*************
****
الجــواب : تفسير آيات القرآن بالرسوم والصور المعبرة عن 
أحداث القصص من الأشخاص، من أنبياء الله ورسله -عليهم 
الصـــلاة والســلام - والصالحين من عباده ، أو مــــن الكفار 
والشياطين، وما فيها من ذكر جماعات من شجر ونحوه، كل 
هذا تفسير بدعي محرم لا يجوز فعله ، ولا طبعه ولا نشره ، 
ويجب الامتناع عنـــه ، ومنع تداوله مهما كانت نية صاحبه 
حسنة، كدعوى تقريب فهم الآيات للصغار، أو لحديثي العهد 
بالإسلام ، أو غير ذلك من الأسباب ؛ وذلك لما تشتمل عليه 
هذه الطريقة في تفسير كتاب الله تعالى من المحاذير 
الشرعية ، ومنها :
1 - أن هـــــذا العمل سواء كان لرسوم ما فيه روح أو لشجر 
ونحوه عمل مبتدع في تفسير كتاب الله عـــز وجـــل ، يخالف 
منهج علماء الأمة قديما وحديثا، وليس هو من طرق التفسير 
المعروفة عندهم .
2 - أن هذا العمل فيه استهانة بحرمة كتاب الله عــز وجل ، 
واستخفاف بمعانيه العظيمة .
3 - أن هــذا العمل وسيلة للتلاعب بتفسير كتاب الله تعــالـى 
بالطرق التي لم يشرعها سبحانه .
4 - فـي هـذا العـمـل تمثيل للأنبياء والمرسلين ، وتعريضهم 
للضحك والاستهانة والاستخفاف بهــــم ، ففاعله على خطر 
عظيم ، والاستهزاء والاستهانة بنبي كفر عظيم بنص 
القرآن العظيم .
5- رسم صور الأنبياء المتخيلة سبب ظاهر لفتنة الشرك بالله 
تعالى ونقض التوحيد ، كمـا قص الله علينا خبر الذين اتخذوا 
ودا وسواعا ويغوث ويعوق ونسرا ، فقـــال تعـالـى ( 
وَقَالُوا 
لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدّاً وَلَا سُوَاعاً وَلَا يَغُـــوثَ وَيَعُوقَ 
وَنَسْراً ، وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيراً ) ، فالشرك إنمــا وقــع فـــي قوم 
نوح لما صوروا هؤلاء الصالحين ، ونصبوا صورهم في 
مجالسهم ، فآلت بهم الحال إلى عبادتهم .
6- أن تصوير ذوات الأرواح حرام ؛ لدلالة كثير من الأحاديث 
الصحيحة عن النبي - صلى الله عليــه وسلـــم - في الصحاح 
والسنن والمسانيد على تحريم تصوير كل ذي روح آدميا كان 
أو غيــــره ، وهتك الستور التي فيها الصور ، والأمر بطمس 
الصـــــور ، ولعن المصورين وبيان أنهم أشد النــــاس عذابا 
يوم القيامة ، ونحـــن نذكر لكم جملة من الأحاديث الصحيحة 
الواردة في هذا الباب . ففـي ( الصحيحين ) عن أبي هـــريرة 
رضي الله عنـه قال : قال رسـول صلـى الله عليه وسلم " قال 
الله عــز وجــــل : ومـن أظلم ممن ذهب يخلق خلقا كخلقي ،
فليخلقوا ذرة أو ليخلقوا حبة أو ليخلقوا شعيرة " وهــذا لفظ 
مسلم . وفيهما - أيضا - عن ابن مسعود - رضـي الله عنه - 
قال : قال رســول الله صلى الله عليه وسلم " إن أشد الناس 
عذابا يوم القيامة المصورون " ولهما عــن ابن عمر رضي 
الله عنهـــما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن 
الذين يصنعون هذه الصور يعذبون يوم القيامة ، يقال لهم: 
أحيوا ما خلقتم " هذا لفظ البخاري .
« وعن عائشة رضي الله عنها قالت : دخل على النبي صلى 
الله عليه وسلم وقد سترت سهوة لي بقرام فيه تماثيل ، فلما 
رآه هتكه وتلون وجهه وقال " يا عائشة ، أشد الناس عذابا 
عند الله يوم القيامة الذين يضاهئون بخلق الله" قالت عائشة 
فقطعناه فجعلنا منه وسادة أو وسادتين» رواه مسلم وغيره 
من الأحاديث الكثيرة .
علما أن هذه الطريقة كما يحرم عملها في تفسير آيات القرآن 
العظيم ، فكذلك يحرم عملها في شرح أحاديث النبي صلى الله 
عليه وسلم ؛ للاشتمال على هذه المحاذير الشرعية نفسها .
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه 
وسلم .
اللـجــنـــة الـدائمــة للبحــوث العــلـمــيــة والإفــتـــــاء 
الشيخ بكر أبو زيد ،الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ ، 
الشيخ صالح الفوزان ، الشيخ عبدالله بن غديان
الشيخ عبد العزيز بن باز
كتاب : فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
المجموعة : 2 ، الجزء : 1 ، الصفحة : 308 ، 
الفتوى : 18828 
والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين .
