الموضوع
:
سجود الشمس و القمر
عرض مشاركة واحدة
#
1
10-31-2011, 08:02 PM
الثلايا
مشرف القسم الإسلامي
شكراً: 2,316
تم شكره 3,815 مرة في 992 مشاركة
رد: سجود الشمس و القمر
قال الله تعالى:
إِ
ذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ
رَأَيْتُ
هُمْ
لِي
سَاجِدِ
ينَ
(4)
قال الإمام الطبري في تفسيره:
قال" ساجدين"
والكواكب والشمس والقمر إنما يخبر عنها ب"
فاعلة
" و"
فاعلات
" لا بالواو والنون ،
[ لأن الواو والنون] إنما هي علامة جمع أسماء ذكور بني آدم، أو الجن، أو الملائكة
.
وإنما قيل ذلك كذلك ، لأن
"السجود" من أفعال من يُجمع أسماء ذكورهم بالياء والنون ، أو الواو والنون ، فأخرج جمع أسمائها مخرج جمع أسماء من يفعل ذلك ، كما قيل
يَا أَيُّهَا النَّمْلُ
ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ
) ، [سورة النمل : 18].
وقال في موضع آخر
وقيل (كُلّ فِي فَلَكٍ
يَسْبَحُونَ
) فأخرج الخبر عن الشمس والقمر مخرج الخبر عن بني آدم بالواو والنون، ولم يقل: يسبحن أو تسبح، كما قيل (والشَّمْس والقَمَرَ
رَأَيْتُهُمْ لي
ساجِدِين
َ )
لأن السجود من أفعال بني آدم، فلما وصفت الشمس والقمر بمثل أفعالهم، أجرى الخبر عنهما مجرى الخبر عنهم.
وقال القرطبي رحمه الله في (الجامع لأحكام القرآن):
فإن قيل: كيف جمع من لا يعقل جمع من يعقل ؟.
قيل:
لانه أسند إليهم فعل من يعقل،
كما قال: " رأيتهم لي
ساجدين
(1) " ولم يقل ساجدات، وقد قال: " لم
شهدتم
علينا (2) "، وقال: " وتراهم
ينظرون
إليك (3) "، ومثله كثير، وسيأتى إن شاء الله تعالى.
وقال:
والعرب تجمع مالا يعقل جمع من يعقل إذا أنزلوه منزله، وإن كان خارجا عن الأصل.
وقال:
وقال سيبويه رحمه الله في قوله تعالى: "
رأيتهم لى ساجدين
": إنما قال: "
رأيتـ
هم
" في نجوم،
لانه لما وصفها بالسجود وهو من فعل من يعقل عبر عنها بكناية من يعقل
وقال ابن حيان في تفسيره (البحر المحيط):
وجمعهم جمع من يعقل ، لصدور السجود له ، وهو صفة من يعقل ،
وهذا سائغ في كلام العرب ، وهو
أنْ يعطى الشيء حكم الشيء للاشتراك في وصف ما
، وإن كان ذلك الوصف أصله أن يخص أحدهما .
(
إذ قال يوسف لأبيه ياأبت إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين
( 4 ) )
يقول تعالى : اذكر لقومك يا
محمد
في قصصك عليهم من
قصة
يوسف
إذ قال لأبيه ، وأبوه هو :
يعقوب ،
عليه السلام ، كما قال
الإمام أحمد
:
حدثنا
عبد الصمد ،
حدثنا
عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار ،
عن أبيه ، عن
ابن عمر;
أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال :
"
الكريم ، ابن الكريم ، ابن الكريم ، ابن الكريم ،
يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم
"
.
انفرد بإخراجه
البخاري ،
فرواه عن
عبد الله بن محمد ،
عن
عبد الصمد
به وقال
البخاري
أيضا :
حدثنا
محمد ،
أخبرنا
عبدة ،
عن
عبيد الله ،
عن
سعيد بن أبي سعيد ،
عن
أبي هريرة ،
رضي الله عنه ، قال :
سئل رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : أي الناس أكرم ؟ قال : " أكرمهم عند الله أتقاهم " . قالوا : ليس عن هذ
ا نسألك . قال : "
فأكرم الناس
يوسف
نبي الله
، ابن نبي الله ، ابن نبي الله ، ابن
خليل الله
" .
