بصفتي طبيبها هذا بحد ذاته يخلي من حقي إني أهتم بمصلحتها .. تتبع عمر الأصوات والضوضاء اللي جمعت الناس وهو يطالع في جواله اللي أزهار مهي راضية ترد عليه , و انصدم لمن شافهم الاثنين ~ اش يجيب جاسم ومطلق في مكان واحد ؟؟ وليش لاصقين كذا في بعض و ~ انتبه لحظتها للناس المتجمعة حولين هذولي الاثنين , تحرك بسرعة في نفس الوقت اللي تحرك جاسم بعصبية ومد يده باستفزاز وطبطب بها على خد مطلق وهو يقول من بين أسنانه : أقوووول يالحبيب لو عاد نطقت اسمها فكك هذا أكسره لك .. دف مطلق يده بقوة وقال بنفس النبرة العالية وهو يقرب من جاسم أكثر كإنه يبين له إنه مو مهتم في اللي قاعد يقوله : يكون في علمك إنها حاليا ما هي قادرة تسيطر على انفعالاتها , وكلامك زي البنزين على النار , إنت قاعد تضغط عليهااااااااا .. هتف عمر باعتراض وهو يبعده عن جاسم المعصب : مطــــلق استهدي بالله .. ونقل بصره بينهم وسأل بخوف وأصوات غريبة توصله : اش فيكم ؟؟ اش عندكم ؟؟ التزموا الصمت وكل واحد يشيح بوجهه عن الثاني , قال وهو يركز بصره على جاسم : جاسم , اش صار ؟؟ فين أزهار ؟؟ ميز الأصوات الغريبه , حس بإنقباض غريب في قلبه , إلتفت وهو يقول بصدمة : هذا صوت صياح أزهار .. و لمن جا بيتحرك مسكه مطلق من يده ورص عليها وهو يقول : خليها ترتاح شويه .. قال بحدة : بتقولون لي اش فيه ولا بتخلوني زي المجنوووووون .. سكت مطلق وفلت يد عمر وهو مو قادر يقول إنه ما حيعرف حالتها إلا لمن يفحصها احترام لرغبة جاسم اللي وضح له إنه ما يبغاه يفحص زوجته , قال جاسم بصوت غريب : أزهار تاخذ دوا نفسي .. لف عليه عمر وهو يحس ضربات قلبه تتسارع وهو يقول : إيوه , ليه ؟؟ همس بعتاب : وأنا آخر من يعلم .. وتبادل نظرات صامته مع عمر قبل ما يعطيه ظهره وهو يتحرك مبتعد , مسكه عمر وهو يقول : جاسم ما كنت أدري إنه ما عندك خبر , ما توقعت إنه أزهار ما قالت لك .. لف عليه جاسم وانطلقت الكلمات منه بلا تفكير وهو يقول بقهر : هي تقول شي أصلا .. قال مطلق بهدوء : أفضل إنكم تتفضلون لمكتبي عشان تتناقشون هناك بخصوصية .. ولف على رانيا وقال : دكتوره رانيا , رجاء ماتعطين أز .. المريضة أي دواء قبل مراجعتي , وحاليا أعطيها محلول فقط .. ولف على طلبته المكونين من أربع شباب وبنتين وقال : سووا جولة على المرضى , بعد شوية حأطلب Diagnosis من كل واحد فيكم عن الحالة المرضية ونوع الأدوية اللي ممكن تعطى له ونوع treatment .. وأشر لجاسم وعمر إنهم يتبعونه وتحرك بهدوء قبلهم , تبادل عمر نظرة قلقة مع جاسم وتبع مطلق , زفر جاسم ولحقهم ... ************************* في مستشفى الملك فهد : طالع في يدين الدكتور رامي وهو يفك اللصق عنه بشويش ورجع طالع في أبوه الواقف عند نهاية السرير و جنبه أمه , كان يحس بضربات قلبه تتسارع غصب عنه , رفع رامي بصره للشاشه ورجع طالع فيه بابتسامة مشجعة وهو يقول : ليش التوتر يا بطل , ماشاء الله قطعت شوط طويل بعون الله .. ابتسم لرامي مجامل وهو يصرخ بداخله ~ كيف ما أتوتر وأنا أفكر في رئتي ؟؟ إن شاء الله تقدر تعمل بنفسها , ولو ماعملت بنفسها حأقعد طول عمري على جهاز التنفس ؟؟ حسااااااااان لو تفتح عمل الشيطان , خلي ثقتك في ربك كبيرة , اللي نجاك من الموت يسهل عليك هالأمر , يارب رحمتك ~ , لمن رفع رامي يده بيأشر للمممرضه إنها تطفي الجهاز رفع حسان يده ورصها على يد رامي , قال رامي بسرعة للممرضة : wait .. رفعت الممرضة اصباعها عن الزر وطالعت فيهم بصمت , حس حسان بالخجل من نفسه وبعد بصره عن أبوه وأمه , قالت نورة بهدوء : حسان حبيبي تبغانا نطلع .. هز راسه بلا وهو يحس دموعه بتخونه وهو يصرخ بداخله ~ يارب قوينيييييييييييييييي ~ قبض علي بيدينه على أقدام حسان وقال بصوت قوي : حسان , حسان .. انتبه حسان لحظتها إنه ينتفض من الخوف , قال رامي بهدوء وهو يبعد عنه : إذا تحس بضغط أو توتر ممكن نأجل الموضوع لبكرة الصباح .. قال علي وهو يضغط أقدام حسان عشان يخفف نفضتها : اللي يريحك ياولدي .. ~ لاااااااااااااا , فكوه عنيييييييي ~ هز حسان راسه بلا ورفع يده بتهور بينزع الجهاز , مسك رامي يده وقال بحزم هادئ : مو بهذي الطريقة , شويه شويه , إذا مستعد نطفي الجهاز أول .. غمض عيونه بقوة وأشر بيده , قال رامي بعد فترة صمت : tern it off .. صوت زر جهاز التنفس تبعه تخافت صوت الضجيج الصادر منه , حس حسان بشي ثقيل جثم على صدره تبعه اختناق مفاجئ ممزوج بغصة مزعجة لمن سحب رامي الخرطوم اللي بداخل حلقه , غمض عيونه من شدة الغصة و رجع فتحها على اتساعها وقبض على يد رامي بقوة , قال رامي بهدوء : عادي , عادي , حاول تتنفس بهدوء .. شهق حسان شهقة قويه وحس بألم فضيع في صدره , قبض على يد رامي أكثر وهو يجاهد عشان يخرج الهوا وبيده الثانية قبض على غطاء السرير , قال رامي بهدوء وهو يضغط يده : حسان إنت متوتر , تنفس بشويش وحاول تخرج الهوا مو بس تدخله .. توالت شهقات حسان و حمر وجهه ومن بين أنفاسه المخنوقة شافها قابضة على عبايتها بقوة وهي تطالع فيه بثبات , أشر بيده على أمه وحركها بقوة , لف علي على نورة وقال بهدوء وهو مازال قابض على أقدام حسان اللي تبغى تتفلت منه : أم حسان ما عليك أمر إطلعي شويه .. قالت بهدوء وهي تتحرك لحسان : آسفه ما أقدر .. وحطت يدها على جبين حسان وهي تقول بصوت ثابت : ما أقدر أسيبك يا حسان .. حس بدفء يدها رغم القفاز اللي يغطيها , نزلت دموعه وهو يشهق بقوة , كان يحس اختناقه يزيد وبرئتينه اللي بتتفجر توجعه بشكل لا يوصف , قال رامي بسرعة : give ma the pipe , مدام أم حسان تراجعي شويه لو سمحتي .. هز حسان راسه بلا وهو يجاهد عشان يزفر الهواء لكن شهقاته المتواليه واللي تحسسه بنيران تشتعل في صدره ما كانت تسمح له يخرج الهواء , حس بأصواتهم تبتعد عنه وحس بذبول غريب في جسمه .. : حساااااااااان , ولدي , حساااااااااااااااااان .. فتح عيونه بسرعة على صرختها الخايفة و حس بيدينها اللي قابضه على أكتافه وهي تهزه , حس بوجع في صدره لكنه انتبه إنه يتنفس بنفسه , ضمته نورة وهي تصيح وتقول : لا عاد تخوفني كذا .. غمض عيونه بوجع و ما قدر يقولها تبعد عن صدره لكن رامي قال بمرح : أم حسان الله يهديك ما جيتي تضمينه إلا من هناك جهة العملية , تعالي من يمينه .. وقال علي بمزح وهو يسحبها عن حسان : من أول مسويه فيها قوية وتنهارين في الأخير .. وضمها وهي تصيح من قلبها على صدره , ابتسم حسان وفتح فمه بيتكلم لكنه حس بوجع منعه من الكلام , ابتسم رامي وقال وهو يطبطب على كتفه : يا بطل , يعني عشان بعد الله قدرت تتنفس لوحدك مستعجل على نفسك تبغى تتكلم , تونا مخرجين خرطوم كان ضاغط على حنجرتك , أصبر شوي .. وكمل وهو ياخذ السجل من الممرضة : ما قلتلك إنك كنت متوتر , من يوم بدأت تغيب عن الوعي جسمك تصرف بطبيعية وتنفس لوحده .. غمض حسان عيونه كإنه يشكره وفتح عيونه ولف على أبوه وأمه وابتسم بتعب , كان يحس هالدقايق استنفذت كل طاقته , حاول يفتح عيونه وقت أطول لكنه غاص في ظلام مريح .. دنق رامي بسرعة وهو يسحب شي معدني يشبه القلم , فتح عين حسان وسلط عليها الضوء و قال يطمنهم وهو يرفع جسمه : عادي هذا من تأثير الإرهاق .. ومسك ذراعه وقاس نبضاته وضغطه وقال : الحمد لله , كل شي مطمئن .. وطالع فيهم بإعجاب وقال بابتسامة صادقة وهو يتذكر قصة علي اللي سمعها تتوارد بين الموجودين في المستشفى من بعد دخول حسان : { إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ } ابتسم علي وقال : الله يجعلنا وإياك منهم يا رب , الحمد لله على كل شيء , الحمد لله حمدا كثيرا كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه .. زاد إعجابه بتواضع علي وقال : دحين إن شاء الله بنخليه تحت الملاحظة لساعتين و ننقله بعدها لغرفة عادية .. قال علي بامتنان : جزاك الله خير يادكتور و جعل الله كل ما تفعله في ميزان حسناتك ونفع بك الأمة .. حس رامي بالإحراج من كلامه فتنحنح و رافقه وخرج وهو يشرح له عن الترتيبات والأدوية والتعليمات اللي لازم يتقيد بها حسان , وقفت نورة من الجهة اليمنى من السرير عند راس حسان , خلعت قفازاتها ومسحت على شعره بحنان وسلمت على راسه وخدوده وضمته بشويش ووقفت تتأمله بحب , وصلها صوته المرح يقطع تأملاتها وهو يقول : أم حسان , وين بتباتين الليلة عندهم أرسل لك اللحاف والمخدة .. لفت عليه وابتسمت وهي تقول : أبغى أجلس معاه شويه .. جا وسحب لها الكرسي الوحيد في الغرفة وقال وهو يطبطب عليه : تفضلي ياستي , ولا يقعد في خاطرك إنك ماجلستي عنده .. جلست و مدت يدينها وقبضت على يده وهي تقول بصوت متهدج : شفته يموت قدام عيوني .. حط يدينه على أكتافها وقال : هو شكله حس بهالشعور عشان كذا طلب منك تخرجين .. هزت راسها وقالت وهي تمسح خده وترتب شعره : لا مو كذا , هو ما كان يبغاني أشوفه وهو يتوجع , لأنه طول السنين اللي إنت غبت فيها كان يبتسم , عمري ما شفته مقطب أو حتى معصب , كان يكتم غيضه أو يفجر غضبه بعيد عني , حتى يوم يمرض يروح للمستشفى ويرجع بدون ما يقول لي لأنه خايف أشيل هم فوق همي , ترى مامداني الوقت عشان أقولك إنه ما قصر معاي في شي ولا مع أخواته , والله شالهم على كفوف الراحة , خدمنا بعيونه وكان يبدينا على نفسه , الله يرضى عليه , يشهد ربي إني راضيه عليه دنيا وآخره , الله يوفقه و ينور دربه .. ابتسم وهو يشوف وجه حسان المستكين وقال : الحمد لله , ربيتي رجال يا نورة , انتي تحصدين اللي تزرعينه , بعدين هو اش يبغى من الدنيا ؟؟ اللي يبغاه حصل عليه والحمد لله , رضاك ودعواتك , في شي أحسن من رضى الوالدين ودعواتهم ؟؟ .. زفرت وهي تتحمد الله , ولمن قامت تصنمت في مكانها للحظة قبل ما تقول باستغراب : عبد الإله .. لف علي وقال باعتراض لمن شاف وجهه الشااااااااحب : إحنا ما أرسلناك البيت عشان ترتاح .. طالع في حسان المنزوع عنه الجهاز وقال بصوت حاد مبحوح : حرام عليكم من كلامكم حسبته ماااااات , والله لو مادققت فيه ولاحظت إنه يتنفس كان مت وراااااه و .. قطع كلامه لمن تهدج صوته وتنفس بحده وهو يطالع فيهم باعتراض , ضحك علي وتحرك له وضمه وهو يطبطب على ظهره بقوة وهو يقول : ولد , اش فيك صاير خواف ؟؟ وين إيمانك ؟؟ قال باعتراض وهو يقاوم دموعه اللي حسها بتخونه : مو حضراتكم قاعدين تتكلمون بطريقة كإنكم تنعون ميت وتذكرون محاسنه .. ضحكت نورة وقالت وهي تحط يدها على كتفه وتضغطها بتشجيع : عبووووود ما توقعت قلبك سخيف كذا .. بلع غصته وبعد عن علي وقال : معليش مع حسونه قلبي سخيف , عادي .. ضحك علي وقال : الله يخليكم لبعض .. وسحبه معاه وهو يكمل : و بتمشي معايا دحين عشان ترجع للبيت ترتاح .. قال برجاء : عمي تكفى والله مرتاح مع حسان هنا , والله .. طالع فيه وهو يزفر بضيق وقالت نورة : علي خلي الولد براحته .. قطب عبد الإله حواجبه وقال باعتراض : عمتي نــورة عمي يقول ولد وسكتنا ترجعين تقولينها , حرااااام عليكم طاق الـ 27 تقولون علي ولد .. قالت نورة وهي تضحك : بتظل ولد في نظري لو جبت 5 عيال , يلا روح من قدامي قبل ما أغير رأيي وأخلي علي يجرك لبيت أبوك جر .. ابتسم وسلم على راسها وهو يشكرها و دخل عند حسان , وقف عند راسه وتأمله بصمت , مد يده وضربه على كتفه وهو يقول : يا حمار تفك الجهاز من دوني , إصحى وأوريك شغلك .. ولمن شافه مستكين صامت , عيونه مغمضه بهدوء , فمه شبه مفتوح من التعب , راح وبلل قطعة شاش ورجع مسح بها شفايفه و دنق عليه بعدها وسلم على جبينه تسليمه طويــله قاوم فيها غصته ورجع جلس على الكرسي لمن تذكر عبد الرزاق يوم قاله إنه صاير زي البنات دموعه عند الباب , ابتسم ومسح عيونه وهو يقول بضحكه : ما ألوم البنات يوم يصيحون كل شوي , حاجة تريح .. وبعد فترة سحب الكرسي وقربه من سرير حسان واتكأ بأكواعه على السرير ودفن راسه بينهم وهو يقول : عارف وأنا جاي هنا قابلت العنود , إنت عارف إنه عدنان خطبها لكن اللي ماتعرفه إني تقدمت لها قبل لكنها رفضتني .. ورفع راسه وطالع في حسان وقال : هــي لا يروح فكرك بعيد , ترى مارفضتني عشان شي , قال إيه قال عشان في وحده تحبني , تصدق أدفع اللي في جيبي وأعرف الحمارة اللي تحبيني , على أي أساس تحبني الخبلة !! بناتنا خربت عقولهم ستار أكاديمي و خرابط الحب , بغيت أنجن لحظة عرفت سببها السخيف لرفضي وخرجت وأنا ناوي إني أقول لعمي على كل شي وهو يتصرف معاها ومع الخبلة الثانية لكنك ساعتها اتصلت علي وطلبت مني أقابلك .. زفر ورجع دفن راسه وهو يقول : صوتك كان غريب , عزمت يوم أجيك أستشيرك في الموضوع , ويوم جيتك أول كلمة قلتها يا خي ابتسم الحياة حلوة بس نفهمها , وكان ذاك اليوم هو أول مرة تطلب مني فيها أدينك , ما دريت إنك بحاجة الفلوس إلى لمن طلبت سلفه , حسيت لحظتها بنفس إحساسي دحين , إني ما قدرت أصير أخوك وأفهمك بدون ما تتكلم وتتطلب , كان نفسي وقتها أعطيك كل ما أملك و ما أصعبها هاللحظة اللي خرجت فيها الفلوس ومديتها لك وأخذتها و إنت تبتسم , ماتدري إنه هاللحظة هي نفسها اللي خلتني أنسى موضوع عمي واللي كنت بأقوله , علمتني إنه مافي شي يستاهل العصبية والزعل , استحقرت نفسي قدامك وإنت شايل هم أمك وأخواتك ومصاريفهم وأنا فاضي بأحط راسي من راس العنود والخبلة اللي معاها .. : صدق فاضي .. رفع راسه بسرعة لمن وصله الصوت الثقيل المتحشرج وأول ماشاف حسان مفتح نص عيونه وهو يطالع فيه بتعب فز من الكرسي وصرخ بحماس : حساااااااااااان .. ولمن انحنى عليه رفع حسان يده وهو يأشر على صدره باليد الثانية , ضحك عبد الإله وقال : صح إنها سبة بس والله أحلى كلمة سمعتها .. ابتسم حسان وهمس بصوت مخنوق متقطع : انقلع .. عني .. يالمز ..عج .. عدد عبد الإله على أصابيعه وقال : فاضي , مزعج خذ راحتك حبيبي , يااااااااااااا حيا الله هالصوت اللي يشبه صوت جدتي حمده بعد 70 سنة .. ضحك حسان ولف على نفسه بتوجع وهو يمسك صدره بقوة , قالت الممرضة اللي دخلت على أصواتهم : إس هادااااااااا ؟؟ هادا مريد لازم ما في إدهااااااااك بئدين في عوووور.. قال عبد الإله بلهجة خنوعة : على أمرك , آسف عمتي والله ما قصدت .. ولمن ضحك حسان مرة ثانية وهو يتوجع لفت عليه الممرضة وقالت : إس فيه قوووووووول ؟؟ يلا لو سمهت out , out pleas , هادا مريد تحتو ملااهدا سويه بعدين هو في روح غرفة فوق.. وقامت ترطن بالفلبينية .. : أشوفكم مطلعين جن ميري ؟؟ التفت عبد الإله للدكتور رامي اللي كمل : توني قايل لعمك إنه الضحك واحد من الممنوعات , ممنوع بتاااااااااتا عشان مكان العملية وعشان رئته .. قال عبد الإله بهدوء : إن شاء الله .. طالع فيه رامي وأشر على الباب الزجاجي الكبير وقال : طيب ممكن يا بطل تخرج من هنا إلين تنتهي فترة الملاحظة , هي كلها ساعتين .. ابتسم عبد الإله وخرج بعد ما أشر لحسان مودع ... ******************************* أول ما فتح دخل للصفحة الرئيسة للمنتدى شافه .. ** Vampire ** الحالة متصل .. رفع حواجبه باستغراب وقال : ياااااااااااااااسلااااااااااااااام .. خرج جواله ودق على الرقم وهو يضغط بالسهم على ** Vampire ** عشان يشوف هو في أي موضوع .. (( إن الهاتف المطلوب لايمكن الاتصال به الآن فضـ ... )) صك الخط ورجع دق على رقم ثاني وحط الجوال على إذنه وثبته بكتفه وهو يكتب موضوع في صفحة الورد .. وصله الصوت المرحب : السلام عليكم و رحمة الله وبركاته .. قطب حواجبه ووقف عن الكتابة وقال : وعليكم السلااااااااااااااااام , أشوف بعض ناس أون لاااااااااااااااااااين .. و لمن وصلته الضحكة الهادئة عقد حواجبه وقال : تراني معطيك الباسورد صح بس في حالة صار لي شي تخبر المنتدى مو عشان تدخل باسمي .. زادت ضحكته وهو يقول : والله حلوة لوحة المشرفين , اش رايك أحذف .. قاطعه وهو يمسك الجوال اللي كان بيطيح : عدنان واللي يرحم أمك لا تحذف شي .. وصله صوت عدنان الهادئ وهو يقول : هي أمزح معاك , من جدي يعني بأتصرف من راسي , المهم تراني دخلت باسمك لأنه حضرة المراقب سوالي حظر , هذا دوبه دوبي , آخر مرة وأنا موجود أرسل لي لو تغير اسمك مية مرة بأعرفك وبعدها عطاني الحظر .. ضحك سامر من قلبه وقال : دوااااااااااك , تستاهل يوم أقولك ممنوع مناقشة المذاهب ما تسمع .. : يا خي كنت أرد عليه بأدب وبأجوبة منطقية وبدلائل ما تجاوزت حدودي .. قال سامر بأسف : سوري يالحبيب بعد تحريات اكتشفت إن المراقب من طينة كاتب الموضوع عشان كذا سوا لك حظر .. وصله صوت عدنان البارد وهو يقول بلا مبالاة : المهم بسوي لي بريد جديد و بأدخل باسم جديد .. غير مكان الجوال للإذن الثانية وهو يقول باستغراب : عدنان أسألك بالله ماطفشت من كثر ما يسوون لك حظر , هذي رابع مرة .. : وراهم وراهم إلين يملون , كل ماشفت موضوع مو عاجبني بأرد , قل الحق ولو على نفسك , يعني يكتب قصة كلها فسوق وفجور وخرابيط الحب اللي تلعب بعقول البنات والشباب وقلنا حرية قلم لكن يكتب أخطااااااااء دينية ويدافع عنها بحمااااااااااااااااااااس , آآآآآآآآآآآآآآآخ يالقهر , قلبي يحترق منه .. ضحك سامر من قلبه وقال : إنت تقول إن المراقب دوبه دوبك وإنت دوبك دوب هالعضو .. : لا هو زااااااااااااايد حاله , عنده قلم قوي وجرئ يدخلك في عمق الكتابة لكنه يااااااحسافة يدس السم في العسل .. شاف نافذة طلعت له .. $ أحلى فراولة $ : حبيب قلبي .. ابتسم وفتح النافذة وكتب : هلا والله .. وهو يسأل عدنان : اش قلت لي اسمه ؟؟ .. جاوبه عدنان وهو يزفر بطفش : التقاء الساكنين .. عقد حواجبه واعتدل في جلسته وهو يقول : إيـــــــش ؟؟ واش معناه التقاء الساكنين , أفتكر قيد مر علي في مرحلة دراسية .. وضحك لمن قال عدنان : إنننننننننسى , هذا شي ما تفهمونه إنتم قوم yes , no , بعيد عن مجالك بعد الشمس عن الأرض ... $ أحلى فراولة $ : هلا حبي , هلا قلبي , والله واحشني يا أصيل .. قال وهو يكتب كلماته بسرعة : و إنت من فضاوتك تقعد تقرأ قصص .. : مشكلتي ما أقرأ إلا له, كتاباته أدبية لغتها قمــة في الرقي , الله يهديه ويهدينا أجمعين .. ضغط زر الإدخال وهو يبتسم .. % اتحادي أصيل % : هلا فيك , كيف حالك حبيبتي ؟؟ : سموووووووور , معايا ؟؟ انتبه سامر للجوال وقال : أوووو نسيتك , دخل علي ماهر ماسنجر .. : من لقي أحبابه , يوم تخلص من عنده أعطني رنة لو لقيتني موجود , يلا سلام عليكم .. ابتسم يوم شاف الصورة المتحركة للسمراء اللي ترسم القلب بروجها وقال : في أمان الله .. $ أحلى فراولة $ : حبيبي اش سويت في المدرسة اليوووووووووم , عسى ما تعبت ؟؟ ضحك وكتب بسرعة .. % اتحادي أصيل % : يا شينك يوم تقلد الحريم , عز الله عوفتني فيهم .. $ أحلى فراولة $ : هههههههههههههه , مي راكبة ؟؟.. % اتحادي أصيل % : جنوط على حمار .. $ أحلى فراولة $ : الله يخسك يالملعون .. % اتحادي أصيل % : كم مرة قلنا لك لا تلعن , بعدين غير اسمك تراك جبت اللي الشبهة , بالقوة افتكيت من لسان سحور المرة اللي فاتت .. $ أحلى فراولة $ : اش أسوي ؟؟ لزوم المسرحية اللي مسويها على واحد من الشباب .. % اتحادي أصيل % : لا تقول سعود .. $ أحلى فراولة $ : خخخخخخخخخ هو في غيره أبو البنات , ياحبه للحريم , والله لا أطلع الحب هذا من عينه .. % اتحادي أصيل % : أبو طبع مايغير طبعه .. $ أحلى فراولة $ : أحاول , المهم , كيف عملك اليوم ؟؟ ولا أقول .. $ أحلى فراولة $ : ركب الكاميرا خليني أشوفك .. % اتحادي أصيل % : تعرفها .. $ أحلى فراولة $ : يا حيوان .. % اتحادي أصيل % : نو وي .. $ أحلى فراولة $ : ليــــــــه ؟؟ طالع سامر في الشاشة طويل قبل ما يكتب .. % اتحادي أصيل % : تبغى الحقيقة ؟؟ % اتحادي أصيل % : مارحت الدوام اليوم .. أرسل له صورة واحد مفجوع عيونه تخرج من مكانها , ابتسم بألم لمن شاف الصمت من جهة ماهر وأخيرا تحرك وكتب .. % اتحادي أصيل % : وصلت لباب المدرسة ويوم شفت الطلاب تراجعت .. $ أحلى فراولة $ : ليه كانوا ضخام ؟؟ ضحك من قلبه وكتب .. % اتحادي أصيل % : عيال ثانوي اش تبغى أحجامهم يعني ؟؟ % اتحادي أصيل % : و .. % اتحادي أصيل % : و رجعت بعد الطابور الصباحي ودخلت متأخر واعتذرت من المدير عن الدخول لأي حصة وجلست منزوي على كرسي مكتبي في غرفة المدرسين وأنا أحس إن الكل يصرخ فيني إنت مدمن .. $ أحلى فراولة $ : ما حاول واحد من المدرسين إنه يكلمك .. % اتحادي أصيل % : واحد بس , لكن يوم شاف برودي و هدوئي قرر ينسحب هو كمان بهدوء .. $ أحلى فراولة $ : وتعترف كمان .. طالع في صورة الولد اللي يلعب في بالون المويه ويرميه على الشاشه , زفر وكتب .. % اتحادي أصيل % : غصب عني , ليه سنتين مبتعد عن محيط الدراسة , حسيت بإحساسي أول يوم داومت فيه قبل سنين , وكمان المدرسين اللي عندي أصغرهم عمره 36 سنة متزوج وعنده 3 عيال , يعني ويني و وينهم .. $ أحلى فراولة $ : عادي , المهم دخلت المدرسة يا بطل , أنا فخور بك .. % اتحادي أصيل % : لا والله !! إحلف يا شيخ , شايفني بزر عندك .. $ أحلى فراولة $ : ههههههههههههههههههههههههههه .. % اتحادي أصيل % : إنقلع عن وجهي وروح كلم حرمتك .. $ أحلى فراولة $ : ##### ... % اتحادي أصيل % : يالوصخ , فمك يبغاله غسل على قولة سلمى .. $ أحلى فراولة $ : آآآآآآآآآآآآآآخ , ذكرني لا رجعت أروح أسلم عليها , تراني مارحت لها من فترة وإنت تعرف جدتك لو غبت عنها يوم تقول لي سنة ماشفتك .. % اتحادي أصيل % : ههههههههههههههههههههههههههه , إنت تستاهل اللي يجيك يالقاطع .. $ أحلى فراولة $ : اش أسوي لسفراتي ؟؟ ولا أقعد عند سلمى وهي تصرف علي وعلى النقاقة اللي ماخذها .. % اتحادي أصيل % : محد ضربك على يدك , الكل شاااااااااااااااااارد عن بنات عمي عبد العزيز وإنت ضارب بكلام الكل عرض الحايط و رايح لعرين اللبوة وماخذ بنتها تستااااااااااااااااااااااااهل , ذووووووووق .. $ أحلى فراولة $ : أحبها .. قطب سامر حواجبه وطالع في الشاشة بقرف وهو يقول بقهر : اش اللي محببه في وحده بززززززززرة زي أريج , يعععععععععععع والله ماعنده ذوق .. ورجع كتب .. % اتحادي أصيل % : الله يسهل لكم ويجمعكم على خير .. $ أحلى فراولة $ : مشكور , المهم أبغاك بكرة تروح المدرسة وتدخل حصصك ساااااااااااااااامع .. استغرب سامر لمن سمع صوت جرس البيت الداخلي لكنه طنشه و كتب.. % اتحادي أصيل % : إن شاء الله , انتبه لنفسك .. ولمن تذكر كتب .. % اتحادي أصيل % : وصـــــــح , سامحني ظلمتك على بالي إنت اللي داخل باسمي للمنتدى لكنه طلع الأعزب المثالي .. $ أحلى فراولة $ : يااااااااااااااااااااا بخت المظلوم بالجنة , حلالك إظلم زي ما تبغى , كللللللللللللللللللللها آخذها منك يوم القيامة .. % اتحادي أصيل % : روح إنقلع .. $ أحلى فراولة $ : وإنت إنقلع .. وقفل المحادثة وتحرك خارج من الغرفة لمن سمع صوت الجرس يرن بإلحاح , استغرب إنه مافي أحد يرد على الجرس وتذكر إنه الشغاله شردت يعني إستحاله أحد يرد , فتح الباب و انصدم لمن شاف المنظر , ثلاث بنات لابسات عبايات على الكتف وطرح على أكتافهم ووراهم رجال .. ابتسم الرجال لمن شاف ذهوله وقال : سامحني أخوي شكلي غلطان في .. صرخ سامر بحماس : خااااااااااااالد .. وتجاوز البنات وضمه بفرح وهو يقول : الحمد لله على السلامة , الحمد لله على السلامة .. ابتسم خالد وقال وهو يضمه : إنت أي واحد فيهم ؟؟ ضحك سامر وقال وهو يبعد عنه ويتأمل وجهه : يعني , يعني ما تعرفني .. ولف على البنات وطالع فيهم بتعجب وقال وهو يأشر عليهم : غيناء , غيداء , غدي .. ضحكت أكبرهم واللي فهمت تريقته وقالت أصغرهم بصوت نحيف : آنا مو غيداء السعليه أنا غديييييييييييييي ... ضربتها أوسطهم وقالت بعصبية : آنا سعليه يالفطساء .. شهقت غدي وقالت بدلع وهي تأشر على أنفها بطريقة مسرحية : حد السيف هذا كللللللللله وتقولين فطساء , ودك في زيه .. قهقه سامر وقال : يلعن أبو التكبر , بنت من وين جايبة هاللسان الطويل وإنتي توك صغيرة .. لفت عليه وقالت وهي تعدل طرحتها : عمي أنا 7 سنين وين صغيرة .. حط يده على جبينه وقال بتطويل : سبببببببببببببببببببببببببببع سنيييييييييييييييييييييين , أتاريك عجوز .. رمته بنظرات حاده بنص عينها وقالت : لا تتريقك أتكلم جد .. انبهت سامر منها و ضحك خالد وقال : الله يحفظها , لا تراعيها , والله تاكلك بقشورك .. تقدمت غيناء أكبرهم واللي ماتجاوزت الـ 10 وسلمت عليه بخجل وهي تقول بصوت واطي : كيف حالك عمو ؟؟ سلم عليها وعلى بقيتهم وطالع لورى وقال : وين أم غيناء ؟؟ ابتسم خالد وقال : هاهااااااااو ضحكتني , تبغاها تجي هنا وتسيب أهلها وهي ماحسبت من الله توصل السعودية , من المطار قالت ماتشوف وجهي إلا في المطار وإحنا راجعين باكستان .. ضحك وأشر له يتفضل وهو يقول : من حقها , سنة ما شافتهم .. ولف و قال بصوت عالي : أمـــــــــــــي إلحقــــي , تعالي بسرعـــــــــــــــــــــــــة .. قال خالد : لا تفجعها .. طنشه سامر وقال بصوت أعلى : أمـــــــــــــــــي .. طلت أمه من الدرج وهي تسأل بخوف : اش فيـ ..... وسكتت لمن شافته من البعيد واقف في الممر وحوله بناته , حطت يدها موضع قلبها اللي حسته يخفق من الفرحة وهي تهتف بعدم تصديق : خاااااااالد .. و نزلت الدرج بسرعة عجيبة , تقدم خالد بسرعة أكبر وقطع الممر وطلع درجتين قبل ما يلقاها في حضنه تضمه وهي تبكي , ابتسم وضمها وهو يقول : أم خالد الله يهديك , ليش الدموع ؟؟ مرت فترة وهو يحس بإهتزاز جسمها بين ذراعينه , ضمها وهو يفكر إنه مستحيل يلقى الإنسان أحد يحبه زي أمه , سلم على راسها وهو يقول : يمه خلاص حبيبتي .. صرخت سحر بعدم تصديق : واااااااااااااااااااااااااااا , خاااااااااااالد ... ولفت وهي تهتف : سلافه خالد جااااااااااااااااااااااااااااااااا .. ونزلت الدرج ووقف قدامهم وقالت : يمه أعطيني فرصة أسلم .. ابتسم لها خالد وأشر لها تسيبها كمان شوي إلين ترتاح , رفعت نفسها على أطراف أصابيع رجولها وسلمت على خده وهي تقول : وحشتناااااااا .. ولفت على بناته وفردت يدينها وهي تقول : هلااااااااااااااا بالأميرات الثلاثة .. وسلمت عليهم بحب وهي عارفه إنهم كعادتهم أول ما يجون , كاشين و ساكتين , نص يوم بس وتطلع كل مواهبهم الدفينة .. : oh my god , no way !! , خااااالد .. لفت سحر و حركت فمها بدون صوت تقلدها وهي تمثل بيدها حركات عدم التصديق , ضحكوا البنات وقال سامر بضحكه : ياكرهك للإنجليزي .. لف خالد وقال : صح , صقر برا يبغاك في موضوع .. ابتسم سامر وطالع في سحر بنظرة تسلية قبل مايخرج لصقر اللي سلم عليه أول ماشافه وتحمد له بسلامة خالد , طالع في سامر بحيرة وهو يقول : الله يسلمك من كل شر .. وسكت قبل مايسأل : صقر اش به وجهك ؟؟ طالع فيه صقر بصمت للحظات طويلة بترها لمن سأل : كلمت سحر على الخطبة ؟؟ هز راسه بلا وهو يقول : لا , قلت خلي إلين يرجع أبويه من السفر , ليش ؟؟ تبغاني أكلمها دحين ؟؟ هز راسه بلا وهو يقول بهدوء عجيب : مايحتاج , انسى الموضوع تماما لأنه عمتي نجلاء تقول إنه سحر راضعة من وفاء .. قطب حواجبه بتفكير ورجع فتح عيونه عن آخرها وهو يقول : لا تقول .. هز صقر راسه وقال : والله , أم زوج وفاء أكدت الرضاع .. شهق سامر وقال : بسسسسسسسس , كييييييييييييييييييييف ؟؟ هز صقر أكتافه باستسلام وهمس : علمي علمك ... طالع فيه سامر بألم ووجع , كان وده يعرف اش يفكر فيه وهو هادي كذا ليه , لف صقر وقال : هذا اللي كنت أبغاه منك , زين اللي محد دري بالموضوع غيرنا , إنساه طيب .. وقف مذهول يطالع في ظهر صقر وهو راجع لسيارة وحاول قد مايقدر يحرك لسانه أو يدينه لكنه ماقدر , وقف بصمت يتتبع آخر لمحات السيارة اللي غابت في أقرب منعطف على اليسار , جلس يفكر بعمق لدقائق يحاول يستوعب الموضوع وأخيرا رجع للمجلس و أول ماشاف سحر جالسة جنب خالد وهي لافه يدينها حولين ذراعه بمحبة زفر ودخل وهو يتصنع الابتسامة ... ***************************
