روايات وقصص - روايات طويلة وقصيرة روايات وجديد الـ رويات الطويلة و روايات قصيرة قصص رائعة, روايات كتابية, قصص مؤثرة, قصص محزنة, روايات |
!~ آخـر 10 مواضيع ~!
|
|
إضغط على
![]() ![]() |
![]() |
|
أدوات الموضوع |
من 5
عدد المصوتين: 0
|
انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||||
|
||||||
الرجل الصامت أحمد إبراهيم ولم يكن هذا اسمه المدون فى شهادة الميلاد .. ولكنه كان اسمه الذى اشتهر به وأصبح لايسمع سواه ولا ينادى بغيره .. حتى نسى على توالى الأيام اسمه الحقيقى .. وعندما التقيت به لأول مرة استرعى انتباهى بهندامه الغريب وملامح وجهه الفريدة ، كان رأسه كبيرا .. وجبهته عريضة .. وأهدابه غزيرة كثة وعيناه ضيقتين تلتمعان بحدة .. وأنفه قصيرا .. وشعر رأسه أسود خشنا كفروة الخروف .. وكان يعمل طاهيا فى بيت ضابط النقطة وفى بيتى ، وفى بيوت كثيرة فى الحى .. وما كنا جميعا ندرى كيف تتاح له كل هذه المقدرة .. ولكنه فى الواقع لم يكن طاهيا بالمعنى الدقيق لصاحب هذه الصفة .. بل كان لايعرف إلا صنفا واحدا من الطعام يطهوه فى كل البيوت .. وكنت أجد الكفاية فى أن يجىء إلى شقتى يومين فى الأسبوع يطهو فيهما وينظف البيت .. وأحسب ضابط النقطة كان يفعل مثلى .. ويترك ما بقى من الخدمات للعساكر .. ولا أدرى كيف وقع عليه الضابط .. أما أنا فقد وقعت عليه فى عصر يوم وأنا راجع من الجامعة ونازل من الترام فى دوران فم الخليج .. وكان معى كراسة المحاضرات فى يد .. وفى يدى الثانية بطيخة اشتريتها بقرشين من الميدان .. فأشفق على منظرى وحمل عنى البطيخة إلى البيت ، ومن وقتها لازمنى .. وكان يرتدى بدلة عسكرى كاملة .. السترة سترة ضابط والبنطلون بنطلون رجل من رجال السوارى .. ضيق محبوك .. والسترة واسعة مهلهلة .. مفككة الأزرار منفوخة الجيوب .. فكان منظره مضحكا لكل من يشاهده ، ولكن ما من شخص كان يجرؤ على الضحك عليه ، لأنه كان مرهوبا من الحى كله لمجرد التصاقه بالنقطة ولأنه يخدم الضابط .. ولم يكن الضابط الشاب مكروها ، بل كان محبوبا طيب المعشر .. ولم يكن من طباعه أن يحتجز أحدا من الناس فى النقطة إلا فى حالات الضرورة التى يتطلبـها الموقف .. بل كان يتصرف بالحسنى والمرونة والكياسة فى غالبية الحالات العارضة .. وظل هذا الطبـع الخـير يلازمه فى أثنـاء المظاهرات التى كانت كثيرة فى هذه الحقبة من حياتنا .. والتى كانـت تأتى حشوده من الجيزة ، مركز تجمع الطلبة ، وتعبر كوبرى عباس .. إلى كوبرى الملك الصالح .. وعنـد دوران فم الخليج ، كان الضابط يفرقها بالكلمة الطيبة والجلد على مغالبة الموقف .. قبل أن تصـل إلى مدرسة الطب فى شارع القصر العينى .. وكان دائما يبعد الكونستبلات الإنجليز عن الاحتكاك بالطلبة وإثارتهم .. ويتصرف بلباقة .. وبجانبه يقف إبراهيم فى بدلته العسكرية ، طويلا صامتا ، كأنه الجنرال الذى يكتفى بإصدار الأوامر مرة واحدة .. ثم يطبق بعدها فمه إلى نهاية الجولة .. وما أظن إلا أن حدة الطلبة كانت تتكسر على طلعته وزيه الغريب .. وتخبو مرة واحدة .. وفى غمضة عين تصبح النار المشتعلة رمادا وهشيما .. وكان إبراهيم يستريح من عناء كل الأعمال بعد الغروب ، ويتبختر مزهوا فى المنطقة بين كوبرى الملك الصالح ودوران فم الخليج .. ويفرض أتاوته على المعدية .. وعلى الباعة الجائلين .. وإذا أرخى الظلام رواقه ، أصبح شاطىء الترعة الذى يخيم عليه الشجر الضخم الملتف رهيب الوحشة فى الليل .. شديد الظلام مرعبا .. حتى لاترى موضع قدميك بعد ثلاثة أقدام .. لأن هذه المنطقة لاتضاء بالمصابيح اطلاقا ، كما لاتوجد حوانيت فى الواجهة المقابلة تخفف من وطأة الظلام .. بل كانت هذه الرقعة الكثيفة الأشجار خالية تماما من الدكاكين .. وحتى المنازل المتناثرة هنا وهناك كانت صامتة رمادية شهباء خرساء .. تضفى ظلا كئيبا موحشا على الشارع كله .. ويحدث أن يصدم الترام ، أو تدهس سيارة عابر سبيل وتلقيه تحت الشجر ، أو يطعن شخص غريمه فى هذه الظلمة الرهيبة .. وعندما يبلغ الحادث للنقطة يكون ابراهيم فى خطف البرق قد نفض جيوب المصاب .. قبل أن يأتى المحقق أو تصل عربة الاسعاف .. وكان يلتذ من هذه العملية حتى وإن لم يجد فى الجيوب غير بضعة قروش قليلة .. ويعد هذا العمل مغامراته الكبرى .. ويترقب الحوادث ويشتمها من بعيد بلذة عارمة .. وكان يحكى لى كل ما يجرى ويعترف بعملية السطو الليلية هذه وهو هادىء الملامح تماما .. كأنه يقوم بعمل مشروع .. ولما أبديت له سخطى ونفورى من فعله .. قال فى سخرية : ـ إذا لم أسرقهم أنا سيسرقهم غيرى .. قبل أن يصلوا إلى المستشفى .. أو إلى المشرحة فى زينهم .. هل تتصور أنه يمكن أن توجد أمانة فى هذا الجو ..؟ ـ لماذا لا ..؟ ـ ان هذا مستحيل تماما .. الحياة غير الذى تقرؤه فى الكتب يا عبد الحميد أفندى .. عندما تنام عين الإنسان يتحرك الشيطان .. ويتحرك بكل ضراوة .. وسم هذه خسة .. ولكنى أفعلها .. وسأظل أفعلها .. وقد عجبت لهذه الأفكار السوداء فى رأس إبراهيم .. وقدرت أن طفولته كانت قاسية ومرة .. حتى جعلته هكذا .. ورغم هذه النزوة التى كان يندفع إليها فى الليل ، وهو مسلوب الإرادة تماما .. فإنه كان فى منتهى الأمانة فى كل ما يتسوقه لى من أشياء .. ولا يزيد مليما واحدا ، بل كان يتحمل المشقة ويذهب إلى حي السيدة .. ليشترى لى الأجود والأرخص ويوفر بضعة قروش فى كل مرة .. ومن البيوت التى كان يخدمها .. شقة فى الدور الرابع فى نفس العمارة التى كنت أقيم فيها .. وكانت تسكنها سيدة ومعها بناتها الثلاث وكن جميعا يلبسن السواد فى الليل والنهار .. ووجوههن شاحبة حزينة .. وكانت هذه الأسرة ضحية لرجل اشتعلت فى رأسه الوطنية ـ منذ الصبا ــ وأخذ يكافح الاستعمار الإنجليزى بكل الوسائل .. وحدث أن وقعت حادثة اغتيال لبعض كبار الإنجليز فى مدينة القاهرة فاتهم فيها .. وأعدم .. ونسى الناس الأرملة وبناتها نسوهن تماما .. وعشن بعد عائلهم فى فقر وحزن .. وعرفت من إبراهيم أنهن يعشن من دخل ضئيل ولولا هذا لمتن من الجوع .. وكنت كلما شاهدتهن أشعر بشىء ثقيل يحط على قلبى ويكاد يسحقه .. ويضاعف من ألمى أننى كطالب فقير لا أستطيع أن أفعل لهن شيئا.. وكنت أتساءل كيف نسيهم الناس ونسيتهم الأحزاب .. ثم أدركت السبب .. كان الخوف من بطش الإنجليز وإرهابهم يبعد الناس عنهم .. لقد أمات الإرهاب كل مروءة وشهامة فى طباع البشر .. وقتل الخوف كل خير فى الإنسان .. وإلى جانب هذه الأسرة التاعسة التى نسيها الناس .. يعيش فى القاهرة نفسها المهرجون والخونة والمتجرون فى الوطنية .. يعيشون فى القصور ويكنزون الأموال .. وكان إبراهيم الذى لا يعبأ بالطعام ، ولا بالشراب ، ينام كيفما اتفق فى مدخل العمارة .. أو على البسطة التى أمام شقة الأرملة وبناتها .. يفرش حصيرا ويتمدد .. وكثيرا ما كانت تنتابه حالة اكتئاب حادة تجعلنى فى حيرة من أمره .. وفى أثناء هذه الحالة يكون طعامه رديئا .. وطباعه متغيرة .. وكان يتقاضى منى جنيها واحدا فى الشهر نظير خدمته .. ولا يطلبه إلا إذا أعطيته له .. فلم يكن فى حاجة لنقود لطعامه ، أو ملابسه لأنه يأكل فى البيوت التى يشتغل فيها ويرتدى الملابس القديمة .. ويوما طلب منى هذا الجنيه وهو يبدى أسفه ، وعلى وجهه الخجل ، فأعطيته له ولم أسأله عن السبب .. فتناوله وخرج فى الحال .. وقد جعلنى هذا أراقبه من النافذة .. ورأيته بعد ساعة يدور فى الميدان ، وبجواره طبيب الحى ممسكا بحقيبته .. ثم وجدته يصعد به إلى شقة الأرملة .. وحدث ما جعله يدخل قفص النقطة .. وهو الذى كان يتفرج على المحجوزين فيه ويسخر منهم .. ذلك أنه شاهد شابا خليعا يلاحق كبرى بنات الأرملة .. تحت الشجر .. ويمسكها من معصمها فى غبش الظلمة .. فصرخت الفتاة وكان إبراهيم يعس كعادته فى هذه الجهة .. فجرى على صوتها وأمسك بتلابيب الشاب .. وكان مع هذا نصل حاد أراد أن يطعن به إبراهيم .. فانتزعه منه إبراهيم ، وهو فى ثورة غضبه على الفتاة ، وطعنه بقوة وسقط الشاب .. وتجمع الناس فى الظلمة .. وقد روعهم المشهد الدامى .. ولكن إبراهيم تقدم وحده دون أن يمسك به إنسان .. ودخل النقطة .. وروت الأرملة كل شىء عنه بعد ذلك .. وكيف أنه كان يعطيهم كل ما كان معه من نقود ، ويحرم نفسه من كل الأشياء .. وأدركت أنا ، بعد اعترافها هذا ، أنه كان يعطيهم حتى النقود التى كان يجمعها من جيوب المصابين فى الحوادث .. |
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ نومـا على المشاركة المفيدة: |
![]() |
رقم المشاركة : 2 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
شكراً: 6,547
تم شكره 8,044 مرة في 2,309 مشاركة
|
![]() قصة هل أيقنت أن الله هو الرزاق