قالوا : ليس عن هذا نسألك . قال : " فعن معادن العرب تسألوني ؟ " قالوا : نعم . قال : " فخياركم في الجاهلية خياركم
في الإسلام إذا فقهوا "
.
ثم قال : تابعه
أبو أسامة ،
عن
عبيد الله
.
وقال
ابن عباس
:
رؤيا الأنبياء وحي
.
وقد تكلم المفسرون على تعبير هذا المنام : أن الأحد عشر كوكبا عبارة عن إخوته ، وكانوا أحد عشر رجلا
[ سواه ] والشمس والقمر عبارة عن أبيه وأمه . روي هذا عن
ابن عباس ،
والضحاك ،
[
ص:
370 ]
وقتادة
وسفيان الثوري ،
وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم ،
وقد وقع تفسيرها بعد أربعين سنة ، وقيل : ثمانين سنة ، وذلك حين رفع أبويه على العرش ، وهو سريره ، وإخو
ته بين يديه : (
وخروا له سجدا وقال ياأبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا
) [
يوسف : 100 ] .
وقد جاء في حديث تسمية هذه الأحد عشر كوكبا ، فقال
الإمام أبو جعفر بن جرير
.
حدثني
علي بن سعيد الكندي ،
حدثنا
الحكم بن ظهير ،
عن
السدي ،
عن
عبد الرحمن بن سابط ،
[
عن
جابر
]
قال : أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - رجل من يهود يقال له : " بستانة اليهودي " ، فقال له : يا
محمد ،
أخبرني عن
الكواكب التي رآها
يوسف
أنها ساجدة له
، ما أسماؤها ؟ قال : فسكت النبي - صلى الله عليه وسلم - ساعة فلم يجبه بشيء ، ونزل [ عليه ]
جبريل ،
عليه السلام ، فأخبره بأسمائها . قال : فبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إليه فقال : " هل أنت مؤمن
إن أخبرتك بأسمائها ؟ " فقال : نعم . قال : " خرتان والطارق ، والذيال وذو الكنفات ، وقابس ، ووثاب ، وعمودان ،
والفيلق ، والمصبح ، والضروح ، وذو الفرغ ، والضياء ، والنور " ، فقال اليهودي : إي والله ، إنها لأسماؤها .
ورواه
البيهقي
في " الدلائل " ، من حديث
سعيد بن منصور ،
عن
الحكم بن ظهير
.
وقد روى هذا الحديث الحافظان
أبو يعلى الموصلي
وأبو بكر البزار
في مسنديهما ،
وابن أبي حاتم
في تفسيره أما
أبو يعلى
فرواه عن أربعة من شيوخه عن
الحكم بن ظهير
، به وزاد : قال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم :
"
لما رآها
يوسف
قصها على أبيه يعقوب ، فقال له أبوه : هذا أمر متشتت يجمعه الله من بعد; قال : والشمس أبوه ، والقمر أمه
"
.
تفرد به
الحكم بن ظهير الفزاري
وقد ضعفه الأئمة ، وتركه الأكثرون ، وقال
الجوزجاني
:
ساقط ، وهو صاحب حديث
حسن يوسف
.
التوقيع :
بكيْتُ على الشّبابِ بدمعِ عينـــي فــلم يُغنِ البُكاءُ ولا النّحــــيبُ
فَيـــا أسَفاً أسِفْتُ على شَبــــــابٍ نَـعاهُ الشّيبُ والرّأسُ الخَضِيبُ
عريتُ منَ الشّبابِ وكنتُ غضاً كمَا يَعرَى منَ الوَرَقِ القَضيـبُ
فيَا لَيتَ الشّبــابَ يَعُودُ يَوْمــــــاً فأُخــــبرَهُ بمَـا فَــعَلَ المَـــــشيبُ
التعديل الأخير تم بواسطة همسات مسلمة ; 11-01-2011 الساعة
11:45 PM
الثلايا
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن كل مشاركات الثلايا