|
|
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 5 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
شكراً: 5,645
تم شكره 6,248 مرة في 2,253 مشاركة
|
![]() في مستشفى العسكري : : دحين سواء في حالة كانت تاخذه وهي حامل أو في حالة تركته لازم تجيها هالأعراض , إكتئاب , دوخة , عصبية زائدة , تصورات غريبة , أفكار مبهمة , خمول , تعب وإرهاق .. و لف على عمر اللي كان وجهه واجم وسأله : متى بالضبط صرفت لها الدواء آخر مرة .. قال عمر وهو يفكر : على ما أعتقد قبل زواجها بيومين وكنت صارف لي روشته حق شهرين .. قال مطلق وهو يهز راسه : فاكر , طيب كم مضى على زواجكم ؟؟ سأل سؤاله وهو يطالع في جاسم اللي قال بسرعة : شهرين وأسبوعين بالضبط .. زفر مطلق وهو يفرك عيونه وهو يقول : الدكتورة رانيا تقول إن الحمل له ثلاث أسابيع تقريبا .. وضغط قلمه وكتب على الورقة اللي قدامه وهو يكمل : يعني لو إنها كانت تاخذ الحبوب بانتظام هذا معناته إنه لهااااااا ...... 16 يوم بدون الحبوب والحمل مدته 21 يوم يعني كانت تاخذ الحبوب لمدة ...... 5 أيام أثناء الحمل .. وحط القلم وقال وهو يطالع فيهم : ونقدر نقول ساعتها إن شاء الله إن الخمسة أيام ماتأثر على حملها , لكن هذا في حالة حسبنا إنها ما تركت أي حبه أو نسيتها لكن لو في حالة نسيت وحده ورجعت أخذتها في اليوم الثاني بتختلف الأيام .. ركز نظره على جاسم وسأل : هل لاحظت عليها تغير في شخصيتها في يوم , يعني كانت فيها على غير العادة ؟؟ .. لمن شافه مقطب يفكر , حمحم وقال وهو يركز نظره على الورق : طيب هل لاحظت عليها .. وحمحم مرتين وكح و كمل : أي برود عاطفي في الأوقات الحميمة ؟؟.. نزل عمر راسه وقطب جاسم حواجبه بعصبية لمن تذكر لحظات زي كذا , قال مطلق يفسر له : ترى هذي كلها دلائل على عدم أخذها للحبوب فأنا أبغى أعرف إذا كانت نسيت بعض الجرعات ... زفر جاسم وهو يقول : مرت أيام نادره كنت أشوفها فيها متضايقة وطفشانه و ... سكت وهو يتذكر إنها كانت تحرص إنه مايشوفها إلا مبتسمة , حس بقلبه يخفق بقوة ومشاعر ألم تكتسحه ~ كانت تاخذ دوى نفسي , عمرها مابينت لي , أنا زوجها وعايش معاها في نفس البيت كيف ماعرفت , أزهار ليش دسيتي عني ؟؟ ليش ؟؟ ~ حس بأصابع باردة تقبض على يده اللي مريحها ركبته , رفع بصره وانتبه لنظرات عمر المتسائلة , لف على مطلق وقال : متى تفحصها يا دكتور ؟؟ أخفى مطلق دهشته من سؤاله وقال بهدوء : حاليا ما أظن حالتها تسمح إني أدخل عليها , قصدي أفضل إنه عمر يدخل عليها أول بما إنها طلبته ونشوف بعدها اش ممكن نسوي .. ولف على عمر وقال : إذا دخلت عليها أبغاك تحرص أشد الحرص إنها ما تدري إن الدواء هذا يأثر على حملها و إنه له آثار جانبية على الطفل عشان ماتزيد حالة الإكتئاب اللي ممكن هي فيها الآن وكمان عشان ماتكذب في أخذ جرعات الدواء .. قال عمر باستنكار : تكذب !!! أزهار ما تكذب .. زفر مطلق وقال : ممكن في هالحالة إنها تكذب عشان تقنعنا إنها ماسببت ضررلجنينها... : مستحيييييييييييل تكذب .. قال مطلق بهدوء : عمر هي في حالتها الآن لا شعوريا حتكذب عشان نفسها , عشان ما تتلقى الملامة وعشان تخرج نفسها من عقدة الذنب وماتقعد عايشه فيها طول حياتها لو لا قدر الله صار لحملها شي ... زفر عمر وقال : لا حول ولا قوة إلا بالله .. ابتسم مطلق بتشجيع وقال : إن شاء الله خير , أنا عند ظن عبدي بي .. **************************** من غمضت عينها اللي بعد جهد وقفت دموعها رجعت الصور تتدافع قدام عيونها وتذكرها باللي صار , فتحتها بسرعة وقامت , حست بشي على صدرها يدفعها , انتبهت للممرضة اللي ابتسمت بحنان وهي تقول : مداااااااااد لازم في راحة .. رجعت رمت نفسها على ورى وهي تطالع في السقف .. دخل عمر لغرفة الطوارئ وراح للسرير اللي دلته عليه الممرضة , سحب نفس عميق ودخل وهو يقول : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. فتحت عيونها عن آخرها وقامت من سدحتها , أول ماشافته نزلت من السرير وهي تقول بصوت متهدج : عموووووووور .. تصنم في مكانه لمن شافها , كانت شاحبه بشكل غريب , ضمته بقوة وهي تقول : عمووووووور , وينك ؟؟ ليش تأخرت علي ؟؟ لف يدينه حولينها وضمها وهو يقول : كيف حالك دحين ؟؟ إن شاء الله أحسن .. غمضت عيونها بقوة لمن حست بالدموع ترجع لها وهمست : الحمد لله بخير بس أبغى أروح البيت دحين .. ولمن شافته ساكت رفعت راسها وطالعت فيه بعيون زايغة , قال بهدوء : أزهار تراني فاهم اللي تحسينه .. تفجرت الدموع من عيونها وقالت : لا ماتدري , ماتفهم , محد يفهم اللي أحسه .. قال بهدوء : حبيبتي أزهار ترى اللي تحسينه والأفكار الغريبة اللي تجيك مو من عقلك , هذي من تأثر الدواء اللي تاخذينه .. بعدت عنه وطالعت فيه بنظرات غريبة , قال بهدوء : الدواء اللي تاخذينه إذا سبتيه فجأة يسبب أعراض جانبية لأن الجسم تعود عليه , يسبب دوخات , غثيان , خمول وتعب , ضيق وعدم رغبة في أشياء كثيرة , وأعراض كثيرة تخص العقل لأن الدوا أصلا مضاد للإكتئاب وجسمك كان متعود عليه لفترة طويلة .. استعادت ذاكرتها أول مرة راودها هالشعور في ماليزيا ولمن رجعت الفندق تذكرت إنها نسيت تاخذ دواها وأخذته ومن بعدها ما حست بهالشعور , وربط عقلها الموضوع وتذكرت الأيام اللي تلتها ونسيت فيها الجرعة يرجع لها نفس هالشعور , غمضت عيونها بقوة وهي تقول : الحمد لله , الحمد لله .. وغطت وجهها بيدينها وهي تقول : يارب لك الحمد , والله كنت بأنجن وأنا أفكر طول هالمدة اش اللي فيني .. حزن عليها وقال : الحمد لله , بس ليش ماتكلمتي ؟؟ ليش ماقلتي ؟؟ مسحت دموعها اللي مهي راضية توقف وهي تقول : ماكنت أبغى أشغلكم .. ابتسم وقال : الله يهديك يعني بتكلفين علينا لو تكلمتي .. قالت بصوت مقطع من كثر البكى : مشاكلي كثيرة عشان كذا قلت مو لازم .. تقدم منها وقال يقاطعها : غبية .. وضمها وهو يكمل : يعني زوجك ومافيها مشكلة تدسين عنه أنا تدسين عنييييييي ؟؟ يعني مافي من أهلك إلا أنا وتدسين .. سندت جبينها على صدره وهي تحس براحة , حضنه يختلف عن حضن جاسم , حضنه أدفأ , همست بتعب : كنت أحس بخمول وخوف غريب , أحيانا اصحى نص الليل والضيق يخنق صدري خنق وما أدري اش فيني , أقعد أدور البيت وأقرأ قرآن وأصلي والضيق هو هو مايتغير بس يخف , أحيانا أفكار غريبة تراودني لكني أنفضها وأنا بأموت من الخوف .. ورفعت راسها وقالت : يعني الدوا هو سبب هذا كله .. هز راسه وهو يخفي عنها خوفه من إنها أخذت الدوا أثناء حملها , مطلق شدد عليه مايثيرها بأي طريقة وإنه يبقيها هادئة قد مايقدر عشان حالتها , لازم يسألها بدون ماتحس إن الموضوع ممكن فيه شي .. سألته بحيرة : الدكتورة تقول الدكتور مطلق برا , اش جابه هنا ؟؟ ابتسم وقال وهو يجلسها على السرير : حتى أنا استغربت طلع إنه هذي المستشفى اللي يشتغل فيها وراح للملك فهد كطبيب زائر عشان الدكتورة كانت عندها إجازة ذاك الوقت ... سكتت لفترة بعدين سألت بهمس : جاسم برا ؟؟ : إيوه برا , تبغيني أدخــ .. هزت راسها بلا وهي تقول بحدة : لا .. ونزلت راسها لمن شافت نظراته المتسائلة وسألت : عرف بالدوا صح ؟؟.. حس بتوتر , خاف يكلمها في الموضوع ويأثر عليها فالتزم الصمت , طالعت فيه برجاء وقالت : عمور عرف ؟؟ هز راسه بإيوه وقال : لازم يعرف , إنتي ليش ماقلتي له ؟؟ نزلت راسها وحطت يدينها في حضنها وهمست : ماكنت أبغاه يدري إني آخذ أدويه نفسيه .. : أزهار حبيبتي مو عيب إنك تاخذين دوى نفسي , ناس كثير ياخذون أدويه , الطب النفسي زيه زي باقي الأمراض .. هزت راسها بلا وهي تقول : برضو , ماكنت أبغى أقول له .. ولمن حس بإختناق صوتها قال بهدوء : طيب ارتاحي دحين و .. سألته فجأة : الدوا أثر على الحمل ؟؟ انصعق من سؤالها المفاجئ وقال : هااااا , لا , قصدي .. زفر وقال بصدق : ما أدري ... التمعت عيونها وهي تقول : جاسم قال إني أثرت على النونو وإني .. جلس جنبها وقال يقاطعها وهو يحط يده على كتفها : جاسم ماقصد هالشي .. هزت راسها بلا وقالت بحزم : إلا قصده أصلا هو ماهمه فيني .. طالع فيها باستغراب وهو يردد كلامها : ماهمه فيك ؟؟ غمضت عيونها بقوة تمنع دموعها وقامت من عنده لكنه رجعها وهو يقول بلطف : أزهار لازم ترتاحين .. دفت يده و قامت ولفت عليه وصرخت بعصبية : أنا مرتاحة , إنتم بس فكوني وسيبوني لوحدي .. وحست بالوجع لمن شافت عيونه المتسعة بصدمة من صرختها فتمالكت نفسها غصب وهي تقول : تعبت من كثر ماتقولون ارتاحي , والله تعبت .. وزفرت وقالت : هو لو الراحة بيدي كان ارتحت وريحت اللي حولي لكنها مهي بيدي , في شي يخلـ ..ـيني غصب أ .. سكتت وهي تتأمله بصمت , ولمن ابتسم لها بهدوء ارتجفت شفايفها لكنها رصت عليها بقوة قبل ما تهمس وهي تشوف نظراته الغريبة لها : عمور إذا هذا من تأثير الدوا علي كيف الجنين .. وارتجفت شفايفها أكثر وهي تكمل بهمس أشد خفوتا : أنا وقفت الدوا عشانه .. وشهقت بقوة وغطت وجهها وهي تقول بصوت متوجع : والله وقفت الدوا عشانه , كان مكتوب إنه ممنوع للمرأة الحامل وأنا وقفته , والله وقفته .. قام وضمها وهو يقول : أزهار إنـ .. هزت راسها بلا وهي تقول بنفس الصوت المتوجع وهي تدفه : لا تتكلم , الله يخليك لا تقول شيييييييييييييييييييي , خلوني أسمع صوتي بس ما أبغى أسمع صوت ثاني .. بعد عنها وطالع فيها بخوف وهو يهمس : تبغيني أخرج .. سدت أذنيها و هزت راسها بلا وهي تقول بنفس النبرة الموجعة : خليك هنا بس لا تتكلم .. هز راسه بإيوه وهو يصرخ بداخله ~ يارب ارحم حالها , ياربي أختي ومالي غيرها وإنت أعلم , لو صار فيها شي , استغفر الله العظيم , عمر ترى لو تفتح عمل الشيطان , إن شاء الله إنها بخير , إن شاء الله إنها بخير ~ وقف في مكانه بصمت وهو يتأملها ولمن لف وجهه عنها انتبه لجزمته السوداء الجلد الباينه من تحت الستاير , صاحت شويه ورجعت مسحت دموعها وقالت : أنا وقفت الدوا من بعد شهر وأسبوع من الزواج ومن وقفته وأنا أحس نفسي غريبة , ماربطت إنه هذا بسببه أو من تأثير إني سبته , مشاعل هي اللي نبهتني إنه هالأدوية ممكن ماتنفع للحامل في حالة إني حملت ووقفتها رحت وقرأت الورقة وما فهمت منها شي إلا إنه المقبلين على الحمل لازم يستشيرون الطبيب قبل والحامل والمرضع لازم ما يتعاطون هالدواء فوقفته , ماتتخيل وقتها الأفكار اللي كانت تجيني بسبب اللي أحسه , فكرت في كل الإحتمالات اللي ممكن تكون السبب , البعد عن الله , مس , عين , سحر زي ماصار لمشاعل , كل شي خطر ببالي وكنت طول هالمدة أضغط على نفسي وأحاول أتجاهل اللي أحسه .. واختنق صوتها وهي تكمل : تعبت , والله تعبت .. سكت احترام لرغبتها بعدم سماع أي صوت رغم إنه كان وده يواسيها , كان يعرفها , مستحيل تشتكي لأحد إلا لمن توصل لحد الإنفجار .. بلعت ريقها وقالت بهدوء بعد ماتنحنحت : عمر الله يخليك أبغى أروح البيت , أبغى أروح دحين .. طالع فيها للحظات وسأل بعدها بتردد : وجاسم ؟؟ لفت وجهها وهمست : قوله إني تعبانة وأبغى أرتاح .. انتبه لحظتها لتحرك مطلق من ورى الستارة , زفر وقال : الله يقدم اللي فيه الخير , ارتاحي انت هنا , دقايق وراجع لك .. ولمن خرج لقي جاسم واقف في الممر ومعاه مطلق اللي ماسك ملف يقرأ فيه ويدون عليه بعض الملاحظات , أول ماخلص تدوين ملاحظاته قال : الحمد لله , شيء مطمئن إنها وقفت الأدوية قبل فترة فبكذا نستبعد حكاية التأثر على الحمل لكن ... حك حاجبه اليمين وكمل : من نبرة صوتها ومن كلامها يبدو إنها مهي قادرة تتجاوز فقدان الدوا رغم إنه مررررر .... طالع في الملف وكمل : أكثر من شهر على عدم تعاطيها .. ولف عليهم وكمل بهدوء : وطبعا هذا مهو شيء مستغرب خاصة إنها كانت تتعاطاه لأكثر من 7 شهور وبنسب عاليه في البداية .. وزفر وكمل وهو ينقل بصره بينهم : حاليا ما أقدر أوصف لها أو أعطيها أيييييي دواء , المهم الآآآآآآآآن إننا نهتم بحالتها النفسية , خاصة في أشهر الحمل الأولى , يعني أعراض الوحام مع أعراض عدم تقبل جسمها لتوقف الدواء حتكون عصيبة عليها فياليت نضغط على أنفسنا شويه ونسايسها بأي شي هي تشوفه إنه هو راحتها , يعني هي حاليا تشوف إنه راحتها في جلستها في بيت أهلها فالأفضل إنها تروح مع عمر .. قال عبارته الأخيرة وهو يطالع في جاسم اللي رماه بنظرات باااارده قبل مايلف على عمر وهو يقول بهدوء بارد : الله يعيننا نسوي زي مايقول الدكتووووور .. ما انتبه عمر لنظرات العداء الغريبة المتبادلة بينهم وهو يرجع للغرفة عشان يقول لأزهار تجهز نفسها .. لبست أزهار حجابها ودخلت يدينها جوة العباية لأنها نسيت قفازاتها من كثر تعبها وتحركت مع عمر اللي حط يده بخفة ورى ظهرها كإنه يساعدها , أول ماشافته حست بكل مشاعرها تثور , لفت وجهها بعيد عنه لمن شافته يتقدم لهم .. : أوصلكم للسيارة .. قالها وتقدمهم بخطوات حازمة , طالعت في ظهره بحسرة و لفت على عمر وسألته : وين الدكتور مطلق ؟؟ اش قال ؟؟ ابتسم عمر وقال : الحمد لله , طمنا عليك وقال إن شاء الله الجنين ما حيكون عليه أي ضرر , يعني اتطمني المهم صحتك بس .. ابتسمت براحة , ولمن خرجوا للمواقف لف جاسم عليهم , دنقت راسها وأشر عمر على مكان سيارته , وقف جاسم عند الباب اللي جنب السائق وفتحه لمن فتح عمر السيارة , لمن لاحظ إنها تجاهلته و ما طالعت فيه ابتسم وقال : انتبهي لنفسك .. جلست على المقعد بصمت , صك جاسم الباب وقال يخاطب عمر بمرح وهو يتأملها : هالله هالله في حرمتي .. ابتسم عمر لمن شافه يطالع في أزهار اللي مارفعت بصرها له ولو لجزء من الثانية وقال وهو يشغل السيارة : في عيوني إن شاء الله , انتبه لنفسك , في آمان الله .. رفع جاسم يده مودع وتحركت السيارة مبتعدة عن المكان , طالعت أزهار في المراية الجانبية وشافته واقف يطالع في السيارة , غطت وجهها لمن بدأت الدموع ترجع لها ... **************************** : واللـــــــه ؟؟ الله يبشرك بالخيــــــــر يارب .. لصقت العنود في سفانة وحطت إذنها على الجوال بفضول وهي متجاهلة سحب البندري لبلوزتها عشان تجلسها , دفتها سفانة وهي تقول : فكوا الجهاز عن حسان وقدر يتنفس لوحده .. صرخوا بحماس وكان أكثرهم حماسا ريم رغم وجعها , ضحكت سفانة لمن سمعت صوت أمها تقول من الطرف الثاني : أكيد هذا ريم .. وقالت : أكيد طبعا , المهم متى بتوصلون عشان أتجهز .. وصلها صوت أمها المحرج المتردد وهي تقول : أبوك عازمني على عشا بمناسبة سلامة حسان .. ابتسمت بفرح وقالت بحماس : الله يسعدكم دووووووووووووووووم يارب , روحوا حبايبي المكان اللي يعجبكم , أقول أمي في مطعم صيني يجنن عند سوق النجار مستر وحيعجب أبويه , ولا أقول عندكم مطعم شيزان الهندي قريب منه , اختاروا اللي يعجبكم ولا ... ضحكة أمها قطعت كلامها قبل ماتقول : شكرا يا قلبي , خلاص بنروح لواحد فيهم , بس انتي كيف بترجعين للـ .. قاطعتها سفانة : عااااااااااااااادي أخلي العنود والبندري يوصلوني وهم راجعين البيت , أهم هنا عندي , أهم شي استمتعوا بوقتكم .. : الله يرزقك الزوج الصالح يا بنتي .. : الجنة الجنة , أهم شي الجنة يا أمي .. ضحكت نورة وقالت : الله يرزقك الزوج الصالح في الدنيا والجنة معاه في الآخره , يلا في آمان الله يابنتي .. : مع السلاااااااااامه , سلمي على أبويه .. صكت الجوال ونطت بفرح وهي تقول : رايحين مطعم , رايحين مطعم .. طاح الجوال من يدها من كثر ماتنطط , طالعوا فيها باستغراب وقالت البندري : اللي يشوف فرحتك يقول بتروح معاهم .. زفرت سفانة وقالت بتأثر وهي تدنق على جوالها : هذي أول مرة بيروحون مطعم من فوق خمس سنين فراق , ياحباااااااااااايبي هم , حتى يوم تلاقوا كانوا مهمومين من اللي صار لحسان .. وسحبت الجوال اللي نشب في الزولية اللي كلها خيوط صوف وهي تكمل : الحمد لله اللي اتطمنوا عليه وبدأوا يفكرون بنفسهم .. ولفت بوزها لمن انقطعت تعليقتها , جلست على الأرض جنبهم وهي تحاول تحرر تعليقتها من الزولية , لحظتها تذكرت العنود اللي ناسيته , لفت على ريم وقالت بحماس : أووووووووو صـــــــــــح !! ماكملت لك كلامي , ماتتخيلين مع مين شفنا تعليقتك ؟؟ حست ريم بالرعب يملأ قلبها والمغص رجع لبطنها وهي تصرخ بداخلها ~ شفنا , شفنا , يعني مو هي بس اللي عرفت ~ حاولت تتمالك نفسها وهي تسأل بهدوء : مع مين ؟؟ طالعت فيها العنود باستغراب وهي تقول : اش فيك منتي متحمسة ؟؟ بالقوة قدرت تمسك نفسها وماتفتح عيونها عن آخرها من شدة الرعب , نقلت سفانة نظرها بينهم وهي تسأل : عن إيش تتكلمون ؟؟ قالت البندري وهي تلف عليها : فاكرة ميدالية ريم اللي بهذلتنا عليها .. طالعت فيهم ريم بتوتر وسفانة تسأل بحيرة : أية ؟؟ قالت العنود بحماس : ذيك اللي سوتها بأسلاك النحاس ولفتها على الكريستاله و .. قاطعتها سفانة متذكرة : آآآآآآآآآآآآآآه , اش فيها ؟؟ ابتسمت العنود وقالت : ريم ضيعتها و ماتصدقين لقيتها عند مين !! لفت على ريم و كملت بحماس : عند رزوق .. شهقت سفانة وقالت : رزوووووق ماغيره .. نقلت ريم نظراتها بينهم وهي مهي عارفه اش المفروض تكون ردة فعلها وأخيرا قالت بعدم تصديق مصطنع : كذااااااابه .. هزت العنود راسها وقالت : والله , ويوم سألته قال ليش مافي إلا ريم عندها هالتعليقة ويوم قلته إنك سويتيها بنفسك ضيع الموضوع وراح .. وضحكت وكملت : شكله سارقها وإنت منتي دارية ... قطبت سفانة حواجبها وقالت : متى لحق يسرقها وليش ؟؟ لمن شافتهم بيتعمقون في الموضوع قالت تنهي الموضوع : أنا فقدتها لفترة وتوقعت إنها طاحت من الجوال بدون ما أحس , المهم خليه يرجعها ليه .. ابتسمت البندري وقالت : الحلال يرجع لأصحابه .. ولفت العنود بوزها وقالت : أحاول , بس ما أضمن لك , رزوق عليه طلعات أحيانا .. انفتح الباب ودخلت عهود , سلمت عليهم وجلست معاهم وهي تسأل : الله يحيكم , ماشاء الله إش سبب الزيارة الغير متوقعة هذي ... ضحكت سفانة وقالت : اللي يسمعك يقول أول مرة نطب عليكم من دون موعد , بعدين كم ريمااااااان عندنا , هي وحده وغاليه علينا .. ابتسمت ريم وهي تسمع لهروجهم وتأملت ابتساماتهم وضحكهم براحة , لكن الشي اللي استغربته هو البرود الغريب اللي صار يكسو علاقة أختها بالبندري رغم إنه مرت عليهم فترة مايفترقون عن بعض وطول الوقت وهم يتهامسون بمواضيع ماتنتهي , انتبهت من شرودها على صوت عهود وهي تسأل : اش أخبار العرسان ؟؟ قالت سفانة بمرح : يوم تقولين العرسان حددي , العرسان الجدد ولا اللي بيصيروووووون عرسان .. قالت ريم بابتسامة : لا أزهار من بعد ماحملت ماعاد هي عروس , خلاص العروس دحين بندوري ... قالت العنود باعتراض : زهره بتكون عروسة إلين تجيب النونو .. قالت عهود : هو قصدي أخبارها .. استغرب الكل سؤالها عن أزهار لكن العنود قالت : الحمد لله إن شاء الله زينين , آخر مرة سمعت أخبارهم فجر الجمعة يوم جابنا جاسم للبيت بعد مادرينا بالخبر ... : يعني ما جاتكم ؟؟ : وليش تجينا يوم جمعة وزوجها وراه دوام .. قالت بهدوء : أسأل , قلت يمكن تجي تزور الهنوف وتخرجها من صمتها وصدمتها .. وكملت بسخرية : أخبرها خبيرة في إخراج الناس من صدماتهم ... دق جوالها ريم اللي كان فوق سريرها ومنع البنات من التعبير عن اللي بيغون يقولونه , مدت سفانة يدها لأنها الأقرب وطالعت في الاسم وقالت مبتسمة وهي تمد الجوال لريم : واحد من الناس , اش الاسم السخيف هذا ؟؟.. حست بأعصابها مشدوده , سحبت الجوال بسرعة وأعطته مشغول وهي تقول بداخلها ~ إنت مابترسيها على بر ~ , استغربوا إنها تعطيه مشغول كل مادق , دق عليها فوق الخمس مرات , شويه طلعت نغمة ثانية , رفعت العنود جوالها وقالت بضحكه وهي ترفع الخط وتحط الجوال على إذنها : ذكرنا القط فجاء ينط , هلااااا رزوق .. فتحت عيونها على اتساعها وقالت بصدمة : هاااااااا .. سدت سماعة الجوال وسألت بتوتر : ريم رزوق يقول ليش ماتردين على جوالك !! فتحت ريم عيونها على اتساعها و ماعرفت اش ترد خاصة والكل كان يطالع فيها بنظرات غريبة وأخيرا قالت بهمس : قوليله اش تبغى .. رجعت العنود الجوال وقالت : تقولك اش تبغى ؟؟ بعدين تعااااااااااااااااال إنت ووجهك استحي قاعد تدق على جوال البنت , ترى ... هااااااااااااااا ... غمضت عيونها وطلع صوت عبد الرزاق الحاد واضح و هو يصرخ : أعطيني إياها وانتي ساكته .. مدت الجوال لريم وقالت : خذي يبغى يكلمك .. كانت بتعاند وترفض لكنها خافت تشككهم زيادة فمدت يدها وأخذت الجوال وهمست : السلام عليكم ... كان صوته حاد وهو يقول بعصبية : تو الناااااااااااااااس , مابغينا ست ريم , ترى شوفي لو حطيت في بالي أوصلك أوصلك ساااااااامعة , يوم أدق تردين .. التزمت الصمت واكتفت بإبعاد بصرها عن البنات اللي يطالعون فيها بفضول , وصلها صوته أهدأ وهو يقول : أنا تحت , بسرعة خلي الشغالة تجيب لي شنطة عبد الإله .. سألت بحيرة : أي شنطة ؟؟ قال بحدة : لي كم وأنا أدق على تلفون البيت وعلى الأنترفون , عبد الإله طلب من أمك تجهز أشياؤه لأنه بينام عند حسان , يبغى ثوب وبنطلون وبلوزه وملابس داخليه و اللاب توب حقه مع ملحقاته .. همست بإحراج : إن شاء الله أخرجها دحين .. وصلتها زفرته تبعها صمت طويل قبل ما يهمس : شربتي دواك ؟؟.. حست بنبضات قلبها تتسارع وهي تقول بتلعثم : ها , إيوه .. : طيب يلا خلي الشغالة تطلع لي الأشياء ترى لي ساعة ملطوع عند الباب , مو انتي تنزلين , ماني متوحش أخليك تنزلين وانتي تعبانه .. كبحت ابتسامتها اللي رغم عنها بدأت تصارع شفايفها وقالت : إن شاء الله .. : take caer , bay bay ... : مع السلامة .. وصكت الجوال وقالت لعهود بهدوء مصطنع : يقول له ساعه عند الباب يدق الجرس والتلفون محد يرد , يبغى شنطة عبد الإله اللي جهزتها أمي لأنه رايح المستشفى , روحي قولي لإيمي توديها له .. قامت عهود بعد مارمتها بنظرة غريبة ترافقها ابتسامة ملتويه , أول ماخرجت عهود سألتها العنود بحيرة : طيب عرفنا ليش داق عليك بسسسس ليش مسميته واحد من الناس ؟؟ قالت بمرح مصطنع : لأنه واحد من الناس .. ضحكت سفانة والبندري وقطبت العنود حواجبها وهي تقول : في شي ماني فاهمته .. قالت ريم وهي تقوم من مكانها بسرعة : ماوريناكم الصور اللي طبعتها أسماء .. وفتحت درجها وخرجت مظروف كبير وخرجت منه الصور و سفانة تقول متذكرة : صح , جبت الصور معايا , تقولكم أسماء بعد ماتخلصون منها قطعوها , هي عندها نسخة على الجهاز ... نسيوا الموضوع وهم يسحبون الصور اللي التقطتها لهم أسماء في زواج جاسم وأزهار , ارتاحت ريم لمن شافت انشغالهم وقالت بداخلها ~ صرت مصطنعة من أولي لآخري , رعععععععععععععب , والله تعبت , اش أسوي مع هالولد , كيف يفهم إنهم بيسبب لي المشاكل ؟؟ ياربيييييييييييييييييييي .......... شربتي دواك ؟؟ ~ سرح عقلها لمن تذكرت همسه المفاجئ و حست بخفقات قلبها تزيد كإنه توه اللي قالها , هزت راسها تبغى تبعد هالتفكير من عقلها وحاولت قد ماتقدر تركز مع البنات اللي قاموا يحشون في بعض وكل وحده تتريق على حركة الثانية ووضعيتها في الصورة .. ************************** وقف وسط الصاله وهو ينقل بصره فيها والصمت يحسه يلف حولين رقبته ويخنقه , العاده لمن يدخل يسمع جريها قبل ماتنط عليه عشان تحضنه أو تفاجأه من ورى الباب أو واقفه قدام الباب تزين شفايفها ابتسامة محبة هادئة , صك باب الشقة بضيق وتحرك للمطبخ عشان يشرب مويه ولمن شاف الصحون المكسرة على الأرض تذكر منظرها وهي طايحة على الأرض , دنق وشال الأجزاء المتناثرة وانتبه لخيط دم بين الحطام , حط الأجزاء في حوض المغسلة وسحب منديل بلله ومسح خيط الدم ورمى المنديل في الزباله وغسل يدينه وراح صب لنفسه كاسة مويه , شربها وهو يمشي لغرفة النوم وهناك شاف بذلته العسكرية على الأرض مكان ما سابها أول مارجع من العمل , زفر ورفعها وحطها على كرسي التسريحة وهو يقول : زين اللي بكره عندي رمايه .. فتح الدولاب وتأكد من وجود الفرهول الخاص بالرماية , كان معلق وتحته جزمته الخاصه وشرابه ~ من عرفتها وهي منظمة ~ صك الدولاب وانسدح على السرير وطالع في السقف بصمت , كان يسمع صوت تكات عقرب الثواني للساعة من شدة الهدوء , حس بالإختناق يرجع له لمن تذكر كلامها اللي ماينتهي وهي تحكيه اش كانت تسوي من راح إلين جا وهو يترجاها تسكت عشان ينام كم ساعة , انقلب على جنبه ومسك جواله اللي حطه على الطاولة وبدأ يقلب في الرسايل اللي فيه وفي الأستديو , وشويه قلب على الجهة الثانية وهو يفتح على الألعاب وبدأ في لعبة البالوت اللي مخزنها في الجوال , لعبة ولعبتين ورمى الجوال وهو يزفر بطفش , طالع في السقف مرة ثانية بصمت , قام وفتح المكيف عشان يكسر الصمت الخانق وقفل الأنوار و رجع انسدح , غمض عيونه يبغى ينام لكن صورة مطلق رجعت له بشكل غريب وخلت النوم يطير من عينه , حاول يتذكر كلام أبوه لمن كان يحكيه عن الجلسات اللي يحضرها مع أزهار بانتظام لكنه ماقدر يستعيد شي لأنه أصلا ماكان يلقي لكلام أبوه بال في ذاك الوقت , كان يهز راسه كإنه يستمع وهو عقله في وادي ثاني لأنه كان يشوف إن الإستماع لموضوع عن البنت الغريبة اللي احتلت بيته أمر سخيف وماله معنى , سحب جوال وقام كتب رسالة وأرسلها لها وطالع في شاشة الجوال بمشاعر غريبة مختلطة خلته يستعيد ذكرى ليلى ورسائلها , انتظر وانتظر لكن ماكان في أي رد , عمره ما حس بخيبة الأمل اللي حسها الآن لمن ما ترد ليلى على رسائله , كتب رساله ثانيه و أرسلها وانتظر , دقائق مرت وتحولت لربع الساعة ولا مجيب , تنهد وقام بسرعة .. *********************** (( البيت من دونك ظلام )) .. (( أنا رايح لبيت أهلي لأني ماني قادر أنام في البيت من دونك )) .. غرقت الدموع عيونها وهي تقرأ رسايله للمرة الخامسة , صكت الجوال وحطته تحت مخدتها وضمت لحافها بقوة وهي تسحب نفس طويل عشان يفك شويه من الخنقة اللي تحسها , صرخت بداخلها وهي تغمض عيونها بقوة ~ لييييييييييه ؟؟ ليه لازم تعذبني كذا ؟؟ ليييييييييييه ؟؟ ياربي رحمتك , يارب انزع هالمشاعر من قلبي , يارب خليني أقوى , آآآآآآآآه يا جاسم كيف حرقت قلبي !! كنت متحملة كل المشاعر اللي أحسها وأقاومها عشانك , كنت أقول كافيه عذابه, لكن اللي شفته خلاني أنهار , كل القوة اللي كنت أتسلح بها و أحارب بها مشاعري الغريبة تلاشت , ليييييه يا جاسم ؟؟ ~ دق باب الغرفة ودخل وهو يهمس بلطف : أزهار نايمه ؟؟ غمضت عيونها بقوة والتزمت الصمت عشان يحسبها نايمه , زفر وصك الباب وراح للصالة , رمى جسده على الكنبه وهو يستغفر , مسح وجهه ولحيته وطالع في ساعة الحائط اللي تشير للـ 11 مساء , قام وفك أزرار ثوبه , وصله صوت جرس الباب , تحرك له وهو يعقد حواجبه بحيرة , فتح الباب وتصنم لمن عرفها رغم حجابها , ماتوقع إنها تجي وهو ماله نص ساعه مكلمها وشارح لها حالة أزهار .. دنقت راسها وهمست بخجل وهي ترص على الصينية اللي شايلتها : أمي سوت هالأكل لأزهار لمن عرفت إنها جات من المستشفى .. حس بإحراج من منظره , مسد شعره و ضم أطراف ثوبه و تحرك مبتعد عن الباب وهو يقول بهمس مخنوق : تفضلي .. حست بأعصابها مشدوده وهي تدخل للشقة , حاولت تتذكر آخر مرة شافته فيها و زاد إحراجها لمن تذكرت إنه زواجهم تحدد , حطت الصينية على طاولة المدخل , أشر لها على غرفة أزهار وقال : تلقينها جوة حاطه نفسها نايمه و .. سكت غصب عنه لمن نزلت غطاها , تأمل وجهها الخالي إلا من ملمع بسيط على شفايفها , ابتسم وهمس : وحشتيني .. رفعت نظراتها المصدومة فلف وجهه بسرعة وحمحم بإحراج وهو يقول : روحيلها , أسيبكم براحتكم .. وتحرك لغرفته , لمن صك الباب غطت فمها وهي تضحك على حركته , شالت الصينية وفتحت الباب بصعوبة ودفته برجلها وهي تقول : يا دببببببببببببببب .. حطت الصينية على الطاولة اللي جنب السرير وفتحت الأنوار وهي تقول : زهووووروووور قومي .. جلست جنبها ودنقت عليها وسلمت على راسها وهي تقول : هذي من أمي .. وباستها على خدها وكملت : وهذي مني .. ولفت وجه أزهار اللي باين إنها مغمضة عيونها بقوة وأنفها الأحمر يوضح إنها كانت تصيح وسلمت على خدها الثاني وهي تقول : وهذي من جارتنا أم خلدون .. ودنقت وهي تقول : وهذي ... ضحكت أزهار ودفتها وهي تقول : إيش , أمة محمد موصيتك تسلمين علي .. شاركتها الضحك وهي تقول : إيوه يابنت , كذا أزهار اللي أعرفها , قومي يا دبه وشوفي أمي اش مسويه لك أكل , متوصيه فيك تقول لازم تاكلين كثير لأنك دحين لازم تغذين اثنين .. قامت أزهار من سريرها وطالعت في منى للحظة قبل ماتضمها وهي تقول : شكرا .. ضمتها منى بقوة وهي تقول : لاااااااااااااااا شكر على واجب , يلا كلي .. وشالت القصدير عن الصحون , قالت أزهار وهي تقوم : هذي يبغالها جلسة أرض .. ضحكت منى وشالت الصينية وحطتها على الأرض وصكت الباب وجابت مخده وحطتها وقالت : طيب إجلسي فوقها .. جلست عليها أزهار وبدأت تاكل وهي تحس شهيتها مفتوحة بشكل كبير , ابتسمت منى وهي تراقبها وبدأت تحكيها عن آخر أخبار الجيران , وأزهار تضحك على وصف منى للمناسبات اللي صارت .. وقف عمر متردد عند باب الغرفة كان مبسوط إنه يسمع ضحك أزهار وخايف يدخل فتستحي منى كعادتها وتقعد ساكته , زفر ورجع جلس على الكنب وفتح التلفزيون رغم إنه يحس إنه بيموت ويشوف منى .. : كيف رضيلك أبوك تجين هنا دحين .. ابتسمت وقالت : أمي نشبت فيه , ماخلت شي ماقالته له عشان يقبل , قعدت تقوله إنك وحيده وتعبانه وماعندك أحد وطبعا مانسيت تمدح عمور وإنه طيب ووووو من هذا الكلام وأخيرا وافق .. طالعت فيها أزهار بابتسامة ملتويه وقالت بصوت خفيض : وطبعا الربحان من وضعي هو ست منى , ماحسبت , حطت نفسها ماتبغى تروح وإنها منحرجة وهي ودها تطير عند بعض ناس .. ضحكت منى بحرج وقالت باعتراض : لا , هو , لا .. ورجعت ضربتها وهي تقول بتريقة : محد عارفني غيرك .. قهقهت أزهار من قلبها وهي تقول : الله يعينك يا عمووووووور على ماابتلاك ربي .. حطت يدها على قلبها وقالت بطريقة مسرحية : ويييييي أخيرا ارتحت بعد ماشفته .. قالت أزهار : صدقيني هو اللي ارتاح , مسوين عليه حظر تجوال الفترة الأخيرة .. لمن تذكرت منى كلمته اللي انطلقت بعفوية حست بخجل فضيع , دنقت راسها ولعبت بطرحتها وهي تقول : لازم , مابقي شي على الزواج , بعدين عشان دراستي وغيره .. ابتسمت أزهار وقالت : الله يجمعكم على خير في أقرب وقت .. طالعت فيها منى بخجل وهمست بصدق : إن شاء الله أقدر أسعده و أعوضه .. ابتسمت أزهار براحة وقالت : إن شاء الله هو كمان يسعدك .. قامت وقالت بمرح : لازم أروح قبل مايجي أبويه ويخرجني مع شعري .. ضحكت أزهار وقالت وهي بتقوم : جزاك الله خير و .. جلستها منى وقالت : أعرف طريقي , ارتاحي وانتبهي لنفسك , بكرة أول ما تصحين من النوم رني عليه عشان أجيك ومعايا الفطور , خلينا نستعيد أيام الهياته .. طالعت فيها أزهار بحيرة وسألتها : ليش ماعندك كلية بكرة ؟؟ ابتسمت وقالت : اش فيك نسيتي يابنت !! إحنا مانداوم إلا بعد البزران بأسبوع .. قالت متذكره : آآآآآآآآه الإجازة اللي فرضناها من روسنا , إفتكرتها .. ضحكت منى وهي تتحرك خارجه وهي تقول : زين اللي افتكرتيها , يلا مع السلامة .. وخرجت وصكت الباب بهدوء وهي تطالع في الصالة بحيرة ~ ماااااااااااااالت عليك , ليه ماخرج من غرفته إلى الآن , لايكون راح ناااااام , أففففففففف , خجله بيذبحنييييييييييي , لو كان واحد ثاني كان ماحسب تجيه فرصة ~ تحركت وهي تعدل طرحتها وهي تهمس بغيض : الدب ماشفته زين .. وتحركت في الممر وهي تفكر إنها كانت قلقانه عليه بسبب نبرة صوته اللي وضحت لها خوفه على أزهار , كان ودها تطمنه وجها لوجه , حست باختناق ورجع راسها على ورى لمن انشدت طرحتها , تأوهت وهي تمسك رقبتها وتلف على ورى بتشوف الشي اللي نشبت فيه طرحتها , فتحت عيونها على آخرها , طالع عمر فيها وطالع في أصابيعه الماسكه طرف طرحتها , سابها بسرعة وقال بحرج : ناديتك ما سمعتيني .. مسكت ضحكتها على حركته عشان ماتحرجه أكثر والتزمت الصمت وهي تعدل طرحتها , ابتسم وقال وهو يطالع في الأرض : عسى ماعورتك .. ~ خليتني أباغم زي الغنمه المذبوحه وتقول عسى ماعورتك ~ مسكت ابتسامتها وقالت بصوت مخنوق مصطنع : أحس نفسي مختنق .. رفع راسه وطالع فيها بخوف وسأل : مخنوقه ؟؟.. مسكت ضحكتها وهي تقول بداخلها ~ سامحني , هالطريقة هي الوحيدة اللي كانت حتخليك تطالع فيني ~ حطت يدها على رقبتها وهمست : لا دحين أحسن بس أحس كإن الطرحة لسه خانقتني .. تقدم منها وقال بقلق وهو ناسي خجله : يمكن أثرها بس , أشوف .. ~ تشوووووووووف , تشوف إيه ؟؟ ~ حست بالخجل لمن شافت إنها تمادت في لعبة هي مهي قدها , تنحنحت وقالت وهي تدنق راسها وتحكم لف طرحتها : هاااااا , لا خلاص , دحين أحسن .. توقف مكانه لمن شاف خدودها بدأت تحمر , ابتسم بمحبة وقال بأسف : سامحيني على الدفاشة .. ~ ياربيييييييي حسسته بالذنب ~ هزت راسها وقالت بلا تفكير وهي تمسك طرف الطرحة : لاااا , كنت أتدلـ .. وسكتت لمن انتبهت لغلطتها , طالعت فيه برعب و طالع فيها بصدمة قبل ما يضحك من قلبه ضحكة لأول مرة تسمعها , تمنت لو الأرض تنشق وتبلعها لحظتها , غطت وجهها بطرف الطرحة وعدلت عبايتها على الراس وتحركت وهي تهمس : مع السلامه .. مسك يدها اليمين يمنعها من الخروج فلفت عليه , دنق عليها و سلم على خدها وهمس : الله يخليك لي يارب .. بعدت عنه بحرج وحمدت ربها إنه الغطى مو موضح تعابير وجهها المتغيرة وأنفاسها المقطوعة ولا كان ماتت من كثر الخجل , تحركت بسرعة وفتحت الباب وخرجت ولحظتها استغرب من الجرأة اللي طاحت عليه فجأة , حمحم بخجل وتحرك وراها , وهي تضغط جرس شقتهم حست بوجوده , فتح لها كمال الباب وسأل بصدمة : إنتي من وين جاااااااااايه ؟؟ طنشته ودخلت بسرعة , انتبه لحظتها لعمر الواقف عند باب شقته , قال : آهاااااااااا , كانت عندك .. تجاهل عمر لهجته الغريبة و أشر على راسه بتحيه وهو يقول : سلم على عمي وعمتي وقولهم جزاكم الله خير .. طالع فيه كمال بنظرات تسليه وسأل وهو يغمز له بعين : جزاهم الله خير على إيييييييييييييييييه ؟؟ حس عمر بخجل فضيع داراه وهو يقول بعصبية مصطنعة : أقول أدخل أشرب لك كاسة حليب قبل ماتنام , عيال آخر زمن .. ودخل الشقة وصك الباب وهو مغتاض من ضحك كمال اللي قال بكل هدوء : ليه مستحي حلالك .. تحرك لغرفة أزهار وهو يقول : حشى مافي براءة في أطفال هالزمن , أنا أتنافض من الخجل وهو يقولها كإنه يناقش فلم كرتون .. ********************* .............. يتبع .. يوم الأحد 17 / 8 / 1427 هـ : الساعة 6.30 الصباح : وقف بعد ماركن سيارته وسحب نفس عميييييييييييييييق وتحرك بخطوات متردد , أول ماوصل عند البوابه اللي واقفين عندها مجموعات متحلقه من الشباب , اللي شايل شنطة على الكتف واللي حاط الكتب داخل سجادة مثبتها فوق راسه واللي من دون شنطة , ومجموعة واقفه بعيد والدخان الأبيض الصادر من بينهم يوضح إنهم قاعدين يدخنون خارج أسوار المدرسة حث خطواته وخلاها ثابته , قال بصوت جهوري وهو يبتسم : السلام عليكم .. ردوا عليه بعضهم السلام والكل يتفحصه بنظرات تباينت مابين الحاده والمتفحصة بفضول و البارده والغير مهتمة , تعداهم بخطوات قوية ودخل المدرسة وهو يسلم على كل من يمر عليه , ولمن دخل مبنى المدرسة راح لغرفة الوكيل , سلم عليه وهو يوقع في دفتر الحضور , دون وقت حضوره وراح لغرفة المدرسين , وقبل مايدخلها دخل الحمام الخاص بهم , أول ماصك الباب استند عليه وزفر بقوة وهو يطالع في السقف , مسح جبينه اللي بدأ يندي وتحرك للمرايه , حط شنطته فوق المغسلة وعدل شماغه وهو يقول : قطعت ربع المشوار يا سامر , رببببببببببع المشوار .. سحب نفس عميق وشال شنطته وخرج , دخل غرفة المعلمين وقال بابتسامة : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته , كيف صباحكم يا شباب ؟؟ .. ردوا السلام وهم يطالعون فيه بتساؤل , حمحم وقال : معليش على عدم تفاعلي معاكم أمس , تعرفون الواحد توه منقول و ... عفوه من بقية الكلام وهم يرحبون فيه بحفاوة , ابتسم وهو يقول بداخله ~ ربع المشوار الثاني , باقي نصه بس ~ , جلس على مكتبه رتبه وجهز أوراقه إلين رن الجرس يعلن بدأ الطابور الصباحي , سحب نفس عميق وتحرك بعد ماخرج الأساتذة , مشي وراهم وهو يسحب أنفاس ويخرجها من فمه عشان يخفف توتر , أول مانزل الدرجات وشاف الشباب اللي وقفوا بملل على شكل طوابير كسى وجهه بهدوء مصطنع ووقف مع بقية الأساتذة عشان يستمعون للسلام الملكي والإذاعة المدرسية , كان مركز بصره على الطلبة اللي يؤدون الإذاعة باهتمام وهو متجاهل نظرات بقية الطلاب اللي حسها تخترق وجهه , ولمن رفع يده بيلمس ندبته انتبه في اللحظة الأخيرة وحولها لشماغه رغم إنه عارف إنه مايحتاج تعديل , عدله بخفه ونزل يده وعقد يدينه على صدره , ولمن انتهت الإذاعة لف بصره على الطلاب وانصدم لمن شاف الكل بلا استثناء مثبت نظره عليه , ابتسم لهم بهدوء وتحرك لنهاية الطوابير لمن بدأ كل مدرس يتقدم الطابور المسؤول عنه في الحصة الأولى .. : شغلت الكل , أول مرة يكونون هاديين كذا .. لف سامر على المرشد الطلابي اللي أعطاه نصائح مفيدة بالأمس وهو اللي توسط له عند المدير عشان مايدخل حصصه وقال بابتسامة : الله يعين , جزاك الله خير على أمس .. ابتسم المرشد وقال : ولو , مين أول فصل بتدخله إن شاء الله .. : الحصة الثانية , أولى / ج .. ابتسم وقال بتشيجع : المهم ركز على اثنين , بدر وهيثم , لو قدرت توصلهم توصل للفصل كله , تراهم متزعمينهم ومسوين فيها عناترة زمانهم , وركز على بدر .. قال سامر بامتنان : الله يجزيك عني خير الجزاء يا أستاذ يوسف .. حط يده على كتف سامر وشد عليها بقوة وقال : روح ريح وراجع درسك قبل ماتدخل عند الطلاب .. هز راسه وقال : إن شاء الله .. وتحرك مع بقية الأساتذه اللي ماعندهم حصة أولى ورفع جواله اللي كان يهتز داخل جيبه , رفع الجوال وفتح الرسالة وابتسم لمن شاف إنها منها .. (( صباح الخيييييييييير يا قرصان سامر , قصدي يا أستاذ سامر , ليه ما أخذت مومو معاك عشان تقص رقبته قدام الطلاب عشان يخافون منك , أوووووو لا تدري عني المريخية والله تقتلني , المهم انتبه لنفسك وشد حيلك بس مو مرة عشان ما ينقطع خخخخخخ , بالتوفيق حبيبي )) فتح رسالتها اللي وصلته صباح الأمس .. (( جوووود مورنينغ مستر سامر , آي هوب يو آر فاين ناو , أقول سمورو لاتضحك , ما أعرف إنجليزي ولا كان كتبت لك بالإنجليزي , إحمد ربك اللي كتبتها عربي وأنا فاهمة معناها , تراني قعدت ساعة أترجا الدب المريخيه عشان تقولي اش معني أتمنى إنك بخير بالإنجليزي ويكون في علمك تأففت فوق العشر مرات وهي تنقلني , المهم انتبه لنفسك وخليك أســــــــــــد , جووووود لاك , مع السلامة وبالتوفيق يا عسل )) ما غلط يوم سماها الحنونه , صك الجوال ورجعه لجيبه وهو يتذكر كلام صقر , حس بحسرة غريبة , تمنى من قلبه لو صقر ياخذ سحر لكن قدر الله , كيف حتتقبل سحر موضوع الرضاع , واش حتكون ردة فعل الكل لمن يصرح عمه بهالموضوع , نفض هذا كله وهو يجلس على مكتبه ويفتح كتابه عشان يراجع الدرس ... ***************************** طالع أحمد بحيرة في البذلة الكاملة المخصصة للرماية والمعلقه في الشماعه , وطلع للدور العلوي , لقي البندري جالسه ومعاها كتاب الأذكار , ابتسم وقال بتحبب : ماشاء الله هالأيام صرت أشوفك كثير , هذا كله عشان بتروحين عنا يعني .. رفعت البندري راسها وابتسمت وهي تقول : شفت كيف , أبغاكم تفتقدوني .. زفر وجلس جنبها وهو يقول : إحنا بنفتقدك من غير شي يابنتي .. وحط يده على شعرها المغطى بشرشف الصلاة , ابتسمت له وقالت : بس إن شاء الله أكلمكم دايما وماتحسون إنكم إفتقدتوني , بعدين عندنا الماسنجر , نشغل الكاميرا وأكلمكم كإني قاعدة وسطكم .. شرشف صلاتها الملفوف حولين وجهها خلاها تبان أصغر بكثير من عمرها , بعد يده عن راسها وطالع فيها بألم وهو يقول : سامحيني يابنتي .. انصدمت البندري من كلمته فسألت بتوتر : على إيه يا أبويه .. قال بخجل : والله ماكنت موافق على عبد الرحمن , خاصة بعد ماتضارب هو وعمك وخلاه يدخل المستشفى , لحظتها قررت إني أفسخ الخطبة لكن أخوانك وقفوا في وجهي وقالوا كلام كثير اقتنعت فيه مؤقتا لكن كل فترة يجيني شعور بالذنب , أحس نفسي رميتك عليه وهو .. ~ آآآآآآآآآآآآه يا أبويه , منته داري بالحقيقة ~ حطت يدها على يده وقالت بتأكيد : أبويه عشان تتطمن أبغى أقولك أشياء , أولها أنا لو ما أبغى عبدالرحمن كان رفضته , هو ولد عمي وماله غيري ومالي غيره , أنا عارفه إنه عبدالرحمن أخلاقه شويه لكن صدقني الولد ماله إلا بنت عمه هي اللي بتتحمله وبتحاول تصلحه , يعني إذا أنا بنت عمه رفضته من يقبل به , وعمي صالح اش بيكون شعوره , ثانيا لا تنسى إنه الكل يقول إنه تغير من بعد ما وجع عمي صح ولا لا ؟؟ أهم شي عرف غلطه و استسمح من أبوه وأمه ووعدهم إنه يتغير , و صار يجلس عندهم كثير وانتهى سوء التفاهم اللي بينهم والحمد لله , فليش شاغل بالك إلى الآن ؟؟ .. طالع فيها وسألها برجاء : متأكدة إنك تبغينه ؟؟ ترى ممكن أقول لعمك إنك ماتبغين عشان أمريكا صعب تعيشين فيها 3 سنين و دراستك .. ~ ياليييييييييييييييت , يالييييييييييييييييييييت , لكن غصب عني آخذه , مين بياخذني بعد الفضيحة اللي سويتها , أنا اللي رميت نفسي تحت أقدامه من البداية وحأظل تحت أقدامه للأبد يا أبويه ~ هزت راسها وقالت بحزم وهي تبتسم : متأكدة , ودراستي بأكملها هناك , وصدقني اللغة اللي بأكتسبها إن شاء الله بتساعدني في قسمي أكثر , لا تشيل هم حبيبي .. زفر وقال : الله يقدم اللي فيه الخير , والله إني أدعيلك وأدعي لأخواتك دايما .. ابتسمت بمحبة وضمته وهي تصرخ بداخلها ~ ويني عنك كل هالسنين ؟؟ ويني عن كل هالحب , كل هالحناااااااااان , ليه توني اللي حسيت فيه ؟؟ ليه دورته عند إنسان ثاني , يا حبيبي يا أبويه ~ حست بيدينه حولينها تضمها بلطف , زاد اختناقها وهي تصرخ ~ سامحني يا أبويه , ماتدري باللي سويته , خايف علي من عبد الرحمن وإنت ماتدري إني زيه , بعت نفسي برخيص , كان ثمن شرفي شوية كلام معسول ورسايل وهدايا , سامحني يا أبويه ~ , بعد عنها أبوها وسأل : صـــح , ليه بذلة أخوك حقت الرماية معلقه على الشماعة ؟؟ : بذلة أخويه ؟؟ : جاسم .. قطبت حواجبها بتفكير وقالت : ما أدري .. ولمن شافت أمها خارجه من الغرفة سألت : أمي بذلة جاسم حقت الرمايه ليش معلقه تحت ؟؟ : بذلة جاااسم !!!! ما أدري .. وصلهم صوت عبد الرزاق المستنكر وهو يصرخ : maaaaaaaaaaaaam what is he doing in my roooooom??? سألت هدى بضيق وهي تفكر ببذلة جاسم : هذا اش قاعد يقول ؟؟ طل عليهم عبد الرزاق من الدرج وقال : حضرة النقيب محتل سريري ليه ؟؟ ماعنده بيت ينام فيه ؟؟ طالعوا فيه بصدمة وسألت هدى : جاسم نايم هناااااااااااا ؟؟ في غرفتك !!! قال بطفش : لا في جيبي , إنزلي شوفيه نايم على سريري .. قال أحمد بحزم : هيييييييي تراك تكلم أمك مو واحد من أصحابك .. حك عبد الرزاق شعره وقال : أنا جاي طفشااااااااان وتعباااااااااااااااان أبغى أنام فألقى السرير محتل , ليه مانام في غرفته لو حرمته طاردته من البيت .. نزلت هدى لتحت وقالت البندري : حاجة غريبة ما ... قال بخشونة يقاطعها : صكي حلقك محد طلب رأيك .. قام أحمد وقال : ولـــد , مين سمح لك تخاطب أختك بهالطريقة , حتى لو هي أصغر منك تحترمها .. حست البندري برعب إنها بتسبب مشكلة بين أبوها وأخوها , فقالت : لا أبويه .. قاطع أحمد كلامها وهو يقول لعبد الرزاق بعصبية : جاي طفشان وتعبان من كثر السهر مع الناكسين اللي زيك وتحط حرتك في أمك وأختك , اش قالت أختك عشان تسكتها بهالطريقة , ويكون في علمك معاملتك لها تراها مهي عاجبتني هاليومين .. حست برعب وتخيلت لو يفضح عبد الرزاق كل شي في لحظة غضب فقالت بهدوء : أبويه عادي , متعودين على عبدالرزاق , الله يخليك مايحتاج هذا كله .. رماها عبد الرزاق بنظره شذره وتحرك نازل , زفر أحمد وقال : ياإن هالولد مطلع لي نخل في راسي , ساعات يازينه وساعات ... زفر بضيق وقال بحسرة : ما أقول إلا الله يهديه ويصلحه , الله يهديك يا عبد الرزاق .. جلسته وجلست جنبه وهي تحمد ربها إنه ماتهور عبدالرزاق وطلع كل شي , انفتح باب غرفة نومها وطلعت منه العنود وهي تفرك عيونها بيد وباليد الثانية تحك شعرها وهي تقول : اش فيه ؟؟ اش عندكم من فجر الله خير ؟؟ قالت البندري : روحي إلحقي صلي الفجر قبل الإشراق وتعالي نحكيك .. طالعت في ساعتها وشهقت وهي تقول : باقي 7 دقايق .. وجريت راجعة للغرفة وهي تقول : ليه ماصحيتونيييييييييييييييييييييييي ؟؟ ضحك أحمد لمن قالت البندري : تكسرت يدي من كثر ما أصحيها .. لف عليها وسألها : إلا وين الهنوف ؟؟ من زمان ماشفتها .. زفرت وقالت : معتزلة في غرفتها , حتى أمس مارضيت تروح معانا لريم .. قام وقال : أروح أشوفها ... وقفت هدى عند راس السرير وطالعت بحيرة في جاسم الغارق في النوم , مدت يدها وهزته من كتفه بهدوء وهي تهمس : جاسم , أبويه جاسم .. قال عبد الرزاق بتريقة : أمي قاعدة تهدنين عليه عشان ينام .. ومد يده وضرب جاسم بكل قوته وهو يكمل بصوت عالي : هييييييييييي , قوم عن سريري .. بعدت أمه يده وهي تقول : بشويش عليه لا تفجعه , مو زين الواحد يصحى على فجعه .. : أمي تعبااااااااان , خليه يقوم , جاسم يالـ ### .. ضربته أمه على كتفه وهي تقول : استح على وجهك تقول هالألفاظ قدامي .. قام جاسم على مناقشتهم وطالع فيهم بعدم استيعاب , ولمن تذكر قام بسرعة وهو يسأل : الساعه كم ؟؟ قالت أمه : سبعة إلا ربع , إنت ليش هنا ؟؟ ضرب جهته وهو يقول : لا صليت ولا لبست , ياربيييييييييييييي كمان اليوم بأوصل متأخر .. وفتح عيونه بصدمة لمن تذكر ونط من السرير منطلق للحمام وهو يهتف : عندي رماااااااااااااااايه , الباصات حتمشي من دوني .. زفرت هدى وقالت : برضو ماقال لي هو ليش هنا , وحرمته وين .. انسدح عبد الرزاق على بطنه بملابسه من دون ماينزع الجزمة وهو يتنهد براحة , ضم المخده وغمض عيونه بتعب , دنقت هدى وفكت حبال الجزمة وحطتها عند طرف السرير وهو تقول : الله يصلحكم يارب .. فتح عيونه لكنه ماالتفت لها وثبت نظره على صورته وهو صغير المحطوطة على الطاولة , سمع صوت خطواتها الهادئة المختلطة بحفيف ثوبها تبتعد , انقلب على ظهره وطالع فيها وهي تخرج من غرفته وصوت غريب يصرخ بداخله ~ بكرة حتروح , بكرة حتفارقهم ~ سكًت الصوت وهو يقول بداخله ~ أحسن أنا ودي أفارقهم , خليني أتنفس شويه بدل الكتمه والخنقه والحصار اللي أنا قاعد فيه هنا ~ غمض عيونه بقوة وفتحها لمن انفتح باب حمامه بقوة مفاجئة وخرج منه جاسم بنفس السرعة اللي نط فيها وهو يقول : مشكور على الغرفة .. صرخ عبد الرزاق وهو يطالع فيه وهو يقف الباب : لا عاد تعيدها مرة ثانية سااااااااامع !! وزفر وانقلب على بطنه ودفن وجهه في المخده وهو يقول مخاطب الصوت اللي رجع له : خلاااااااااااص .. سلم تسليمة الفراغ من الصلاة وشافها واقفه قريب منه وماسكه ساندوتش وكباية شاهي , قام وتناوله منها وهو يقول : مشكور يمه .. شاف نظراتها القلقة وهي تقول : ترى أنا ما أبغى أتدخل .. و شاف ساعة الحائط اللي دلته على تأخيره لكنه طنشها , أمه أهم من عمله , قاطعها بهدوء : ما فيها تدخل أبد , الموضوع ومافيه إنه أزهار تعبت أمس ووديتها المستشفى فقال الدكتور لازم ترتاح في بيت أهلها شويه عشان نفسيتها تعبانه .. : تعبانة من إيه ؟؟ وابتسم وقال : سوينا فحوصات وطلعت حامل .. صرخت أمه صرخة فرحة قبل ماتضمه وهي تقول : مبروووووووووك , مبروووووووك يا ولدي , والله فرحانة لكم من قلبي .. بعد الكباية اللي ماسكها عشان ماتكب على أمه اللي اندفعت له فجأة وضحك وهو يقول : لهالدرجة فرحانة .. بعدت عنه وقالت بلهفة : كيف ما أفرح , ما أعز من الولد إلا ولد الولد .. حس براحة وهو يشوف ابتسامتها , عشقه إنه يكون سبب لهالابتسامة , قالت لمن انتبهت للوقت : روح الله يرضى عليك إلحق شغلك بس لاتسرع ها .. سلم على راسها وقال : علمي أبويه تراني ماقلت له .. وحشر الساندوتش في فمه ولوح لها وهو خارج , طالعت فيه بفرحة وتحركت لغرفة عبدالرزاق الأقرب لها ودقت الباب وفتحته وهي تقول بحماس : أزهار حامل .. لف عليها وطالع فيها بحواجب معقدة وهو يسأل ببرود : so what !! ولمن شاف عدم الفهم على أمه قال بطفش : ويعني ؟؟ زمت شفايفها بضيق وقالت : نام نام .. وصكت الباب وهي تزفر ولمن تذكرت أحمد طلعت الدرج وهي تحس نفسها خفيفة ونشيطة على غير العادة , سمعت صوته جاي من غرفة الهنوف , دخلتها بفرح وشافت الهنوف جالسة على السرير بين أخواتها اللي جالسات معاها فوقه وأحمد جالس على كرسي مجاوره لسريرها , قالت بحماس : أزهار حامل , توه جاسم خبرني .. ابتسموا البنات وقال أحمد بفرح : بالله , الله يبشرك بالجنة , على البركة , على البركة .. وصرخت العنود براحة : الحمد لله , الحمد لله , أخيرا عرفتم , والله عاااااااااااانيت خلال هاليومين من كثر ما أنا بالقوووووووووووة ماسكة لساني , الكلمة توصل هنا هنا .. وقرنت كلامها وهي تمد لسانها وتأشرعلى طرفه وكملت : مت وحيت هاليومين .. ضحكوا عليها وقالت البندري بتريقة : لازم تموتين وتحين عندك خبر ومنتي قادرة تقولينه .. قالت العنود : كله من جسوم , قال أنا أعلم , وكل ما اتصل أقول أخيييييييرا بيعلم وأرتاح ويطلع موضوع ثاني .. ضحك أبوها وقال : الله يعينك على نفسك .. وطالع فيها بتحبب وهو يقول : ويعين عدنان عليك .. سيطرت على انفعلاتها وكست وجهها بهدوء وهي تقول بدلع : يحمد ربــــه اللي ماخذ العنووووووووود بنت أحمد , يجيله أصلا يلقى وحده زيي .. وقالت البندري تأكد : يبوس يده وجه وقفا .. حمحمت العنود بفخر وسلمت على خد البندري و هي تقول : وييييييييي مشكورة ياقلبي ... تقدمت هدى منهم و هي تقول : مين يشهد للعروس ؟؟ قال أحمد وهو يحاول يحسب : متى تطلع النتيجة !! .. سيطرت على انفعلاتها للمرة الثانية وهي تقول : يوووو يا أبويه مستعجل على إيه , بدري , بدري .. : نتطمن بس .. : اللي فيه الخير بيقدمه ربي .. ابتسم وقال وهو يقوم : صادقة , يلا أنا أقوم أجهز نفسي للعمل أروح أوقع واستأذن وأجيك ... قالت الهنوف باعتراض : مايحتاج تكلف على نفسـ .. قاطعها : لا كلافة ولا شي .. ولف على هدى وتحرك خارج معاها وهو يقول : بأستئذن عشان أوديها غصب عنها لزيارة حسان , أمس يقولون شالوا عنه الجهاز فقلت أحسن تروح تزوره في الصباح عشان ماتنحرج من وجود أهله في العصر .. قالت : الله يقويك يارب .. : إلا ماقلك جاسم هو ليش نايم هنا , ووين أزهار عنه ؟؟ وبعدت أصواتهم و هدى تجاوبه : يقول أمس سووا الفحوصات وراحت أزهار تنام عند أخوها عشان نفسيتها شويه تعبانة , أكيد من الوحام .. نطت العنود من السرير ومسكت بطنها وهي تقول : مغغغغغغغغغغغغغغغغغص , وييييييي بغيت أموت من كثر المغص .. قهقت البندري وضحكت الهنوف لأول مرة من درت بالحادث وقالت : وحاطه نفسك قوية على إيه , طلعتي خيخه .. قالت باعتراض : أنا قويه بس اسمه يجيب لي المغص .. زاد ضحك البندري وهي تقول : على كذا ماصرتي قويه .. قالت وهي تطالع فيها بنص عين : نشووووووووووفك يوم جوازك اش تسوين , بتطلعين خيخه زيي وقولي ماقالتها عنيد .. اختفت ضحكتها يوم طرت العنود الزواج لكنها حاولت قدامهم تبين نفسها عادية وهي تقول : طيب نشوف .. قالت الهنوف تعقب على كلامها : إذا أحيانا ربي .. لفوا عليها وهم يقولون : إن شاء الله .. وكملت العنود وهي تحط يدها موضع قلبها : يوووووووو بعض نااااااااس رايحين يشوفون حبيب القلب مازولا .. نزلت الهنوف راسها وهمست : عشان أبويه بس .. رفعت حواجبها وقالت : عشان أبويه بسسسسسسس , عيني في عينك .. ضربتها البندري وسحبتها برا الغرفة وهي تقول : سيبي البنت في حالها .. *************************** ابتسمت وهي تلحس بطرف لسانها الدم اللي تسلل من بين شفايفها .. : لا تبتسمين يعلك المووووووووووت .. مسحت فمها بقفا يدها وكتمت ابتسامتها وهي تقول : إنت تامر آمر .. ماوصلت لحرف الراء الأخير إلا وصفعة جديدة تهوي نفس الخد ~ يعلللللللللل يدك الكسر , يارب تموت ويصلون عليك اليوم الظهر ~ .. : لا تطالعين فيني كذاااااااااا , رخي نظرك .. ركزت نظرها عليه بعناد .. : نزززززززلي عينك .. : وسام تكفين نزلي نظرك .. بلعت ريقها وبعد صراع بداخلها بعدت نظرها وهي تحرك فكها اللي حسته تحرك من قوة الصفعات اللي تلقاها , طالعت في أمها الواقفة عند طرف المجلس ووراها هيام اللي تطالع في المنظر برعب , سحبت نفس وقالت بهدوء : خلصت ضربـ ... صفعة جديدة خلتها تبلع باقي حروفها وأمها تصرخ : حراااااااااام عليك اللي تسويه , تراك شوهت البنت , خااااااااااااااف الله فيهم .. : مااااااااااااااااالك دخل , إذا مو عاجبك إنقلعي لأهلك .. صرخت بقهر : وأسيب بناتي تحت رحمتك , الله لا يقول .. لمن تحرك صرخت هيام وهي تدس وجهها في ظهر أمها ورغم الجبيرة اللي في يدها تحركت وسام وصرخت وهي تمسكه من كمه باليد السليمة : هيييييييييي حدك , والله لا أكسر يدك لو مديتها .. لف عليها وهو يصرخ : إنت قد هالكلمة يالـ ###### .. لمن شمت أنفاسه الكريه تراجعت بسرعة تتفادى ضربته الجديده , كانت تعرفه لمن يرجع من سهرته اللي تمتد لتباشير الصباح لازم يكون مزاجه حاد , طاح على الأرض من اختلال توازنه فتحركت وسام بسرعة قد ما تقدر وسحبت أمها وهيام و دخلتهم للمجلس الثاني و صكت الباب وقفلته بالمفتاح وهي تسمع صراخ أبوها وسبه وشتايمه اللي يشيب لها شعر الراس , زفرت براحة وتراجعت عن الباب اللي بدأ يهتز من قوة ضرباته وقالت بطفش : ويييييييييييييي , اليوم مزاجه ماااااااااااش .. ولمن شافت نظرات أمها الكسيرة ودموع هيام ابتسمت وقالت : خير اش فيكم ؟؟ ضمتها أمها وهي تشهق من كثر البكى اللي كتمته , ابتسمت ولفت يدينها حولين أمها وهي تقول : يوووووووو يا أم وفاء , اللي يشوفك يقول أول مرة يسوي زوجها كذا .. صاحت نجلاء وضمتها بقوة وهي تقول : والله ماتهمني نفسي قد ماتهميني يا بنتي , حراااااام اللي يسويه فيك .. ضحكت وسام وقالت : أووو عادي .. وصرخت بداخلها ~ هو لو على الضرب هين ~ وكملت : عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم .. وطالعت في هيام وأشرت لها بعيونها توقف بكى وهي تأشر بطرف خفي على أمها , مسحت هيام دموعها وقالت : طيب ماجا الوقت اللي نشتكي فيه لأحد .. لفت عليها أمها وقالت بحزم : لااااااااااااااا .. : أمي خلاص الوضع صار ماعاد يحتمل , الأسبوع اللي فات كاسر يد وسام , و اللي قبله عقال و اليوم مسوي في وجهها خرايط , بكرة اش بيسوي والأسبوع اللي بعده .. نزلت راسها وقالت بحسرة : عمره ماكان كذا , أبوك مريض حاليا ولازم إحنا نكون جنبه .. طالعت فيها وسام وضحكت بداخلها وهي تقول ~ مريض حاليا بسسسسسسسسسس , والله من سنين وهو مريض لكن ماشاء الله صبرك يهد جبااااااااااااااااااااال ~ وخرجت من أفكارها لمن لفت عليها هيام وهي تسألها : بالله انتي اش رايك يا وسام في اللي تقوله أمي .. تلمست وسام خدها اللي حسته بدأ يورم وقالت ببرود : والله زوجها و هي حره .. قالت هيام بعناد : أصلا وفاء المرة اللي فاتت مسكتني عشان تستجوبني على اللي قاعد يصير و ميعاد وميران شاكين كمان .. قالت أمها بحزم : يدرون بكيفهم , المهم الشكوى ما تجي مني .. تحركت وسام بتعب وجلست على الكنبة وسندت رجولها على الكنبة الثانية وهي تقول : يااااااارب رحمتك .. ولفت بوزها لمن تعالت ضربات الباب بشكل أقوى وقالت : ياربييييييي اش هالإزعاج ؟؟ مو كافي راسي مصدع .. سندته على ذراع الكنبه وقالت : لا هدت ثورته صحوني عشان أروح أنام في الغرفة .. طالعت فيها نجلاء بألم وقالت هيام بغيض : يااااااااااااا ربي كيف هالبنت تبط الكبد , بااااااااااااااااااااارده , أمي مو معقوله اللي قاعد يصير , والله لو يدري خالي عبد الكريم ولا عبد العزيز لا غير يذبحونه .. : أخواني آخر ناس أدخلهم في موضوع أبوك , أسكتي وفكيني من صوتك , وسام اللي تتلقى كل الضرب ما تكلمت تجين انتي تتكلمين .. : يمه يعني أنا عاجبني اللي قاعد يصير لوسام .. : اسكتي ومالك دخل .. و من وسط ضربات الباب المتتالية المختلطه بجرس الباب اللي أكيد يدقه واحد من الجيران المنزعجين كعادتهم من الصجة غمضت عيونها متجاهلة الأوجاع اللي تفتك بوجهها وهي تتذكر الماضي .. : بابا خلاص , الله يخليك خلاص .. مارحم صوتها الطفولي المترجي وهو يلهث ويقول : شويه بس .. : آآآآآآآآآآه يععععععععععع , ما أبغـــــى .. صفعة تلاها صوته الخشن وهو يقول : أصصصصصصصصص .. يدينه الخشنة وهي تتلمس مناطق حساسة من جسدها الغض ونظراته اللي تلمع ببريق مقرف والمناظر الغريبة اللي تخدش براءة عيونها الباكية هذا كله خلاها تحس بـ .. : وسام ... شهقت بقوة وهي تفتح عيونها على اتساعها , اليد دافيه على جبينها واللي تمسح العرق المتصبب منها وصوتها الحنون المختلط بصوت صفير غريب وهي تقول : بسم الله عليك , حبيبتي نايمه هنا ليه ؟؟ طالعت في المطبخ بحيرة وتعلق بصرها بنجلاء , صرخ صوت بداخلها ~ خلاص انسيه يا وسام , انسيه ~ قامت من الكرسي اللي جالسة عليه بتعب وقالت : نمت وأنا أستنى الكفتيرا تفور .. ابتسمت نجلاء وقالت : مو زين تنامين وانتي قاعدة عشان رجلك .. طالعت في رجلها وزفرت وهي تتحرك للكفتيرا , طفت النار عنها وصبتها على كباية النسكافيه المجهزتها وهي تسمع لصوت هيام العالي وهي تكلم وحده من صحباتها , ابتسمت وهي تسمعها تحلف لصحبتها إنه أخوها بالرضاع طلعت البنت اللي خاطبها تصير خالته بالرضاع وقالت وهي تشتم ريحة قهوتها السوداء المرة : أصبحنا وأصبح الملك لله , هذولي البنات من يقعدون في البيت ماعندهم غير التلفونات والحش في خلق الله وهاااااتك ياذنوب .. سمعت صوت طبقة الباب القوية فتحركت بأسرع شكل تسمح به جبيرتها , طالعت في الباب الخارجي وشافته داخل وهو يطالعها بكره , اتسعت عيونها برعب .. : وساااااااااام أنا أسألك متى بيفكون الجبيرة ؟؟ .. لفت على هيام اللي جايه لها وهي مجرجرة التلفون وراها ورجعت طالعت في الممر وانصدمت لمن مالقيته قدامها .. : وسام في إيش تطالعين ؟؟ وطلت هيام في الممر ورجعت طالعت فيها وهي تقول : بنت .. غمضت وسام عيونها بتعب وهمست : بعد ثلاث أيام أفكها إن شاء الله .. وتحركت لغرفة نومها وحطت الكوب على مكتبها ورمت نفسها على سريرها وهي تصرخ بداخلها ~ انسيــــه يا وسااااااااااام , انسيــــــــــه ~ ************************* أشكر الأخت الفاضلة daffodil على ردها اللطيف الذي أحرجني باستعدادها للمساعدة , شكرا أخيتي .. وشكر خاص لمراقبتنا الفاضلة jana على مساعدتها السريعة لي في هذا الجزء , جزاها الله عني خير الجزاء .. بداية الحصة الثانية : الساعة 8.5 صباحا : وقف سامر خارج الفصل وهو ضام دفتر التحضير وكتاب الإنجليزي لصدره بيد واليد اليسار قابض فيها على المقلمية , سحب نفس عميق وهو يسمع أصوات الشباب داخل الفصل مختلطة بصوت احتكاك أرجل الكراسي بالأرض تلاه بعض لكمات وشتايم , خلاص أعطاهم فترة خمس دقايق من رن الجرس لازم يدخل ويضبطهم دحين , حمحم وضرب أقدامه في الأرض عشان تنسمع خطواته ودخل وهو يقول : السلااااام عليكم ورحم الله وبركاته .. البعض قام ورد بأدب , عرف لحظتها إن اللي ردوا هم الأوائل على الفصل لأن البقية زفروا بضيق وهم يرجعون لمقاعدهم بطفش , حط أشياؤه على الطاولة ووقف مكانه بثبات وهو ينقل بصره بينهم بصمت , قال واحد وهو يخرج كتبه ويضربها على سطح الطاولة بطفش : يا كرهي لهالمادة السخيفة .. : افتكينا منها أمس .. : يوووووووووووووو اش هالطفش .. ~ سامر خليك ثابت , لا تعطيهم فرصة يلاحظون توترك أو خوفك , الإنطباع الأول هو اللي يرسخ دايم , خليك ثابت , خليك ثابت ~ : أقول اش فيه الأستاذ مسطل.. : صاير أبو الهول .. وتعالت همهمات وضحكات لكنه ظل على جموده وهو ينقل نظراته على الكل بلا استثناء وهو يجاهد إنه يتجاهل ضربات قلبه المتعالية واللي حسها مسموعة لكل المدرسة مو بس طلاب هالفصل , بدأت الأصوات تتخافت شويه شويه ولمن مرت خمس دقائق كان الصمت يسود الفصل والكل يطالع في سامر بتعجب , رماهم بنظرة شامله وسأل بهدوء : did you all finished writing?? if you did, someone please clean the chalkboard (( هل أكملتم الكتابة ؟؟ إذا انتهيتم فلينظف أحدكم السبورة رجاء )) .. قام واحد من الطلبة اللي جالسين في الطاولات اللي قدام ولمن بدأ يمسح السبورة قال واحد ضخم في نهاية الفصل : أستاذ ماكتبت الدرس لسه .. ~ بدأنااااااااااااااااا , سامر تصرف زي ماكنت تتصرف دايما ~ تقدم بسرعة لأول طالب قدامه وسأله : نقلت اللي على السبورة ؟؟ هز الولد راسه فمد يده وقال : أعطيني دفترك لو سمحت .. خرج الولد الدفتر بسرعة وناوله له , تحرك لنهاية الفصل وحط الدفتر على الطاولة وابتسم للضخم وقال بهدوء : هذا دفتر زميلك أنقل منه الدرس ورجعه له لأنه مضى عشر دقائق على بدأ الحصة و صدقني لو كان وقت الحصة أطول من الـ 45 دقيقة اللي صارت 35 الآن كان أعطيتك وقت عشان تنقل الدرس .. ~ يارب مايرد , يارب مايتواقح معاي ~ لمن شافه ساكت ومبهت من تصرفه , رجع لبداية الفصل وهو يصرخ بداخله ~ yes , yeeeeeeees ~ ومع كل خطوة يحس نفسه سيطر على انفعلاته وتوتره أكثر , لف عليهم لمن وصل لطاولته وهو يقول بكل الثبات اللي حسه يتسلل له ويتشعب بداخله : There are some important rules .. (( هناك بعض القواعد المهمة ..)) طالع فيهم وكمل : first , i did not ask for the chalkboard to be cleaned, but, i'll give another chance to write whatever you wished if you dont exceed 10 minutes (( أولا : لن أقول أنني أريد السبورة نظيفة ولكن سأمنحكم الفرصة لكتابة ماتريدون إذا لم تتجاوزا العشر دقائق ..)) ورفع يده وعدد على أصابيعه : second: never speak arabic in class, even if you asked for authorization to go to the bathroom. If your english is weak, i still want to hear you speak it (( ثانيا : عدم التحدث باللغة العربية خلال الفصل حتى عند طلب الإذن بالذهاب للحمام , حتى لو كانت لغتكم ضعيفة أود سماعها )) .. وابتسم بتشجيع لمن شاف البعض اللي فهم الكلام مقطب بعدم استساغة للموضوع وكمل يقول : don't think this will be a new type of terrorism , all I want is that you get Accustomed to the language here until you use it abroad without shame , hearing the recurrence of the words will force you to focus at these words and remember it .. (( لا تعتقدوا أن هذا سيكون نوعا جديدا من الإرهاب , كل ما أريده أن تتعودوا على اللغة هنا حتى تستخدمونها في الخارج بلا خجل , الاستماع لإعادة الكلمات ستجبرك على التركيز على هذه الكلمات وتذكرها )) .. ولمن شاف استماعهم وصمتهم حس براحة إنه بدأ يستعيد شيء من ثقته , أشر على الوسطى وكمل وهو يرفع واحد من حواجبه بتسلية : I am the only entitled to speak Arabic (( أنا الوحيد المسموح له بالتحدث بالعربية )) .. : أستاااااااااااذ .. : ليييييييييش ؟؟ : واللي مايعرف .. : اش قاعد يقول ؟؟ : علمي علمك , إذا فهمت تعال قولي .. : هي مالك فهمت شي ؟؟.. : يعني سايب الفصل كله وجاي لي أنا اللي ما أفك الييس من النو .. تجاهل همهاتهم و نزل يده ونقل بصره بينهم وقال بصوت ثقيل : Most importantly , you will haaaaaaaate the situation in the beginning and also you will be praying for my death .. (( الأكثر أهمية , ستكرهووووون الوضع في البداية و أيضا ستصلون لكي أموت )) .. ضحكوا الطلبة اللي فهموا الحديث وهو كمل بثقة : but you will thanke me at the end .. (( لكن ستشكرونني في نهاية الفصل )) .. وانتبه لحظتها لحاجة مهمه فقال : Forgive me for my lack Gustatory , my name is Samer Abdel-Karim Al … , I will be your teacher for this year and the next two years, if god keeps me alive till then. (( أعذروني على قلة ذوقي , أنا الأستاذ سامر عبد الكريم الـ ..... سأكون معلمكم لهذه السنة والسنة التي بعدها والتي بعدها إذا كتب لي ربي الحياة )) .. وابتسم ابتسامة واسعة وهو يقول : وهالمرة حأسوي استثناء وحأشرح القواعد المهمة عندي مرة ثانية باللغة العربية ولآخر مرة , أنا الأستاذ سامر عبد الكريم الـ .... وبدأ يقولهم على القواعد باللغة العربية واللي بعدها بدأ الطلاب يفهمون اش يقول وبدأوا يشتكون ويبدون عدم رغبتهم بهالشروط لكنه وعدهم إنه ما حيضغط على أي أحد ويجبره على التحدث في حالة عدم رغبته لكن بشرط إنه هالشخص مايتكلم طوال الحصة .. ************************* الساعة8,20 صباحا : كانت تحس درجة حرارتها ترتفع وتنخفض , فركت يدينها المتجمدة اللي كانت تشتعل حرارة قبل ثواني وركزت بصرها على بوابة المستشفى , حست بشي يجثم على كتفها , التفتت لأبوها اللي ابتسم وهو يقول : يلا ننزل .. حست بالسخونة تجتاح جسمها مرة ثانية من شدة الخجل , فتحت الباب وخرجت بصمت , وهي تمشي وراه حمدت ربها إنه رفض ياخذ العنود معاهم رغم إنها وعدته تجلس في الانتظار إلين يخلصون لأنها تبغى تفطر في الدانوب بعد المستشفى , دخلت المصعد وهي تحس أنفاسها كل مالها تختنق , غمضت عيونها بقوة وهي تصرخ ~ هنوف اش فيك ؟؟ عادي بتروحين تتحمدين له بالسلامة وتطلعين ~ لمن سمعت صوت جرس المصعد فتحت عيونها وخرجت ورى أبوها اللي التفت يتأكد إنها تتبعه كإنه حاس إنه ودها تشرد , مع كل خطوة تخطوها ومع كل رقم تقرأه على اللوحات المثبته على الأبواب تتسارع نبضات قلبها , زفرت بينها وبين نفسها لمن شافت أبوها يوقف قدام باب غرفة وهو يدقه , أول ما انفتح الباب وطل من وراه عبد الإله تراجعت خطوتين ولصقت في جدر الممر , ابتسم عبد الإله بعد ماسلم على عمه وقال بمزح : يافرحة بعض نااااااااااااس , أخاف يكتبون له خروج اليوم .. تمنت لو تنشق الأرض وتبلعها خاصة لمن ضحك أبوها وهو يضربه على كتفه بتحبب وهو يسأله : كيفه دحين ؟؟ صاحي .. قال وهو يحك جبينه : الحقيقة توه نام , مانام طول الليل .. : لاااا .. قال عبد الإله : مو مشكلة تفضلوا .. و دخل ثواني و رجع خرج و هو يقول : زين أروح أفطر في الكافتريا .. ومر من عندهم وهو يقول : الحمد لله على سلامته يا الهنوف , سامحينا على اللي صار .. همست بخجل : الله يسلمك .. قال أحمد بسرعة وهو يلحقه : هي تعال , وين رايح لوحدك .. لف عليه عبد الإله بتساؤل فقال : استناني أروح معاك .. مسك ضحكته لمن فتحت الهنوف عيونها عن آخرها ومسكت كم ثوب أبوها وهي تقول باعتراض : أبويه .. قال بهدوء : أدخلي على زوجك , دقايق وأجيك , أنا خلاص شفته أمس .. وتحرك , طالعت في ظهره برعب ورجعت طالعت في باب الغرفة المفتوح كإنها تطالع في وحش مفترس , وقفت لفترة طويلة في مكانها وتحركت بعدها لداخل الغرفة , صكت الباب وفتحت غطاها , طالعت بتردد في الستارة اللي مغطية المنظر عنها , تحركت ببطء وهي تطالع ليمينها , بدأ المنظر يتضح لها شويه شويه , أول ما شافت أقدامه المغطية بلحاف المستشفى وفوق بطانية تغطيه إلين ركبه و تسلل بعدها نظرها للأعلى وتصنم على صدره الملفوف بشكل مخيف واستقر على وجهه المستكين , كان نايم على ظهره والسرير شبه مرفوع من عند راسه , تدافعت الدموع لعيونها بسرعة , غطت وجهها وكتمت شهقتها اللي كانت بتسلل من بين شفايفها , بعدت يدينها وهي تطالع فيه بخوف , حركت أقدامها بالقوة وسحبتها سحب إلين وصلت عند منتصف السرير وقفت في مكانها وهي تتأمل وجهه , ماتتخيل إنها كانت حتفقده لولا رحمة ربي , مسحت دموع تسللت لخدودها بأطراف أصابيعها وهي تشد على شنطتها ونقابها باليد اليسرى , زفرت بشويش عشان ماتزعجه و هي تتأمله بصمت , لمن لاحظت إنها تتأمل كل تقاسيمه سحبت نفس عميق وهي تحس بالخجل يخنقها , بعدت نظرها عنه وتأملت الضماد اللي على صدره , مدت يدها بتلمسه ورجعت سحبتها ~ هنوووووف اش هالخبال ؟؟ انتي بتقرين عليه ~ مدت يدها بعد تردد طويل وحطتها على صدره وهي تهمس : أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يشفيك .. كررتها ثلاث وهي تحس بالدموع تتسلل لعيونها مرة ثانية , سحبت يدها ومسحت دموعها وهي تصرخ بداخلها ~ استغفري ربك , هذا الصياح كله وهو نجى , إحمدي الله , الحمد لله , الحمد لله , يارب لا تحرمني منه , ياااااااارب لاتحرمني منه ~ تراجعت عن السرير لمن تغيرت أنفاسه فجأة , سحب نفس عميق وقطب حواجبه دلالة الوجع وهو ينقلب على يمينه , كتمت أنفاسها بتوتر ولمن استقر في نومته خرجت أنفاسها اللي كتمتها , ضحكت على نفسها وعلى خجلها الزايد الغريب , تمنت لو عندها شوية من جرأة العنود , صح صايرة تخونها جرأتها مؤخرا لكنها تعتبر أكبر جريئة في نظرها , تقدمت ومدت يدها بلا تفكير ومسدت حواجبه المقطبه وهي تبتسم بحب , ولمن حست برغبة إنها تمسح شعره قبضت يدها و تراجعت بسرعة وهي تحس نفسها بتموت من الخجل , لبست نقابها وخرجت من الغرفة , على خروجها التقت بأبوها , ابتسم وسأل : وين رايحة ؟؟ همست بخجل : خلاص اتطمنت عليه .. : صحي .. هزت راسها بلا , زفر ومد يده وقبض على يدها اللي حسها بااااااااارده زي الثلج , ضغطتها دلالة شكر وامتنان , ضحك وتحرك وهو يقول : الحمد لله ربي رزقني كل الأنواع , خجلك و جرأة العنود واعتدال البندري , لو تعطيك العنود شويه من اللي عندها كان صرتم معتدلات زي البندري .. ضحكت وقالت وهي تحس براحة عجيبة بعد ماشافته : كان وقتها ماحيصير لكل فينا شخصيتها الخاصة , صح ؟؟ ولمن هز راسه سألته : ومين اللي تحب شخصيتها أكثر ؟؟ دخل المصعد وقال : كل وحده فيكم لها مكان .. قالت : لااااااااا ما أبغى هالجواب الديموقراطي .. لاحظ إنها بدأت تنطلق بعد ماحبست نفسها وصامت عن الكلام ليومين ~ والله إنتم الحريم , عجيباااااااااات ~ قال بهدوء : هالجواب الديموقراطي عشان ما أتحاسب قدام الله على التفريق , اللي لها معزة خلي لها معزة داخل القلب وبس .. كانت متأكدة مليون إنه العنود هي اللي لها المعزة الخاصة لكنها فرحت إنه ماصرح بهالشي قدامها , رصت يده بقوة وقربت منه وهي تخرج من المصعد .. لف عليها وابتسم لها وهو يحس إنها رجعت طفلته الصغيرة , من صغرها كانت تحب ترص على يده وتضمه وهو يمشي , ولمن اصطدم بصره بحجابها اللي وضح طولها وتجاوز راسها لكتفه تذكر إنها كبرت , وبعد كم شهر حتغادره زي البندري وماحيمر طويل قبل ماتفارقه العنود كمان , سحب يده من يدها ولفها على كتفها وهو يمشي في المواقف .. ************************** الساعة 3 قبل العصر : طالع جاسم في الوجوه المتأمله له , نزل راسه لصحن الرز ورفع ملعقة لفمه وهو يقول : خير .. نزلت الهنوف عيونها وتشاغلت بكاسة الموية وركزت البندري عيونها على الأكل وهدى تقول : خير ياستاتي ذبحتم أخوكم , عنيد .. رفع بصره لقيها لسه مبحلقة فيه , ابتسم وقال : خير ست عنيد .. سألت بلا تردد : كيف تعبت أزهار ومتى ؟؟ إحنا كنا معاها لفجر الجمعة وكانت صحتها زي البمب ما شاء الله .. شهقت هدى وقالت بعصبية : بنت , اش هاللقافة الزايدة ؟؟ مالك دخل فيهم .. لفت العنود بوزها وقالت باعتراض : شايله هم أزهار بس .. قال بهدوء : تعبانه شويه وتبغى ترتاح .. طالعت فيه وقالت بمزح : أهم شي مو إنت مزعلها .. : عنووووووووووود .. قالتها أمها باعتراض حازم ودقتها الهنوف من جهة والبندري من جهة , رماها بنظرة بااااااارده وطنشها , قال أحمد بابتسامة هادية : عنود حطي راسك في أكلك .. استغربت ردة فعلهم وقالت وهي تحشر اللقمة في فمها : أمزح معاه شايفته طفشان .. جا عبد الرزاق وهو يسحب رجوله ورافع يده اليسار و مدخل يده اليمين من تحت فنيلة القطنية يحك جنبه بطفش وهو يسأل : اش تاكلون ؟؟ قالت أمه : سليق .. أول ماوقع بصره على البندري قال : أستغفر الله , يا سدة النفس مع صباح الله خير .. انكمشت البندري ورخت بصرها للسفرة بسرعة والعنود اللي ما انتبهت لوجهة نظراته قالت : أولا إحنا محنا صباح , قربنا من العصر دحين , ثانيا السليق يسوى الأكل كله مو عشان ذقت الخرابيط الفرنسية تقول على السليق سدة نفس .. زفر وقال : يااااااااااااااا شين الملاقيف اللي يدخلون في السالفة عرض , أقول كلي كلي , انتفخي عشان مايقول عدنان ضاحكين علي ومزوجيني عود مكرونة بيتوني .. شهقت وقالت باستنكار لمن ضحك الكل على تعليقه : أنا مكرونة بيتوني ؟؟ قال ببرود وهو يطالع البندري بنظرات حاده : عووووود مو المكرونة بكبرها عشان ماتكثرين نفسك و ناشف مو مستوي كمان .. قامت البندري اللي ماقدرت تتحمل نظراته وقالت : الحمد لله شبعت .. وتحركت لغرفتها رغم محاولات أمها إنها تاكل أكثر , زفر عبد الرزاق براحة وجلس معاهم , قالت العنود : يعععععععع , قوم غسل يدك على الأقل , توك محكحك إلين قايل بس .. مد يده بعناد و ومسح الأكل اللي كان في ملعقتها , نزلت الملعقة وهي تقول : يا قرفففففففففف , رزووووووووووووووق .. ضحك باستمتاع و سحب ملعقة وبدأ ياكل , حطت اللقمة في السفرة وهي تقول : خلي ربي يحاسبك على النعمة اللي قاعد تلعب فيها .. لف جاسم على عبد الرزاق وهمس : هي خف على البندري عشان أبوي مايلاحظ شي , كافي إلى الآن مو راضي على إصرارنا على الزواج .. قال عبد الرزاق ببرود : خلي يدري عن سواد وجهها الـ ##### , والله لو أصر أكثر على فسخ الخطوبة كان خبرته بكل شي .. دقه جاسم وهو يهمس : مهما صااار حسك عينك تفكر تعلمه , ترا وقتها بيكون أجله .. لف عليه عبد الرزاق ورماه بنظرات غريبة ورجع لأكله , سأله بحيرة : ليش تطالعني كذا ؟؟ قالت بهدوء : تغيرت كثير .. عقد حواجبه وقال بصدمة : تغيـــــرت !! وانتبه لنفسه لمن شاف نظرات الكل منصبة عليه , ابتسم عبدالرزاق وقال : 180 درجة .. طنشه جاسم وكمل أكله وهو غصب عنه يحس الأكل رغم لذته ماله طعم من كثر تفكيره في أزهار اللي ماردت على رسايله ولا على مكالمته الوحيده قبل ساعة .. *****************************
|
|
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 6 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
شكراً: 5,645
تم شكره 6,248 مرة في 2,253 مشاركة
|