زاد التقى أخذ ذلك الرضيع يصيح في الشارع .... ويتعالى ذلك الصوت بالصراخ ...فلا مغيث ولا مجيب .... ثم ما هي إلا لحظات فتسمع الأم الحنون ذلك النداء ... هرعت مسرعة ملبية النداء ...أخذت تشمه ,,تقلبه ..فهو صغير... ترددت في أخذه فهو ليس إبنها ...ولكنه زاد في الصراخ ... حنت عليه ...وحملته إلى منزلها حيث تسكن ... بدأت تقلبه ...تداعبه ...وما يزيد إلا صراخاً ...فهو جائع جلست وأخذ يرضع و استقرت نفسه حينها وهدأت روعته .. فهو الآن بين يدي أم حنون تهتم به وترعاه وترضعه مع صغارها الكبار... هذا ما حدث للقط الصغير وللقطة الأم ... قامت أمي برمي القط الصغير خارج المنزل ... و و الله ذهبت القطة الأم لإحضاره في الحال وكأنها تقول مسكين لعلي أرضعه مع صغاري ... أدهشني المنظر وأخذت أتأملُ ساعة .. فسبحانه الخالق الرازق ... وقلتُ " سبحان من بيده ملكوت كل شي وهو يجير ولا يجار عليه " " وما من دآبه إلا على الله رزقها " أختي الكريمة أخي الكريم : لو تأملنا في هذه الحادثة آلا تزداد يقيناً بقدرته سبحانه فمن أوحى لها بأخذه ؟؟؟ ومن أوحى لها بإرضاعه ؟؟؟ ومن أوحى لها برعايته وكأنه صغير لها ؟؟ أنه الله جل جلاله
|
|
![]() |
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ نومـا على المشاركة المفيدة: |
![]() |
رقم المشاركة : 3 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
شكراً: 6,547
تم شكره 8,044 مرة في 2,309 مشاركة
|
![]() العـاصـفـة!!
أسرع مما توقعت.. بدأ العد التنازلي لموعد زواجي...! كلما قرب الموعد.. كبرت المسئولية.. وتضاعف الجهد.. الهواجس والأفكار... لا تفارقني..!! كان ترتيبي .. أن ما بقى الآن شهر او يزيد.. سأنتهي من كل شيء... الأمر بسيط ولا يحتاج إلى وقتٍ طويل.. اكتشفت متأخراً.. إنني أضعت اسبوعاً كاملاً في المفروشات!! وآخر في تجهيز .. المطبخ.. الآن هناك متسع.. بقي اسبوع.. تنفست الصعداء... الأحلام الورديه تطاردني.. والفرحه تلاحقني.. تركت خيالي يسري.. ولاينام.. بدأت التردد بكثرة على منزلي.. استمتع بالجلسة.. وبهدوء المكان أقرب الشاي.. أمد قدمي.. استرخاء تام.. وحلمٌ مبكر.. أتصفح الجرائد وأقرأ المجلات.. كل موضوع له علاقة بالزواج والأبناء دخل ضمن أهتماماتي.. عنوان جذاب.. اقرأ قبل أن تتزوج.. قلت بهدوء.. كلُ يخاطبني هذا الأسبوع.. ابتداء من الأطفال.. حتى الصحف والمجلات!!! استرسلت في القراءة.. نصائح كثيرة.. ومتتالية.. الفحص الطبي قبل الزواج.. أعدت القراءة مرة آخرى.. فوائده.. وأخيراً ضرورته.. لازمتني الفكرة خلال اليومين.. سيطرت على ذهني.. ورأيت أن أفعل..!! الخطوة الأولى أجراء فحص أولي.. ثم بدأت إعطاء التحاليل للمختبر.. مراجعة الطبيب بعد ثلاثة أيام.. رحلت مع أحلامي.. وعندما جاء الموعد تثاقلت.. ما الفائدة من الفحص؟؟!.. الجميع تزوجوا بدون ذلك.. وعندما تذكرت أنني قد دفعت لهم كامل المبلغ.. نهضت.. ورغم ذلك وصلت متأخراً.. انتظرت مدة تزيد على نصف ساعة.. وعندما حان دخولي على الطبيب.. مشيت بخطوات بطيئة.. أخرج أوراق التحاليل.. وبدأ يقرأ .. قلب الأوراق مرة أخرى .. استرق النظر إلى أكثر من مرة!! وعندما سألته.. هل هناك شيء؟؟ وضع الأوراق على طاولته.. بدون مقدمات.. يوجد اشتباه بسرطان الدم.. لم أصدق ما سمعت!!!! هول الصدمة جعلني لا أنطق.. وأنا أنظر إليه..تحدثت العيون وسألت كيف؟؟! لا تخَف مجرد اشتباه.. دعني أفحصك مرة أخرى.. لم أستطع أن أتحرك من مكاني.. شعر أنه أخطأ في مواجهتي.. مد يده.. وساعدني.. ألقيت بنفسي.. بدأت أتنفس بقوة لأتأكد من أنني على قيد الحياة.. فتح عيني.. وأطال النظر.. سمع دقات قلبي.. الأمر هين وبسيط.. نعيد التحاليل..!! أتيت بآمالٍ وأحلام.. وخرجت بهمومٍ وأحزان... كل ذلك في لحظات..!!!! هممت على حالي.. أوقفت سيارتي جانباً.. أغمضت عينيَّ.. في ماذا.. وأنا أنتظر الموت أفكر.. فكرت وفكرت.. نفسي.. أهلي.. وأخيراً..هي... هل أخبرها..؟ ماذا أقول..؟ لو أكدت التحاليل وجود المرض.. أسكت أم أخبرها.. لا وقت..أيام فقط..زواج أم..لا.. لم أعرف النوم تلك الليلة.. في الصباح تركت عملي واتجهت إلى المختبر.. والدم يؤخذ مني.. قلت له..خذ أكثر.. حتى نتأكد.. ولعله أخذ ما يرضيني.. وأكثر.. لم يبق في عروقي دم..بقي همٌّ وغم.. لم أتوقف عن التفكير.. لعل الأمر خطأ.. ولكن شيء في داخلي يقول.. إن الأمر حقيقة.. تركت منزلي.. إبريق الشاي منذ مساء البارحة تركته على أمل العودة.. كطائر أغلق عليه قفصٌ من حديد..!! يطير..ويطير.. يبحث عن مخرج....!!! يصطدم بكل جهة يتجه إليها ولا يبالي..!!! ولكن بدون نتيجة..... كل من قابلني.. وجهك متغير.. هذا وجه من يريد الزواج!!!.. كل هذا فرحٌ بالزواج..؟ بدأت تخاف من الآن..؟ حديثهم في وادٍ .. وأنا في وادٍ آخر.. ثلاثة أيام.. انتظارٌ طويل.. طويل.. قطعاً لحالة الشك.. ذهبت إلى عيادة أخرى.. وفي نفس اليوم.. اتصلت بالعيادة الأولى.. لم يأت شيء..لا..بعد غدٍ.. ما أطول غدٍ وبعد غدٍ.. أنتظر الموت..أو أمل الحياة.. ألغيتُ زياراتي مواعيدي.. حتى شراء ما بقي من الكماليات لمنزلي تركته.. لا أريد أن أرى أحداً.. أنظر إلى الدنيا نظرة مودع.. أخبىء وجهي عن أمي.. أستقبل الأيام وأرى دمعتها.. عندما أُنعى إليها...!! أما أبي.. فحزنٌ يقطع الكبد.. يمازحني في أمر الزواج..وأقول بصمت.. غداً.. في اليوم الثالث.. هدأتُ فكرت أن كان الأمر حقيقة..لن أتزوج.. ولكن حب الحياة ينازعني.. الكثير..عاشوا بأمراض مثل هذا وأكثر.. الأعمار بيد الله.. إذاً أخبرها.. في الساعة الرابعة والنصف..وقفت أمام العيادة مهموماً.. لعل الطبيب يحضر مبكراً..وجاء الطبيب..ولم يأت التقرير.. انتظرت ساعتين.. أطول عندي من سنتين.. وعندما أخبرني الطبيب بوصول النتيجة.. وقفت بسرعة..فتح التقرير...!! بدأت أرتجف..كأنني في شتــاء بارد...!! أما قلبي...نبضات سريعة..وضرباتٌ قوية..!!! ركبتي..لا أعرف لماذا لم تستطيعا حملي.. !! ورغم العرق الشديد..والنفسُ المتلاحق.. بشرني..الحمدلله .. ولم أدعه يكمل..رميت بنفسي عليــه..!! تراجعت..اقرأ مرةً أخرى..تأكد من كامل الأوراق.. خرجتُ لا تسعني الفرحة..أسلم على من أرى.. ذهبت مسرعاً إلى منزلي.. لا يزال الشتاء في داخلي..والعرق على جبيني.. استرخيت..ولكن لم أستطع البقاء.. ركبت سيارتي.. سلمت على والدتي.. لاحظت أنني مجهد..والفرحة تعلوني..وأي فرحة..؟ ما بك..؟! مظروف في يدي يحكي كل شيء..!! عقب أخي.. بعتاب.. ولا تُخبرنا بذلك..؟!! ابن آدم ضعيف..ولكنه جبارٌ مستكبر.. يُسقطه رغم غروره وكبريائه.. فيروسٌ صغير.. جرثومة لا تُرى.. يخاف الموت..ولا يعمل له.. يفرح بالصحة..والعافية..ولا يستفيد منهما..!!! تمـر الأحداث.. وتنزل النوازل.. وهو في أمرٍ آخر.. أما أنت.. فقد بعثت من جديد.. ولكن... فهن المنـايـا أي وادٍ حللته ........ عليها الـقــدوم أو عليك سَتقـدِمُ هناك متسعٌ الآن.. أعد حساباتك...
|
|
![]() |
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ نومـا على المشاركة المفيدة: |
![]() |
رقم المشاركة : 4 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
شكراً: 6,547
تم شكره 8,044 مرة في 2,309 مشاركة
|
![]() خرجت إمرأه من منزلها فرأت ثلاثة شيوخ لهم لحى بيضاء طويلة وكانوا جالسين في فناء منزلها
لم تعرفهم وقالت لا أظنني اعرفكم ولكن لابد أنكم جوعى. ارجوكم تفضلوا بالدخول لتأكلوا. سألوها: هل رب البيت موجود؟ فأجابت :لا، إنه بالخارج. فردوا: إذن لا يمكننا الدخول. وفي المساء وعندما عاد زوجها أخبرته بما حدث قال لها :إذهبي اليهم واطلبي منهم أن يدخلوا فخرجت المرأة و طلبت إليهم أن يدخلوا. فردوا نحن لا ندخل المنزل مجتمعين. سألتهم ولماذا؟ فأوضح لها أحدهم قائلا هذا اسمه الثروة وهو يومئ نحو احد اصدقائه، وهذا النجاح وهو يومئ نحو الآخر وأناالمحبة وأكمل قائلا: والآن ادخلي وتناقشي مع زوجك من منا تريدان أن يدخل منزلكم. دخلت المرأة واخبرت زوجها ما قيل. فغمرت السعادة زوجها وقال: ياله من شئ حسن، وطالما كان الأمر على هذا النحو فلندعوا الثروة دعيه يدخل و يملأ منزلنا بالثراء! فخالفته زوجته قائلة: عزيزي، لم لا ندعو النجاح كل ذلك كان على مسمع من زوجة ابنهم وهي في احد زوايا المنزل فأسرعت باقتراحها قائلة: اليس من الأجدر ان ندعوا المحب فمنزلنا حينها سيمتلئ بالحب فقال الزوج: دعونا نأخذ بنصيحة زوجة ابننا إخرجي وادعي المحبة ليحل ضيفا علينا خرجت المرأة وسألت الشيوخ الثلاثة: أيكم المحبة ارجو ان يتفضل بالدخول ليكون ضيفنا. نهض المحبة وبدأ بالمشي نحو المنزل. فنهض الإثنان الآخران وتبعاه، وهي مندهشة سألت المرأة كلا من الثروة و النجاح قائلة لقد دعوت المحبة فقط ، فلماذا تدخلان معه؟ فرد الشيخان لو كنت دعوت الثروة أو النجاح لظل الإثنان الباقيان خارجا، ولكن كونك دعوت المحبة فأينما يذهب نذهب معه. أينما توجد المحبة، يوجد الثراء والنجاح.