![]() بعد صلاة العصر بوقت : في المستشفى : : لاااااااااااااااااااااااااااااااااااا , لا تقول .. ابتسم عبد الإله وقال : والله .. ضرب حسان حاجز السرير بطرف يده وهو يقول متأوه من الوجع : اش هالحظ ؟؟ آآآآي صدري .. ضحك عبد الإله وقال : يا شيخ ارحم نفسك , الحركة المفاجئة العنيفة تراك ممنوع عنها , إنت بس أشر وأنا أجيبها لك دحين .. طالع فيه حسان بضيق وقال وهو ينتحنح بسبب الحشرجة اللي مازال يحسها في حلقه : تنكت إنت ووجهك .. ابتسم عبد الإله وقال بثقة : والله أجيبها لك إنت بس قول .. هز حسان راسه وهو يكح و قال برعب : لا بطلت , لهجتك خوفتني .. قهقه عبد الإله وقال : الله يقطع سواليفك , أتكلم جد تبغاني أجيبها أجيبها .. هز راسه مرة ثانية وقال : لا شكرا هي متى مابغت تجي تجي .. قال بعناد : ترا عمي جارها ولا هي ماتبغى تجي .. لف حسان بيمسك مخدته عشان يرميها عليه لكنه توقف وهو يصرخ ويمسك صدره , نط عبد الإله ومسكه وسدحه وهو يقول : إنت ليش تتصرف كإنك صرت طبيعي , تراك ما كملت 20 ساعة من فكوا عنك الجهاااااز يالمتخلف , قبل يومين ضاربتك الرصاصة .. غمض حسان عيونه بقوة وهو يعض شفايفه بوجع , مسح عبد الإله العرق عن جبينه بالمنديل اللي سحبه وهو يقول : ترا أخرج عنك وأخليك لوحدك عشان ماتتهور .. : أخرج وفكه من خلقتك يا أخس لصقة جنسون .. : أنا أول مرة أشوف قاتل يمشي في جنازة اللي قتله .. قال حسان من بين أسنانه بوجع : أحلى لصقة وأحلى قاتل .. لف عبد الإله وابتسم وهو يقول بأدب : جزاكم الله خير هذا من طيب أصلكم .. وحرك حواجبه , رماه جاسم بنظرة لا مبالية وهو يقول : ولو أحلى لصقة برضك مزعج .. وقهقه عبد الرزاق وهو يقول : ترا مو لايق عليك الأدب .. وسلموا على بعض ووقف جاسم جنب حسان وهو يسأله عن حاله , قال حسان : أشوفك مغرز عندي كل شويه ناط , ماعندك بيت تقعد فيه .. فتح فمه بيتكلم لكن عبدالرزاق سبقه وهو يقول بتريقة : كشتته حرمته .. شد عبد الإله ظهره وقال بتريقة : أحه , أبو أحمد تكشته حرمه , ماهقيتها منك يالأسد .. قال عبد الرزاق وهو يطالع في جاسم اللي أشر له يسكت : وأزيدك من الشعر بيت , كشتته وراحت بيت أهلها ومالها نية ترجع حاليا .. : أفاااااااااااااااااااا يا ولد العم , ياخسارة الشوارب فيك , روح شدها مع شعرها ورجعها ورجلك فوق رقبتها .. قال حسان بعصبية : بس انت واياه مايجوز تحرشون , بعدين اش هالسوقيه ؟؟ اش هالألفاظ رجلك فوق رقبتها بنت الناس نعجة عندكم .. ضحكوا كلهم على عصبيته المفاجأة وقال عبد الإله : أعذروه , زعلان عشان بعض نااااااااااااس غاليييييييييين جووا وهو في سابع نومه , حتى ريقانه نازله على المخده .. فتح عيونه على اتساعها وهو يسأل بصدمة : كذاااااااااااب , كنت مريقن ؟؟ : والعيون نص مفتوحة وتشخر كمان , يوم دخلت عليك قعدت أقول , يا بنت عمي المسكينة , أشوفها شارده مسسسسرع ما خرجت , حتى عبايتها كانت تطير وراها وهي تجرجر في عمي عشان تخرج من المستشفى .. رجع جاسم راسه على ورى من كثر الضحك وضرب عبدالرزاق فخذه وهو يقهقه طالع فيهم حسان بضيق وقال : اضحكوا , اش وراكم ؟؟ وإنت .. ولف على جاسم وهو يكمل : إنقلع عن وجهي لا أشوف شيفتك , قاعد أدافع عنك وتضحك علي .. حمحم جاسم وقال : ياخي غصب عني أضحك .. لف على عبد الإله وقال : وإنت , لا أشوفك تقعد عندي الليلة , مستغني عنك .. وبعد فترة من المناقشات ودعهم جاسم وخرج هو وعبدالرزاق وتقابلوا في الممر مع عمهم جلال وعياله وسلموا عليهم ... ************************* في المساء : في فيلا أحمد : طالع في جواله وزفر وهو يطالع في الاسم دق عليه مرة ومرتين وثلاثة ومافي رد , حس بضيق وبأعصابه شويه وتفلت من زمامها , رمى الجوال وانسدح وهو يطالع في سقفه الجبس المزخرف بأشكال هندسية تتخلها إضاءات صفراء صغيرة , وبعد فترة تحرك وخرج للصالة ومسك تلفون البيت ودق الرقم , وصله صوتها الناعم وهي تقول بدلع : يا هلا .. سكت للحظة قبل فوصله صوتها الطبيعي وهي تقول : عنيدي ترا مافيني للعبك .. ماعرف اش يقول لكنه في النهاية قال : بكرة الصباح مسافر .. صمت طويل ساد لدرجة إنه اعتقد إنها صكت الخط , قال بتساؤل : ريم .. وصله صوتها المخنوق وهي تهمس : حرام عليك اللي تسويه فيني , تراني عايشه برعب من كثر ماتتصل علي , ياخي ارحمني والله لو مو ولد عمي كان اشتكيتك لأبويه , تراني ما أبغى المشاكل .. قال وهو يحس نبض قلبه يتسارع بخوف من صوتها الغريب : ريمان أنا .. صرختها اخترقت أذنه وهي تقول بعصبية : ماااااااايحق لك تدلعني , ولد عمي على عيني وراسي لكن إنت تجاوزت حدك , تجاوزته كثيييييييييير وأنا ساكته لا عاد تتصل على جوالي لأنك لو اتصلت مرة ثانية والله شوفني حلفت لا أعلم عليك أبويه وأقوله إنك تضايقني وإنك .. قال يقاطعها : طيب كلمة بس .. : ولااااااااا حرف , ما أبغى أسمع منك حرف مع السـ .. ابتسم وقال لمن حس إنها بتنهي المكالمة : أحبك .. *********************** واقفة في المجلس شبه المظلم اللي راحت له عشان تختفي عن أنظار أهلها اللي بيعرفون من ملامح وجهها الخايفة إنه في شي , حست بكل أعصابها المشدوده ترتخي من كلمته , انهارت جالسة على أقرب كنبه لها وهي تحس رجولها الذايبة تنتفض بقوة , رصت الجوال على إذنها بقوة و انحنت وهي تلف يدها اليسرى على بطنها اللي بدأت تلتوي بشكل مرعب , كانت تحس نبضات قلبها زي القطار الهادر بداخلها وكلمته ونبرته تتردد زي الصدى بداخلها ~ أحبك , أحبك , أحبك , أحبك ~ غمضت عيونها بقوة وهي تصرخ بداخلها ~ لييييييييييش ؟؟ ليش تسوي فيني كذا , ياربي هل هذا عقاب لي ولا اختباااااااااااااااااار , ياااااااااااااااارب ~ همست بضعف : اتق الله .. وفتحت عيونها اللي تسللت منها دمعتين وهي تقول بقهر : اتق الله في اللي قاعد تسويه , لو إنك تحبني صح كان جيتني بالحلال و مارضيت علي الغلط , إنت زيك زي أي واحد في الشارع , تتوقع لو لاحقني زيك وقالي هالكلمة اللي شوهتها بأصدقه .. ولمن اختنق صوتها كتمت صياحها ماتبغاه يعرف كيف أثرت فيها كلمته وخلتها تنهار , لازم تبان قوية قدامه , لازم , بلعت ريقها وكملت بصوت قوي : ويكون في علمك لو إنك آآآآآآآآآخر رجال في العالم ما حبيتك , اللي ما يراعي حق الله في نفسه مايراعيها في غيره .. وصلها صوته وهو يهمس بصوت غريب : شكرا , مع السلامة .. صكت الجوال بيد مرتجفه وطالعت فيه برعب , انفلت من أصابيعها وطاح على الأرض الرخامية وهي ترفع يدينها وتغطي وجهها وبلا مقدمات انفجرت تصيح من قلبها , كانت تحس كل عضو في جسمها يئن وكل نبضة من نبضات قلبها توجع روحها أكثر .. ********************* Revenge # my # طالع في اسمها المسجل في جواله وهو يبتسم ~ انتقامي , والله طلعت هي المنتقمة مو أنا ~ غير اسمها لـ my deadly # # وقال وهو يزفر : هذا أنسب .. وزفر مرة ثانية وقام عن الصالة وتحرك لغرفته لكنه توقف عند غرفة جاسم , دق الباب ودخل لقيه غارق في النوم , ابتسم وخرج وهو يحس بعدم رغبة في النوم , طلع للدور العلوي ولقي العنود مربعة على الكنبة وهي تقلب في القنوات , أول ما شافته نطت للطاولة اللي قدامها وغطت صينية الأكل وهي تقول : تبغى تجلس حياك , تبغى تاكل إنقلع .. قال وهو يجلس جنبها : بالله هذي طريقة تودعين فيها أخوك اللي مسافر بكره .. بعدت عن الصينية بسرعة وهي تقول : لا حبيبي تفضل .. ضحك وقال وهو يسحب ساندتشها : ينضحك عليك بسرعة .. أكل لقمة ورجعه لها وهو يقول : وعععععععع , جبنة سايلة مع حلاوة طحينية , حلو ومالح .. قالت باستمتاع : أححححححححححلى شي .. ورفعت كوبها وهي تكمل بنفس الاستمتاع : و مع كوب نسكافيه أووووفففففف كملت .. طالع فيها بقرف وهو يقول : منتي حقت نعمه , تعالي فرنسا وشوفي الأكل الصح وقولي أووفف .. سألته باهتمام مفاجئ : إي صح , طول عمري بأسألك هالسؤال وأنسى , اش أحلى شي في فرنسا .. قال بلا تردد : حريمها .. وحرك حواجبه غياض لمن طالعت في بصدمة , لفت بوزها وضربته وهي تقول : أكلمك جــد .. قال وهو ياخذ الكوب منها ويشرب منه : برج إيفل طبعا والريف الفرنسي المحيط بجبال الألب , طبيعة ولا في الخيال .. وكمل وهو يغمز لها : بتشوفين تناسب شهر العسل ولا لا ؟؟ بلعت اللقمة اللي فمها بدون ماتمضغها زين فحستها بداية بتقطع حلقها , حنت ظهرها لقدام وهي تتأوه , كانت تحس اللقمة تضغط على ظهرها و تكتم أنفاسها , ضربها على ظهرها بعفاشة وهو يقول : يالمفجوعة .. لفت عليه وهي تحك مكان ضربته و قالت وهي تخبي خجلها : أنا المفجوعة ولا إنت اللي تفكيرك زي وجهك , بعدين هذي مي يد ماشاء الله مرزبة , ذكرتني بيد سفانو .. : والله إنك jock لمن تنكسفين , مهي لايقة .. بعدت وجهها عنه وثبتت نظرها على التلفزيون وهي تقول بهدوء مصطنع وهي تحس نفسها بتموت من الخجل من جوة : ما فهمتها بس أكيد سبة , لو سمحت خليني أركز على المسلسل .. طالع في التلفزيون بصمت وعقله في مكان ثاني , ولمن خرجت البندري من الغرفة لف وطالع فيها بحدة وقام وهو يقول : إذا أتت الشياطين انصرفت الملائكة .. ونزل على طول , قالت العنود بصوت عالي تمازحه : ترى الصح إذا حضرت الملائكة انصرفت الشياطين .. ولفت على البندري اللي تغير وجهها واكتسى بألم صارخ وقالت : هو اش به عليك ؟؟ مهو طبيعي , انتي تضاربتي معاه يابنت من دون ماتقولين لي .. هزت راسها بحركة مبهمة وهي تكمل طريقها لغرفة الهنوف اللي وعدتها تساعدها في فرز الملابس اللي بتاخذها معاها لأمريكا عشان تتبرع بالباقي قبل رمضان .. ************************ يوم الاثنين 18 / 8 / 1427 هـ : صباحا في الشقة : فتح الباب وابتسم وهو يقول بترحاب صادق : هلااااااااا والله .. ابتسم جاسم وقال : السلام عليكم .. سلم عليه عمر وهو يقول : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته , تفضل تفضل حياك .. دخل جاسم الشقة وجلس في الصالة وهو يدور ببصره في الأرجاء , قال عمر بإحراج : معليش الشقة حايسة , تعرف عشان البويات وتغير الفرش و .. ابتسم جاسم وقال : لا عادي , عارف كيف تأثيث البيت يتعب .. تحرك عمر لغرفة أزهار وهو يقول : دقيقة أصحيها لك .. ماقال خليها تنام لأنه يحس برغبة ملحة إنه يشوفها , لمن دخل عمر الغرفة زفر جاسم وطالع في الظرف اللي في يد والأكياس اللي في اليد الثانية وهو يتذكر كمبيوتره , تأفف وهو يقول بداخله ~ يعني كان لازم تخلي صور ليلى عندك في الجهاز , أفففففففففففففف أنا اش خلاني أحطها واش خلاني أنساها وما أمسحها , أكيد كل هذا اللي مسويته مو من تأثير الدوا بس ~ .. : أزهار , بنت , زهرة .... فتحت عيونها ببطء ولمن شافت عمر تذكرت هي فين وليش وعقلها استعاد كل اللي صار , استغفرت وقامت وهي تفرك عيونها وتسأل : الساعة كم ؟؟ ابتسم وقال : لسه توها 9 الصباح , قومي زوجك جاي يسلم عليك .. فتحت عيونها على اتساعها وكانت تبغى ترفض رفض قاطع إنها تقابله لو ما شافت نظرة عمر المتوترة القلقة , قامت وقالت : دحين أخرج .. خرج عمر وهمس وهو يسحب شماغه اللي كوته له أزهار وعلقته : دحين جايه , يلا مع السلامة لازم أروح الجامعة دحين عندي محاضرة .. ودعه جاسم وهو يحس براحة إنه بيكون معاها لوحدهم , ماكان يبغى شاهد على مناوشاتهم في حال قررت أزهار تنفجر وتنشر الغسيل على الملأ بصوت عالي .. خرجت بعد ما كحلت عينها و مشطت شعرها وحطت لمعه خفيفه على شفايفها , وقفت عند باب غرفتها ولا تعدت عتبته لأكثر من شبر , وقف وابتسم بتردد ابتسامة خفيفه لكنها طنشته وتجاهلت خفقات الألم في قلبها وهي تشوفه واقف ببذلته العسكرية و طالعت ببرود في اللي في يده وهي تقول لنفسها ~ أزهار اخزي الشيطان , الرجال جايب معاه فطور , أعدي الموضوع وأخليه يشوفني هبلة ملطشة عادي عندها اللي قاعد يصير , لو تنازلت دحين مابيكون لي صوت بعدها , بسسسسسسسسسسس , أكيد إنه .. أزهار لا تدورين الأعذار له ~ , ابتسم لمن شاف برودها اللي حسه غريب ومناقض لشخصيتها و قال وهو يلوح بيده بالظرف : جبت نتيجة تحليل العنود .. بلا تفكير قالت بلهفة : بشر .. اتسعت ابتسامته أكثر خاصة لمن رجعت ضبطت ملامحها المنفعلة , تقدم منها وهو يخرج الورقة من الظرف وناولها لها , مسكت طرف الورقة وسحبتها وعيونها تجري على السطور .. أول ماشافت اسم الخاطب والمخطوبة والتوقيع على توافق الطرفين قالت بفرح وهي تحط يدها موضع قلبها : يا حبيبتي يا عنوووووووود .. مد يده بجواله وقال : خذي بشريها .. لفت عليه وقالت بفرح : أناااااا , ليه هي ماتدري ؟؟ قال وهو يتأملها بنظرات غريبة : أنا خرجت الورقة بالواسطة ولا هي ماتخرج قبل أسبوع .. مدت يدها بتاخذ الجوال وساعتها تذكرت إنه قاعد يسايسها , رجعت يدها وقالت : أدق من جوالي .. ودخلت الغرفة بتجيب الجوال ~ ياربي هالرجال بااااااارع في تضييع المواضيع , أففففففففف ~ دقت على جوال العنود وهي تتناساه للحظة , ولمن وصلها صوت العنود النوم وهي تقول : هلا , هلا والله .. ضحكت وقالت بعفوية : واش ذا الصووووووت , بنت تذكري ماتجاوبين على عدنان وانتي نايمة .. قالت العنود من بين أسنانها : مغغغغغغغغغغغغغغغغص , طيرتي النوم من عيني الله يقطع شرك .. ضحكت بخفة وقالت بعناد : واللي يقولك النتيجة معايا دحين .. الشهقة القوية وهي تصرخ : إيييييييييييييييييييش ؟؟ تلاها صوت ضجة غريبة وتأوه , سألت بحيرة : بنت اش فيك ؟؟ : طحت من فوق السرير .. ضحكت من قلبها وهي ترجع راسها على ورى وقالت : الله يقطع شرك انتي ياتحفة , هذا كللللللللللله عشان النتيجة .. : أزهااااااااااااااااااااااااااار أخلصي , اش النتيجة ؟؟ عقدت حواجبها وهي تقول بتفكير : إممممممممممممممممم ... : يالدببببببببببببببببببببببببببببب .. صوتها المقهور المترقب وضح تماما إنها خارجة من قلبها , ضحكت وقالت : ألف مبروك يا قلبي , توافق .. شهقت العنود وقالت بصوت ثقيل وبغير تصديق : كذاااااااااااااااااااااااابة .. : والله شوفيها قدامي أقرأها لك ؟؟.. قالت بصوت ممطوط غير مهتم : لا مايحتاج , إعفيني من هالتفاهات اللي مالها داعي .. أزهار اللي تعرف ردات فعل العنود الغريبة ضحكت وقالت : تفاهااااااات , يلا أسيبك لوحدك تفكرين في اللي قلته , مع السلامة .. : إنقلعي .. : شكرا , جزاك الله خير .. صكت الجوال وطالعت فيه وهي تبتسم وتقول : الله يوفقها يارب .. ولمن لفت شافته واقف عاقد يدينه قدام صدره وهو مستند بكتفه اليمين على إطار الباب وهو يتأملها تحركت وأعطته الورقة وقالت بهدوء : شكرا .. اعتدل و تناول الورقة بدون اهتمام و سأل وهو يرجعها للظرف : كيفك دحين ؟؟ طااااالعت فيه بصمت , لمن رفع راسه لها لفت وجهها بعيد عنه وهمست بصدق : جسديا أنا بخير و عقليا و نفسيا ما أقدر أجزم لك إنها بخير لكن الشي اللي متأكدة منه مليون في المية إني قلبيا منهارة .. ورجعت طالعت فيه بنظرات قوية وهي تكمل : تراني حرقت كل الصور .. ~ حرقت , حرقت , حرقت إيش ؟؟ عن إيش تتكلم ؟؟ يمكن قصدها إنها حذفتها من الكمبيوتر ~ طالع فيها بحيرة وهي تكمل بثبات : أحتاج وقت عشان أقدر أرجع لحياتي الطبيعية معاك .. كلمتها صدمته , عقد حواجبه وهو يقول باستنكار : إييييييييييش ؟؟ وقت ؟؟ اش قصدك ؟؟ : وقت , أحتاج وقت , ما أدري كم , إلين يهدأ البركان اللي في قلبي .. قال بعصبية : إنتي حكمتي على الموضوع من دون ماتسأليني , ترا أنا أكره هالطبع فيك , تسكتييييييييييييين وتراكمين بعدين تنفجرين على شي تافه .. طالعت في بصدمة وهي تقول : تاااااااااااافه , الصور اللي شفتها شي تافه .. صرخ بعصبية : إيوه شي تافه لأنها صور قديمة , إنتي المفروض قبل كل شي تصارحيني باللي شفتيه مو تسكتين , بعدين هذي خصوصيات مفروض ماتفتشين فيها .. بلا شعور صرخت بقهر : مافي شي اسمه خصوصيات في البيت بين الزوج وزوجته , خصوصياتك الزففففففففففت خليها ... رفع يده ووقفها بسرعة وهي تكمل : عند أصحابك اللي زيك .. وابتسمت وقالت باستفزاز : ليش وقفت ؟؟ أضرب اش وراك , مهي لك بأوله .. سحب نفس عميق وهو ينزل يده وقال بهدوء : أنا ما حأرد لأن الواحد وهو معصب يقول كلام يندم عليه .. وكمل بنفس الهدوء : وعلى الخصوصيات ما أدري مين اللي داس عن واحد عايش معاه كل هالفترة إنه ياخذ علاج .. رمته بنظرات غريبة وهي تعض شفتها بقهر , زفر وقال : أزهار أنا .. همست : لا تنطق اسمي .. ورصت شفايفها المرتجفة وهي تهمس بصوت أخفت : إذا ليه أي معزة في قلبك لا تنطق اسمي على لسانك , صوتك ما أبغى أسمعه نهائيا عشان ما أكرهك أكثر .. فتح عيونه على آخرها وهو يقول : لهالدرجة .. رمته بنظرات حادة وقالت بعصبية مفاجئة : حاليا وأكثر كمان , بعد اللي شفته ما أتخيل .. وسكتت , ماتبغى تتكلم أكثر , عيبها لمن تكون مجروحة تحاول تؤذي الشخص اللي قدامها بكلمات تعرف إنها تجرحه وهي تعرف هالشي فيها فسكتت .. سحبت نفس عميق وخرجته وهمست : أحط لك الفطور .. قال وهو يحس كل حيله مهدود وفتران : لا مشكور , ماني مشتهي شي , أروح أودي النتيجة للبيت وأرجع للعمل لأني مستأذن منه .. ووقف يطالع فيها بصمت وهي تتطالع في الأرض بصمت , همس برجاء مرح : مايجي تودعيني بطريقة أحسن .. رفعت راسها وطالعت فيه بهدوء , همس بصدق : والله البيت ما يسوى بدونك .. ~ حرام عليك يا جاسم , لا تحرق قلبي أكثر , رووووووح وفكني من المشاعر اللي تصارعني ~ زفرت وبعدت وجهها عنه رجع سأل بمرح : ما يجي تودعيني بطريقة أحسن , ترا يمكن أخرج من هنا ويصير لي حادث وأموت و يكون هذا آخر .. طالعت فيه بصدمة ورجعت قاطعته ببرود : ما أحب هالكلام , اللي كاتبه ربي بيصير .. رفع حواجبه باستنكار وقال : يعني عادي أموت وإحنا متخاصمين .. زفرت وقالت : ما قصدت كذا , بس إنت قاعد تستخدم طريقة غير عادلة .. زم شفايفه للحظة وبعدها مد يده لوجهها , تراجعت بسرعة لكنه قال بهدوء وهو يمسح بإبهامه خدها اليسار : انتي ماغسلتي وجهك لمن صحيتي من النوم .. بعدت يده بخشونه ومسحت خدها بيدها , قال وهو يحارب ابتسامته و يمد يده مرة ثانية : لا هنا .. انتبهت إنه قاعد يلعب عليها فدفت يده وقالت بحزم : روح لعملك ابرك لك عشان ما يهزئونك .. قال وهو يأشر على الكيس اللي سابه في الصالة : سندوتشات الطعمية الستة والـ 3 عصيرات كلها بتاكلينها وتشربينها لوحدك .. وكمل : هو صح إنت من يومك سعلية وتاكلين الأخضر واليابس لكن مو لدرجة .. لمن حست إنها بتنفجر من الضحك والغيض في نفس الوقت تمالكت نفسها وقالت بهدوء : دحين أدق على مرة أخوي وأخليها تجي تشاركني .. زفر وخرج , أول ما صكت الباب وراه حست برغبة في البكاء والضحك في وقت واحد , راحت للصالة وجلست وهي تقاوم مشاعرها المختلطة وصرخت بداخلها ~ والله صور ليلى اللي في جواله ماسوت فيني نفس سوات هالصور , يارب رحمتك ~ ولمن بدأ عقلها يستعيد صور النساء العاريات تماما وهم في وضعيات أقل ما يقال عنها مشينة منحلة مقززة مثيرة لكل أنواع المشاعر المخيفة , غطت وجهها بيدينها وهي تقول : متى بتروح هالصور عن بالي , متى ؟؟ قامت بسرعة وجلست تدور في الصالة وهي تتذكر الصور اللي من شدة صدمتها ظلت تتطالع فيها لوقت طوييييييل , كانت تسمع كثير من صديقاتها في الكلية يشتكون , اللي لقيت مع أخوها فيلم إباحي و اللي لقيت معاه صور جنسية واللي قرأت عنده كتب وقصص متعمقه في هذي الأمور , والكثيرات كانوا يوصفون اللي يشاهدونه وكانت تنرعب وتخاف وتستغفر من مجرد السماع وتحمد ربها على أخوانها وتربيتهم و ماتخيلت في يوم إنها تشوف زي هالشي وعند مين , عند زوجها , لحظتها حسته حيوان ولا يرقى عن هالمرتبة , توقفت عن الدوران لمن وصلت لهالنقطة في التفكير و حطت يدينها موضع قلبها وضغطت على صدرها بقوة وهي تقول : يااااااااااااااااارب هدي قلبي , يارب أتوسلك تخفف عني اللي أحسه , ياربي أتوسلك ما أبغى أكرهه , ما أبغى أكره جاسم .. **************************** : تغطرفون على إيه ؟؟ أنا حزنان على الولد .. مدت العنود يدها وضربته وهي تقول : يا دببببببببب أختك تقول عني هالكلام .. قال وهو يثبت حزامه : أختي ولا لا أنا قاعد أقول الحقيقة .. : أقول روح روح قبل ماتطير عنك الطيارة وتقعد في حلقنا يلا ترانا من أول نستنى اللحظة اللي بتفارقنا فيها , هالمرة قعدت عندنا بزيادة .. قالت هدى باستنكار : عنووووووووووود .. لفت عليها وقالت بضحكة : أمزح يا أمي يعني من جدي أتكلم .. وضمته وهي تقول : والله بيوحشنا وبتوحشنا محشاته .. دفها بخشونة وهو يقول : ما أحب أحد يضمني .. ولف على أمه وقال : يلا مع السلامة .. وسحب شنطته وتحرك , قامت هدى بسرعة وضمته وهي توصيه على نفسه , طبطب على كتفها وقال باختصار : إن شاء الله .. سلمت عليه الهنوف بهدوءها المعتاد وتحرك بعدها للباب والعنود تتابعه وهي تثرثر بوصايا و طلبات ماتنتهي , شافها واقفة بتردد عند المدخل , قالت البندري وهي تحس أعصابها على شفير الانهيار : عبد الرزاق .. لف وجهه وقاطعها ببرود : الواحد مايبغى يتنحس من بداية رحلته .. تقدمت منه بسرعة ومسكت يده وهي تهمس برجاء : لاتروح وانت زعلان .. سحب يده بخشونة وهو يقول ببرود : لا تلمسيني بيدك .. قالت برجاء وعيونها تلمع منذرة بالدموع : تكفى يا أخويه لا تروح وانت زعلان , كافي زواجي منته حاضره وهو مابقي عليه إلا 8 أيام .. رماها بنظرات باردة قاتلة وتحرك بدون مايزيد حرف , غطت وجهها وهي تشهق بوجع , ضمتها العنود وهي تنقل بصرها برعب بين ظهر عبد الرزاق اللي خرج وبين البندري المنهارة ~ ياربي اش فيييييييييييييييييييييه ؟؟ اش اللي صار بينهم وهم مهم راضين يعلمون عليه ؟؟ يمه يكون البندري سوت شي وطاح عليها عبد الرزاق عشان كذا هو ... عنوووووود بلا هالأفكار البشعة , ياربي اش اللي قاعد يصير ~ بعدت عنها البندري وهي تمسح دموعها و تحركت بسرعة طالعة للغرفة عشان مايشوفها أحد , رجعت للصالة وطالعت بصمت في أمها اللي تمسح دموعها والهنوف اللي ضامتها وهي تقول : أمي الله يهديك هو كل ماراح تسوين هالمناحة , خلاص هانت , راح الكثير ومابقي إلا القليل .. طالعت في الظرف اللي جابه جاسم لها عشان يودع أخوه مرة وحده , يعني هي مالحقت تفرح بالخبر فـ ~ عنوووووووووود استغفري , اش هالتفكير ؟؟ الحمد لله على كل حال ~ وبعد لحظة سرحان غرقت فيها تفكير غير منحصر في شي واحد صرخت : السووووووووووووووووق .. وكملت وهي تطالع في أمها الهنوف : مابقي إلا 8 أيام على الجوااااااااااااااااااااز .. ضربت جبهتها وقالت : ماطلع فستاني لسه وورايا الإكسسوار والصندل و ... شهقت وقالت : أووووووووووو صـــــــــح اليوم بروفة فستان البندري , ياربييييييييييييييييييييي ياكثر الأشيااااااااااء اللي لازم نسويها .. ضحكوا عليها وقالت الهنوف : انتي لا تقعدين تعددينها عشان ماتحسينها كثيرة .. تحركت العنود ومسكت التلفون وقالت : لازم نستنفر كل الجيوش عشان نخلص من الدبش وأشياء الفرح , ألووووووووووووو , يا هلا والله أحلى حمده في الوجود .. وغمضت عينها وهي تقول بتلعثم : لا , هو , لا , يوووووو ياجده يعني ما أرحب فيك وأهلي إلا يوم يكون وراي مصيبة الله يهديك , لا , هو , كل الموضوع إني أبغى أكلم سفانة عشان تجهز نفسها للسوق العصر , هاااا , طيب , يلا مع السـ .. وبعدت السماعة عن إذنها وقالت : صكت السماعة في وجهي كعادتها من دون ماتقول مع السلامة .. ضحكوا الثنتين على تعابير وجهها المصدومة والهنوف تقول : ما تعودتي لسه , دايم تصك الخط بدون ماتودع .. رجعت السماعة مكانها وهي تقول : كل مرة بالنسبة لي كإنها أول مرة .. ************************ الساعة 12 قبل الظهر : همس حسان : محمد راح يوصله المطار .. قال بصدمة : المطااااااااااااار , ليه متى رحلته ؟؟ قال عبد الإله وهو يطالع في عمر باستغراب : إيوه دحين , ليه تسأل بهالطريقة ؟؟ قال عمر وهو يخرج من عندهم : على بالي بيسافر في الليل , عن إذنكم .. تخافت صوته وهو خارج إلين اختفى وهم ماسمعوا الكلمة الأخيرة , طالعوا في بعض بحيرة , توه جا من محاضرته ماجلس حتى 5 دقايق .. خرج جواله وهو يهرول لمواقف المستشفى , دق على رقمه وهو يقول : يارب يرد , يارب يرد .. : Hiiiiiiiiiiiiiiiiiiii ... أول ماوصله صوته المرح صرخ بعصبية : ياللي مالك خويييييييييييييييييي ... ضحكة عبد الرزاق رنت في إذنه وهو يقول : الناس تسلم أول يالمطوع .. استحى عمر وقال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. رد باختصار : وعليكم , خير اش عندك معصب ؟؟ واش فيك تلهث ؟؟ وقف عمر عند سيارته وفتح الباب ودخل السيارة وقال بحزم : تعتب باب الطيارة قبل ما أوصل المطار أذبحك سامع .. : إنت جاااااااااااااااااااااااي ؟؟ قال وهو يشغل سيارته : إيوه جاي , مسافة الطريق إن شاء الله .. : مايحتاج تـ ... قاطعه : مالك دخل , مع السلامة .. وحرك سيارته بسرعة معقولة وهو يدعي ربه إنه ماينادون النداء الأخير قبل مايوصل ... *********************** عبر شارع الأربعين : التزمت الصمت وهي تطالع في واجهات المحلات على طرف الشارع وهي راجعة لبيتها , كانت تحس بغليااااااااان بداخل صدرها , كانت مستغربة اش اللي مخلي بندر يتصل عليها في الدوام ويقولها ماترجع مع الباص لأنه جاي ياخذها ودحين عرفت السبب ~ والله لو يموووووووووت , والله لو على جثتيييييييييييييييييي ~ : مشاعل اش رأيك ؟؟ قالت بهدوء : نجوم السما أقرب .. ولفت عليه وقالت بعصبية : دحين انت راضيك إنه يبغاني الثانية , شوووووووف ماله حق يرفض اللي تقدم لي ويقول هالكلام اللي مايخش العقل , هو راح وشاف حياته والله يسعده ويسعد حرمته ويهنيهم ببعض من حقي أشوف حياتي , أما إنكم تربطوني وتوقفون الناس اللي تقدموا لي عشان هو حضرته لسه يبغاني .. : مشاعل هو من البداية شاريك و لو مو السحر وطلبك ماكان طلقك , هو يحلف بالله يمين إنه مازال يحبك ويبغاك و .. قالت بألم تقاطعه : السحر لساعه موجود , اللي فرقنا أول بيفرقنا تالي بعدين هو لو من جد صادق في كلامه ماكان تزوج من يوم اتطلقنا .. : أهله ضغطوا عليه .. لفت وجهها لقزاز الطاقه وهي تقول بكل قهر حسته بداخلها : إي باين ضغطوا عليه , المسكين عمره 7 سنين ما يقدر يواجه ضغط .. : مشاااااااااااعل .. لفت وطالعت في وجه أخوها المصدوم من كلامها ورجعت طالعت من القزاز وهي تصرخ بداخلها ~ محد حااااااااااااس فيني , محد حاس , والله محد حاس , يعني يحسبونها سهلة إنه زوجي اللي حبيته وحبني يتزوج وإحنا ماكملنا شهر من الطلاق كإنه ما حسب , لاااااااااا ومسكنها في البيت اللي كان بيتي , حتى لو أهله ضغطوا عليه كان المفروض .... كان المفروض ...... ~ زفرت بتعب , مشاعر الألم والحزن في بداية زواجها تحولت لشوووووووق و فقد موجع بعد طلاقها , افتقدت ناصر وكل شي يخصه وشويه شويه تحولت هالمشاعر لتساؤلات مخيفة من خطبته وزواجه القريب , هو خرج السحر يعني هو حاليا يقوم بكل خطوة بإرادته , رجعت لها مشاعر الألم والحزن مرة ثانية مغلفة بحسرة غريبة تلاها فترة برود ولا مبالاة من كثر الصدمات اللي تلقتها من أهلها اللي كان مفروض يكونون أكبر سند لها , وأكثر مايوجعها إنها الآن بدأت تحس بكره وغيض , حبها بدأ يتحول لشئ آخر تماما ~ ما يحق له , مايحق له يعيش حياته ويحاول يرسم حياتي , والله لو ماني عاقلة كفاية كان رضيت بأول متقدم عنااااااااد فيه , والله حتى وأنا أموووووووووت فيك ياناصر ما بخليك تاخذني الثانية بعد هالحرمة كيف بعد ماطعنتني طعنة ما تروح إلا يوم أندفن , الله يسامحك , الله يسامحك ~.. : مشاعل .. : بندر قلتلك نجوم السما أقرب .. زفر وقال : لا تجين تشتكين لو تصرف عمي أو عبد الله في الموضوع .. ابتسمت وقالت بثبات : إي طيب , أنا أعرف أتصرف معاهم , والله ماعاش اللي يجبرني على شي ما أبغاه .. وكملت بينها وبين نفسها ~ أحلى شي في الصدمات , تخليك أقوى و ... بايع الدنيا بتراااااااااااااااب ~ .. أشرت على البقالة وقالت : أبغى آيس كريم .. رماها بنظرة جانبية وهو يقول : تراني معطيك وجه .. قالت بهدوء : طيب كمل جميلك .. وقف عند البقالة ومد يده وهو يقول : طيب هاتي الفلوس .. : يالبخييييييييييييل , على ريال .. : أقول إنتي موظفة وعندك فلوسك , أصرفي على نفسك .. فتحت محفظتها وخرجت 10 ريال وقالت : جيب للكل .. ولمن خرج راقبته وهو رايح , كان أقرب أخوانها لها وأكثرهم حنية , لكن لا اجتمع مع عبد الله ومعاذ , زفرت وقالت : الله يسهل .. وقلبت في جوالها عشان تدق على أزهار تستشيرها في الموضوع ويوم مرت باسمه بلا تردد سوت له مسح نهائي من جهازها .. ************************* في مطار الملك خالد : دوى الصوت الموسيقي يتبعه صوت : النداء الأخير للرحلة رقم 1523 و المتوجه بإذن الله إلى باريس , الرجاء من الركاب المسافرين على هذه الرحلة التوجه إلى البوابة رقم 9 .. وتعالى بعدها نفس الصوت الموسيقي وبدأت نفس الرسالة باللغة الإنجليزية , زفر عبد الرزاق وهو يطالع في الحواجز اللي وراها المودعين , أشر له محمد وهو يقول : روح بتفوتك الرحلة .. طالع عبد الرزاق لما وراء المودعين وهو يقول من بين أسنانه : أنا اش اللي موقفني هنا , لازم أتحرك , مالت عليه ذاك المطوع , اش كان يبغى ؟؟ زفر وجا بيتحرك لكن وصله صوته وهو ينادي : عبدالرزاااااااااق .. ابتسم لمن شافه ينسل من بين المودعين , رجع للحواجز وهو يقول : لو ماكان الشي اللي موقفني عشانه مهم I will kill you .. ولمن وصل له قاله عمر وهو يطالع فيه بنظرات غريبة : انتبه لنفسك وإدعيلي , ترا دعاء المسافر مستجاب ... قال بغيض : لا تقول مأخرني عشان تقولي هالكلام .. ناوله عمر دفتر وقال وهو يبتسم : صراحة كنت أبغى أشوفك , تفضل .. طالع عبد الرزاق في الدفتر وتناوله منه وهو يسأل : اش هالدفتر ؟؟ همس وهو يضربه على كتفه يبعده : تحرك تراك تأخرت , أستودعك الله دينك وأمانتك وخواتيم أعمالك .. إلتفت عبد الرزاق ولمن شافهم بيقفلون البوابة صرخ : استنواااااااااااا , بوابة تسعة .. ضم شنطة المحمول ونط الحواجز , ضحك عمر ومحمد وهم يشوفونه يجري وهو يلوح بجوازه وتذكرته .. وهم يقطعون تذكرته ويفتحون البوابة لف عليهم ولوح لهم وهو يصرخ بدون اهتمام بنظرات الكل : يا مطــــــــوع , مع السلامة .. ضحك عمر وهو يحس بإحراج من نظرات الكل لهم , انسحب هو ومحمد لمن دخل عبدالرزاق واختفى , زفر عمر وقال وهو يمشي جنب محمد : الله يسهل له .. ابتسم محمد وقال : إنت أول واحد يجي يودعه بهالطريقة , طول عمره يجي ويروح و هو يتشحد أحد يوصله وأحيانا يروح بالتاكسي , محد من أصحابه فكر يجي يودعه .. استغرب عمر وتذكر كيف كان يرافق عمار هو وعمير ويوصلونه إلى البوابة أحيانا إذا محد انتبه لهم ويتابعونه إلين يختفي عن نظرهم , سأل : ليه ؟؟.. هز أكتافه وقال : يمكن لأنه طبيعة عبد الرزاق اجتماعية , يعني مع الكل , له جماعات كثيرة ماله أصدقاء معينين أو خاصين .. حك عمر حاجبه وهو يتذكر الدفتر اللي أعطاه إياه , هل فعلا كانت خطوته هذي صائبة ولا لا , خاف إنه أعطى الدفتر لشخص خطأ , تمنى لو يرجع بالزمن و ... استغفر ربه وقال بداخله ~ الخيرة فيما اختاره الله ~ ... ************************* في نفس الوقت في الشرقية : (( الخيرة فيما اختاره الله , الزواج قسمة ونصيب , النتيجة طلعت غير متوافقة , عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم , أهم شيء إن هذا ما يأثر على علاقتنا )) .. : مهندس عدنان .. بعد عدنان بصره عن شاشة الجوال ورجعة لجيبه وهو يقوم من مقعده حول الطاولة اللي التف حولها بعض مدراء ومسؤولي الشركة , قال بهدوء وهو يفرد رسومات و مخططات المركز التجاري : المشروع يحتاج ميزانية هائلة لكنه .... بعد انتهاء الاجتماع , جمع عدنان أوراقه وهو غارق بتفكير خرجه منه يد زميله اللي شدت على كتفه وهو يقول : اش فيك ملخبط في الأرقام اليوم , دوخت العميل من كثر ماتعدل في الأرقام .. زفر عدنان وقال بهدوء : الله يسهل .. وتحرك خارج من المكتب بسرعة لمن حس بالجوال يهتز بداخل جيبه , أول ما خرج طلع الجوال وشاف اسم جاسم .. : عدنان لو سمحت تعال للمكتب .. جز على أسنانه بغيض وتحرك ورى المدير وهو يعطي جاسم مشغول , كان المدير يناقشه في سرحانه اليوم واللي كان بيضيع عليهم عميل ممتاز وإنه هذي أول مرة يشوفه بهالحال والدنيا كلها مصايب كل هذا يناقشه فيها وهو سرحان , كان يحس نفسه مصدوم , أولا اتصال سامر بعد الفجر وهو ينقله خبر صقر و سحر الصاعق , ثانيا نتيجة تحليله ~ كنت واثق إنها إيجابية , مافي بيني وبينها قرابة عشان يكون بيننا أمراض وراثية , الحمد لله الخيره فيما اختاره الله ~ : لسه دماغك مشغوله , إيه في إيه ياباشمهندس , عألك مشغول بإيه ؟؟ ابتسم عدنان لمديره وقال : ولا شي , مشاكل بسيطة وإن شاء الله تنحل .. : مشاكل إييييييييييييييه و إنته لسه ماتجوزتش أمال لما تتجوز وتخلف بتؤل إيه .. ~ مو هي المشكلة في الجواااااااااز ~ زفر عدنان وقال : الله يسهل .. : أوم يابني أوم ورح ريح دماغك على المخده وأول يارب , ماتؤلش ياربي عندي مصيبة كبيرة , أوووووووول يا مصيبة أنا عند ربي كبيييييييييير .. ضحك عدنان وقال وهو يقوم : إن شاء الله , سلم على ميرفت وشرين .. اتسعت ابتسامة المدير وهو يقول بحماس : الله يسلمك يابني , ويرزؤك بنت الحلال اللي تخلفلك كتاكيت حلوين الليلة أبل بكرة .. خرج عدنان وهو شايل شنطته الجلد ومعلق الأسطولنة السوداء اللي تحفظ المخطوطات على كتفه , ولمن دخل السيارة خرج جواله ودق على جاسم , ماخلصت الرنة إلا وهو راد عليه وهو يقول : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. ابتسم وقال بمرح متكلف عشان مايحس جاسم بصدمته : حرمتك مأثرة عليك بقوة , حتى رسالتك كلها آيات ومواعظ .. ضحك جاسم وقال : شوف إحنا مانعرف كيف ترتيبات قبل الزواج عند قبيلتكم بس ترى إحنا الـ ... مانسوي شي , بس تجون تقدمون الهدايا وإذا المهر جاهز والشقة جاهزة تحددون يوم الزواج في نفس يوم تقديم الهدايا , وترا أبويه يقول مايحتاج تجون دحين , خلوا الزيارة مرة وحده على جواز البندري عشان تحضرون الزواج وماتنزلون مرتين .. حاول عدنان يستوعب كلامه لكنه ماقدر فسأله بحيرة : إنت اش قاعد تقول ؟؟ قهقه جاسم قبل مايقول : مبروووووك عليك أختي , ألف مبروووووووووك , النتيجة سليمة وكل شي سليم بس حبيت ألعب على أعـ .. صرخ عدنان بلا تفكير : يالحيوااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااان .. زاد ضحك جاسم وعدنان يكمل بعصبية : خليتني أتفشل قدام العميل وقدام المدراء و بقية المهندسين .. : أوف أوف لييييييييييش هذا كله ؟؟ لصادتك أختي بقوة .. صك عدنان الجوال في وجهه وهو يحس بغيض منه , رجع دق عليه جاسم مرة ومرتين وثلاث لكنه طنشه وهو يسوق السيارة للشقة , دقايق ووصلته رسالة فتحها وأول ما قرأها ضحك من قلبه و ظل ثواني بعد ضحكه مبتسم وهو يحس براحة كبيرة ولمن تذكرها دق على البيت على طول عشان يخبرها , كان يعرف إنه أمه تتمنى تسمع خبر عن هالموضوع من زمان .. ************************ (( اليوم : الأربعاء 24 / 1 / 1427 هـ الساعة : 11 مساء .. الحالة : غائم ممطر .. اليوم فقط وبعد عناء طويل ومعارك كلامية ونفسية مميتة دخلت المنزل أو بالأحرى ما كان يدعى بالمنزل , هل البرودة التي أحسها بسبب الجو أم بسبب قلبي الذي أحسه كقالب ثلج ؟؟ لطالما كنت أرى أن الكتابة هي وسيلة الضعفاء للبوح بمكنوناتهم , كان لدي عمار من بعد الله أشكو له ثقل أفكاري .. الآن لم يبقى سوى أنا وجدران ما أسميه بالمنزل .. دخلت منذ ساعتين ولكني مازلت قابعا في الصالة بلا حراك , لكم أشعر بثقل في قدمي وقلبي , ليس لدي طاقة أو قوة لأتحرك في أرجاء المنزل الذي يحمل في كل أركانه أطيافهم .. أمي , عمار , أزهار , عمير , هل حقا لن أراكم بعد اليوم ؟؟ لم لا أستطيع التصديق ؟؟ لم قلبي يخبرني أن هذه ليست الحقيقة ؟؟ رباااااااااااااااااااااااااه مالي سواك ألجأ إليه .. ربااااااااااااااااااه ارحمني برحمتك التي تسع كل شيء .. رباااااااااااااه أدعوك أن تثبت قلبي وتصبرني .. )) صك عبد الرزاق الدفتر وغمض عيونه بقوة وهو يصرخ بداخله ~ ليه معطيني هالدفتر ؟؟ لييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييه ؟؟ ~ فتح عيونه وتصفح أوراق الدفتر , كانت مليئة بالكتابات , وقف عند آخر صفحة مكتوبة وتصنم لمن لمح اسمه .. (( السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... أخي الغالي عبد الرزاق .. لا أعلم إن كان ما ستقرؤه هنا سيروقك أم لا , وربما لن تكمل قراءته , أقسم لك أني لا أعلم السبب الذي دفعني لإخراج هذا الدفتر من صندوق أسراري لأعطيه لك , ربما لأنك ستكون وحيدا في الخارج مثلما كنت في فترة سابقة , وربما لأنني شعرت برغبة أن تتعرفني أكثر وأخرج عن كوني (( المطوع )) الذي يتعبك بكثرة نصائحه ونقاشاته وربما لأسباب قد أخبرك بها عندما نلتقي مرة أخرى بإذن الله في دنيانا , ومن يعلم قد يكون لقاؤنا هذا آخر لقاء بيننا ويكون هذا الدفتر هو آخر بقاياي على وجه هذه الخليقة ولن نلتقي بعدها إلا في الجنة بإذن الله العلي القدير .. رزوق .. هناك بعض وريقات باقية , أكتب فيها إذا أحببت وعند عودتك سأطالبك برد دفتري لي .. أستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه .. أخوك المحب : أبو عبد الله )) حس بغصة غريبة فصك الدفتر ودخله في شنطة المحمول اللي خرجه وفتحه وبدا يطقطق عليه .. *********************** في الرياض : في فيلا عبد الكريم : أول مافتح سامر باب الفيلا قال بصوت مجهد : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. ما رد أحد عليه والبيت كان يبدو خالي من شدة هدوؤه , تحرك وهو ينزع شماغه بتعب وانتبه لحظتها إنه في همهمة غريبة من ركن المدخل اللي تزينه فازة كبيرة تقارب طوله , تحرك لها وطالع وراها لقي عيون تطالع له من وسط الظلام .. : بوووووووووووووووووووووووو ... تراجع لورى وهو يغمض عيونه وهو يقول : الله لا يبارك في العدو .. ضحكت غدي ضحكة طفولية وهي تقول : فجعتك .. رمى شنطته وشماغه وشمر أكمامه وهو يقول : فجعتك هاااااااااااا .. صرخت غدي لمن شافت حركته وفهمتها وشردت من قدامه وهي تصرخ : أبويه , جدتييييييييييييييييييييييييييي , واااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ... خرجت سحر من المطبخ مفجوعة وابتسمت لمن شافت سامر شايل غدي ورافعها للمروحة وهو يقول بتهديد : أعلقك في المروحة , أعلقك في المروحة ... ثواني ونزلت غيداء و غيناء وتعلقوا فيه يبغونه يلاعبهم , قالت : بنات خالكم جاي من المدرسة تعبان , خلوه يتغدى وينام والعصر يلاعبكم .. قال بمرح وهو يرفع ثوبه ويربطه عند خصره : لا عادي , ألاعبهم إلين تغرفون الغدا .. ابتسمت و هي تراقبه يلاعبهم وهم يضحكون بفرح , شويه ونزل خالد وقام يلعب معاهم , ضحكت من قلبها وقالت وهي تشوف أمها اللي غارقه في الطبخ : الله يخلف عليك يا أم خالد , مايكبرون عيالك , طالعي خيبلت بهم غدي ... لفت عليها وقالت : عقبال ما أشوف عيااااااالك وعيال عدنان وعيالكم كلكم وانتم تلعبون هنا .. نزلت سلافة اللي توها صحيت من النوم , وقفت عندهم وهي ضامة مومو وتقول بصوتها النحيف : اش هذا أصواتكم واصله فوق tooo much noisy ... طالعت فيها سحر اللي مافهمت اش تقول وقالت بتريقة : لا والله , إي والله إنك صادقة , هو هذا اللي أنا كنت بأقوله , لازم يكبرون .. قالت تصحح لها : لااااااااااااا أنا قاعدة أقول إنهم مسويين إزعااااااااج !! شهقة بتريقة وهي تهز راسها وتقول : أهااااااااااااااااااااا ومنكم نستفيد .. وقبضت على كمها بقوة وجرتها على المطبخ وهي تقول بطفش : قالولك مهتمة في الخبال اللي قاعدة تقولينه , تحركي أفرشي السفرة وجهزي الصحون ... ولمن تذكرت سابت سلافة و لفت على أخوانها وقالت بفرح : إيوه صح , عدنان طلعت نتيجة تحاليله متوافقة .. تعالت صيحات حماسهم وتفاجأت سحر لمن انطلقوا يدورون على جوالاتهم يتحدون مين يبارك له أول .. : بابا .. : بابا .. وقالت غدي : بابا , خالو ..... خالو , بابا ... ضحكت وقالت : آآآآآآآآآآآه يالسوسه , لاعبتها صح .. ولمن سمعت خالد يقول : هلاااااااااااااااا بالمعرس .. صرخوا البنات الصغار : هيييييييييييييي , بابا فاز ... و تبع صرخ فرحتها كلامها وهي تكمل : حبيبي خالو إن شاء الله في المرة الجاية إنت تسبق .. ضمها سامر وشالها وهو يبوسها , شهقت سحر وقالت لأمها : لاااااااااااا هالبنت كل مالي أكتشف إني لازم آخذ دروس خصوصية عندها , ماشاء الله , البنت سوسة مع مرتبة الشرف ... نقلت حنان نظراتها بينهم وهي تدعي بداخلها إن الله يديم السعادة عليهم ... *********************** في مطار باريس _ أورلي : ابتسم أول ماشاف أصحابه بانتظاره , صرخ أوسمهم : هيييييييي , رزووووووووووق , هناااااا , يا مطول الغيبات ياجايب الغنايم , طولت الغيبة يا رجال , والله اشتقنالك .. والبقية يرحبون به بكلمات خليط من الفرنسية والإنجليزية , ضحك وقال بالعربي : أحس اللغة مغبرة .. ابتسم الفرنسي واللي كان أطولهم وهو يصفق كفه بكف عبد الرزاق قبل مايكورون يدينهم ويضربونها ببعض ويقبضون يدينهم وينحنون على بعض عشان يدقون أكتافهم ببعض تحية بطريقة الزنوج المعتادة في الشارع و سأله بالفرنسية : Comment dit-on eshtaqnalk en français ? قهقوا وعبد الرزاق يقول بالفرنسي : nous manquons you .. وكمل بالعربي : معناها إشتقنالك .. مايدري ليه حس لها رنة غريبة وهو ينطقها بالعربي .. ضحك ميشيل وسأل بالإنجليزيه بمزح : we miss you ?? oooooh no no no .. وبعد و أشر على وحده كانت واقفة وراهم وقال : sheeeeeeeeee miss you ... انصدم عبد الرزاق لمن شافها وقال : سااااااره .. ابتسمت ساره بخجل وهي تقول بلغة عربية فيها لكنه فرنسية : حمد لله على السلامة رزوق .. ابتسم بتردد وقال : هلا سرسوره , الله يسلمك .. طالعت فيه بصمت معبر وهي تبتسم بخجل , تأمل وجهها الجميل الخالي من الزينة وعيونها الخضراء وخصلات شعرها الناعمة اللي انسلت من تحت طرحتها الرمادية المثبته حولين وجهها , بعد نظره عنها لمن تذكر صوتها وهي تصرخ ~ ماااااااااايحق لك تدلعني ~ , مشي معاهم وهم شايلين عنه الشنطة والأكياس و مخلين معاه شنطة المحمول , لف على سارة وسألها : اش اللي جابك المطار معاهم .. همست بخجل : ماقدرت أستنى إلى يوم تجي للجامعة قلت أجي أشوفك هنا .. لمن لف عنها شاف الشباب يغمزون له ويسوون له حركات حس بعدها بضيق غريب رغم إنه في العادة يقعد ينكت معاهم على هالحركات , الكل لاحظ صمته اللي مهو من طبيعته لكنهم ماعلقوا , أول ماانتبه للي حوله والأجسام العارية السافرة واللغة الموسيقية الغريبة حس بضيقه يزيد , طالع في ساعته وانتبه إن صلاة العصر أكيد انتهت فقال بعفوية : ماصليت العصر لسه .. لفوا عليه الشباب وانفجروا بالضحك وميشيل مقطب حواجبه ومبتسم رغم إنه مافهم شي , قال واحد منهم بتريقة : ماشاء الله متى أشهرت إسلامك ؟؟؟.. وقاموا ينكتون على اللي قاله , وسحبه الثاني وهو يقول : أقول تعال مسوين لك حفلة صغيرة في البار اللي جنب السكن , لمن نوصل هناك صلي على كيفك حتى لو بتصلي التراويح .. تبعهم عبد الرزاق بتردد لأنه يعرف إن السكن بعيد وأكيد بيفوته وقت الصلاة , دقايق ومن بعد ماركب السيارة في الوسط بين سارة وميشيل وبدأ الشباب يستخدمون اللغة الفرنسية المخلوطة بألفاظ إنجليزية احتراما لميشيل نسي توتره وتردده وحس إنه رجع للعالم اللي ينتمي له .. **************************
|
|
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 7 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
شكراً: 5,645
تم شكره 6,248 مرة في 2,253 مشاركة
|
![]()
الجزء الثالث من الفصل السايع عشر ..
يوم الأربعاء 20 / 8 / 1427 هـ .. في شقة في الدور الثاني : : خلاص بطلت , ما أقدر أروح الزواج والبنات تعبانات .. : لا ما عليك منهم , في وفاء معاهم وأنا ما بأطول , عشاء الرجال على 10,30 , 11 , يعني ما بتأخر .. : والله ما أدري و .. : روحي , هو كل يوم زواج .. كانت تستمع للمناقشة بين نجلاء وفهد وقلبها يخفق بقوة بين ضلوعها وهي تصرخ بداخلها ~ أمي لا تروحيييييييييييييين , لاتروحين وتسيبينا معاه ~ .. : وسام اش تسوين هنا ؟؟ خرجت من ورى الكنبه و نقلت بصرها بينهم , ضمتها نجلاء وهي تقول : وفاء تنام معاك انتي و ميران اليوم طيب , خليكم عاقلين واسمعوا الكلام زين .. وحست جبينها وهي تقول : لاااا ماشاء الله , مافي سخونه , الحمد لله .. وراحت لغرفتها عشان تتجهز , أول ما شافت وسام نظراته اللي كانت تتوعدها بليلة عذااااااب طويلة جريت لغرفتها المشتركة مع ميران .. ومع مرور الدقائق وبعد دوران طويل في البيت وبعد تردد طفولي همست برجاء وهي تطالع في الطويلة الجالسة تمشط شعرها بدلال قدام التسريحة : ميعاد نامي معايا في الغرفة .. زفرت ميعاد وهي تقول باستهزاء : هذا اللي نقص علي , بعدين انتي منتي بزرة في التمهيدي , تراك خلاص كبرتي , صرتي سنة أولى , بعدين ميران عندك .. ترجتها أكثر : الله يخليك , ميران نايمه .. دفتها ميعاد وراحت لغرفة التلفزيون وهي تقول : انقلعي عني .. قالت بتهديد طفولي بعد ما قطعت الأمل بإنها تستمع لها بالرجاء : والله لا أعلم أمي إنك تتفرجين في ذيك القناة اللي كلها قلة حيا .. لفت عليها ميعاد وتلقت حينها عقاب يعلمها تلزم حدودها مع اللي أكبر منها على حد قولها , وبعد ما يئست من وفاء التعبانة من النفاس و اللي تعذرت إنها مشغولة في تنويم هيام ذات العام الواحد , تسللت لسريرها المجاور لسرير ميران النايمة بعد فترة حمى طويلة و حاولت قد ما تقدر تنام قبل ما يرجع لكن الكحه اللي ما راحت أثارها ماخلتها تنام , ولمن سمعت صوت يد الباب تتحرك بعد مدة ما تعرف مداها غمضت عيونها بقوة وهي تصرخ بداخلها ~ يارب ساعدني , يارب ساعدني ~ سمعت صوت أنفاسه الثقيلة قريبة منها و ...... خرجت من ذكرياتها لمن طالع فيها الطبيب وهو يبتسم , زفرت ولفت وجهها تتأكد إن الممرضة موجودة , حط يده على ركبتها وقال بلطف : و كيف تحسينها دحين ؟؟ قالت ببرود وهي ودها تفجر يده : الحمد لله .. لمن حرك يده قشعر جسمها كله , سحبت رجلها وقالت بحدة : بنفك الجبيرة دحين ولا لا ؟؟ رجع رجلها وقال بهدوء : بنفكها , ليش هالعصبية كلها يا وسام ؟؟ لفت بوزها وزفرت بضيق كانت تعرف إنه ما سوى شي غير عمله لكنها تكره كل لمسة من أي رجل لو بالغلط , شافت الممرضة تمد له آلة قص الجبس , قرب الكرسي أكثر منها وبدأ يقص الجبس وهو يعطيها نصائح ما بعد فك الجبيرة , وبعد ما انتهى من فكها حط يده بعد ما دهنها على باطن قدمها يفركها ويحركها بشويش وهو يسألها تحس ألم ولا لا و يطلع لنص ساقها و هي في عالم ثاني , كانت تحس بكل جسمها متصلب , هزت راسها بلا وسحبت رجلها بسرعة وهي تتنفس براحة من انتهاء المهمة , قال وهو يغسل يدينه : ترى الكسر انجبر لكن ألمه حيظل ملازم لك لفترة فرجاء ما تنسين اللي وصيتك عليه , عدم الوقوف لفترة طويلة , تضغطين بثقل جسمك على قدمك الثانية عشان تخففين الضغط على القدم اليمنى و أهم شي تمارين القدم .. مد يده وقال : يلا أبغى أشوفك تمشين عليها .. نزلت عن السرير وحست بغرابه وهي تدعس الأرض بقدمها بعد شهر ونص من التجبير , كانت تحس بألم زي وخز السكاكين في ساقها لكن هالألم أخف مليووون مرة من وجعها أول ما انكسر ساقها .. سألها : ها كيف ؟؟ هزت راسها وقالت : في ألم بس أخف من أول .. ابتسم وقال : الحمد لله , دحين نسوي أشعة عشان نتأكد إن العظام رجعت مكانها وبعدها نخلي سبيلك .. لمن خرجت من الغرفة الصغيرة الملحقة بغرفة الطبيب وقفت هيام اللي كانت تنتظرها وقالت : ها كيفك دحين ؟؟ ابتسمت وهزت راسها وهي تقول : الحمد لله , لازم نسوي أشعة .. نزلت للدور الأرضي وسوت الأشعة وطلعت مرة ثانية للدكتور اللي قال بابتسامة : الحمد لله , أهم شي اهتمي باللي قلته وتعالي راجعيني بعد أسبوع بس مو زي هالوقت لأنه حنكون رمضان بإذن الله و حاجة ثانية .. هز راسه وقال : إحرصي ماتجيني المرة الجاية وحوضك مكسور يا وسام ... مسكت هيام ضحكتها وخرجت مع وسام اللي قالت : ياااااااا مخص اللي يستخفون دمهم .. قالت هيام : والله حبوب , ما أدري اش فيك عليه .. قالت بضيق : كذا , أكره كل الرجال .. ماعلقت هيام وهي تمسك يدها وتجلسها على درج المستشفى وهي تقول : خليك هنا على بال ما أوقف تاكسي .. وكملت وهي تطالع في الشارع : لو درى عننا خالي عبدالكريم بيذبحنا .. ابتسمت وسام وقالت : ما حيدري , المهم انتي لمي لسانك .. : كيف ما حيدري ؟؟ أكيد بيسأل مين وداك المستشفى عشان تفكين الجبيرة .. قالت وسام وهي تطلع جوالها وتقلب فيه : هو لازم يقدر إننا بنستحي نطلب سواقه كل ما احتجنا شي , والله فشله , يعني إنتم عادي ممكن تتطلبون السواق يسوي شغلاتكم لكن أنا اش دخله فيني .. قالت هيام باعتراض وهي تدلك ساقها : هو يعتبرك وحده مننا , وما يفرق أبدا في المعاملة .. قالت وسام تنهي الموضوع : ولو , أنا أستحي , وقفي تاكسي وانتي ساكته , ترى مزاجي معكر .. ضحكت هيام وقالت : لازم يتعكر دام بتداومين بعد يومين ... زفرت وسام بطفش وقالت برجاء : تكفين لا تتطرين المدرسة عشان ما أتأزم أكثر .. ووقفت لمن شافت تاكسي وقف عند هيام اللي جات تساعدها .. ************************ بعد العصر : عزيز مول : جدة : وقفت على السلم الكهربائي وهي تقول بحزم : لا كودو ولا كانتون , ماعندنا وقت ناكل , يا دوووب نخلص أشغالنا ونرجع بعد المغرب عشان ما تعطينا جده موشح .. تبعتها البندري والعنود وريم وهي تقول بتأفف : بس أنا جيعاااااااانه , جيعانه .. قالت العنود تأيد سفانة : ويعلك تموتين جووووع , قولي آمين , الجواز ما بقى عليه إلا ستة أيام ولسه ما خلصنا شي ... حطت البندري يدها على موضع قلبها وقالت : لا تعدون , ترى قلبي يعورني يوم تعدون الأيام .. أول ما وصلوا تحركوا لمحل سيتي ماكس المقابل لهم , تحركت ريم وتوقفت لمن حست بشي مثبتها في مكانها , لفت وجهها وشهقت لمن شافت عبايتها داخله بين أسنان السلم المتحرك وحست بشده للعباية اللي بدأت تتآكل قدام عيونها , وهم ماشين وصلهم صوتها الخايف وهي تقول : بنات إلحقوني .. التفتوا البنات لمن ميزوا صوت ريم اللي وقفت عند آخر الدرجات وهي تشد عبايتها اللي بدأت تنسحب داخل الدرج المتحرك , شهقت البندري وصرخت العنود : ريييييييييييييييييييم .. وتحركت سفانة بسرعة وهي تأشر لرجل أمن واقف جنب محل النظارات يهرج مع واحد من العاملين , في نفس الوقت اللي جري فيها واحد من الشباب وصاحبه يقول : الزر الأحمر , الزر الأحمر ... أول ما ضغط الشاب الزر الأحمر الصغير اللي في نهاية السلم توقفت الحركة , جلست ريم على الأرض وهي تحس رجولها ذبلانه من الخوف , دنقت سفانة عليها وضمتها وهي تقول : بسم الله عليك , بسم الله عليك .. وصلهم رجل الأمن اللي شكر الشاب اللي قال بابتسامة : يوم يصير زي كذا إضغطوا الزر الأحمر , بعدين إرفعوا عباياتكم لمن تطلعون .. جا صاحبه وسحبه وهو يقول بتريقة : لا تطولها وهي قصيرة , ما بقي إلا تعطيهم الرقم .. كتمت العنود ضحكها احترام لريم المكسوفة من التجمهر اللي صاير و من رجلين الأمن الثانيين اللي وقفوا عندها وواحد فيهم ماسك طرف عبايتها يحاول يسحبها والثاني جالس على أطراف رجوله يطالع في طرف العباية المحشور , تمنت ريم لو تذوب في ملابسها من كثر الخجل , قال الجالس : لا تشد تراك قطعتها .. قال رجل الأمن الأكبر سنا فيهم واللي وقف يشرف عليهم : أنا عندي فكرة , أختي أوقفي على الدرجة عشان نرجع السلم بالعكس عشان نطلع العباية .. ونزل اللي كان يشد عبايتها من سلم النزول ودخل مفتاح صغير في نهاية السلم وحرك السلم على ورى , شهقت لمن تحرك السلم ووصلها صوت تمزق قماش عبايتها اللي خرجت وفجوة دائرية كبيرة في طرفها .. قال الجالس : خلااااص , خلاااااص ... حمدت ربها مليون مرة اللي غيرت ثوب البيت الأسود المزين بورود ملونه بكل لون ممكن تتخيله البشرية ولبست بداله تنورة جنز وبلوزة , قال رجل الأمن اللي تحت : ححركه على قدام .. ولمن تحرك رفعت عبايتها وشقحت آخر درجة ورمت نفسها على أول وحده قدامها وكانت سفانة , ضمتها سفانة وهي تقول : حمد لله على السلامة .. قالت العنود بتريقة : يا شيخة لك علي كانتون على حسابي سلامة لك .. ضربتها ريم وقالت بصوت مرتجف : إن كانك شمتانه فيني إن شاء الله يذوقك ربي اللي ذقته .. سحبتهم سفانة لجهة المطاعم لمن شافت الناس المتجمهرة مازالت تراقبهم , وجلسوا على أبعد طاولات موجودة والقريبة من ألعاب الأطفال , قالت سفانة : اش رايك أجيب لك أكل و نروح إحنا نكمل تسوقنا .. هزت ريم راسها بلا وقالت بصدق : والله ماعاد إني مشتهية شي , بأقعد هنا إلين تخلصون , فضيحة أمشي بعباية مقطوعة .. قالت العنود بتريقة : أهم شي ما تعقدتي , مشكلة عقدة من المصاعد ومن السلالم كيف بتطلعين بعد كذا .. ضحكوا عليها فقالت بغيض : هاهاها عادي في سلالم عادية من جوة المصلى تودي على الأدوار .. فتحت البندري عيونها على اتساعها وهي تقول : لا يكون من جد فكرتي بها وتعقدتي من السلالم المتحركة .. هزت ريم راسها بلا وهي تقول : ارتاحي , ويلا انقلعوا عن وجهي .. اعتذروا إنهم لازم يسيبونها , وتحركوا يكملون تسوقهم , جلست بصمت وهي تستعيد برعب الموقف اللي صار , وبعد فترة شنطتها بتشوف كم معاها عشان تروح تشتري لها وجبة وانتبهت لجوالها , رسالة Blue tooth من ### البنات , شهقت لمن شافت الاسم وبكل قوتها ضغطت على لا , و رجعت الجوال في شنطتها , هي صح مسمية نفسها ريماني و دمي حجازي لكن عمرها ما قصدت به جذب للشباب وعمرها ما استقبلت أي بلوتوث من غير الناس اللي تعرفهم من اشترت الجوال , قامت من مكانها ومشيت ببطء عشان ماتبان القطعة وكلها أمل إنه عبايتها الواسعة حتخفي القطعة , طلبت من كانتون ورجعت مكانها وأكلت من تحت غطاها وهي تطالع في جوالها كل شوية يمكن وحده من البنات دقت عليها لأنها محولته صامت من بعد ما اتصل عليها عبد الرزاق من البيت قبل كم يوم , وقفت عن الأكل لمن تذكرت المكالمة وحست بشبع غريب وهي لسه ما أكلت كم لقمه , غطت الأكل ومسحت فمها بالمنديل وجلست تطالع في جوالها , زفرت وفتحت على الرسائل وتوجهت للحافظات وفتحت حافظة مكتوب عليها دردشة , كانت تحتفظ فيها بكل الرسائل المكتوبة من البنات لها , ووقعت عينها على رسالة برقم من دون اسم (( ترى أنا يوم قلت لك أحبك قلتها من قلب .. سامحيني لو غلطت عليك في يوم .. وادعيلي , أنا في المطار حاليا كلها نص ساعة وتقلع الطيارة ..)) زفرت وصكت الجوال وغرقت في تفكير عميق ~ هل هو فعلا يحبني و ماعرف كيف يعبر بشكل صحيح بسبب تأثره بالمجتمع اللي كان فيه ولا .... يمكن هو بيتأكد إذا أنا من البنات المغزلجيات ولا .... أففففففففففففف , أنا أفكر فيه ليه , بسسسسسسسس ... , يااااااااااا رب ~ سندت راسها على الطاولة وهي تحس باضطرابات غير مريحة في قلبها , ~ أكيد هو سوى كذا عشان يعرف إننا إحنا البنات نتأثر بالكلام , أقل كلمة ممكن تأثر فينا , معقولة عهود تسمع هالكلام من اللي تكلمهم على طول وتحس بهالإحساس عشان كذا تكلمهم ~ رفعت راسها وحطت يدها موضع قلبها اللي بدأ يتخافق بقوة , مسكت جوالها بسرعة وفتحت الحافظة وحذفت الرسالة وهي تقول لنفسها بحزم ~ ريم , اش السخافه هذي ؟؟ استغفري ربك وحكمي عقلك , من متى يحكم تصرفاتك هواك ؟؟ ويعني قلبك يخفق لأنه قال إنه يحبني ؟؟ طبيعي البنت تتأثر لمن تسمع هالكلمات اللي ترضي غرورها الأنثوي , اللي يبغاني يجيني , بعدين كل اللعابين يسوون هالطريقة مع البنات , نفس الألفاظ نفس الاتصالات والملاحقة إلين يحسسها إنها هي الوحيدة اللي في باله وهو مسويها مع مية قبلها , أنا متأكدة مليون إنه عبد الرزاق مسوي هالطريقة مع ألف بنت في فرنسا , مو العنود بنفسها كانت تقول جواله كله صوره مع صحباته هناك ~ زفرت براحة لمن وصلت لهالإستنتاج اللي أخذ منها كم يوم , قالت بهمس : عادي المشاعر اللي مريت بها أهم شي ما أخليها تسيطر علي وتصير كل همي .. فتحت علبة الغدا وبدأت تاكل باستمتاع وهي تحس بهدوء مع نفسها , وهي تاكل خرجت جوالها وبدأت تشيك على البلوتوث وتشوف الأسماء الموجودة ... أمير الشوق 5512314.... كودو ليست مجرد مكتبة .. ثلج مغلي .. بنت ###### صلي على الرسول .. معذبة القلوب .. محتاج حنان5684675... غجرية .. لا تنسى ذكر الله .. ####### بلتثني وأبلتثك .. . . كانت تجد متعة في قراءة الأسماء لأنها تدلها بطريقة أو بأخرى على تفكير صاحبه , استغفرت من كثر تقززها من الأسماء المنحلة ودعت للي كاتبين الذكر .. **************************** في الرياض : قال بعصبية مهي من طبيعته : أنا قلت مية مرة البنات ما يطلعون تاكسي لوحدهم , يعني لازم تكسرين كلمتي يا نجلاء , لازم تكسرينها .. قالت نجلاء بتردد : والله يا عبدالكريم أنا قلت لها لكن هي رفضت .. لف عبد الكريم على هيام وقال بحدة : فينها وسام .. وصله صوتها من ورى الباب وهي تقول : أنا هنا يا خال .. زفر عبد الكريم لمن سمع صوتها القوي الثابت وقال وهو يطالع على الأرض : يا بنتي يا وسام أنا من حرصي عليك ما أبغاك تروحين وتجين بتكاسي , سواقي موجود متى ما تبغينه دقي عليه .. : جزاك الله خير والله ما تقصر , أنا عارفه إنك تعتبرني زي بناتك لكن .. قاطعها بحزم : بتسمعين اللي أقوله ولا لا .. الصمت كان سيد الموقف , زفر عبد الكريم وقال : لو قلت لك تدفعين ميتين كل شهر من راتب السواق تستخدمينه .. قالت بحماس : إيوه .. قال : خلاص اتفقنا , تدقين على السواق متى ما احتجتيه من دون ماترجعين لأحد سامعه , وترى السواق تغير , اللي دحين موجود هو سواق الشركة اللي عندي , جبته مؤقت إلين يجي السواق اللي قدمت عليه بدل اللي شرد .. : إن شاء الله , جزاك الله خير .. : ولو واجب يا بنتي .. بعد فترة ضحكت هيام وقالت : خالي , كيف عرفت تتصرف مع وسام ؟؟ ابتسم عبد الكريم وقال بحنان : لأنها تشبه أبوها الله يرحمه .. قالت هيام بصدمة : أبويه ماااات .. ضحك لمن ضربتها أمها وهي تقول : قصده أبوها خالد الله يرحمه مو أبوك فهد .. قالت لمن فهمت : آآآآآآآآآآآآآه , ما أدري ليش إلى الآن ماني مستوعبة إنها مهي أختي .. قال عبد الكريم وهو يمد يده بفنجان القهوة : يمكن لأنها عايشة معاك من يوم وعيتي على الدنيا .. صبت له القهوة وناولته له وهي تسأل : خالو من جد إنت مسمي ولدك خالد عليه .. هز راسه وقال وهز يده دلالة القوة : كان رجاااااال , من يدخل المجلس يفز الكل لدخلته , كان شديد و ما يخاف في الله أحد .. طالعت فيه هيام بعيون متسعة وهي تقول : عمري ماسمعت أحد يتكلم عنه , بس دايم أسمعهم يقولون على وسام بنت الشهيد .. زفر وقال : لأنه استشهد في أفغانستان الله يرحمه ويوسع مدخله , تصدقين سبحان الله ريحة المسك كانت تفوح من دمه فوح .. : وااااااااااا , سبحان الله .. ابتسم ابتسامة شجن وقال : ربي ما كتب لي الشهادة وقتها .. شهقت برعب وصرخت : خالي كنت في أفغانستان إنت كمان ؟؟ ابتسمت نجلاء وقالت : خالك عبد الكريم و أبو وسام و جارنا أبو عدي , كلهم راحوا لأفغانستان .. شهقت وسألت : كيييييييف ؟؟ كنتم تمسكون مسدسات .. : وقنابل يدوية ورشاشات , كنا في ساحة حرب .. وضحك لمن شاف عيونها المتسعة , مسح على راسها وقال : كان هذا من زمااان أيام أول أزمة صارت لأفغانستان .. : ودحين ليه ما نجاهد ؟؟ ابتسم وقال : طاعة ولاة الأمر يا بنتي واجبة .. : وليه ما يسمحون بالجهاد ليه ؟؟ عاجبهم أمريكا اش تسوي ؟؟ قال بحزم لطيف : يا بنتي ما يصير نتكلم في هالأمور , هم أدرى , وتهمهم مصلحة الشعب وأمنهم أولا وأخيرا .. ضحكت وقالت : يا دبلوماسي إنت , لا تكون عميل مخابرات وأنا ما أدري .. ابتسم وقال : لا ماني عميل مخابرات .. تأففت وهي تقول : يوووووووو , ليه مافي في عائلتنا واحد شخصية كذا في المخابرات , دايم أقرأ عن رجال المخابرات في كل العالم وعممممممممري ما سمعت عن رجل مخابرات سعودي .. لفت على عبد الكريم وسألت : خالي هو عندنا مخابرات ؟؟ ضحك وقال : طبعا عندنا , كل دولة عندها مخابرات , يلا قومي إلبسي عبايتك عشان نروح لجدتك سلمى , تراها تستناكم .. ولمن خرجت من الصالة وراحت لغرفتها قالت نجلاء : أظنها حتتجنن لو دريت إنه خالد في المخابرات .. ابتسم وقال : لا تقولين لها عشان أعرف لسانها مفلووووووت , يعني ثواني ويوصل الخبر لآخر الحي .. قامت وقالت : أقوم ألبس عبايتي أنا كمان عشان ما أأخرك .. طالع فيها وهي تمشي وهي تعرج من وجع ركبها رغم إنها ما تجاوزت الـ 45 حس بقلبه ينعصر عليها عصر , زفر وطالع في فنجانه وهو يقول : الله يسامحك يا فهد , الله يسامحك على اللي سويته فيها .. **************************** يومين ما ترد لا على اتصالاته ولا على رسايله , طالع في العمارة وهو يحس دمه يغلي بداخل عروقه , سحب نفس عميق وهو يقول : لا تطلع إلا وانت هادي .. زفر بقوة وضرب الدركسون وهو يصرخ بداخله ~ كيف أهدأ وهي مهي راضية تعطيني مجال أتكلم , حتى يوم أتصل على البيت ويرد عمر يقولي تعبانه تقولك اتصل بعد شوي ~ حرك سيارته لمن حس إنه مو قادر يسيطر على غضبه , ولمن خرج من الحارة وتذكر شعوره كل ما دخل شقتهم اللي صار يروح عشان ياخذ منها ملابسه واللي يحتاجه بس رجع لف الدركسون راجع للعمارة وهو يقول من بين أسنانه : الله يلعن إبليسك يا أزهار .. وقف سيارته بحدة قدام العمارة وخرج وهو يصفق الباب بقوة , من يوم السبت ما شافها إلا دقايق معدودة صباح الاثنين , طلع الدرجات بسرعة عشان ما يتراجع وهو يأكد لنفسه إنه سعيه لها مو إهانه له بقدر ما هو محاولة إصلاح , هو الرجال الأحكم ولازم يضغط على نفسه , وقف عند الباب وسحب نفس عميق صار يسحبه كثير وضغط الجرس , دقايق وانفتح الباب وطل من وراه عمر وهو يقول : يا حيا الله من جانا , وينك يا رجال ؟؟ ابتسم جاسم بهدوء وهو يبادله السلام ويقول : موجودين , كيف حالك إنت ؟؟ : بخير , تفضل .. أول ما دخل قال عمر بصوت عالي : أزهاااااااااااار زوجك جاااااااااااااااااا .. ولف على جاسم و قال وهو يلبس صندله : أنا بأروح البقالة أجيب مقاضي للبيت .. فتح جاسم فمه لكن عمر كمل وهو يفتح الباب : مع السلامه .. ورجع لف وهمس وهو يمسح لحيته : طول بالك عليها تراها صايرة عصبية , تكفى يا جاسم , ترى تكفى تهز رجاجيل , والله ما أتحمل أشوفها زعلانه .. وخرج بسرعه و صك الباب وراه , زفر جاسم وهو يحس بثقل في قلبه , ولمن تذكر شي حك جبينه بتساؤل وهو يقول : عادي عنده يخرج بثوب البيت المصري .. وهز أكتافه ودخل للصالة وهو يقول : ياااااااا ولد .. قفلت أزهار باب غرفتها بالمفتاح بشويش وسحبت نفس عميق وزفرته وهي تغمض عيونها , ما كانت عندها القدرة والقوة اللي تخليها تواجهه , كانت مرتاحة في اليومين اللي فاتت , تعرف إن هذا يعتبر تهرب وضعف لكنها ما تبغى تشوفه , ما تبغى تشوفه نهائيا , تحتاج وقت عشان تقدر تسترجع قوتها وتلملم شتات روحها , صوت دقاته الهادية على الباب خرجها من أفكارها وخلاها تبعد عن الباب كإنه وحش وهي تطالع فيه برعب وضربات قلبها تتسارع .. : أزهار .. ~ اشتقت لك , والله اشتقت لك , ياربي لا تخليني أضعف قدامه , لو ضعفت دحين ماعاد أقدر أفرض رأي وبيعرف إنه غبية , كلمتين منه تنسيني كل شي ~ .. زفر لمن ما سمع لها صوت وقرب من الباب وهمس بتحبب : زهره قلبي افتحي الباب , والله ماني جاي عشان أتفرج في صالتكم و أخرج .. ~ لا تدلعني , أنا ماني ناقصة , لله مشاعري في دوامه ~ غمضت عيونها بقوة , مشتاقة له من أعمق أعماق قلبها المتوجع , ماتقدر تنكر ولا تقاوم , هذي آيه من آيات الله , الموده بين الزوجين آيه , مهما صار و مهمها حدث بينهم هذي الآية بتظل مسيطرة عليهم ~ يارب أتوسلك يارب , خليني قويه و ~ .. : زهوره تراني أحس نفسي مجنون وأنا قاعد أكلم الباب , بس ...... والله وحشتيني .. ~ خليني أفكر شوي , لا تقاطع أفكارييييييييييييي , ياربي اش أسويييييييييييييييييي ~ سحبت نفس عميق وتوجهت للباب لكنها ترددت وقالت بصوت حاولت قد ماتقدر تخليه قوي وثابت : دقيقة لو سمحت .. وراحت للمراية , أول ما شافت وجهها انصعقت , راحت وخلعت جلابيتها ولبست تنورة وبلوزة بحكم إن عمر موجود و ما تقدر تلبس بنطلون قدامه , زفرت لمن شافت شعرها وقالت وهي تمسك الشباصة : هي بالله هذا الأندومي اش بيهجده , الحمد لله على كل حال .. مسدته قد ماتقدر ولمت مقدمة شعرها وأطرافه بشباصة بعد ما حطت شوية كريم وجل عشان تثبته وخلت الباقي على طبيعته الغجرية , كحلت عيونها ورسمتها وحطت زينه خفيفة وما تحركت إلا بعد ما حست برضى عن شكلها , ما تبغاه يجي ويلقاها مهمله نفسها , سحبت نفس عميييييييييييق وزفرته وفتحت باب غرفتها , أول ما شافته يقوم من الكنبه وهو يبتسم ابتسامة غريبة حست بقلبها يخفق بجنون وبحرارة تتسلل لخدودها لكنها في اللحظة الأخيرة ضبطت انفعالاتها بعد جهد جهيد وتقدمت بثبات ومدت يدها بهدوء بارد , مد يده و قبض بكل قوته على يدها وهو يتأملها بصمت , كان يحس بشوق عمره في حياته ما حس به , سحبت يدها منه وجلست على الكنبه المقابله وتعمدت إنه يكون بينهم الطاولة الزجاج عشان تفصل بينهم , جلس وقال وهو يرفع واحد من حواجبه : يا برووووووودك , هذي التحية اللي قدرتي عليها بعد هالغياب .. طالعت فيه ببرود وقالت : غصب عني .. طالع فيها بصمت للحظة سأل بعدها : ليش مارديتي على رسايلي واتصالاتي ؟؟ قالت بصدق : ما أبغى أرد .. حس بغليان دمه اللي حاول يتخلص منه واللي بالقوة تخلص من بعضه يرجع له بشكل أقوى , حاول يضبط أعصابه وهو يسأل : طيب إلى متى بتستمر هالحال , يعني دحين من السبت وانتي هنا واليوم ربوع , كل هذا ولسه ما ارتحتي .. قالت بثبات : قلت لك أحتاج وقت .. قال بحزم : خذي الوقت اللي تبغينه في بيتنا , أبويه كل شوي يسأل اش صار وليش إلى الآن مارجعتي البيت , وأمي ما سألتني عن شي لكن نظراتها تكفي .. نزلت راسها وقالت بثبات : ما أقدر أرجع حاليا , نهائيا ما أقدر أرجع , الصور .. زفر بضيق وقال بنفاذ صبر : ياااااااااذا الصور اللي ذليتينا فيها .. رفعت راسها وقالت بحزم : برضو مستهين فيها , الصور المبتذله اللي شفتها إلى الآن تقشعر ببدني وفوق هذا كله على كثر عيوبك ماتخيلت في يوم إنك من هواة تجميع هالصور و ... اختنق صوتها لمن حست الألم اللي في أعماق قلبها ينضح ويتصاعد بقوة , قطب حواجبه وهو يقول بصدمة : كثر عيوبيييييي , صور مبتذله ؟؟ انت اش قاعده تقوليييييييييييين ؟؟ قالت بعصبية وهي توقف : صور الحريم العرايا اللي شفتها في درجك , ما تتخيل اش حسيت وقتها , تمنيت .... تمنيت ... وزاد اختناق صوتها وهي تطالع في وجهه اللي كانت تعابيره غير مفهومه , همست بوجع : تمنيت إني ما حبيتك بجنون عشان ما أتوجع هالوجع كله , تمنيت لو إني ما تزوجتك ولا عرفتك ولا .... وسحبت نفس قوي عشان تمنع الدموع اللي بدأت تتسلل لعيونها وطالعت فيه بألم ممزوج بعتاب وهي تصرخ بداخلها ~ ولا عرفت حنانك اللي أكيد غمرت غيري به , ولا عشقت ابتسامتك اللي أكيد وجهتها لغيري , ولا ......ولا .... ولا ...... ~ صرخت بغيض : حتى مزاجيتك اللي تطلع الشيب حبيتها فيك , وانت كيف تجازيني ؟؟ بعصبية مالها مبرر و رغم كذا أبلعهااااااا , بابتسامات توزعها على كل حرمة ترميك بنظرات إعجاب وأتغاضى عنها وأحط نفسي ما شفتها , كرهت الخروج للسوق ولا التمشيات من كثر ما توزع إبتسامات معجون الأسنان .. استثارته سخريتها فقال ببرود : النظرة الأولى حلال و الابتسامة في وجه أخيك صدقة .. فتحت عيونها على اتساعها وصرخت : لا والله , استغفر ربك على هالكلام , أصلا لو إنك نزلت عينك عنها من البداية ولا رميتها بنظرة احتقار على قلة حياها ما كان تمادوا البنات في فعايلهم , يا حسرتي على المسلمين إن كان كل قال نفس كلامك .. وقف بحدة لكنه تمالك نفسه لمن صرخت وهي تأشر عليه : ماخلصت كلامييييييييي , والله لو فتحت فمك قبل ما أخلص كل اللي في قلبي لا أدخل غرفتي وما عاد تشوف رقعة وجهي إلين أموت .. كان وجهها محمر لدرجة حسه شويه وينفجر من العصبية , حس بقلبه يرتجف بداخله , من تزوجها عمره ما شافها بهالعصبية وبهالشكل , حس بقلبه المرتجف يذوب وجع لمن شاف جسمها كله ينتفض وهي تقول : استحملت القنوات اللي قاعد تتفرج فيها , ستار أكاديمي و الحقيرات أليسا ونانسي وغيرهم , كللللللللللللللللها تغاضيت عنها وقلت بيجي يوم وتحترم فيه مشاعري كملتزمة قبل ما أكون زوجة وتبطل مشاهدة هالأشياء على الأقل قدامي لكنك ما احترمت ولا وحده من الثنتين .. وكورت يدها المرتجفة وضغطتها في راحتها اليسرى وهي تقول : ضغغغغغغغطت على نفسي ضغغغغغغغغغط وأنا أشوفك تتمرن على العود وبينت لك مليون مرة بالكلام وبالخروج من الغرفة إني ماني موافقة على وجوده في بيتي لكنك ما اهتميت .. ومدت يدها على اتساعها وهي تصرخ : كان ممكن أستحمل كللللللللللللللل اللي صار , كلللله أغفره و أصبر عليه أو أتجاهله , حتى الصورالخليغة كان ممكن أتغاضى لأنه كل هذا كووووووووووم والنونو كوم , هذا كيف بيعيش في هالبيئة , كيف بيتربى بيني وبينك ؟؟ أنا بأقوله الأغاني حراااااااااااام وإنت بتدق له عوووووووووووود , بأشغله المجد وإنت بتشغل له سبيستون وإي آر تي , أنا بأحفظه القرآن وإنت بتدندن له آخر أغنية في آخر أوبريت صار , أنا بأحكيه عن سيرة الرسول و أبو بكر وعمر وإنت بتحكيه عن بيكهام و أحمد نور , أنا بأعلمه حب المسلمين وكره الكفار وإنت بتزرع فيه إن الإتحاد أحسن من الأهلي اللي تكرههم وتحتقرهم .. واختنق صوتها للحظة قبل ما ترجع تقول بألم : أنا حزنانه عليه من قبل ما يجي , أنا بأوريه صور الحيوانات والفواكه وبيجي يوم بيطيح على صور زي الصور اللي شفتهااا .. غمض عيونه بقوة وفتحها بسرعة يطالع فيها بصمت , كلامها كان مباشر وحاد بطريقة مرعبة , بطبيعته لمن أحد يهاجمه يهاجم حتى لو كان غلطان لكن منظرها خلاه يتراجع عن هالمبدأ ويكتفي بالصمت , قوتها الواضح لعيونه إنها تدعيها واللي يفضح هشاشتها جسمها المرتجف وعيونها اللامعة اللي حاربت الدموع بضراوة كل هذا حسه يطعنه مليون مرة , رغم كل عيوبه اللي ذكرتها ما كان من ضمنها تلذذه بقهر المرأة , ماكان هاين عليه إنها توصل لهالحال بسببه , كان كل جزء في جسمها يرتجف من العصبية , لف حولين الطاولة وتقدم لها , و رغم إنها حست براحة غير طبيعية وفتور غريب في جسمها بعد ما فرغت كل الكلام اللي كان يصارعها أيااااااام وليالي طويلة إلا إنها قالت بقوة : حسك عينك تقرب مني .. سألها وهو يتجاهل تحذيرها : خلصتي كلامك ؟؟ قالت بعصبية وهي تتراجع : ما خلصت لكن هذا اللي جا في بالي دحين .. رفع واحد من حواجبه فقالت بحده وبدون تفكير : إيوه و أككككككككككرهك لمن ترفع حاجبك بهالطريقة .. تصنم في مكانه وطالع فيها بصدمة قبل ما يقهقه من قلبه لدرجة رجع راسه على ورى , زمت شفايفها بغيض وعقدت ذراعينها قدام صدرها وهي تقول من بين أسنانها : الله يبسطك دوم , أصلا دايما أحر ما عندي أبرد ما.... اختنقت باقي حروفها لمن لقيت نفسها في أحضانه , حاولت تبعد لكنه ضمها بقوة وهو يهمس : كله معترف فيه لكن والذي خلقني ما أعرف شي عن الصور اللي تقولين عليها , عمري ما حبيت هالصور ولا عمري احتفظت فيها لا في جوال ولا في أوراق ولا حتى في جهازي .. كانت تحس إنها على شفير الانهيار , ثواني وتنفجر صياح على صدره , تنفجر بدموع وجع و ألم وشوق و حنين , لكنها تذكرت إنها ماتبغى تنهي الموضوع بدون شروط , استجمعت البقية الباقية من شتات قوتها ودفته بعيد عنها وقالت : هذا ما يغير من حقيقة إني لقيتها في درجك .. قال بحيرة : في درجي مو جهازي !! طالعت فيه بحيرة مماثله وهي تقول : جهازك !! أصلا أنا عمري ما فتحت جهازك و ... قطبت حواجبها بعصبية وكملت ببراءة : لا تغير الموضوووووع , الصور لقيتها في درجك يعني صورك , إلا إن كان أنا حطيتها وأنا ما أدري , مافي غيري وغيرك في البيت و .... قطب حواجبه بتفكير وهو يحاول يفهم اللي قاعد يصير , ولمن شاف إنه مافي فايدة من تفكيره رجع يركز عقله مع أزهار اللي أنهت كلامها وهي تقول بحزم : هذا كل اللي عندي .. طالع فيها بحزم وقال بثبات : ولو حلفت لك إني ما أعرف شي عن الصور اللي قلتي عليها بتصدقيني .. عيونه المثبته على وجهها لمحت التردد في اختلاجات وجهها اللي كانت تجاهد عشان تخليه ثابت بارد مليء بالقوة , قالت بهجوم عشان ما تعطيه مجال يحلف لأنه ساعتها بتصدقه وبينتهي الموضوع : أجل إنت اش كان قصدك بالخصوصيات اللي تقول عليها لمن كنت أناقشك في الصور ؟؟ ضبط ملامحه بإحتراف وهو يقول بهدوء : جهازي لقيته مغلق بطريقة غلط , يعني واحد نازع الفيش بسرعة من دون ما يسوي إغلاق للجهاز , ولمن راجعت المستندات الأخيرة لقيت الشخص متصفح في ملفاتي القديمة وأنا الحقيقة ما أتذكر اش في هالملفات لكن اللي متأكد منه إنه مافيها شي من هالكلام اللي تقولينه .. تأملته بصمت , كان عارف إنه عقلها قاعد يدور وعيونها تستنى تشوف بعض الإرتباك عليه عشان كذا جمد نظراته عليها بهدوء , بعد لحظات حسها بتدوم للأبد زفرت وبعدت نظرها عنه وهي تهمس : لا حول ولا قوة إلا بالله .. وجلست على أقرب كنبه وهي تكمل بذات الهمس : ما أدري , أحس في شي غلط , في شي ماني فاهمته .. ركع على الأرض قدامها وحط يدينه على ركبها و سألها بهمس وهو يتأمل عيونها التايهة : زهره , تحبيني بجنون ؟؟ فتحت عيونها على اتساعها ورصت يدينها بقوة في حضنها وحمرت خدودها وهي تقول بصوت مخنوق : هااااااا , مين قال ؟؟ همس بابتسامة رقيقة وهو يمد يدينه ويحطها بشويش على يدينها عشان ما تسحبها : انتي قلتي .. قالت وهي تلف وجهها : كذابة , الكذب على الزوج حلال , يعني ممكن أقولك إنت أحلى رجال شفته وانت قررررررررد .. مسك ضحكته لمن ضغطت على الكلمة ولف يدينه وقبض بقوة على يدينها الصغيره مقارنة بيده وطالع في جانب وجهها وهمس : راضي إني أكون قرد إن كان بتقولين لي إني أحلى رجال شفتيه .. شاف التواء شفتيها بشبح ابتسامة قبل ما تضبطها وهي تقول بهدوء : الشهادة لله منته قرد ولا ما كان ذبحوني الحريم بملاحقتهم لك , بس .. لفت عليه لمن اكتشفت حاجة وقالت بعفوية : تصدق ليتك قرد عشان محد يطالع فيك .. انفجر بالضحك , ضحك و ضحك وضحك إلين دمعت عيونه , سحبت يدينها منه وهو يضحك وقالت بضيق وهي تدفه بعيد عنها : يوم أقولك أحر ما عندي أبرد ما عندك ماتصدق .. جلس على الأرض من دفتها وهو يحاول يمسك ضحكه , مسح عيونه وهو يتنحنح عشان يصفي حنجرته ويوقف ضحك وعدل شماغه وعقاله اللي حسه تزحزح من دفتها , كانت تعاني من كثر ما تحارب مشاعرها , رجع ركع على ركبه ومد يدينه عشان يمسك يدينها وهو يقول بتريقة : انسي الدقايق الأخيرة خلينا نرجع من عند سؤالي اللي ما جاوبتي عليه .. لمن تذكرت سؤاله المحرج ضربت يدينه بخفه وهي تقول بغيض : حلوه ذي انسي , شايفنا في فيلم ولا مسلسل !! قوم عني قوم .. قال بعصبية وهو يقبض على يدينها : يا دبــه وحشتيني .. حس بجمود وعرف إنها تصغي له , ابتسم وقال بحب وهو قاصد يغيضها : والله وحشتيني , وحشني خبالك وإزعاجك و تهديداتك و زنك اللي ما يخلص , حتى تصحيتك المتخلفه بالمويه كل فجر وسعلوتك وحشتني .. سحبت يدينها وقامت بعصبية وهي تقول : ما قلت ولا شي حسن , كله ذم سيد جسوم .. قام وهو ماسك ضحكته وقال : طيب هذا اللي افتقدته من يوم رحتي .. طالعت فيه بصدمة وقالت وهي تأشر بيدها بعصبية : بسسسسسسسسسسسسسسسسس , هذا اللي افتقدته .. حرك حواجبه وقال : وشي ثاني بس لو بأطريه بتعصبين .. رمته بنظرات حاده ~أزهار اعقلي , هو ما قال شي غلط , هذا حقه ~ وبعد ثواني زفرت و قالت بهدوء : إذا على الشي الثاني أنا مستعدة أرجع البيت الليلة وأوفي حقوقك كلللللللللللها عشان ما تلعني الملائكة .... و تحركت لغرفتها , لحقها بسرعة ومسك يدها وهو يضحك ويقول : كنت أمزح أمممممممممممزح .. ~ يلعب بأعصابي و مشاعري ويقول يمزح , يا نااااااااااس أذبحه , أفجره ~ سحبت يدها و صرخت بعصبية : أنا مريضة نفسيا و حااااااااااااامل ما يصلح معايا المزح الزغل اللي قاعد تمزحه , بعدين تعااااااااال إنت يوم تسأل تحبيني بجنون و ما أدري اشكله , عمرك قلتلي أحبك يا سيد جسوم ؟؟.. ولمن شافته يفكر قالت بحزم وهي تأشر بإصباعها : ولاااااااااا مره .. قال باعتراض وهو مقطب حواجبه : أقولك حبيبتي .. : ناااااااادرا و بعدين فرق بين حبيبتي و أحبك , مو أنا أقول لريناد لمن أطلب منها شي روحي حبيبتي ولا جيبي يا حبيبتي .. حك حاجبه اليمين وهو يقول : طيب أقولها دحـ .. قاطعته بحزم : مالها طعم دحين بعد ما قلت لك , أصلا ما عمري انتظرتها منك لأن الحب بالأفعااااااال مو بالكلام , أنا بس حبيت أنبهك .. طالع فيها بجدية وقال : طيب أطلبي اللي يرضيك .. ~ أخييييييييييييييييييييييييييييييييرا , مابغيت تقولها , شكرا يارب شكرا ياااااااااااااااااااارب ~ أخفت ابتسامتها وهي تقول بحزم : العود يخرج من بيتنا .. وضغطت على كلمة بيتنا عشان تحسسه إنها مازالت تحس بالانتماء له , قال بتأكيد بعد لحظة تفكير : جاك .. قالت بهدوء كإنه موافقته هذه ما أثرت فيها رغم إنه قلبها يتراقص فرح بداخلها : والدش كمان .. طالع فيها بحده وهو يقول : نـــعــــم , وفين تبغيني أروح يوم يكون في مباراة ؟؟ أروح مقهى برأيك وسط الدخان والشيشة وغيره , يعني يرضيك هالشي .. ~ يا ذي المباريات هي والأخبار مسوين زحححححححمة , كل دخل الدش بيته وقال عشان المباريات والأخبار والعيال وغيرهم يا غير يفرفرون في باقي القنوات ~ قالت بهدوء : مو شرط مقهى , روح عند واحد من الشباب , من كثرها المباريات , إنت بنفسك تقول إنها كل فترة يعني مو على طول تحتاج الدش .. كمل بسخرية : ليش ما نفصل التلفون والكهربا كمان .. قالت ببرود وهي ترفع حاجبها تقلد طريقته : إذا تبغى تفصل التلفون إفصله الحمد لله عندنا جوالات لكن الكهرباء ما أنصحك لأنه ساعتها كيف بأشغل الغسالة وأغسل ملابسك والكاوية كمان كيف بأكوي , حتى الطبخ ما أقدر أطبخ في الظلام والأهم من هذا كله كيف بتشغل جهازك ؟؟.. رفع حواجبه وهو يطالع فيها بصمت دام للحظات , خافت من فشل طريقتها لمن شافت ملامحه تدل على طفشه فتحركت بسرعة ورفعت نفسها على أطراف أقدامها ولفت يدينها حولين رقبته وضمته بقوة وهي تهمس بشوق : ياربي كيف وحشتني ... وغمضت عيونها وهي تضمه أكثر وكملت بحب صادق هامسة : كل شي فيك اشتقت له حتى ريحة عطرك .. ~ يارب يوافق , ياربي ما احتمل بعده , يا حي يا قيوم تجعله يوافق , يا رب أسألك باسمك الأعظم الذي إذا سئلت به أجبت إنه يوافق ~ بعد لحظات فتحت عيونها بتوتر وخوف لمن حست بجموده , يدينه على جانبينه , ما بادلها الحضن ولا همس بحرف ~ ياااااااااااااارب أتوسلك ~ قبضت بأصابيعها على غترته و ضمته أكثر وهي تهمس برجاء متوجع : جاسم .. : جاك .. ولمن حست بيدينه حولينها تضمها بقوة وهو يكمل بهمس : تامرين بشي ثاني .. هزت راسها بلا و الدموع تتجمع في عيونها وهي تهمس : ما يأمر عليك عدو .. و دفنت وجهها في كتفه وهي تقول بصوت مخنوق : جاسم أحبك , والله أحبك .. وتسللت دموعها وهي تهمس : الله يخليك لا تخليني أبعد عنك مرة ثانية .. وانفجرت تصيح من أعمق أعماق قلبها وهي تتذكر ~ عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم , ماكان ليصيبك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك ~ كرهت الصور وتمنت لو إنها ما شافتها , قلبها انسحق وتفطر لكنها تذكرت إن المؤمن أمره كله خير إن جاءه خير شكر وإن أصابته مصيبة صبر فدعت ربها يصبرها , من كان يتخيل إن الصور هي اللي بتكون سبب في خروج العود والدش من بيتها , كانت تحس نفسها منهارة وكل جسمها يذوب وأطرافها ماعاد تشيلها لولا يدينه القوية المحيطة بخصرها .. *************************** : شويه ما شفت إلا صاحبه جاره وهو يقوله , لا تطولها وهي قصيرة , ما بقي إلا ترقمهم .. انفجروا البنات بالضحك وقالت البندري من وسط ضحكها : ماشاء الله , حافظة كلامه حرف حرف .. قالت سفانة وهي تضحك : لا ولا حظي نبرات صوتها ما شاء الله , نففففففففس نبرة الولد .. لفت العنود بوزها وقالت : قولوا ما شاء الله .. قالوا في وقت واحد : قلنا .. قالت الهنوف : عاد العنود وماشاء الله في زحمة .. بعدت بلوزتها وتفلت جوتها وهي تقول : بسم الله عليه , بسم الله عليه .. وضمت أصابيع يدها وحركتها بشكل دائري فوق راسها وهي تقول : خمسة وخميسة .. زاد ضحكهم لمن قالت ريم : جاتكم أم البدع والتخاريف , هي بنت مايجوز اللي قاعده تسوينه , اش خمسة وخميسة ؟؟.. هزت أكتافها وقالت : ما أدري أشوفهم يسوونها لمن يخافون من العين .. قالت أسماء بهدوء : هذا بلانا , إحنا أمه تتبع كل شي بلا تفكير .. هزوا سمية و الخنساء روسهم وهم يقولون : نعم , نعم .. طالعت فيهم أسماء بنظرات بااااارده وضربتهم الهنوف من ورى روسهم وهي تقول : بلا تريقة إنت وهي .. قالت البندري : ها هنوف بشري لقيتي الأقمشة في العماري .. سحبت كيس كبير وهي تقول : أهااااااا , ما عدا البلوزة العشبي ما لقيت قماش بنطلون نفس الدرجة الغامقة أو أي درجة مقاربة .. وبدأوا يخرجون من الأكياس الأشياء اللي اشتروها , لأنه من ضيق الوقت توزعوا كل جماعة تسوي شي , دخلت خولة المجلس وهي محملة بأكياس كثيرة , نزعت غطاها وهي تلهث وتقول : السـ .. ـلام عليـ ..ـكم .. ردوا عليها السلام وفزت سمية و الخنساء وشالوا عنها الأكياس , رمت نفسها بكل ثقلها على الكرسي وهي تقول : واااااااااو يا رجولي , ما عاد أقدر أمشي , استغفر الله العظيم ... ودخلت وراها ساره وهي تقول بتأفف وهي تنزع طرحتها : ذكروني ما عاد أروح سوق مع أمي مرة ثانية .. قالت حمده : محد قااااااااااااااالك دوري من صباح الله خير إلين دحين انتي وبنتك .. قالت خوله باعتراض : جده أي من صباح الله خير , أنا ما تحركت إلا قبل المغرب بشوي , بعدين ما خلصنا أغراض الزواج وما بقي إلا ستة أيام وها اليوم خلص يعني خمس أيام بس .. قالت العنود : رجاء , رجاء بدون عد لأنه عندنا عرايس ما يبغون أحد يعد لهم كم باقي .. قالت حمده بعصبية تخاطب خولة : والله الشقى هو اللي موديك , أصلا الدبش يغلق في يوم واحد , أروح لمحل كبير وأقـــــشقش من الملابس وأخرج .. قالت نورة بهدوء : أمي الأسواق ماعاد هي زي أول , و طلبات البنات كمان ماعاد هي زي أول ... لفت خوله عن نقاش أمها وجدتها و قالت تخاطب بناتها : والله لو يدري عني أبوكم إني لبعد العشاء في السوق يطلقني ... ضحكت سمية وقالت بمزح : زين أمي , خليه يدري عشان يصير في حياتنا أكشن و .. قاطعها صوت حمده المعصب وهي تقول : و يعل يكشنونك في نار جهنم قولي آمين , قال خليه يدري قال .. البنات ما قدروا يستحملون أكثر , ضحكوا وقهقوا على جدتهم اللي دايما تمسك آخر كلمة وتحولها لسبة إذا ما عجبها الكلام اللي ينقال , حتى لو ما كان للكلمة معنى .. *************************** ........................ يتبع .. في الرياض : في بيت سلطان عبد الكريم الـ .... : : لازم ننهي الموضوع .. صوته الجهوري رغم السنون اللي شرخته سكت كل الموجودين , التفت عبد الكريم لأبوه اللي كمل كلامه : لازم ننهي الموضوع اليوم , أم ماجد وجارتين أكدوا رضاع سحر من وفاء .. أخفى صقر توتره ولف وجهه و سطام يأشر بيده وهو ينطق بعض الكلمات بصوت مخنوق , زفر عبد الكريم وقال : في فرق بين الثنتين , هم مهم توأم متماثل زي ماهر وسامر عشان ما نعرف نفرق مين اللي رضعت , الكل أكد إنه سحر هي اللي رضعت .. تنهد سطام وأشر على جانب راسه وهو يقول بذات الصوت : دـيا مجـ ـونه .. ابتسم ماهر وقال : حلللوة دنيا مجنونه .. قام سلطان وهو يتوكأ على عصاه , فز عبد الكريم وحط يده اليمين ورى ظهره وباليد الثانية سند بها يد أبوه وهو يقول بصوت خفيض : بتروح داخل .. قال سلطان وهو يضغط على يد ولده وعلى عصايته عشان يعدل وقفته : بأروح أخبر أمك واللي جوة باللي صار .. بعد ما تحركوا داخلين ووراهم عبد العزيز وخالد , زفر صقر وهو يلعب بخاتمه اللي حاطه في خنصره ويطالع في الموجودين , أخوانه و التوأم و عبيد و عادل , قال ماهر وهو يدقه : هي أخويه , اش أخبارك ؟؟ : ماهر .. قالها سامر باستنكار , كان حاس بتوتر صقر ومشاعره المتضاربه , قال ماهر باعتراض : أنا اش قللللللللت ؟؟ ماقلت غير الحقيقة .. ولف على صقر وضربه على فخذه بأطراف أصابيعه و قال : أحلى شي لمن تجي تسهر عندنا نقدر نلعب أربعة , البنت مكتوب على جبهتها بالوت .. ضحك صقر غصب عنه , ما كان يتخيل إنها تلعب بالوت , وفتح سطام عيونه على اتساعها وأشر بيده بسرعه وهو يهمهم : مـ وله .. ـهر ...... بـ.ا.ـوت .. قطب ماهر حواجبه وأشر بسبابته إنه يعيد اش قال , فقال سامر وهو يأشر بسرعة : معقوله ونص , فناااااانة بالوت .. قال ماهر بغيض : اش معنى انت تفهمه وأنا لااااااااااااااا ... ضحك سامر وقال : كان معايا واحد أبكم في .. وتردد للحظة قبل ما يكمل بذات الابتسامة : مجمع الأمل اللي كنت أتعالج فيه ... : أشوووووووووفك خبير .. وتابع بابتسامة لمن شاف إنه صقر ارتاح من مزحه : بس في شي سيء , ماعاد نقدر نقولها سوي العشاء لأنها ماكانت تسويه إلا عشانها تستحي منك , دحين بتضربك بأي شي قدامها بدون اعتبار .. قال سامر وهو يحك راسه : الله يعينك على ضربها وعصبيتها .. ابتسم أسامة وقال بمزح : يعني دحين زادت عندنا أخت , لاااااااااا إله إلا الله , هذا بس فالح يجمع أخوات , يا خي إنت والـ .. ولف يأشر على سطام المبتسم وكمل : ـدلخ الثاني تجوزوا وفكونا خلونا نشوف حياتنا .. نزل سطام عقال بيده وهو يأشر باليد الثانية على نفسه وهو يقول : أـا .. د ــخ .. فز أسامة بسرعة وهو يقول : محشوووووم والله , آآآآآآآآآنا الدلخ مو انت , بس تكفى رجع الماغنوم مكانه .. وحك يدينه وهو يقول : عاد هو عليه لسعات .. من وسط ضحك الشباب قال : سامر , تستااااااهل , اللي إنت يالبزقة تبغى تتجوز قبلنا .. قال أسامة باستنكار : حراااااام عليكم , 22 سنة بزقة , خلاااااااااااص أنا عجزت أبغى أتجوز إفهموووووووهاااااااااااااا .. ولف على سطام وصقر وقال بعصبية : تجوزا .. زاد ضحك الشباب عليه وعبيد اللي في نفس سنه يقول : الله يفشلك , تخرج من الكلية وتوظف بعدين قول أبغى أتجوز , بتصرف على بنت الناس بألف المكافأة اللي تجيك .. قال باعتراض : أبويه يصرف علينا إلين ربي يسهلها وأتوظف .. قال صقر : لا والله و إحلف , أصلا ميييييييين اللي بترضى بواحد زيك , لا شهادة و لا وظيفة .. قال بمزح : عندي سيارة كامري .. مسح ماهر عيونه اللي بدأت تدمع من كثر الضحك لمن أشر لهم سطام بتريقة , وسامر يترجم حركاته السريعه ويقول : بيأكل بنت الناس شكامانات ويشربها بنزيـ .. وانفجر ضحك وهو يقول : لا ويقولك فصلها فستان من تظليل السيارة .. طالع فيهم أسامة بطفش وهو يزفر بضيق , قال صقر : هذا كللللللللللله من طارق الله يساااااامحه , تزوج وخلاك تغار .. خرج عادل من صمته على غير العادة وقال : أنا أخوه و أكبر منه ما غرت هو يغار ليه .. قال عبيد وهو يحك شعره الطويل اللي يوصل لأطراف أكتافه : والله أنا غرت , مو هو كان خوينا ولاصق فينا , ويا غير مشعث الشعر ونحيييييييييف بيموت , دحين الوجه ربرب وبانت النعمه في خدوده ولبسه أحسن لبس .. قال عادل برعب : قول ما شاء الله تحسد أخوي .. : ما شاء الله , ما شاء الله .. وجلسوا يتناقشون عن محاسن الزواج ومساوئه ... ************************** في جدة : في فيلا حمده : قاومت ابتسامتها وهي تسمع حمده تقول بعصبية : خمسة أياااااااااام , وإنت ساكت عنهم , دحين تخليه يروح ويرجع حرمته .. الكل التزم الصمت , زفر أحمد وقال : يمه هو مو بكيفي , ما أبغى أتدخل في خصوصياتهم , هو قال البنت تعبانة , خلاص متى ما ارتاحت رجعت .. قالت : الحرمه ما لها إلا بيت زوجها , دق لي على جاسم دحين .. قالت نورة بهدوء : أمي الله يسلمك الأمور ما تنحل بهالطريقة , خلي جاسم يجي واسألي عن الموضوع .. وأشرت للبنات يطلعون من الغرفة , خرجوا كلهم ما عدا خولة اللي قالت : جده يمكن هم عندهم مشاكل ولا شي ما يبغون أحد يتدخل بينهم .. راحت للمطبخ وسمحت لابتسامتها بالظهور وهي تقول : أخيرا .. ورفعت جوالها ودقت على رقم وانتظرت الإجابه وهي تمرر سبابتها على طاولة الطعام الموجودة في المطبخ , ولمن وصلها الصوت الناعم قالت بفرح : يا جنية فكرتك نجحت .. وصلتها ضحكتها الناعمة الملتوية وهي تقول بصوت عذب : قلت لك اسمعي شوري وما بتندمين , المطوعات هذولي ما ينفع معاهم إلا كذا , إلا عوعو حبيبي .. : هلا , آمري , تدللي .. رجعت تضحك مرة ثانية قبل ما تهمس : أهم شي جبتي من أثره شي .. قالت وهي تلعب في طقم العلب الفخارية الأربعة المرسوم عليها فواكه : طبعا ودي عايزة سؤال .. : حلووو , متى مالقيتي وقت جيبيه لي مع 400 ريال وجاسم في لمح البصر يكون طوع بنانك .. ضحكت و قالت وهي تفتح وحده من العلب وتطالع في محتواها : الله لا يحرمني منك .. : عهود ... التفتت عهود لريم وقالت بطفش وهي ترجع تغطي السكر : خيييييييييييير .. قالت ريم بضيق : و إذا بليتم فاستتروا , مالقيتي تتكلمين إلا هنا .. زفرت عهود وقالت بحده : قاعده أكلم صحبتي حراااااااام يعني .. زمت ريم شفايفها وقالت ببرود : كإني ما أعرف صحباتك المقصودات ست عهود .. مدت عهود الجوال وقالت بتحدي : خذي كلميها إذا منتي مصدقة .. رمتها ريم بنظرة حادة وخرجت بعد ماقالت : انت وربك .. رجعت الجوال لإذنها وقالت : إيوه يا عمري , لالالالا هذي الغثيثة اللي ينقال عليها أختي الصغيرة , هاااااااا .. وضحكت وهي تقول : إي والله إحمدي ربك اللي ما عندك أخت صغيرة تجيب لك البلى , هذي لصقة , من مدة سمعتني و أنا أكلم فوفو ومسكتها علي , إنت وإنت وحاطه فيها ناصحة وهي قبل كم يوم وجهها تلون سبع ألوان يوم كلمها ولد عمي , وتهمس بشويش و تتلعثم .. : عوعو الله يخس ابليسك ذكرتيني بأيام الثانوي .. لمن دخلت العنود وسفانة ووراهم الهنوف قالت : جي جي أكلمك بعدين يا عمري , يلا مع السلامة .. اتكت العنود بكتفها على جدر المطبخ ومثلت كإنها ماسكه جوال وقالت بصوت مدلع : أكلمك بعديييييين يا عمري , مع السلامة .. ضحكوا البنات وقالت سفانه : ماااااااا ششششششششاء الله , تقليد ولا الواقع .. حطت عهود جوالها في جيب بنطلونها وقالت بحماس : داخلين المطبخ ليه ؟؟ قالت العنود وهي تأشر على الهنوف : الهنوف بتسوي لحسا .. اندفعت الهنوف من وراها وغطت فمها بيدينها وهي تقول بخجل : إنت ما تتبل في فمك فوله .. ضحكت عهود وقالت بدلع : ممكن أساعدكم في مشروعكم السري .. استغربوا هالمبادرة من عهود الدائمة الإنعزال لكنهم رحبوا بها بحماااااااااس .. ***************************** في نفس الوقت في الرياض : ابتسم سلطان وضم سحر وهو يقول : أصلا كلكم في كفه وهذي في كفه , هذي حلالي و مالي .. ولا شخص من الموجودين قدر يعلق لأنهم يعرفون معزة سحر عند جدها , حمحمت سحر بفخر وقالت وهي تسلم على يده : الله يخليلي أبو عبدالكريم .. قالت سلافه بعدم اهتمام مصطنع : عادي , عادي so what??ويعني يحبك أكثر .. قطب سلطان حواجبه وقال : سوا مات , عهدي بسوا بطاقات تفلون .. ضحك الكل على كلمته وقالت أم عادل ثاني أكبر بناته : أبوي , البنت تتكلم إنجليزي .. انتصب في جلسته وقال : أنا أخو مبارك , تتكلم لغة الكفاااااار , بوش والملعون الثاني حق اسرائيل , لييييييييه ؟؟ .. كتموا البنات ضحكهم لمن أشر لهم عبد الكريم وهو يقول بهدوء لأبوه : أبويه لازم الواحد يتعلم لغة عدوه عشان يأمن مكره , بعدين لغتهم صارت ضرورية هالأيام لأن الكل يتكلم بها في الشرق والغرب .. زفر وقال وهو يرجع يريح جلسته : بس برضو , أنا ما أقول ما نتعلم , لااااااازم نتعلم , الله قال إقرأ للرسول وهو ما يقرا ولا يكتب , أنا قصدي اش موزمه تستخدمه هنا .. قطبت سلافه حواجبها وقالت بعدم استيعاب : إييييه ؟؟ ايش اش موزمه ؟؟ قالت جدتها سلمى تفسر لها : ياللي ما تفهمين , يعني اش قام به ؟؟ ماعاد قدروا يكتمون ضحكهم , ضحكوا من قلب خاصة لمن زمت سلافة شفايفها بضيق و قالت بصوتها النحيف : تكلموا عربيييييييييي هو أنا فهمت الأولى عشان أفهم الثانية , أنا عارفه إنتم الإثنينه متعاونين عليه .. قالت عمتها أم عبيد اللي تصغر أم عادل بثلاث سنين : يعني , اش له داعي إنك تتكلمين إنجليزي , فهمتي .. قالت وهي لافه بوزها : مو كان قال هذي من أول بدل الموزم و قام به هذه .. قالت أريام بلهجة جدتها وجدها : الله , دحين قمتوا تبطرون على كلمات الأولين , من دخلتوا المدارس تحسبون نفسكم غديتم أسنع منا .. سحر اللي جالسة عند رجول جدها اللي جالس على كنبه في صدر الصالة قالت تقلدها : إي والله , ترى الأولين اللي ما يعرفون يكتبون و يقرون هم اللي علموكم كيف تدرسون وبالمطاااارده دخلوكم المدارس ودحين جاين تكبرون على كلام اللي ربوكم وربوا أبوانكم .. مد سلطان يدينه وضمها وهو يقول : ويعلني ما أفقد هالحس والصوت , حكيمة هالبنية ... وبعد وقال : خشمك خشمك .. رفعت نفسها وتخاشمت مع جدها وسط ضحكهم على سلافة اللي قالت : إي سحر تقولها your nose وأنا طحت فيني , ما أقول إلا الله لنا .. و سلطان اللي قال بعصبية : هذي اش تقول اش تقول , الموز تلقينه في المطبخ مو عندي .. لفت بوزها وهي تسمع لهروجهم المتفرقة , شويه قامت ريم و هي تقول : أنا أجيب المعجنات من المطبخ .. قالت سلافه بضيق : ريمو جيبي لي مويه .. ما خلصت جملتها إلا وسلطان لاف عليها وهو يقول بتريقة : مووووويه , اسمه ماء , مااااااااء , حتى الماء قمتو تدلعونه , لا حوووووول .. قالت سلمى لمن شافت وجه سلافة المتغير : سلطان , اش فيك على البنية ؟؟ رفع راسه ومرر سبابته من تحت لحيته يأشر على حلقه وهو يقول : شايفه هالمكان , مهي داخلتلي منه أبد هالبنية , ماني بالعها .. وأشر على أعلى حلقه وقال : هني , ناشبة هني ما تحدر .. قامت و هتفت باستنكار وبصوت باكي : جدووووووووووووووووووووووووووو ... ضحك وقال بتحبب : يا عونه , أمزح معاك أنا .. رجعت جلست وهي لافه وجهها وباين عليها إنها قاعدة تبلع البكى اللي كان على وشك الخروج .. قالت سلمى بضيق : هذا ينقاله مزح , نشفت دم البنية و عورت قلبها .. قال بهدوء : لالالا هي عارفه جدها زين ما بتزعل .. جات نجلاء من جهة جهة غرفة أمها وأبوها وقالت بهدوء : أبويه , خالد يقولك تراه يستنى من زمان .. قالت سلمى وهي تقوم : أروح أسلم عليه .. سندتها أم أيمن أصغر بناتها و ساعدتها لمن خرجوا من الغرفة , قام سلطان ووراه أولاده وخرجوا , شويه وقامت أم عادل و أم عبيد , دقايق ورجعت نجلاء وقالت : سحوره تعالي صبي القهوة للي جوه .. قامت سحر وتحركت خارجة وقبل ما تتحرك أي بنت همست نجلاء : ولا وحده تجي الغرف سامعين , خلود تعالي الله يسعدك .. وخرجت وخلود وراها وهي تقول : خير اش فيه ؟؟ أريام وأخواتها التزموا الصمت وطالعوا في سلافة وسمر وبنات عماتهم اللي كانوا مستغربات من اللي قاعد يصير , نطت هيام من مكانها وحطت يدها موضع قلبها وهي تقول : يا حبيبتي يا سحووووووره .. سمر اللي كانت مشغولة عن العالم بتغير حفاظات ولدها وتجهيز رضاعته استثارتها الكلمة فلفت عن ربيع وقالت بتوتر: اش فييييييييييه ؟؟ سحر فيها شي !! غدير بنت أم عادل المربعة جنبها على الأرض وهي حاطة ولدها فوق رجولها على بطنه وتهزه قالت بحماس : لااااااااااااا تقولين جاها عريس .. : واااااااااااااااا .. : nooooooooooooo waaaaaaaaaay .. : يااااااااااااااي .. : حماااااااااااااااس .. تباينت صرخات البنات المتحمسة , وطالعت أريام في ميعاد بتوتر , لفت سمر بوزها وقالت بضيق وهي تشيل ولدها الباكي وتضمه لصدرها وهي تلقمه الرضاعة : لو كان خطبة كان دريت .. سحبت ميعاد أختها وجلستها وهي تهمس بهدوء : هيااااااااام قلنا الموضوع ما يطلع قبل ما تدري سحر .. قالت باعتراض : خلاص هي هناك وراحوا عشان يقولون لها .. : يقولون لها على إييييييييييييه ؟؟ : told her what ؟؟ رفعت هيام راسها على سؤال سمر وسلافة , وانصعقت لمن لقيتهم كلهم يطالعون فيها بترقب , عضت شفتها بعدين قالت بشكل قاطع : طلع إنه سحر راضعة من وفاء يعني صقور خالها .. صمت دام جزء من الثانية قبل ما تتعالى صرخات الصدمة و الاستنكار وعدم التصديق صرخت : كذاااااااااااااااااااابة .. : إحلفي .. : هيام تتريقين .. ضربت سمر صدرها وقالت بفجعة : متى هالكلااااااااااااام ؟؟؟ وليه طلع دحين هالكلام ؟؟ وقالت سلافة وهي تسد أذنيها : impassepol , I’m dreaming , noooooo it’s a nightmare .. *** ابتسمت سحر لهم بتوتر لمن قامت خلود وصكت باب الغرفة وتحركت جنب جدها اللي أشر لها تجلس بينه وبين أبوها , كانت تحس بخووووووووف غريب , جلست ونقلت بصرها بين جديها وعماتها الأربعة و عمها الوحيد وركزت نظرها على خلود اللي رجعت وجلست في مكان مقابل لها وهي تبتسم بتشجيع , رجعت ابتسمت مرة ثانية لكنها سرعان ما ذابت لمن حست بيد جدها على فخذها وهو يقول بهدوء : في وحده من الحريم قالت إنها رضعتك .. فتحت عيونها على اتساعها لكنها التزمت الصمت وهي تحس بعقلها يدووووووووووور بلا توقف .. : سحر .. رفعت نظرها لأبوها وهي تقول : نعم .. ابتسم لها بتشجيع وقال : طلع عندك أخوات وأخوان .. بلعت ريقها لمن حست بحلقها ينشف فجأة وهي ترجع تطالع في جدها اللي ضغط على فخذها وهو يقول : ترى الرضاع مؤكد , وتونا قبل كمِ يوم عرفناه .. ضحكت سحر من شدة التوتر وهي تقول : وعندي أم وأب بالرضاع ؟؟ قال جدها : وخوال و أعمام وجدان .. فتحت عيونها على اتساعها وهي تسأل بعد لحظة صمت التزمها الجميع عشان تستوعب اللي ينقال , دخلت يدينها جوة أكمام بلوزتها الطويلة ورجعت خرجتها ورفعت يدها اليمين ولعبت في خصلات شعرها قبل ما تسأل بصوت هادئ : ومين اللي رضعتني ؟؟.. فتحت نجلاء فمها وقالت بحنان : وفاء اللي رضعتك يا سحر .. رفعت راسها وطالعت فيها بصدمة وهي تقول بداخلها ~ وفاء أمي بالرضاع , يعني زوجها أبويه , وعيالها أخواني , وااااااااا , مستحيل يعني بأقابل راكان و ريان , يا كسفتييييييييييييييي , وبأقابل أخوان ماجد وأبوووووه ياربييييييييييييييييييييييييييييي ~ تحولت نظراتها للرعب وهي تصرخ بداخلها ~ يعني عمتي نجلاء تصير جدتي وزوجها فهد يصير جدييييييييييييييييييييي , استغفر الله العظيم , وبناتهم يصيرون خالاتي , وعععععععع ما بقي إلا هيامو تصير خالتي , صح بأقابل أخوان فهد كمان , الدائرة كل مالها تتســــــــــع , سحر خلاص وقفي تفكير~ كانت الأفكار تتلاحق في راسها بسرعة كإنها تحاول تخليها تستوعب أكبر قدر ممكن من نتائج هالرضاع اللي طلع لها بعد 26 سنة بدأت جدتها سلمى تعدد لها الناس اللي بنتقابلهم وهي تطالع في جدتها بابتسامة ... : ........ حتى صقر ولد عمك يصير خالك دحين .. *** قالت ميعاد الكلام اللي حفظها إياه خوالها : وفاء تذكرت إنه في رضاع فجات تتأكد من أمي لكن أمي قالت لها إنها مارضعتها إلا ثلاث مرات ومنا ومنا وبعد تحريات أم ماجد زوج وفاء تذكرت إنها رضعت الرضعات المحرمة وثنتين من الجيران كمان أكدوا اللي صار .. كانت سمر تستمع لهم وأنفاسها تتسارع وبلا شعور كانت تمد ولدها لغدير اللي أخذته منها بعد ما نومت ولدها على فراشه الصوفي الأبيض , قامت سمر بسرعة وراحت جري لغرفة جدها .. : سمر .. : بنت .. تحركوا البنات بيوقفونها لكنهم انصدموا منها , أنفاسها كان لها صوت من شدتها , كانت حاسه بشي يوجع قلبها , شعور غريب يكتنفها , يا ما حست بهالشعور و هي نايمة ولمن كانت تقوم كانت تكتشف إنه سحر مسخنة أو متوجعة من ضرس أو صايبها مغص أو أي شي مؤلم , كانت عيونها مركزة على باب جدتها المقفول , فتحت الباب بدون استئذان و دارت بنظراتها على الموجودين , وتعلقت بسحر اللي جلست بين أبوها وجدها ووجهها هادئ مبتسم , قالت سحر و عيونها تلمع بالمرح : دريتي بالخبر الصاعق .. قرأت شي في عيونها اللمعة المرحة كانت ممزوجة بلمعة غريبة , قامت سحر لمن شافت نظراتها فجريت لها سمر وضمتها بقوة و أنفاسها تزداد حده , ضحكت سحر وضمتها وهي تقول : اش فييييييييك ؟؟ هذا كله غيره عشان صار عندي عائلة جديدة .. ضمتها أكثر وهي تصرخ بداخلها ~ لا تضحكين يا سحر , أعرفك لمن تتوجعين , لا تضحكين ~ وانخرطت في البكاء بشكل مفاجئ صدم الكل , ~ سمر الله لا يحرمني منك , ليه دايم تصيحين بدالي , صرتي تخليني أخاف أوجع عشان ما تتألمين وأخاف أحزن عشان ما تصيحين , تكفين لا تصيحين , تراني ما أتحمل دموعك , ~ زادت سحر من احتضانها وهي تضحك وتقول : بنت اش فيك ؟؟ وهمست بعدها بحنان وهي تبعد عنها وتحاول ترفع راسها : خلاااااااااص , هذا كله عشاني , بنت , إرفعي راسك خلاص .. غطت سمر وجهها وهي تقول بوجع : ماني قادرة أوقف .. حطت سحر يدينها ورى ظهر أختها و رجعتها لحضنها وهي تقول : طيب صيحي براحتك .. وكملت بهمس متوجع : صيحي بدالي زي دايما .. لفت سمر يدينها حولين خصر سحر وهي تصيح من قلبها , قال سلطان وهو يشوف كل الحريم والبنات يصيحون بلا استثناء قال : مخبل والله إنه دموعكم زاااااااايدة .. ولف على زوجته لقيها تمسح دموعها بطرف مسفعها , قال بعصبية : حتى إنت معاهم , توني أقول عليهم مخبل .. لفت عليه وقالت وهي تمسح دموعها : قالولك الصياح حرام , مير إنتم الرجال قلوبكم حجر ما تحسون زينا إحنا الحريم .. لف سلطان على عياله الاثنين وأشر بعصايته على سلمى وهو يقول : شاهديييييييين , شاهدييييييييييين , تقول على قلبي حجر , هذا اللي ألقاه من أمكم , شوفوا شوفوا عشان يوم أقولكم بأتزوج وحده صغيرة تتحملني وترجع لي شبابي ما تقولون لي عندك الوالدة .. قالت أم أيمن دلوعة أمها : أبويه أنا كمان ماني راضيه , تاخذ على أم عبد الكريم , الله لا يقول .. قالت سلمى باعتراض : خليه , خليه , دحين اللي رادينك عيالك , عبد الكريم , عبد العزيز اللي يمنع أبوه أنا ماني راضيه عليه ... ولفت على سلطان وهي تهش بيدها وكملت ببرود : تبغى تتجوز روح , درب السلامه , أنا لو بأمنعك عشان خوفي عليك ربي يعذبك على بنت الناس اللي ما بتطول منك شي بتنام طول النهار عنها وآخر يا غير تكبس رجولك بفكس عشان الرمتزم هذا اللي يقولون عليه حق العظام .. لف عبد الكريم وجهه عشان ما يلمح أبوه ضحكته و عبد العزيز ما قدر يمسك نفسه , ضحك مع البنات اللي قاموا يضحكون على مهاوشة جدهم وجدتهم اللي ما تنتهي .. لف سلطان فجمد عبد الكريم ملامحه بسرعه وطالع في الأرض بأدب , فقال : آآآآآآآآ يالوصخ إي والله يالوصخ تضحك على أبوك , بلا سنون قول آآآآآآمين .. سكت عبد العزيز وحمحم وهو يمسح فمه ويحك ذقنه المحلوقه وهو يهمس لأخوه الكبير : لا خرجنا علمني كيف تمسك ضحكك .. همس عبد الكريم : لا تكلمني عشان ما أفكها كاي على قولة سامر , تراني بالقوة ماسكها .. وزادت حدة سلطان اللي ما وقف حربه الكلامية مع سلمى اللي قاعده تعدل في مسفعها وهي تقول بهدوء لنجلاء ولا كإنه في أحد يهاوشها : عادي , عادي , أبوك هو كذا يثور ويرجع يسكت , من يوم تزوجته وهو كذا .. : ##### .. زفرت وكملت كلامها مع نجلاء وهي تقول : وييي يا على الرجال الشياب ألفاظ , لا كبروا ماعاد يمسكون لسانهم .. ضحكت سمر من ضحك الجميع ومسحت دموعها وهي تطالع في سحر اللي طالعت فيها بابتسامة حلوة مشجعة .. جات غدير وهي شايله ربيع ووقفت بينهم وهي تقول : خلصتم مسرحيتكم .. وناولت ربيع لأمه وهي تقول : خذييييييي , كني ناقصة أنا ما أحسب ولدي ينام .. أخذته سحر قبل أمه لمن شافت عيونه مفتوحة على اتساعها وهو يتأمل السقف بشغف طفولي , صرخت : يا ناسو يا كلبو يا قميلة إنته .. وضمته وهي تبوسه على خده بقوووووة ... قالت هيام بدلع : بنت سحر روحي جيبيلي كاسة مويه .. رمتها سحر بنظرات بارده وهي تقول : الله خلق لك رجول ليه .. قالت وهي تحرك حواجبك : أقوووول أنا صرت خالتك .. وأشرت بسبابتها على الباب وهي تقول بحدة مصطنعة : يلا بسرعة تحركي .. ناولت ربيع لأمه وهي تقول بتهديد : خالتك هاااااا , سموره امسكي ولدك لأني بأسوي في وجه الدب ذيك شوارع .. وتحركت لهيام اللي شهقت وجريت وهي تصرخ : يا أميييييييييييييييييييييييييي ... ****************************
|
|
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|