|
|
![]() |
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ نومـا على المشاركة المفيدة: |
![]() |
رقم المشاركة : 5 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
شكراً: 6,547
تم شكره 8,044 مرة في 2,309 مشاركة
|
![]() مـصـحـف أسـامـة
كتبه ابن الشهيد أفقتُ من قيلولتي ذاتَ يومٍ قبلَ أذان العصرِ ، فلم أجدْ أسامة .. سألتُ عنه فأجابتني أمهُ وعلى وجهها ابتسامةٌ مشرقةٌ : ـ لقد ذهبَ إلى المسجدِ .. ـ ولكنّ الوقتَ ما زالَ مبكراً . _ لقد اصبحَ ينافسكَ ، بل إنه يسبقكَ ..! _ هذا يسعدني والله .. وأضافتْ وعلى شفتيها ابتسامةٌ عذبةٌ : ـ لقدْ لاحظتُ إنه حريصٌ على اصطحابِ مصحفه الصغيرِ ، والقراءة فيه كثيراً ، وأحسبهُ يحتضنهُ في حنو الآن وهو في رحاب المسجد. . ابتسمتُ وأنا أشعرُ أن الدنيا لا تسع فرحتي بولدي المؤمن الصغير . ووثبتُ إلى الوضوءِ ، فلا أقل من أنْ ألحق به .. ** بعدَ أسبوعين تقريباً .. اقتربتْ أمُ أسامةَ مني وقالتْ بهمسٍ : ـ أبا أسامة .. ألم تلاحظْ ما اعترى تصرفات أسامة هذه الأيام ؟ ـ ماذا تعنين ؟ ـ لستُ أدري يقيناً ، لكني أتساءلُ : ما سر تشبثه بمصحفه كل هذا التشبث ، لقد طلبته البارحةَ منه فجاءني بمصحفِ أخته .. ولم يناولني مصحفه .. بل لاحظتُ أنه يحرصُ على أن يخفيه ، وهذا اليوم لاحظتُ أنه لم يحمله معه ، وأخذ مصحفاً آخر .. إنه لم يعتدْ هذه التصرفات من قبل ، لست أدري ما حدث له ؟؟ كنتُ أصغي إلى أم أسامة ملياً ، فهي أكثر ملاحظة مني ... وأحسستُ بالقلق ، وغرقتُ في تفكيرٍ عميقٍ ، قطعهُ صوتُ أسامة وهو يدخل مسلماً . رددت السلامَ وأنا أظهرُ له البشرَ ، وتفرستُ في وجهه ، وأنا أتذكر كلمات أمه ، فأثار انتباهي شيءٌ من الاحمرار في عينيه .. لعله اشتبك مع أحد أولاد الجيران الأشقياء .. ولكن ليس من عادته أن يتشاجرَ مع أحد .. ولا يدع مجالا لأحد أن يعتدي عليه ..بل هو سمح سهل يتجاوز ويعفو حتى عمن ظلمه .. كثيرا ما سمعته يقول عن من ظلمه: الله يسامحه .. أنا أريد أجري من الله ..أنا أغفر له حتى الله يغفر لي . ولهذا ازداد قلقي وسألت اللهَ ألا يخيب أملي في ولدي .. دعوته ليجلسَ بقربي ، وقبلته وأخذت أداعبهُ .. ** صرتُ أراقبه في المسجد .. في البيت .. في الطريق .. بل وأخذتُ أسأل عنه في المدرسة .. كل شيء على ما يُرام .. لا شيء أنكره عليه .. عدت من المسجد ذات يوم فسألتني أمه بلهفة : ـ هيييه .. ماذا وراءك ، طمئني ؟! ـ لا شيء .. لقد قرأ القرآنَ كعادته بعد الصلاة مع أترابه ، وأثنى إمام المسجد على قراءته المجودة المرتلة .. ولمحتُ شفتيه عن بعد تتمتمان .. وأدركت أنه يستغفر الله .. كدأبه كلما سمع ثناءً عليه أو مدحاً له .. وسألتُ عنه في المدرسة فوجدتُ الكل يثني عليه ، بل أكثر مدرسيه يقولون : ليت طلاب المدرسة في أخلاق أسامة ..إذن لكنا بخير .. تنهدت أمه بحرقة وهي تقول : ـ والهفى عليك يا ولدي .. ترى ماذا تخفي ؟ _ هل لا زلتِ تلاحظين عليه تلك الملاحظات ؟ _ نعم .. له مع مصحفهِ قصة ولابد .. اصبحَ يحذر مني أن أمدَ يدي إلى جيبه لأخذ المصحف .. وما كانت هذه عادته .. _ سبحان الله ... وعزمتُ على كشف هذا السر .. ** في أثناء ذهابِ أسامة إلى المدرسةِ ، قررتُ أن أفتشَ حجرته .. لأني كنتُ أعلمُ أنه لا يحملُ مصحفَه الصغيرَ إلى المدرسة .. بسهولةٍ وصلتُ إلى المصحفِ ، فقد كان يضعه في درجِ مكتبه قربَ سرير نومه .. كان من عادته أن ينظرَ في المصحف قبل أن ينامَ .. سألته عن ذلك يوماً فقال : حتى يكون آخر ما رأيت بعيني كلام الله .. ثم يقول وعيناه تلمعان : ويمكن أشوف رؤيا مفرحة .. أخذتُ أقلبُ أوراق المصحفَ بين يدي .. فهالني ما رأيتُ ..!! ـ يا إلهي .. ما هذا ؟؟! لقد وجدتُ بعضَ صفحاته قد ثُقِبَ أو كادَ ، وصار الورق في حال يُرثى له ..!! وأحسستُ بنيران الغضب تشتعلُ بين جنبيّ ..وفار دمي بشكل غير عادي .. أسامة يفعل هذا ؟؟! أسامة النقي الذي أصحو في جوف الليل البهيم على صوت بكائه فأذهب لأجده صاكاً بيديه وجهه وهو ينتحب فاسأله عما به ، فيجيب : ـ لا شيء ، لا شيء يا أبي .. تذكرتُ النار فخشيتُ أن تمسني ! فأقبّل رأسه الصغير ، وأضمه إلى صدري ، وأدعو له ، ثم أطمئنه ، و أعود إلى فراشي ، وأنا اسأل الله أن يذيق قلبي حلاوة التقوى والخشية التي ذاقها ولدي .. أيعقل أن أسامة لا يحفظ حرمةَ كتاب الله ، وهو خير تالٍ له ؟! سبحانك يا مقلب القلوب ..اللهم رحمتك نرجو .. اللهم لا تخيب ظني بولدي .. اللهم لطفك .. ** حملتُ المصحفَ معي ، ووضعته في جيبي .. وعندما عاد أسامة من مدرسته واجهته بمصحفه الصغير ..وكنت أحاول أن أتماسك فلا يظهر غضبي .. تراجع إلى الوراء خطوة ، وقد أحمر وجهه ، ومباشرة دمعت عيناه ، وتلعثم.. ومما زاد في غليان غضبي أنه لم يجب.. فصحتُ مهدداً : ـ أسامة .. هل لي أن أعرف ما هذا الذي أراه في مصحفك ؟! ومن بين شهقاته وعبراته جاء صوته المتهدج : ـ إنها دموعي يا أبي ..دموعي يا أبي ..! وأجهش بالبكاء .. فوثبت إليه أحتضنه بقوة ودموعي تسبقني ..
|
|
![]() |
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ نومـا على المشاركة المفيدة: |
![]() |
رقم المشاركة : 6 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
شكراً: 6,547
تم شكره 8,044 مرة في 2,309 مشاركة
|
![]() من عجائب آخر الزمان !!
موسى محمد هجاد الزهراني يحيى شاب عاقل ! طيب القلب ؛ حسن الخلقة و الخلق ؛ رجل يتفجر رجولة وحيوية ؛ يعرفه كل من يعرفه بذلك ! هاديء الطباع ؛ لا صخَّاب في الأسواق ولا جعظري جواظ ؛ وليس بالأكول ؛ ولا الجموع المنوع ... لكنه جاء يوماً في حالة كئيبة ؛ تعلو مُحياه سحابة مظلمة ؛ وألفاظه تخرج من فمه متناثرة غير مرتبة فقلت له : - مالك ! أصابك سهمٌ أم بُليتَ بنظرةٍ ؟ فما هذه إلاَ سجية من رُمي ؟! - قال : مالي ؟ وقعتُ في أزمة في هذا الزمن الكذوب ! - قلت : لعلك راجعت إدارة الأحوال المدنية لإضافة مولودك الصغير ؛ وطلبوا منك شاهدي عدل واثنين يزكونهما ؛ وتصديقاً من عمدة البلد وتقسم لهم بالله العظيم على كتابه الكريم أن هذا المولود لك لا لأحدٍ غيرك ولدته أمه في المستشفى الفلاني في الساعة الفلانية بشهادة الشهود ! عجبي .. وأن تلك الشهادة التي تكرم بها المستشفى لإثبات واقعة الولادة ، صادقة ، حقيقية غير مزورة ؛ فلم يصدقوك ! لأنهم يحسبون أن الأطفال نأتي بهم من الشوارع لنتبنَّاهم لأننا نتمتع بفائض اقتصادي هائل لا ندري أين وكيف ولمن نصرفه !. أو لعلك طلبت تجديد بطاقتك الشخصية فطلبوا منك الانتظار قرابة ستة أشهر حتى يبعثوها إلى أصل الملف في مدينتك التي استخرجتها منها في سالف الأزمان ؟ ؛ فأصبحت اليوم تمشي بين الناس بلا هوية ولا بطاقة أحوال أي أنك (بدون ) كما في أختنا الكويت . - قال : لا .. لم أذهب إلى إدارة الأحوال فالحديث عنها ذو شجون ؛ وهناك أحوال وأهوال ! ولديهم جهاز مظلوم حقاً اسمه ( كمبيوتر ) يتقاضى راتباً شهرياً ولا يعمل !. - قلت : إذن .. لعلك ابتُليت بشخص في شركة الاتصالات يبعث لك كل شهر فاتورة على عنوانك لهاتفٍ لا تعرف متى استخرجته ؛ ولا تذكر له رقماً ؛ ولم تلمس أزرارَه يداك الناعمتان ولم تُدخله بيتك .. والغريب في الأمر أن صورةً من بطاقتك الشخصية وجدتَها تُزين ذلك الملف ؛ وتوقيعكم الكريم في أسفل استمارة الطلب . أو لعلك .. تتلقى كل شهر رسوماً لهاتفك الجوال الذي قضى نحبه منذ زمن بعيد؛ تُسمى رسوم الخدمة والتي لا تتوقف إلاَّ إذا توقفت عجلة الحياة وورث الله الأرض ومن عليها !. - قال : لا ... - قلت : اصدقني القول إذن :- هل راجعت إحدى مكاتب الاستقدام الأمينة ؛ وأتيت بخادمة ؛ فاكتشفت أنها مريضة وأثبتَّ ذلك بتقرير طبي من أكبر المستشفيات الحكومية المعترف بها عالمياً .. فأردت إرجاع الخادمة ؛ فلم يقبلها منك المكتب واتهمك بتزوير التقرير ؟ ورماها في الشارع ؛ فتكرمت دورية الشرطة بإيصال الخادمة إلى مكتب مكافحة التسول لسجنها هناك على ذمة التحقيق ؛ وتقدمت أنت بشكوى إلى مكتب العمل والعمال فلم ينصفوك ؛ وإلى (...........) مكتب الأحوال الشخصية فأحالوا أوراقك إلى المحكمة لتمكث هناك أحقاباً تحت رحمة المواعيد البعيدة الأمد حتى تنقضي الثلاثة الأشهر المقررة لتجربة الخادمات؛ فتعود إلى البيت بلا خُفيّ حُنين ؛ فتخسر الخادمة ومبلغاً قدره (5600) ريال ؛ ثم تقوم بترحيلها على كيسك الخاص ... فلجأت أخيراً إلى تملق المتنفذين في الشرطة وبدورهم أقنعوا فخامة مدير مكتب الاستقدام الموقر الذي تعاملت معه وراجعته شهراً ونصفاً دون فائدة بوجوب العودة إلى إنسانيته وآدميته والتنازل عن دعوى تزوير التقرير ؛ وتسفير الخادمة على حسابه الخاص لمرضها كما ينص عليه عقدهم المحترم الذي كل بنوده تصب في مصلحتهم فقط أما المواطن ففي ستين داهية ! ( والله يعوض عليك ) كفافاً لا لك ولا عليك ... - قال : يا أخي .. لم يقع لي هذا .. و لا شيء منه .. - قلت : عرفتُ الآن .. هل نجح ابنك من الثانوية بتقدير ( ممتاز) ومعدل 95,75% فوقف مثلما وقف حمار الشيخ في العقبة ؛ فلم يُقبل في جامعة ولا كلية ولا مطعم ولا بقالة ! لأنه لا يحمل بيده ورقة أخرى تسند تلك الشهادة .. بها توقيع يكاد يخرق الورقة من غلظته ؛ لا يراه أحد إلاَّ قال :... أصبحنا وأصبح الملك لله ! ، حتى تمنيت أن ابنك لم ينجح ولم يحصل على هذا التقدير ؟!... - قال : أنت اليوم في حالة مضحكة .. لم يحدث هذا ولا .... - قاطعته : قلت : إذن ... المسألة أنك تخرجت أنت من الجامعة ؛ جامعة (الإ..............) على قدر اسمها ! بتقدير( جيد ) لأنك أخفقت بسبب وفاة والدك في أول فصل جامعي ولم يعذروك فلزمك العار حتى تخرجت بهذا التقدير.. فعطشت في طريق عودتك إلى منزلك ؛ وجفَّ ريقك ؛ ولم تكن تحمل معك محفظتك وبها نقودك ؛ ومررت على بقالة وقدمت شهادتك للبائع .. تزخرفها كتابة بخط جميل يقول ( بكالوريوس ) فلم تسقك شربة ماء ... فأردت أن تتقدم لنيل درجة الماجستير؛ فأصبحت أضحوكة في أروقة الجامعة... ثم أردت أن تحفظ ماء وجهك ؛ وتقدمت لوزارة المعارف لتكون معلماً محترماً .. فظنوك من مواليد عام 800هـ ! وأتيت بمخطوطة في يدك تحتاج إلى من يفك رموزها .. ويحققها ويقابلها بأصلها .. ليعلم ما هي ! . فخرجت وأنت مهموم مغموم .. فخطر على بالك أن ترفعها لتعطى رتبة على الكتف شعارها نجمة أو اثنتان وظننتَ أنها لا تزال تحتفظ بقيمتها التي كنت تذكرها قبل عقد من الزمان.. فقبلوها منك .. على شرط أن تلبس بدلة عسكرية نظيفة من كل شيء إلاَّ من حزام يشد وسطك لا غنى عنه ! .. - قال : أمرك غريب .. مشكلتي .. إسمع بارك الله فيك سأقصها عليك ..!!!
|
|
![]() |
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ نومـا على المشاركة المفيدة: |
![]() |
رقم المشاركة : 7 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
شكراً: 6,547
تم شكره 8,044 مرة في 2,309 مشاركة
|
![]() الورقة المطوية
وقفت في الصف مع الرجال .. أمام شباك التذاكر .. وكان الزحام شديدا في نهاية الصيف والطابور يتلوى لطوله ويبرز خارج المحطة .. وكان آخر قطار " ديزل " يتجه إلى القاهرة .. ومع أن معظم الواقفين في الطابور لم يكن عندهم أدنى أمل في الحصول على مقعد ولكنهم وقفوا .. وصبروا ليجربوا حظهم . وكان عامل التذاكر في محطة " سيدى جابر " بليدا ولئيما وحلا له تعذيب الواقفين أمامه في الطابور .. إذ كان يعمل في بطء شديد ، ويحادث موظفا في الداخل بين الحين والحين ويدير رأسه إلى الوراء دون سبب ظاهر ثم يعود في تكاسل إلى عمله .. وكان كل الذين يرون هذا المشهد المغيظ ، لايبدو منهم التذمر أو الاعتراض .. فقد الفوا مثل هذه الأشياء .. واعتادوا عليها .. وكانوا على يقين .. بعد التجربة المرة .. إن الشكوى والتذمر لا جدوى من ورائهما ..ولا يغيران الحال .. فلاذوا بالصمت . وصمتت السيدة مثلهم ولكنها كانت تشعر بالغيظ .. وصبرت حتى جاء دورها وأصبحت أمام الموظف على الشباك .. وفتحت حقيبتها لتخرج ثمن التذكرة .. وارتعشت يدها وتمتمت ثم أخضلت عيناها بالدمع .. وظهر عليها الاضطراب بوضوح .. وأخذت تتلفت زائغة البصر .. ثم خرجت من الصف وهى لاتستطيع حبس عبراتها .. وأدرك الرجل الذى كان وراءها في الصف حالها وما جرى لها .. وكان قد سمعها وهى تقول : ـ تذكرة لمصر .. ثم انشل لسانها .. فأخرج ورقة بخمسة جنيهات من جيبه وقطع تذكرتين بدلا من تذكرة واحدة .. وتناول الباقى من الموظف ثم خرج من الصف .. وظل يبحث عن السيدة حتى وجدها خارج المحطة .. فتقدم اليها وقال بلطف وهو يمد يده بالتذكرة .. ـ أدركت ما حدث .. فاسمحى لى بأن أقدم هذه التذكرة .. وعندما تعودين إلى بيتك .. ردى ثمنها في أى وقت .. فنظرت إلى الرجل مشدوهة .. لم تكن تقدر .. أو تنتظر مثل هذا من إنسان .. وتصورت أن الرجل يحتال عليها .. أو يفعل شيئا ليتقاضى ثمنه مضاعفا .. وظلت مترددة واجمة ولكن لما توضحته ونظرت إلى عينيه توسمت فيهما الطيبة المطلقة .. فتناولت منه التذكرة .. وهمست .. ـ متشكرة .. وبعد أن دخلت من باب المحطة .. تذكرت أنها لم تسأل الرجل عن عنوانه لترد له نقوده .. فمشت إليه في استحياء . ـ ولكن .. حضرتك .. لم تعطنى عنوانك .. ـ في القطار .. اننا جنب بعض .. جنب بعض .. وعاودتها الهواجس انه يستغل الموقف إذن .. واضطربت وعلا وجهها السهوم .. لقد كانت تتصور فيه الطيبة فإذا به كغيره من الرجال استغل موقفها ببراعة .. ترد له التذكرة ؟ ولكن أين تذهب في هذه المدينة الكبيرة وهى وحيدة مفلسة ؟ فبعد أن نشلت ليس في جيبها أى نقود على الاطلاق .. وليس لها قريب أو غريب في الإسكندرية تعتمد عليه .. وظلت حائرة مضطربة .. ثم شعرت بالقطار يدخل المحطة فأنقذها من حيرتها وركبت وهى تترك الأمر للمقادير .. *** وبحثت عن الرجل وراءها وقدامها وهى تدخل في جوف العربة فلم تجده .. وكان الزحام شديدا .. خلق كثير .. يتدافع بالمناكب .. في داخل العربة .. وتحركت ببطء وهى تقدر العثور عليه بعد أن تجلس على المقعد .. فهو بجوارها كما قال لها .. ولكنها وجدت رقم كرسيها بجوار سيدة فجلست متعجبة .. ولما تحرك القطار تطلعت فأبصرت بالرجل هناك في أقصى العربة .. يجلس بجوار الباب .. وظلت عيناها معلقتين به .. وهى تنتظر منه أن يتحرك من مكانه ويأتى إليها وعلى الأخص وهو يعرف رقم مقعدها .. ولكنه لم ينهض حتى بعد أن جاوز القطار محطة " دمنهور " .. وفي محطة " طنطا " حمل اليها لفة طعام ونظرت إليه .. وابتسمت .. وتناولت اللفة صامتة .. فقد خشيت إن رفضتها أن تثير فضول الركاب .. وخصوصا السيدة التى بجوارها فهى فضولية إلى أقصى مدى .. ولذلك تناولت منه الطعام وهى تشعر من حولها بأنها قريبة له أو حتى زوجته .. فهو في سن زوجها .. وأخذت تأكل .. ضامة شفتيها ما أمكن .. وعزمت على جارتها أكثر من مرة .. وبعد أن فرغت من الطعام وأحست بأنها تقترب من محطة القاهرة .. فكرت في الذى تفعله لتصل إلى بيتها في الدقى في هذا الليل ومعها حقيبة ثقيلة .. وخرجت من القطار .. تحمل حقيبتها بيدها .. وفي الصالة الخارجية لمحطة القاهرة كان الرجل بجانبها يعينها .. ودفع إلى يدها ورقة بخمسين قرشا .. وقال .. ـ هذا للتاكسى .. فقالت له بثبات هذه المرة .. ـ أبدا .. لابد من اسمك وعنوانك أولا .. فابتسم في لطف .. وأخرج من جيبه ورقة وقلما .. وانتحى جانبا ليكتب ثم طوى الورقة .. وقال لها .. ـ في هذه الورقة اسمى وعنوانى ورقم تليفونى أيضا .. وأركبها تاكسى .. واختار لها سائقه .. ولما دخلت البيت .. كان زوجها لايزال في الخارج .. وكانت الشغالة في انتظارها وسرت لقدومها .. ولما أخرجت " ثريا " ملابسها من حقيبتها واستراحت قليلا أخرجت من حقيبة يدها الورقة التى أعطاها لها الرجل " وكانت عدة طيات ففردتها ونظرت فيها .. فوجدتها بيضاء .. ليس فيها حرف واحد ". وابتسمت وصورة الرجل الغريب تتضخم أمامها وتعظم حتى ملأت جوانب البيت كله .. ولما جاء زوجها من الخارج وجدها في الفراش .. فاقترب منها في شوق ليحتضنها ولكنها دفعته عنها نافرة واعتذرت بأنها تعبة .. ولأول مرة في حياتها تشعر بكراهية شديدة له واحتقار من غير حدود .. كانت تقارن بين صفاته الخلقية وصفات الرجل الآخر .. فقد لمست لأول مرة في حياتها النبل والشجاعة في إنسان ..
|
|
![]() |
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ نومـا على المشاركة المفيدة: |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|